السبت 28 ديسمبر 2024

ميراث الندم بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 82 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


رغم انك مقولتليش تعالى ولا عبرتيني بكرت دعوة
هتف بها يوسف مستهجنا جلافة الاخر ليضيف عليه عارف والذي تدخل في الحديث معهم
جلة زوج يا عم يوسف وعدم تجدير اذا كنت انا واد عمه وهاين عليه يطردني من ساعة ما وصلت من السفر وجطعت شهر عسلي عشان خاطره باينه شايف نفسه علينا اكمنه عريس 
همس بالاخيرة غامزا ليرد على قوله غازي

بغيظ
اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير 
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح 
دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ايه يا كبير هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم 
انت بتجول فيها انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله 
قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ليدفعهم بخشونة من أمامهم
شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا مش تباركوا امشي ياد انت وهو انجروا جدامي 
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم لينساقا امامه بخنوع
يا ساتر يارب شكلنا زعلاناه 
ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا ان ابن عمك فعلا متوتر بس يا ترى متوتر ليه اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم على اثرها ساخطا وهو يدلك عليها
ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي اڼضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة
بارك الله لكما وجمع بينكم في خير 
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة وابناء عمومته والشباب الأصدقاء
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميا اعجابا بها يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه 
عانقه يوسف ليهمس بجوار اذنه بمشاكسة
الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب يارب يكون التوتر خف
قالها وتلقي بقبضة قوية على خصره يناظره غازي بخطړ
بطل جلة الحيا واتعدل بدل ما اعدلك 
خلاص يا عم انت محدش يهزر معاك ابدا 
قالها متوجعا يخفي تأوها لينزاح من أمامه باستسلام مغمغما
ربنا ع المفتري 
ضحك عارف المتابع لهما قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
حبيبي يا صاحبي الف مليون مبروك ان جلبك خلاص ارتاح 
لا والله يا عارف لسة ادعيلي انا يدوب في بداية
الطريج حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة 
قالها بصدق شعر به الأخر فرد على قوله مطنئما
بكرة تثبت وتوصل انا واثق منها دي 
يا سيدي ربنا يطمن جلبك 
غمغم بها بتمني من القلب قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
والى جمع النساء الاتي الټفت حولها ليباركن ويهنئنها واولهم كانت روح التي تعلقت بضمتها لها يغمر قلبها شعور تعدى الفرح تعدى الابتهاج تعدى كل المفاهيم التي قد توصف حتى حالتها الان
اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك جلبي بيرفرف جوا صدري وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي اخويا وابويا وسندي اخيرا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة لتفسرها في الأخير ان التعبير المجازي من فرط فرحها بزواج شقيقها فخرج الرد منها بدبلوماسية 
الله يبارك فيكي يا روح دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
وانت خصك بكل حاجة حلوة 
او تدي فرصة لغيرك انا بجالي ساعة كمان عايز ابارك لعروسة اخويا العسل
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى تدلي بدلوها هي الأخرى
وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه ما تسيبوا العسل لصاحبه خبر ايه
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود لتعلوا اصوات الصخب من الجميع وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير امام العروس التي كتمت بكفها على فمها وقد اكتسحها خجل شديد وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات
ما تهدي شوية يا فاطنة كسفتي العروسة والبنتة يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص عشان متفضحناش تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة 
اعترضت فاطمة بسجيتها 
وه وانا جولت ايه يا به مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و 
بووو 
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة كي لا تستفيض بعفويتها
فحسمت وجدان بندائها
طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن تعالي يا عريسنا تعالي لعروستك لبسها شبكتها يا كبير ناسك
