السبت 28 ديسمبر 2024

ميراث الندم بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 70 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


تدخل في الوجت اللي انت عايزه انا بس اللي لسة متعودش 
ميأمرش عليك ظالم 
قالها بدعابة ثم تحركت اقدامه للخروج وتركها بتخبطها وارتباكها مبعثرا بأفعاله كيانها حتى تسائلت بداخلها عن سبب دخوله بالاساس 
وكأنه قرأ ما يدور برأسها فتوقف يخبرها قبل ان يخرج من باب الغرفة
نسيت اجولك واد عمك ناجي خد الطريحة اخوكي غازي جام معاه بالواجب وزيادة بس للأسف فتنة دخلت في الموضوع وولعتها ودلوك هيتعمل جلسة في المندرة للبحث في الأمر

لطمت على خدها وكأن التهمة التصقت بها هي لقد حدث ما كانت تخشاه وكبر الموضوع بفضله حتى وصل الأمر لشقيقها
يا مرك يا نادية يعني الجلسة اللي في المندرة هناك معمولة عشاني معمولة عشاني ياما
زفرت جليلة بحنق متعاظم ترد عليها
ما انتي لو كنتي اتكلمتي في يوميها مكنش دا كله حصل كان اخوكي جطع مع الزفت ده وغازي رباه بمعرفته 
صاحت ترد عليها
طب ما هو راح رباه ياما وكانت النتيجة ايه اهو كبر الموضوع وكل واحد هيزود من مخه انا كان مالي انا ومال المرار ده انا كنت عايزة اروح بيتي كنتوا سبيتوني اروح بدل المرار والشندلة دي
سقطت على كرسيها ترثي نفسها وحزنها
ما انا كنت عايشة مع جوزي في امان الله ليه بس الدنيا تجلب عليه بوشها العفش وتديني ضهرها 
استغفر الله العظيم 
تمتمت بها جليلة لتأمرها بحزم
استغفري ربنا دا كل حاجة عنده بتدبير خلي عندك ثقة فيه 
سمعت منها وتمتمت متضرعة قبل ان تردف بتصميم
ونعم بالله عدلها من عندك يارب بس انا برضك لازم امشي 
لقد تم ما اراده المتبجح
وبدلا من ان يستحي من فعلته ها هو الان يصيح بصوته الجهوري يونبئ الجميع عن صدق نوياه حتى لو خانه حكمة التصرف بعقل مستغلا رغبة الأخرى بعدم الزج بها في حديث صفعها له بالقلم وما كان على وشك القيام به ليجعلها ترد بهذا الفعل معه
الان فقط قدر موقفها في الكتمان الان فقط علم ان المرأة في هذه المواقف هي بالمدانة من الجميع حتى والكل يعلم بأنها الضحېة لابد ان تحمل الذنب وحدها 
ها يا عزب يا ولدي اديك سمعت من واد عمك ايه رأيك في اللي حصل
توجه سعيد بالسؤال نحو المذكور بعدما ذكر له الاخر عن سبب استدعائه ليرد ناجي بهذه الاصابات التي تملا وجهه والأربطة الملتفة حول ذراعه
انا بتأسفلك يا عزب جدامهم كلهم ونفسي توصلوا الكلام دا لنادية عشان فهمتني غلط روحوا جيبوها تجول الحجية لو كنت انا اتعديت ولا زودتها معاها 
نجيبها فين يا واد هو انت مش ناوي بجى تبطل الكهن والاستنطاع بتاعك ده
هتف بها غازي بعدائية نحو هذا الملعۏن والذي لو بيده لكان اخبر الجميع عن حقيقة ما حدث فيجعلها ڤضيحة لها ثم يتلقاها بحجره هو بعد ذلك بصفته المنقذ ولكن ابدا لن يحدث 
فخرج صوت عزب
بعد فترة من الصمت بوجه مغلف رغم غضبه لكنه متماسك 
مفيش داعي للاعتذار يا ناجي انا خلاص فهمت ايه عايز تاني
جاء الرد من سعيد
ما جالك يا ولدي انه عايز يتجوزها باجي على سنوية المرحوم اجل من شهر اجبل بواد عمك حتى عشان نجفلوا ع الكلام والحديت وان كان على معتز ف انا هعتبره زي حفيدي 
بوجه جامد رد عزب
تشكر يا عم سعيد ربنا يباركلك بس بالعجل كدة يعني ايه هيجيب الكلام والحديت وانا اختي مخطوبة أصلا 
مخطوبة لمين
تسأئل ناجي بحدة وعدم تصديق فجأه الرد من غازي بنبره متشفيه
مخطوبة ليا انا ما هو انا كمان كنت مستني سنوية المرحوم جبل ما اعلن واجول ان كتب كتابي عليها هيبجي بعدها على طول 
يتبع 
الفصل الثامن والعشرون
ما شاء الله حلوة الجلبية عليك 
تمتم بها بسيوني معبرنا عن اعجابه وهو يدلف لداخل الغرفة التي بدل بها الاخر ملابسه والذي كان يقف الان امام المراة لا يصدق نفسه بالهيئة الجديدة حتى عقب ردا عليه
بجد يا بسيوني يعني فعلا هي لايقة ولا انت بتجاملني 
ضحك المذكور يجيبه بمودة
وما تلجيش ليه بس عليك انتي عودك سارح دا غير ان كتفاتك عريضة وشايلة من فوج ودي اهم حاجة دا انت كدة ممكن تنافس غازي الدهشان بهيبتك دي
يا راجل!
