السبت 28 ديسمبر 2024

ميراث الندم بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 31 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


في غفلة منها من رفعها بجذب ذراعها لتقف مصډومة مما تلفظ به وقبل أن تهم بجداله فاجئها بسحبها من يدها ثم إخراجها لخلف الغرفة التي صفقها بابها پعنف بعد ذلك
عادت من شرودها تدلك بيدها على ذراعها المټألم وغليل الډماء برأسها يدفعها للتصرف باي شيء أحمق حتى لو أدى الأمر بها لطرد هذه الملعۏنة التي تنال الحب والتعاطف معها أينما حلت كما كانت ټخطف الأنظار منها قديما في كل مرة اجتماعا بها سواء كان الأمر في المدرسة أو التجمعات العائلية وقد كانت أيضا سببا رئيسيا في كل مشاجرة بينها وبين شقيقها الذي ما زال حتى الان مچنونا بها حتى بعدما فضلت عليه غيره قبل ذلك بضړبة مزدوجة حينما خطفت منها الرجل الوحيد الذي اثار إعجابها في سن المراهقة حبيبها هي ايصا حجازي

انتفضت فجأة مع اهتزاز الهاتف بيدها لتجيب على المتصل على الفور تفرغ به شحنة ڠضبها
نعم يا نور عيني وصلت المحروسة اللي مصدع راسي بالسؤال عنها من الصبح عايز ايه تاني
وصلها صوت الهادئ وكأنه قاصدا إجلاطها
هدي شوية يا فتنة وبلاش جلة حيا معايا يا بت انا اخوكي الكبير
اخويا الكبير ولا اخويا الصغير حل عني يا ناجي انا على اخري البت دي لا طايجاها ولا طايجة حد يكلمني عنها دي شكلها جاية تخرب عليا 
تخلى ناجي عن عبثه ليردف بلهجة جادة
بلاش جنانك دا يا فتنة واعجلي لو في خړاب هيبجى بيدك انا مش هجعد ازيد واعيد في الكلام خبر ايه كل ده ومعجلتيش 
زادت من عصبيتها تهدر پعنف
لاه مش هجعل يا ناجي عشان انت كل كلامك ده عشان مصلحتك عايز تتجوز المحروسة ومش هامك اختك واللي بيتعمل فيها غازي مد يده عليا عشانها وجابها ڠصب عني وحكم عليا ما ازعلها بكلمة ليه كانت السفيرة عزيزة هي ولا كانت السفيرة عزيزة 
لا عزيزة ولا نفيسة شغلي مخك شوية يا هبلة وبيني نفسك انتي الزينة اتجربي منها مش عشان مصلحة اخوكي وبس لأ دا عشان مصلحتك انتي كمان اعجلي يا بت وازوني الأمور صح مش كل شوية انا وامك نوصي فيكي جوزك عصبي وانت البعيدة بتصري تتحديه دا احنا رجالة كبيرة وبشنبات ونهاوده يا غبية 
في الأسفل
وقد التف الجميع حول المرأة الكبيرة في جلسة جمعت الاسرتين غازي والذي كان جالسا بجوار ابن عمه عزب يراقب فتياته الصغار يلعبن مع الوافد الجديد قبل أن تخطفه روح من بينهن لتضمه إليها بمرح
يا حلاوة يا ناس دا انا الفرحة مش سايعاني النهاردة الواد الحلو ده هتصبح وتمسى بيه 
غزت ابتسامة جميلة انارت وجهها تأثرا بالكلمات العفوية البسيطة من جميلة الخلق والخلقة قبل أن يعلق شقيقها ايضا
ياللا يا ستي ادينا جيبنالك صاحبتك لحد عندك افرحري بجى واشبعي حكاوي مع ان دي أشك فيها 
ضحكت روح بملئ شدقيها لمزحة شقيقها كما فعل الاخرون لكن هي تبسمت بخجل لفت أنظار الجدة الكبيرة لتردف بسجيتها
زي ما انتي يا نادية ما تغيرتيش لساكي يا بتي بتتكسفي من أجل كلمة أنا فاكراكي زين كنتي على طول تحبي تدسي في بيتكم ولما تتغصبي على جعدة وسط حريم تفري وتسبيها خالص لمت تلاجيهم اتكلموا عليكي 
كلمات الجدة زادتها خجلا وزادته هو ولها كيف يسيطر على الخفقان القوي بداخله كيف يحجم نفسه بالا يطيل النظر نحوها وقلبه المعذب حتى الآن لا يصدق أنها امامه حلم عمره القديم دائما وأبدا جالسة في بيته وأمامه
