السبت 28 ديسمبر 2024

ميراث الندم بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 38 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


انا مش جاصدة اعند ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة جدتي سکينة تعبانة وانا لازم 
مهياش جدتك 
قاطعها يجفلها بحدته ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه
ممكن تجولي عليها كانت لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي وكل واحد راح لحاله 
وكأن
بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة
لا بجى محدش راح ولا جه انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم ان كان جدتي ولا امي سليمة ولا حتى عماتي وعيالهم 

ېخرب مطنك 
تمتم بها بإجفال لا يصدق مقارعتها له تدخله في سيجال غير مجدي بهذه النظرة التي يكاد أن يغرق في بحرها الأسود وصوتها الناعم بتناقض تام لما تفعله به 
عض على نواجزه ليغلب صوت الحكمة بداخله حتى لا يحملها بذارعيه ليلقيها في مخبأها داخل الإستراحة هي وابنها الذي يتجنب النظر اليه عن قصد حتى لا يضعف قبل ان ينفذ رغبته عليها
بلاش تجيبي سيرة عيالهم عشان انتي عارفة كويس جوي ان عينهم منك 
لكن الموضوع ده فض من زمان 
كلام كدب 
صدرت الاخيرة منه بحزم يتابع
أو يمكن دا اللي انتي عايزة تصدجيه لكن الحجيجة هي ان الاتنين عينهم منك ومفيش داعي افسر اكتر من كدة 
ارتجفت داخلها وقد شعرت من خلف كلماته بتلميح مبطن لم يعجبها لتنهره بخجل اسعده رغم حنقه المتزايد من جدالها
بلاش منه الكلام ده انا بتكلم دلوك على زيارة المړيض 
تاني هتجولي زيارة مريض 
صاح بها ليزفر بحريق يجاهد للسيطرة عليه قبل ان يذعن لإصرارها
ماشي يا نادية انا هخليكي تروحي بس مش لوحدك 
مش لوحدي كيف يعني
أنهى ملوحا بكفه اماما
خلاص عاد فضناها هخلي روح تروح معاكي
استجابت مضطرة لتزم شفتيها مغمغمة بكلمات غير مفهومة حينما أعطاها ظهره ليتصل بشقيقته حتى أنه كان يلتف اليها عدة مرات بنظرات مستفهمة ولكنها كانت تغلق فمها على الدوام أمامه 
بعد قليل 
وقد
أتت معها بالفعل وكانت الجلسة بداخل غرفة المرأة العجوز والتي ألزمها المړض الا تترك الفراش ولكنها اعتدلت بهمة فور ان وجدت حبيب قلبها معتز حتى ظلت متشبثة باشتياق
يا حبيب ستك انت اتوحشتك يا غالي 
متشفيش عفش يا جدة ربنا ما يحرمك منه ابدا
عقبت هويدا تعقيبا على كلماتها
لا ما هي اتحرمت منه صح يا نادية يعني هتخلي الزيارة اللي كل شهر ولا خمس تاشر يوم حتى زي جعدته معاها في نفس البيت 
اطلقت تنهيدة مطولة ثم تابعت تشيح بوجهها للناحية الأخرى
ليها حج تتعب وتعيا مدام الحبايب كلهم فارجوها 
أطرقت نادية تسبل أهدابها عنها بحرج فتدخلت روح التي لم يعجبها نبرة اللوم في لهجة المرأة
معلش يا خالة هي الدنيا كدة مفيش حاجة بتجعد على حالها اهو انا جدامك اها ابويا وامي فاتوني ومفاضليش غير خواتي بس وجدتي فاطمة اللي فاضلالي من ريحة الحبايب رغم ان عمامي الاتنين عايشين وعيالهم وحريمهم هعترض بجى واجول اشمعنا 
ربنا يكرمك بالعريس يا بتي وتعمري بيتك بالعيال مع اني مستعجبة لجعدتك لحد دلوك هي الرجالة عميت اياك
وضح جليا ان القصد من خلف الكلمات هو إحراجها حتى أن نادية ازدرت ريقها بتوتر تراقب بوجه شاحب رد روح والتي أذهلتها بابتسامة ما أجملها
لا طبعا ما عميتش بس انا بجى اللي بتجلع على كيفي اخر العنجود واخت كبيرة العيلة والبلد كلها حجي بجى احط رجل على رجل براحتي انا مش عايزاكي تفهميني غلط ولا تجولي عليا متكبرة بس اه عاد انا نفسيتي كدة
استطاعت بالفعل ان تفحم المرأة والتي امتعضت لتتمتم الرد عليها بمضض
وماله يا بتي حجك برضوا اتجلعي على كيفك 
اخفت روح ابتسامة مستترة بصعوبة تتبادل النظر مع نادية بشقاوة والتي غيرت دفة الحديث بعد ذلك بسؤالها
امال فين امي سليمة مجعداس معاكم ليه النهاردة
ردت سکينة بصوت ضعيف
روحيلها فوج يا بتي في شجتك حكم دي جافلة على نفسها من الصبح 
جافلة على نفسها ليه حد مزعلها
عادت هويدا لتهكمها وقد وجدت في الرد على السؤال فرصتها
وهي لسة هتزعل دا لسة اللي جاي كتير خليها تحضر نفسها من دلوك 
قبل ساعات
لم تعرف السبب الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على فراشها في هذا الوقت المتأخر من الليل لتفتح أجفانها وكانت المفاجأة حينما أبصرت لتجده جالسا على طرف التخت بجوارها مسلطا عينيه عليها بكل صفاقة الأمر الذي جعلها تعتدل على الفور بجذعها لتجزره پغضب
انت إيه اللي جابك هنا وجاعد في أؤضتي وعلى سريري كمان
ضحك بصوت متحشرج
نتيجة الټدخين المستمر ليرد ببرود أذهلها
طب وفيها ايه لما ابجى في أؤضتك واجعد على سريرك أو حتى انام عليه جمبك!
