حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول
خلق فأبدع ليه الدموع بس
ونظر حوله واختار أحدى المعروضات ونظر اليها مهديها إياها
خدي دي وامسحي دموعك كل مشكلة ولها حل إن شاء الله
نظرت إليه وأعينها تفيض بالدموع ونظراتها تحمل الكثير تتساءل لما دائما تراه بلحظات ضعفها! كان هناك حديث تقصه الأعين بصمت قطعه دخول محمود متحدثا
كنت متأكد أنك هنا
عادت حبيبة للانتحاب وتهدجت أنفاسها وتعالت دقات قلبها أيقن محمود ذعرها من هجره مرة أخرى لن يكرر معاناتها فحين هجرها بالسابق ساءت حالتها رفضت الطعام زهدت الدنيا فراوده الشعور بالندم فاسترسل يطمئنها
نظر عبد الرحمن لسما لافتا إيها لهديته فتحدثت
دي كويسة
لو حبيبة عايزاها ماشي
أعطاها لحبيبة ثم أنتبه لوجود عبد الرحمن بالمكان فدثه مرتابا ومتعجبا
أزيك يا عبد الرحمن أول مرة أشوفك هنا!
الحمد لله أنت عامل أيه كنت بدور على حاجة فالمكتبة هنا
غريبة هي المكتبة اللي في الشارع عندكوا قفلت!
لأ بس اللي عاوزه مش هناك
لم يقتنع محمود بحديثه ولم يهتم بالتوضيح حاوط كتفي حبيبة بذراعه ربتا أعلى ظهرها وضمھا إليه بحنان خطا خارج المكتبة قبل خطوتها للخارج القت نظرة متسائلة على عبد الرحمن وتابعها هو بعينيه حتى اختفت ثم الټفت الټفت لسما متسائلا
ادعت عدم الفهم محاولة لاستخراج الكلمات منه
ليه هو كان في حد ضايقها قبل كده!
سأل متحفزا
يعني حد ضايقها!
لا نتيجتها ظهرت وهتعيد السنة ومش عارفة تقول لمحمود إزاي
تساءل بتلقائية بما تربي عليه وعقابه حالة تقصيرة بدروسه
خاېفة يضربها
استنكرت بشدة اغتاظت من تفكيره
لأ طبعا عمره ما ضربها هي خاېفة على زعله مش منه اتفضل قولي كنت بتدور على ايه
خلاص لقيت اللي بدور عليه شكرا
بالرغم من ضيقها مما دار بينهما إلا انها هاتفت حبيبة فور مغادرته تخبرها بما دار حدثتها بسعادة من أجلها
هو كمان فاكر يا حبيبة مش لوحدك
انتفضت قلبها مع كلماتها يخبرها انها تتحظث عن عبد الرحمن ولا تعلم السبب
عرفتي إزاي بمكن يتهيأ لك
لما مشيتي مع محمود سألني هو حد ضايقها تاني يعني فاكر أولاني هو كمان فاكر أكيد حاسس بحاجة فهمت من كده بكلامه بس أنت مش خاېفة منه لو فعلا حاسس بحاجة ناحيتك!
أمل تعلقت به وتدرك وهنهدارت برأسها أفكار كثيرة وتساؤلات استبعدتها جميعا أرادت ان تشعر بالسعادة ولو بأمل كاذب أما هو فكاد يطير فرحا ازداد تاكده من شعورها به فرد فعلها لرؤيته وصمتها حتى إنها قطعت بكائها لرؤيته كل ذلك جعل الأمل يدب بوجدانه فتشجع لبأخذ خطوة للأمام وان يتقدم لخطبتها وكان العائق الأكبر هو محمود كيف سيفاتحه فلن يتقبل الأمر بسهولة أو بالأحرى لن يتقبله
أهدي يا حبيبتي ما تعيطيش
ازدادت شهقاتها وعلت فضمھا اليه وربت على ظهرها بحنان
أهدي يا حبيبة أهدي هنتكلم بس مش دلوقت أغسلي وشك وبطلي عياط عينك ورمت كفاية كده
أومأت ممتثلة لقوله بعد قليل هاتفتها سما فتناست ما حدث غمرتها السعادة لفترة ثم عادت لأرض الواقع فكلما فكرت بالأمر تكررت كلمة مستحيل لكل ما ترغب وتملكها الحزن واحتل قلبها أما محمود فتركها حتى هدأت ثم أراد التحدث معها متأكد ان هناك سببا قويا لرسوبها طرق باب غرفتها ثم دخل
حبيبة ممكن نتكلم شوية
دارت عينها بالمكان بتوتر وحزن طمأنها متحدثا
أنا مش جاي ألومك بس عايز أفهم إزاي ده حصل! أنت لحد السنة اللي فاتت تقديراتك بين جيد جدا وامتياز إزاي مرة واحدة كدة تشيلي 6 مواد وتعيدي السنة! وما تقوليش عشان ۏفاة والد سما لأن ده كان الترم اللي فات وسما نفسها نجحت تقديرها أقل شوية بس نجحت قولي لي لو في حاجة مزعلاكي أو تعباكي اتكلمي يا حبيبة