مساء الخير يا جماع عاملين ايه
صدر صوتها من وسط الدرج لتهبط الدرجات المتبقية حتى وصلت إليهم ترحب بمبالغة أدهشت روح وأثارت الريبة بقلب زوجها
عاملة ايه يا نادية نورتينا وشرفتينا يا حبيتي 
تقبلت الاخيرة عناقها بمودة رغم استغرابها
البيت منور بأهله تشكري يا فتنة ويشكر زوجك 
بتشكريني على ايه بس
قالتها بنبرة تبدوا عاتبة قبل ان تنقل وتصافح شقيقها على عجالة وجليلة التي تقبلت فعلها
ببرائة
تسلمي يا زينة يا بت الأصول مرت الكبير صح عاملة ايه يا بنتي وايه عاملين إيه بناتك
زادت بتمثيلها وهي تجلس مجاورة للمرأة
والنعمة يا عمة البنتة مطلعين عيني ما انتي عرفاني جيبتهم فوج روس بعض واديني متمرمرة معاهم 
ربنا يعينك ويساعدك عليهم يا حبيتي الخلفة دي هدة حيل والعيال عايزة الشديد 
ايوة يا عمة عندك حج بس بصراحة يعني انا ربنا رازجني باللي يساعدني روح عمتهم بټموت فيهم ولا ابوهم 
توقفت تنقل نظرها نحوه وقد ضاقت عينيه توجسا لسماعاها بعدما أذهلته بالثناء على شقيقته والتي
كانت تتابع هي الأخرى بعدم ارتياح لها
ابوهم يا عمة جوزي كبير العيلة والبلد كلها ممكن يسيب جعدة الرجالة لو بس اتصلت وبلغته على حاجة انا طالباها ولا البنات ما يتأخرش علينا في أي طلب حتى لو كان لبن العصفور ربنا يخليهولي ويبارك في عمره على طول يارب 
يا حبيبتي ربنا يباركلك فيه هو انتي جوزك ده أي حد 
قالتها جليلة بطيبة ليست غريبة عنها أما هو فقد 
فهمها وفهم مقصدها ولكنه تماسك ليغير دفة الحديث متجاهلا دعوات جليلة وامتنانها له
انت النهاردة هتجضي اليوم كله معايا يا عزب انا فاضيلك النهاردة ومش طالع من البيت واصل 
ضحك الاخير في الرد عليه
لا يا راجل! يعني انت هتسيب مصالحك وانا كمان اسيب اللي ورايا ونجعد نحكي ونهرج وبلاها اي حاجة توجع المخ دا انت رايج جوي يا عم غازي 
يا عم وما اروجش ليه بس
قالها غازي لتضيف على قوله الجدة الكبيرة
وفيها ايه يعني يا ولدي ايام الجمعات والجعدات الحلوة ما بتتكررش اسألي انا دا جدك الدهشان على كد ما كان شديد وما بيضعش وجت لكنه لما كان يلاجي صاحب ولا حبيب والله ما كان بيسيبه غير وهو متعشي ولا متغدي معاه 
تمتم الجميع بالترحم على الراحل وهي معهم حتى نهضت تريد الذهاب
طب احنا كدة نجوموا بجى عن اذنك يا جدة 
استني يا بت 
قاطعتها المرأة لتخاطبها بحزم مشددة
اجعدي يا نادية انتي مش طالعة من هنا غير بعد ما نتغدى كلنا 
ظهر الرفض جليا على ملامحها الشفافة لتردد باعتراض
لا لا طبعا انا مليش نفس اكل اساسا انا 
ما خلاص يا نادية 
صدرت منه يدعم جدته
احنا مش اغراب عن بعض عشان يبجى في ما بينا كسوف دا احنا عيال عم وعيلة واحدة اخوكي وهو اخويا واختي هي اختك 
تدخلت روح هي ايضا تردف بلهفة
ايوة يا نادية دا انا من امبارح والفرحة مش سايعاني والله من ساعة بلغني غازي بجيتك هتنغدى دلوك مع بعض وبعدها هاجي معاكي ونجعد نحكي مع بعض ان شالله حتى انام معاكي دا لو تسمحيلي يعني اصل انا ما صدقت لجيتك صراحة 
اجبرتها على الابتسام لها لتعقب جليلة من خلفهم
ربنا يديم المحبة يا بتي خلاص يا نادية وما تبجيش حنبلية جدتك حكمت يعني مفيش حد يراجعها 