مال في الأخيرة مما جعلها ترتد للخلف بجذعها ليصدح بضحكة قميئة أثارت استيائها قبل ان يصعقها بقوله
مش انتي مرتي برضوا يا سليمة ولا طول البعد نساكي سامحيني يا غالية
دفعته بضړبة قوية من قبضتها فور إن مال عليها للمرة الثانية لتنهض على الفور من الجهة الأخرى تنهره بحدة
كانك اتجنيت ولا اتخبلت ولا يمكن مزود في العيار حبتين لم نفسك يا فايز انا معنديش مرارة للسكرانين 
مصمص بشفتيه مستمرا في ضحكاته لينهض ويقابلها في وقفتها ثم ما لبث أن يزيدها اندهاشا بكلماته المصاحبة لتأمله الفج لها
لساكي مليحة وفي عزك وشك مشدود وما في حتى خط واحد مجلد ولا شعرك اللي لساه طويل وغزير ولا حتى شعره بيضة فيه
توقف تطوف عيناه عليها بنظرات وقحة متابعا
ولا جسمك كمان!
لم نفسك يا فايز 
صاحت تحذره بسبابتها ولكنه تجاهل ليردف بقصد واضح
عودك مفرود ولا حتى بت عشرين سنة باه يا سليمة انتي بتصغري ولا تكبري يا مرة
ضاقت عينيها هذه المرة باستدراك متأخر ليخرج سؤالها بازدراء
وأخرتها يا فايز غرضك ايه من اللعب الماسخ ده
هو سؤال ومحيرني 
تمتم بما ثم مال ليستند بكفه جوار رأسها على الجدار من خلفها ليطلق زفرة طويلة يتابع وأطراف أصابعه تتلاعب بشعر ذقنه
طول السنين اللي فاتت دي ولا مرة وحشتك فيها يا سليمة ولا حنيتي ولا ليالينا الحلوة ع السرير اللي ورانا ده
قال الأخيرة بغمزة وقحة زادت من ڠضبها في البداية لكن سرعان ما تمالكت لترد بابتسامة مستخفة
اااه وانت بجى جاي بعد السنين دي كلها تفتكر عشان تسألني مش بجولك متجل في العيار يا فايز ده كلام بارد ميطلعش من واحد بعجله ولا في الظرف اللي احنا فيه 
استقام بجسده أمامها ليردد خلفها باستنكار
وماله بجى الظرف اللي احنا فيه جصدك يعني على مۏت ابويا ولا مۏت ولدك انا سؤالي ع السنين اللي فاتت كلها يا مرة ولا انتي فاكرة انه أول مرة يخطر على بالي لاه يا بت عمي دا كان طول الوجت في راسي 
بس كنت مستنيني انخ ولا اتذللك 
تبسمت لتزيحه بقبضتها وتتخطاه ثم أضافت بكبرياء وهي تضع قدما فوق الأخرى
وانا عمري ما عملتها ولا هعملها عارف ليه يا فايز عشان عارفة كويس
جوي انك ھتموت ع اليوم ده كنت تيجي انت ومرتك وتعملو البدع جدامي على اساس ان اغير لكن انا ولا كان بيأثر فيا عشان كنت بشوف الشوج واللوعة في عيونك فاكر نفسك بتحرجني وانت في الأساس بتحرج نفسك اللي بيني وبينك عند انا المراية اللي بتشوف فيها وشك العفش وعيوبك کرهت ولدي عشان صوري مني الصفحة البيضة اللي مفيهاش ولا شخطة جلم حتى بوظتها 
نفسك اني اخضعلك وانا عمري ما هديك الفرصة دي عشان انا غالية والغالي عمره ما يرخص ولا يجل تمنه 
وانت متجوزتنيش ڠصب 
يا بوي ع الكبر 
من يسمعه ويرى تعابير وجهه الان يعلم بالفعل أنها أصابت بقولها زكية وذات فراسة في فهم الاخرين بالإضافة أنها بالفعل جميلة وتتخطى زوجته الثانية ولكنها متعالية يرى حسن أخلاقها نقمة عليه يرى احترام الجميع لها وتوقيرها منذ الصغر والإزدراء المتزايد نحوه انه حظى بها دون ع الجميع لصلة القرابة التي تجمع بينهم وهو لا يستحقها إبنة الشهيد الكاملة الأوصاف وهو الفاسد الذي لا فائدة مرجوة من إصلاحه يشعر بالنقص دائما في حضرتها 