دمدم بها ثم اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة المتواضعة ليكمل بابتهاج يشعر به
طب تصدق بقى انا نفسي فعلا ادخل عليه بيها واخضه عشان يعرف ان احنا كمان رجالة جامدين زيه بس انت مقولتليش دي بتاعة مين
بتاعتي 
بتاعتك!
ايوة يا بيه بتاعتي متستغربش بس من سنتين فاتوا ما انا مكنتش ضخم كدة الجتة والعضلات ربيتهم بسبب غازي الدهشان من ساعة ما خلاني يده اليمين اصر ان اكون حارسه الامين كمان ربنا يباركلوا زودلي المهية اضعاف مضاعفة عشان الأكل والتمرين
رمقه يوسف بابتسامة حانية يربت على كتف ذراعه
واضح ان انت بتحبه اوي والعلاقة ما بينكم اكتر من علاقة واحد والراجل اللي شغال معاه 
دا خيره عليا من ساسي لراسي وانا افديه بروحي والله 
قالها بسيوني بصدق تخلل نبرته ووصل الى الاخر بقوة ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله
المهم بجى انا كنت جايلك عشان نتغدى الاكل جاهز وسخن برا ع الطبلية 
سمع منه وتوسعت عينيه يردد بحماس لا يخلو من الانبهار
كمان ع الطبلية! ايه الجو ده دا انا لو كنت طلبتها بنفسي مكنتش هلاقيها بالشكل اني اعيش يومي في الريف بالكامل والتفاصيل المهمة دي 
اضاف بسيوني يزيد من ابتهاجه
وهناكل برا في الهوا جمب أحواض الزرع وتحت عرش العنب ياللا يا سيدي 
حبيبي يا بسيوني 
هتف بها بلهفة شديدة قبل ان يتحرك على الفور ذاهبا يسبقه للخارج ليغمغم هذا من خلفه ضاحكا
يعني هي كانت أمنية بالنسبالك كمان اما دي حكاية يا ولاد
غازي مين اللي يتجوزني!
غمغمت بها ومقلتيها تتحرك دون هوادة نحو والدتها وشقيقها الذي أخبرها بالأمر وما تم بالجلسة حتى وصل الى ما انهى به الجدال صاعقا ناجي بقوله الحاسم ليغلق به باب النقاش 
فعادت تسأله بما يشبه الرجاء
طب يعني انا افهم من كدة يا واد ابوي ان انت جولت الكلام دا لأجل ما تسكت ناجي وتمنع شره عني صح
رد يجيبها بجمود يحتفظ به من وقت مجيئه
لا يا نادية مكنش كلام وخلاص انتي فعلا دلوك بجيتي مخطوبة لغازي الدهشان منتظرين بس تخلص سنوية المرحوم وبعدها تبجي مرته رسمي 
اصبحت تردد بعصبيه وكأن مسها الجنون
مرة مين انا مش مرة حد غير حجازي
الله يرحمه لا هتجوز ولا هيدخل حياتي راجل غيره بتقرره ليه من دماغكم
رد بدوره يذهلها بصرامته
لأ يا نادية هتتجوزيه والقرار دا مفيش منه رجوع انا جولتها كلمة جدام الرجال ومش هطلع هفج ولا عيل جدامهم بتأليف قصة من خيالي الحل دا هو الوحيد اللي هيوجف ناجي عند حده لا هو ولا اخته الزفتة حد فيهم هيفلط بنص كلمة تاني 
ولما انت عارف انه ناجص كنت مشاركه ليه يا عزب عشمته لحد ما افتكر ان فرصته جريبة معايا وانه ضامن موافجتك ودا اللي خلاه يجي ويكلمني بنفسه 
ضړب بكفه على ذراع المقعد يشدد غاضبا
اسمها كنت بهاوده مكنتش بعشمه انا مجيتش في مرة وشديت عليكي عشان تتجوزيه ولو كنتي خبرتيني باللي حصل انا كنت فضيت شراكتي معاه فورا انا مش راجل ناجص عشان اجبل بحاجة زي دي واللي عمله غازي النهاردة هو الصح بعينه 
تدخلت جليلة سائلة له بفضول
طب انت يا ولدي مجولتلناش عرفت كيف وامتى غازي اتكلم على اختك