اضطرت تعود لجلستها مزعنة لطاعة المرأة رغم عدم رغبتها في الإختلاط او تناول الطعام وعادت لروح التي كانت لا تصدق نفسها من الفرحة تشاركها الحديث في مواضيع شتى
غير منتبهات لأبصار فتنة التي انصبت بحريق متخفي نحوهن تعيد برأسها عبارته مرارا وتكرارا لتتسائل لماذا ذكر الآخوة على الأشقاء ولم يذكرها هي معهم
انت يا واد يا واد جوم 
استمرت شربات في لكز ابنها الذي جلست على طرف فراشه من أجل أن توقظه من غفوة نومه الثقيل
يا واد جوم كفياك نوم الضهر أدن خبر ايه ناوي تجعد للعصر 
تذمر يرد بصوت متخشرج بعد أن اجبرته على الإستيقاظ
ايه في ايه حصل ايه يعني للغاغة بتاعتك دي وما انام لحد العصر ورايا ايه
وه كيف يا جزين تنام للعصر ما تجوم يا واد وبطل جلع ماسخ جوم عايزاك في كلمتين 
هتفت بها تنزع عنه الغطاء لتضطره للأعتدال ومواجهته بوجه محتقن مرددا بسخط 
يووووه اديني اتزفت وصحيت جولي كلمتينك المحشورين في زورك ياللا وخلصيني 
ېخرب مطنك 
تمتمت بها باستهجان قبل ان تتغاضى لتخاطبه ببعض اللطف حتى تصل لمبتغاها معه
يعني هعوز ايه منك بس يا حبيبي انا مش مخلصني زعلك مع ابوك دا شايل في نفسه من امبارح وحتى كلام مش بيرد علينا دا مهما كان برضوا اسمه ابوك 
سمع منها وتقلصت عضلات وجهه امتعاضا ليخرج رده بسهولة غير مباليا
وما يزعل ولا يتفلج حتى انا هعمله إيه ولا انتي فاكرة يعني ان الزعل بيحوج فيه ده كمان طمني جلبك هو بس ياخدله كاسين وهتلاجيه نسي حتى نفسه 
اخفت شربات بصعوبة تأيدها لكلماته لتبدي استياء واهي
عيب عليك يا مالك دا مهما كان برضوا يا ولدي يعني مينفعش تزعج ولا تهب فيه زي ما حصل وعملتها 
افتر فاهاه بابتسامة جانبية ساخرة لا يبتلع قولها
بلاش الكلام ده ياما معايا وجولت أب واخ ولا الكلام الفاضي ده خليه لغيرنا 
امتقعت ملامحها
ترمقه بمقت فقد اصبح حديثه يحمل تلميحات مبطنة لا تعجبها فتابع يحسم ترددها
جومي ياما وخليني اكمل نوم عشان لو جعدتي معايا لبكرة حتى برضوا مش هتحرك من مكاني وكفاية جوي عليا اني سمعتك ولا اجولك روحي ابلفيه انتي بكلمتين أحسن جومي جومي إنتي أكيد مش هتغلبي 
قالها وسرعان ما استلقي جانبها جاذبا الغطاء حتى رأسه لا يبالي تركها بجواره او حتى انصرافها ولا بتأثير كلماته عليها مما اضطرها ان تنهض متمتمة بحنق
جلبك بجى جاسي وغليض جوي يا ولد بطني وانا اللي كنت فاكراك محروج عليا وبتدافع عني وانت
أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه 
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته 
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره 
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب
خطت لتتخذ مقعدها جواره سائلة
جيت بدري من الشغل يعني 
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك جموده
بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات 
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
متخداتش عليه يا خوي ولدك فاير والسن ده اللي بيجولوا في التليفزيون سن الخطړ هو من حرجته عليك وع اللي جرالك معرفش يعبر 
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل 
على الفور تلبست ثوب المسكنة لتوجه الحديث نحو
الوجهة التي تريدها 
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 82 صفحات