السبت 28 ديسمبر 2024

حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول

انت في الصفحة 27 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

وقت.
ثم تركهما الطبيب. 
أنا ماشية وجاية بكرة وجودي مالوش لازمة واهو بدل ما أضايقكم!
تركتهما ورحلت فتحدث محمود مع حبيبة 
تعالي يا حبيبة نمشي أنت شكلك تعبان قوي ونيجي بكرة.
حبيبة دون تفكير 
لا يا محمود أنا مش حمشي غير وهو معايا مش حسيبه لوحده روح أنت لمراتك وأولادك أنا حفضل هنا.
اسيبك لوحدك! لا طبعا. 
لا يا محمود روح يا حبيبي شوية كده وروح ارتاح وابقي تعالي بكرة بعد ما تخلص شغلك. 
ظل يفكر محمود ماذا يفعل وقد اشفق على عبد الرحمن لعدم اهتمام والدته وبنفس الوقت يشفق على حبيبة وهو متأكد انها لن تتركه حتى وان بقت والدته ظل محمود معها حتى المساء ثم تحدث معها.
حبيبة أنا حمشي دلوقتي ومش حقول لك تعالي معايا بس حاجي لك بكرة بعد الشغل ومعايا بسمة عشان تقعد معاكي صعب عليا اسيبك لوحدك النهاردة بس عشان الشغل واطمن على بسمة والأولاد ربنا يعديها على خير.
ما تقلقش عليا ادعي لعبد الرحمن يا محمود وما تشيلش همي.
تركها محمود وهو غير مرتاح و يشعر بالقلق وتأنيب الضمير.
مر الوقت طويل عليها ظلت به تقرأ القرآن وتدعو الله ان يأخذ بيده تسال كل من تراه من العاملين عنه حتى اشفق التمريض عليها وبعد ما تأخر الوقت وهدأت الحركة جاءت إليها إحدى الممرضات 
احنا شايفينك من إمبارح قلقانة وخاېفة على قريبك هو يبقي اخوك.
اجابتها وهي تشعر بالضيق من فضولها لا جوزي.
الممرضة طيب تعالي معايا.
على فين
حدخلك تقعدي معاه بس ما تتكلميش خالص و من بدري قبل ما حد يصحى تطلعي تاني عشان ما يحصلش ليا مشاكل.
ابتسمت ومسحت دموعها 
شكرا والله مش عارفة اقول لك أيه.
أنا فاكرة الأستاذ اللي كان معاك جوزك.
حبيبة لا أخويا.
نظرت إليه مشتاقة حزينة تتألم لمرضه قبلت يده وراسه
وهمست بأذنه.
حبيبي أنا هنا جنبك وحشتني قوي قوي قوم بقي وحشني صوتك وحشني انك تاخدني في حضنك.
جلست حبيبة بجانبه امسكت يده واقتربت منه وهمست بأذنه
حبيبي أنا مستنياك تنادي عليا وحشني اسمع اسمي منك.
سقطت دمعاتها على وجهه ومسحتها بيدها وقبلته ولم تترك يده تقبلها بين الحين والأخر حتى غفت على نفس الوضع وراسها بجانب يده حلمت به مجددا ينادي عليها فاستيقظت تردد اسمه فسمعته يردد اسمها بخفوت نظرت إليه وكلها أمل ان يكون هذا حقيقي بدا لها على حالته فاقتربت منه وهمست في اذنه 
عبد الرحمن أنت سامعني حبيبي أنا هنا.
لم يجب عبد الرحمن عليها وتبدد املها وسقطت دموعها على وجهه فردد اسمها 
أنت سامعني يا عبد الرحمن أنا هنا أنت سامعني يا حبيبي
همس بتعب 
أنا فين حبيبة حبيبة.
فقبلت يده 
أيوة يا حبيبي أنا معاك حنادي الدكتور.
اسرعت حبيبة الي الممرضة.