طالعاها دقيقة صامتا يعود بذاكره لساعتين قبل ذلك حينما دلف المنزل الكبير من الباب الخلفي بناءا على رغبة غازي الذي هاتفه يطلب مجيئه قبل عقد الجلسة
ها يا عزب انا طلبتك في الدار عشان تبجى على نور من اولها اديني شرحتلك الوضع واللي جومت انا بيه مع
الزفت ناجي ايه رأيك بجى في اللي جولته
ببغض شديد تحدث كازا على أسنانه
مفيش جول فيه افعال وبس حتى ولو انت اتصرفت من مخك بس انا برضو لازم اربيه الكلب دا لازم احطه تحت رجلي ولو هو مفكر ان شراكته معايا هتخليني راجل مدلدل اتغاضى عن اللي عمله واجبل بيه يبجى على جتني ان دا يحصل 
اومأ غازي بأعجاب يعقب على قوله
براوة عليك يا عزب انا كنت عارف من الأول ان انت راجل ودمك حامي انا بجى يا حبيبي هجيبلك الناهية بس اسمع مني كويس وافهمني عشان الحكاية مهياش عافية وخلاص ولو ع العافية فصاحبك جام بالواجب معاه
عايز توصل لإيه يا غازي يا دهشان
سأله بارتياب فجاء رد على الفور 
اقولك يا عزب وانت قرر 
انهى اخيرا تناوله وجبته ليبتعد بجلسته عن طاولة الطعام الصغيرة مرتدا للخلف يردد بامتلاء
الحمد لله انا شبعت اخيرا 
ضحك بسيوني يردد خلفه 
بالهنا والشفا يا سعادة الباشا بس انت برضوا أكلتك على كدك كمل معايا ومتتكسفش 
قهقه يوسف ردا عليه
انكسف بأمارة ايه يا عم الحج دا انا هجمت ع الطبلية زي المچنون معدتي مبقاش فيها مكان للمية حتى بس الأكل بتاعكم تحفة بنكهة السمن البلدي هو دا نفس الست الوالدة ولا مراتك انا معرفتش صح عن حالتك الاجتماعية 
نفض بسيوني كفيه من أثر الطعام ليجيبه وهو ينهض ليقف رافعا بيديه طاولة الطعام
انا لا ليا ام ولا متجوز من الاساس بنت الحلال لسة بدور عليها وامي الله يرحمها معاييش غير اختي ترازي فيا وارزي فيها على ما ربنا يحلها عليا والاجي اللي ترضى بيا 
ان شاء الله يا حبيبي تلاقي اللي تستاهلك انت راجل جدع وتستاهل كل خير 
تمتم بها يوسف وهو ينهض ايضا عن الوسادة القطنية التي كان يتخذ جلسته عليها يتابع بجدية
احنا يدوب بقى نلحق نرجع
توقف بسيوني ليلتف له بما يحمله معارضا
نرجع فين يا بيه مش تستنى لما نشرب الشاي الاول دي الأصول 
هم يوسف ان يعترض ولكنه تفاجأ بها تخرج لهما بصنية فضية تحمل كوبين زجاجين داخلها الشاي الساخن لتردف بابتسامة مستترة ظهرت جليا على ملامحها
واهو على ما تشرب نكون كوينا الهدوم اللي اتبهدلت في الطين من شوية دي نضفت وبجت تمام بعد ما طلعت عيني في غسيلها 
طالعها بغيظ شديد يكتمه حتى اقتربت تضغ الصنية على كرسي خشبي بالقرب منه وابتسامة تفضح ما يدور برأسها زادت في استفزازه ليغمغم كازا على أسنانه 
اضحكي اضحكي وبالمرة جيبي زينهم صاحبك يتريق
عليا شوية بعد ما هزقني واتفق معاكي عليا صاحبك اللي واخد مني الموقف العدائي رغم اني كنت بتكلم على مصلحته الغبي 
استدارت تقارعه بمرح
وه وانت هتعمل عجلك بعجله دا بهيمة مبيفهمش وبصراحة هو كيفه كدة مع أي حد غريب او معدي في الشارع امال انا يعني كنت بعنفه واشد عليه ليه عشان جليل أدب وعايز رباية 
قالتها ثم تحركت تتخطاه وتذهب ليدمدم من خلفها
هو برضوا اللي عايز رباية!
ظل متابعا أثرها يشعر بضحكها
 

69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 82 صفحات