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز كي تشرفه امام ضيفه العزيز والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف وذلك من ملابسه الغالية كزوجها وحذائه الامع بشدة كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته رغم تباسطه في الحديث مع زوجها والذي انتبه لها الان ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها
تعالي يا
هدير
تقدم نحوها يتلقف الصنية منها ليضعها على الطاولة الزجاجية الصغيرةقبل ان يسحبها من كفها برقة يقدمها للأخر
تعالي يا حبيبتي اتعرفي على صاحب الغربة العزيز على جلبي دي زوجتي العزيزة يا عم صلاح 
نهض المذكور ليصافحها بدماثة وأدب جم
يا اهلا يا اهلا يا مدام اتشرفت بيكي 
اهلا اهلا متشكرة حضرتك 
تمتمت بها بتوتر لتتبادل معه ومع زوجها بعض الكلمات المقتضبة على عجالة قبل ان تنصرف سريعا من امامهم بعد ان انتهت اخيرا من المهمة الثقيلة على قلبها
تترك زوجها يغمره شعور الزهو بعد ان نفذت تعليماته بدقة وبدت بالشكل اللذي يليق به حتى علق الاخر بما ضاعف من شعوره 
برافو عليك يا عمر عرفت تنقي بصحيح انا كنت فاكرك اتخميت لما فاجأتني ان فضلتها عن اللي كانت شاغلة بالك 
حمد لله ربنا بيعوضني بعد الشجا 
اضاف صلاح على اثناءه ولكن بمغزى غامزا بطرف عينه
لا وعيلة صغيرة كمان تربيها على كيفك وتعوضك بقى عن 
صلاح 
قاطعه بحزم متابعا بتحذيره
انا جولت ان دا موضوع وانتهى فترة واتمحت خلاص من حياتي
اومأ على الفور الأخير بابتسامة ماكرة
خلاص يا عم متزعلش اوي كدة انا بس كنت بناغشك 
الكلام ده مفيهوش مناغشة جولت خلصت يبجى حتى السيرة ماتتجابش 
نهى بها بحزم اخرص الاخر ولجمه عن المواصلة فى مشاكسته
رفعت جليلة الصغير لتأخذه منها بعد ان غفى بين يديها لتنهرها ببعض اللطف والحزم
كفاية بجى يا نادية سيبني امشي 
استني ياما 
اعترضت تتشبث بها ولكن جليلة حزمت بصرامة هذه المرة لتتناوله منها وتنهض به
الواد نام وشبع نوم عايزاه في ايه تاني تكونيش عايزة تبيتيه معاكي ع السرير كمان
تهكمت جليلة بالاخيرة ولكن ابنتها التقطتها حجة لتردف
طب وايه يعني مش هو بيحب معتز ولا من أولها هيكشر فيه كمان
تبسمت جليلة وقد وصلها ما يكتنف ابنتها في هذا الوقت لترد على قولها بسخرية 
من اول يوم عايزاه ينام ما بينكم يا بت اتعدلي وبطلي شغل العيال الصغيرة 
فالتها وتحركت للذهاب مغادرة الغرفة على الفور تاركة ابنتها تفور من الغيظ لفعلها
لتغمغم متطلعة في الفراغ الذي تركته بتصميم
ماشي ياما هو فعلا شغل عيال صغيرة وانا بجى مش هخليه يجربلي الليلة دي خالص لازم اصر عليه يسيبني براحتي ان شالله حتى اطلع من هنا على اؤضة ولدي انام فيها مش عاملي فيها حنين وراجل زين يوريني بجى زينته دي
كانت غارقة في افكارها والوعود التي تأخذها على نفسها حتي انتبهت على صوت حمحمة خشنة تعلم مصدرها جيدا
فالټفت نحوه فور ان شعرت به يدفع باب الغرفة ويدلف اليها يتقدم بخطواته الرتيبة البطيئة نحوها 
قلبها يضرب بسرعة چنونية وبذهنها تعيد في ترديد الكلمات التي تحفظها منذ الامس بضرورة تركه لها الليلة ومزيد من الليالي القادمة حتى تعتاد عليه وعلى الوضع الجديد قي كونها زوجة له
انتظرت حتى اقترب ليجلس بجوارها على طرف التخت وما همت ان تبادره بطلبها حتى سبقها هو
بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن فيما خلق 
اخجلها بغزله المباغت لها يرافق كلماته التطلع لها بهيام أذهلها فقد كان كالتائه ما بين بحر ريمها الاسود وبين الملامح الصافية بجمال يأسر قلب عاشق يتلوى بأنين عشق يكويه 
كيف يصفها لا يجد في قاموسه اللغوي الضعيف من الأساس ما يليق بوصفها كيف يعبر عما يحدث بداخله الان لقد وصل لمرحلة يرثى لها ان يزيد الخفقان الۏحشي بصدره حتى يخدر اطرافه فيتمكن من رفع يده بصعوبة لېلمس على الشلال الحريري الاسود يسترسل في شرح حالته الصعبة
تعرفي حلمنا واحنا عيال صغيرين يا نادية لما كنا نرفع راسنا للسما وكل واحد فينا يبص للنجوم يفتكرهم جريبين فيجدر يجمعهم أو يمسكهم بالوهم ما بين أطراف صوابعه
قطبت تطالعه بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها ف استطرد موضحا
وانا مش هلومك انك مخدتيهاش زيي ولا اتعذبتي في الشوج اللي هرس جلبي في الدوير والبحث ع البت الحلوة اللي شوفتها مرة واحدة وخدت جلبي معاها كنت ھموت عشان اعرف مكانك وانتي جاري ومن بنات عمي كمان 
انا دلوك بس حاسس اني عايش 
بس انا عايزة اجولك 
اشش 
حن عليكي ما تجولي اي حاجة تاني بلاش تفوجيني من الحلم وحياة اغلى ما عندك يا نادية 
حتى وان كان الطريق الي قلبها طويلا فهو لن يمل كي يصل إليه ولن ييأس حتى تصير زوجته بقلبها قولا وفعلا 
يتبع 
كدة انتهاء الجزء الاول هنا واللي هنواصل بيه ان شاء الله هو الجزء التاني من الرواية باسم نسائم الروح ودا بداية لمرحلة جديدة في حياة الابطال 
تابعوا يا قمرات

 

81  82 

انت في الصفحة 82 من 82 صفحات