حبيبة فاق فاق.
الممرضة طيب اخرجي وأنا هقول للدكتور.
خرجت حبيبة اتي الطبيب و كشف عليه وطلب اجراء بعض التحاليل والاشعة. 
طمأنت الممرضة حبيبة التي ظلت قلقة عليه و بمنتصف اليوم أوصي الاطباء نبقله من العناية فارتاحت حبيبة قليلا وطلبت منهم ادخاله غرفة خاصة
ورافقته. وأخيرا شعرت بالأمل وستكون بقربه.
بدأ عبد الرحمن يشعر بمن حوله لا يستطيع التحكم بجسده
عبد الرحمن پألم 
أنا فين حبيبة حبيبة.
اقتربت منه 
حبيبي حمد الله على السلامة.
هو أيه اللي حصل.
حبيبة تمسح دموعها وعلي وجهها ابتسامة 
تعبت شوية ونقلناك هنا.
بقالي كتير!
يومين.
ماما عرفت! 
عرفت يا حبيبي وكانت معايا لكن قولت لها تروح ترتاح عشان ما تتعبش هي كمان وأكيد هتيجي تاني.
اغمض عينه بتعب 
مش قادر احرك جسمي يا حبيبة وتعبان.
تساقط منها الدموع 
الدكتور قال شوية وتتحرك عادي بس أنت جيت على نفسك يا حبيبي كفاية كلام عشان ما تتعبش أنا جنبك هنا.
جلست حبيبة بقربه تعتني به تفهمه من نظرة لا يسمع منها غير طيب الكلام بسمتها لم تغادر شفتيها تداري عنه خۏفها وقلقها اخبرها الاطباء انه سيعود لطبيعته سريعا وانه امر طبيعي. وبالفعل بعد أيام قليلة بدأ يعود لطبيعته واصبحت حركته شبه طبيعية.
كانت والدته تأتي لزيارته تجلس معه طوال فترة الزيارة لم تحدث مشاكل مع حبيبة فكانت تشعر بتخبط شديد من اجل عبد الرحمن و كأن بداخلها مشادة بين مجموعة من المشاعر الخۏف على ابنها واستنكار لعدم طاعته لها حقد على حبيبة لما تنعم به بحياتها واستياء من ابنها لأنه يعطي حبيبة الحياة التي افتقدتها هي.
لم يعجب محمود بحال حبيبة واهمالها لنفسها فاصفر وجهها وهزل جسدها وبنفس الوقت حافظة غير مهتمة تاتي بوقت الزيارة كالغرباء لم تهتم حتى بإعداد الطعام لابنها وتركت تلك المهمة لبسمة زوجته فصبر عليها حتى تحسن عبد الرحمن وأصبح يستطيع الاعتماد على نفسه وكان قد مر قرابة العشرة أيام وقتها أنتهى صبره فحدثها اثناء زيارته لعبد الرحمن أمام الجميع وفي وجود حافظة.
حمد الله على سلامتك يا عبد الرحمن الدكاترة قالوا حالتك تقدمت بسرعة الحمد لله.
الحمد لله الفضل يرجع لحبيبة ربنا يخليها.
بمناسبة حبيبة مش ناوية تروحي تريحي شويه أنت بهدومك دي بقالك اكتر من أسبوع!
لا يا محمود أنا...
فقاطعها محمود صارخا 
أنت أيه يا حبيبة! مش شايفة نفسك! بصي لنفسك في المراية! لازم ترتاحي شوية جسمك من يومها حتستني لما يحصل لك حاجة!
دمعت وشعرت بإحراج شديد فتحدث عبد الرحمن معاتبا 
يا محمود بالراحة عليها وما تزعقش كده على الأقل ادامي ونظر لحبيبة وناداها 
حبيبة تعالي قربي مني.