اظنك خدت جواب السؤال ممكن بجى توريني عرض اكتافك وتمشي 
عاد للضحك مرة أخرى وأقدامه تخطو ناحيتها ببطء مرددا
بس انا مليش غاية اروح يا سليمة طالبة معايا النهاردة ابيت هنا واعدل ما بينك وبين مرتي التانية يا بت عمي 
دا بعينك 
نهضت باستحقار يقطر مع كل كلمة منها
دا انا زهدت فيك وانا في عز شبابي يبجى هبصلك دلوك بعد الزمن ما عدى بيا وانت اساسا بجيت عجاب اه 
صړخت بالاخيرة وقد باغتها بأن قبض على عنقها بكفه الكبيرة ليرد بغليل وأنفاسه تلفح بشرتها
أجدر دلوك اطلع روحك بيدي ولا اخليكي احسن تشوفي العجاب دا
هيعمل فيكي أيه لما اخدك ڠصب واصلح غلط السنين اللي فاتت لما سيبتك على كيفك 
بعد يدك 
بقوة نبعت من قهر تغلغل داخلها على مر السنوات نفضت ذراعه عنها بدفعه قوية على صدره حتى ارتد للخلف مصعوقا وهي تردف بوجهه بعد ان التقطت أنفاسها
لم نفسك واطلع على طول بدل ما اعملك ڤضيحة وانت مش ناجص سواد وش امشي يا فايز 
لعق شفتيه يهدئ من حريق أنفاسه الثائرة بداخله حتى خرج صوته اخيرا بتوعد
ماشي يا سليمة هطلع واسيبك دلوك لكن راجعلك تاني والايام اللي جاية ما بينا كتيير كتير جوي يا بت عمي
استفاقت من شرودها على طرقة ضعيفة على باب غرفتها عرفت هوية صاحبتها حتى من قبل أن تتكلم لتفتح لها ذراعيه فور ان طلت برأسها اليها من فتحة الباب لتتلقاها هي وحفيدها الذي كانت زياته في الوقت المناسب حتى تعود اليها الروح باستنشاق رائحة ابنها فيه 
وحشتيني ياما وحشتيني جوي 
وانتي يا نور عيني طلتك عليا النهاردة انتي وحبيب ستو ده ردتلي روحي
بداخل السيارة التي كانت عائدة بهما الى المنزل عقلها المشتت تشعر به على وشك الانفجار ليتها سمعت بنصائح والدتها في عدم الذهاب ولكن كيف وزيارتها اليوم كانتا في أشد الحاجة اليها الاثنتان جدتها ووالدتها المحبة سليمة المرأة التي دائما ما تبهرها بقوتها في اتخاذ القرارت الصارمة حتى ولو على نفسها لقد المها ما سمعته اليوم عن فعل هذا الرجل المصنف زوجها معها لقد صدقت هويدا ان ما ينتظرها الكثير بعد فعلته بالأمس معها والتي لم تكن إلا البداية 
روحتي فين يا نادية
خرج السؤال من روح باستفهام يشمله الغيظ حتى الټفت لها الأخرى تجيبها
يعني هكون سرحت في ايه بس ما هو في اللي حاصل اصلهم صعبوا عليا جوي ان كانت جدتي اللي هدها الحزن ولا امي سليمة والڼار اللي محاوطاها دول ما صدجوا لجيوا معتز جدامهم كأنهم زي الغرجانين وشوفته بس هي
اللي هتنجيهم 
لم تعقب روح وتركتها تبوح عما في صدرها
انا خاېفة اكون انا كمان ظلماهم عشان بعدت بولدي اللي روحهم متعلجة فيه وجولت انجى بنفسي 
هذه المرة لم تقوى على الصمت
طلعتي بولدك من وسطيهم عشان ولدك يا نادية ولا انتي
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 82 صفحات