فاقتربت وجلست امامه وعينها ممتلئة بالدموع فاسترسل 
محمود عنده حق أنت تعبانة وشكلك باين أنا بقيت كويس وماما معايا لحد ما ترجعي روحي النهاردة نامي كويس وتعالي بكرة وهاتي أي حاجة ممكن تحتاجيها الدكتور قال لسه قدامي شوية ارتاحي يا حبيبة.
حبيبة حاضر يا حبيبي وقبلت يده خلي بالك من نفسك.
غادرت حبيبة رفقة محمود وبسمة وتحدث محمود بقيين 
احنا هنطلع على البيت عندي على طول يا حبيبة وأوضتك جاهزة عشان تغيري وترتاحي.
لا يا محمود عايزة اروح صدقني كدة هرتاح اكتر.
ليه مش هترتاحي عندي خلاص راحتك بقت بعيد عني!
محمود اهدى شوية هي ما قالتش كدة وطبيعي أي وحدة بعد الجواز راحتها تبقي في بيتها طيب يا حبيبة أنت مرهقة ومحتاجة ترتاحي تعالي معنا وبكرة الصبح روحي جهزي اللي هتحتاجيه.
ما تزعلش مني يا محمود مش قصدي والله حقك عليا بس عشان خاطري سيبني على راحتي شكرا يا بسمة مش عايزة اتعبك أنا اصلا هروح اغير وأنام للصبح وهقوم كويسة ان شاء الله.
رد محمود بايجاز وهو متضرر 
اللي يريحك اعمليه مش هغصب عليك كدة كدة البيتين بيتك.
باليوم التالي صباحا أوصلها محمود المشفى اطمئن على عبد الرحمن وغادر سريعا متجها لعمله وتحدث عبد الرحمن مبتسما 
أيه كل اللي معاكي ده يا حبيبة! أنت جبتي البيت.
لا يا حبيبي بص الشنطة دي فيها أكل عملته عشانك أنت وطنط طبعا.
ونظرت إليها مسترسلة 
يا رب يعجبك أكلي يا طنط! 
لم تعلق حافظة وتساءل عبد الرحمن 
والشنطة التانية
فيها هدوم ليك عشان
تغير بقالك كتير بنفس الهدوم وحاجات تانية حتشوفها بعد الأكل.
اطعمت حبيبة عبد الرحمن بيدها ترى حافظة ما يحدث بسخط تكاد تجزم أن حبيبة تفتعل كل هذا فقط لتكيدها أما عبد الرحمن فيوقن من صدق مشاعرها وهو ايضا اشتاق لها ولاهتمامها به.
وبعد انتهائهم من الطعام اخرجت حبيبة شنطة متوسطة.
أيه الحاجات دي يا حبيبة.
ده يا حبيبي شاش وقطن وسبراي وطبق غويط صغير وفوطة وصابونة.
وليه كل ده
لما ماما الله يرحمها دخلت المستشفى كنت ببات معاها وبعمل لها كل حاجة والتمريض وقتها علموني ازاي اهتم بها عشان الاستحمام.
تحدثت حافظة باتهمام وتحفز 
وأنت جاية تفولي في وش ابني كده قدامي شوف مراتك!
فزعت حبيبة وانسابت دموعها واخدت يده وتعتذر منه. 
لا والله يا طنط بعد الشړ عليك يا عبد الرحمن والله مش قصدي! حقك عليا والله ما قصدي!
خلاص يا حبيبة بالراحة أنا متأكد انه مش قصدك.
وضمھا اليه فتعلقت
بعنقه بقوه واغمضت عينها لثوان ثم انتبهت لوجود حافظة وغيرتها منها فتركته ومسحت دموعها.
أنا اسفة يا حبيبي مش قصدي ربنا يخليك ليا يا رب!
مصمصت حافظة شفاهها ثم تركتهما وخرجت من الغرفة و بدأت حبيبة في تجهز ما تحتاجه من أجل عبد الرحمن.
وقفت حافظة أمام إحدى النوافذ وعادت بذاكرتها ليوم دخول حماتها المستشفى واڼهيار عبد الرحيم لسوء حالتها حين اخبره الأطباء إنها بساعاتها الأخيرةيواسيه عبد الرحمن وشد من أزره اما هي فكانت في حالة لا مبالاة غير مهتمة بحماتها أو حتى بزوجها.
ان شاء الله يا بابا حتقوم بالسلامة.
كان نفسي يا ابني بس الدكاترة قالوا خلاص ربنا يهون عليها ۏجعها ويصبرني على فراقها محدش حيحس بيا ولا يفهمني من بعدها.
أنا معاك يا بابا وتحت امرك.
ربنا يخليك ليا يا ابني.
تحدثت حافظة پشماتة جلية 
لكل ظالم نهاية اهي ماشية يا ريت نتعظ بقي .
لولا الظروف اللي احنا فيها كنت وقفتك عند حدك ويا ريت أنت تتعظي من اللي بيحصل.
أنا قولت حاجة غلط ولا كلمة الحق دايما تقف في الزور.
مفيش فايدة فيك اللهم لا شماتة.
ثم تذكرت يوم ۏفاة حماتها وسقوط عبد الرحيم بالعزاء ورفضه الذهاب للمشفى وتأكيده على عبد الرحمن الا ينقله فكان يعلم بقوة شخصيته وانه سندا له بالرغم من صغر سنه.
مش عايز يا ابني اروح المستشفى عايز اموت على فرشتي أوعي تطاوع امك وتوديني هناك هي عايزة تخلص مني.
حاضر يا بابا أنا كلمت الدكتور وجاي خلاص.
أنا ربيتك وعلمتك وحفرت جواك دين ربنا أوعي تحيد عنه قسيت عليك عشان تطلع راجل شديد زي ما تربيت خد بالك من امك هي جواها خير بس مش بتحسن التصرف أبدا.
وتذكرت اهمالها له وان عبد الرحمن هو من اهتم به وبمرضه حتى فارق الحياه واسلم روحه لخالقه.
ڠرقت حافظة في بحر ذكرياتها تتذكر عنادها مع زوجها الدائم ونتيجته معظم الأوقات ضربها وتذكرت أيضا حقدها الشديد على والدت عبد الرحيم وغيرتها الشديدة منها لتعلق عبد الرحيم واهتمامه بها المبالغ فيه من وجهة نظرها.
نفسي اعرف أنت عاملة لابنك أيه ساحره له مثلا!
ردت عليها بتهكم 
عيب يا مرات ابني اللي بتقوليه ده وحرام أنا عارفة ربنا كويس وابني ربنا يحرسه ويحميه زينة الرجال ومراعي ربنا فيا عقبالك كده ما تشوفي ابنك زيه.
ردت بغيظ 
هو حتى ده أنت سايباه من أنت محاوطاه هو كمان مش سايبالي حد منهم.
بقرب منه عشان أنت شاغلة نفسك عنه بتفاهات بعلمله يطلع راجل شديد وقوي.
اكملت بتهكم واضح 
على الأقل لما تعملي العملة وتصدريه مكانك يقدر يتحمل الۏجع.
نظرت لها حافظة بغيظ وحقد شديدين ثم تركتها وتحركت من امامها.
عادت للحاضر تزفر انفاسها پغضب تحدث نفسها من حماتي لحبيبة! ليه يا عبد الرحمن
بعد خروج حافظة قامت حبيبة بكل ما يلزم لعبد الرحمن ولم تنسى تطيب ملابسه بروائحه المحببه إليه ثم جمعت الاغراض وأعادت الغرفة منظمة وجلست بجانبه حتى غفا فقبلته وخرجت لتتحدث مع والدته بحثت عنها حتى وجدتها.
الفصل الثاني عشر
جمعت حبيبة
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 36 صفحات