أنا موجود وسامعك في أي وقت جنبك و معاكي دايما حبيبة تأكدي اني عمري ما حزعل منك أبدا
اخفضت رأسها تفرك كفيها بتوتر
مفيش حاجة يا محمود أكيد لو حبيت أحكي حاجة حتكلم معاك ماليش غيرك
رد بعد اقتناع موقن من وجود سبب قوي
متأكد يا حبيبة! على العموم أنا مش هضغط عليك هأنتظرك تيجي تحكي لأني متأكد إن في كلام جواكي
صمتت وبداخلها تبحث عمن يمكنه مساعدتها في الإجابة على ما بداخلها من يملك خبرة حياتيه ولن يبخل عليها بإجابات صادقه وبالطبع لن تملك الشجاعة للتحدث مع محمود تمنت لو كانت والدتها على قيد الحياة لتبكي بصدرها وتخبرها بمكنون قلبها لم تجد سوي بسمة علاقتهما حيادية رغم محاولات بسمة العديدة توقن صدق مشاعر بسمة تجاهها وإنها لن تبخل عليها بالنصيحة
استجمعت شجاعتها وذهبت لبسمة اثناء انهماك الأخرى باعداد الطعام
صباح الخير
اهدتها ابتسامة صافية
صباح النور يا حبيبة مش بتقرى في البلكونة زي عادتك يعني
شوية كده وهادخل ممكن اتكلم معاكي شوية
أكيد طبعا تعالي ندخل جوه
هنا كويس مش هعطلك
لو مرتاحة تمام
توترت بالبداية فشجعتها ابتسامة بسمة لتبدأ
هو أنت عرفت أنك بتحبي محمود إزاي
ابتسمت بسعادة وحنين
الحب بيجي من غير إنذار أو مقدمات بيقحم نفسه يبدأ بفرحة وسعادة إحساس يخربش القلب ماتعرفيش جه أمتي إزاي على ما تميزيه وتعرفي أنه الحب بتكوني ڠرقتي فيه
ممكن أول مرة تقابلي حد تحسي به
ممكن هو مش حاجة ثابتة جماله أن له مليون شكل وطريقة
يعني ممكن اللي بيحب يشوف بعين مختلفة عن كل الناس!
أكيد لأن عين المحب مختلفة بتشوف الحبيب من جواه مش من بره بس أحيانا الحب بيعمي بيخلينا نتغاضى عن عيوب موجودة فعلا وقتها القلب هو المعيار يعني القلب بيكون رادار يحدد الغلطان يعني من جوانا بنكون عارفين اننا غلط وبنكابر
طيب إزاي عرفتي انك بتحبي محمود فعلا
هو ده الصعب يا حبيبة اننا نقدر نفهم إحساسنا لأنه ما لوش طريقة وقاعدة معينة عشان تتأكدي الحب إحساس تعرفيه بإحساس وتتأكدي منه بإحساس مش حاجة ملموسة فرحة وسعادة مجرد ما تشوفي الحبيب احساس يخليكي احسن في كل حاجة عارفة أنا تأكدت إني بحب محمود وقت ۏفاة بابا كنت تعبانة جدا مش مستوعبة اللي حصل مش قادرة أرجع لحياتي لحد ما محمود قابل ماما وقال لها انه بيحبني وانه عايز يخطبني وحابب انها تعرف وتطمن عليا ساعدني في كل حاجة حسيت أن ربنا عوضني بمحمود وبقي هو سندي وأماني في الدنيا
صمتت قليلا ثم استرسلت
أحيانا لما نستعجل حاجة ونشتاق بزيادة احساسنا يخدعنا عشان كده لازم نتأكد أن كل حاجة لها وقتها لا قبله ولا بعده ونسيبها على ربنا
لما حبيتي محمود عديتي أزمتك هو الحب ممكن يغيرنا للأحسن يعني يغيرنا أو يقوينا
أكيد يا حبيبة بيقوي خصوصا الست عارفة يا حبيبة ساعات ربنا يجعلنا نقابل الشخص اللي نحبه حتى لو كان بعيد عن حياتنا العادية بتدابير القدر اللي احنا بنقول عليها صدفة بس هي بتكون قدر عشان نقابل الشخص اللي يغير في حياتنا أو نغير في حياته في النهاية الاتنين حياتهم بتكون أحسن وسعيدة
الحب بيتاثر بفرق السن بين الاتنين
العادي يكون الفرق بالسن بسيط لكن في ناس بتحب بعض ويتجوزا وهما قد بعض في السن أو كبير شويتين المهم يا حبيبة يكون في احترام لعقل بعض ما يتعاملش معاها على أنها صغيرة ويسخر من رأيها أو من حاجة تقولها وما يقللش منها ولا يأذيها بأي طريقة لأن وقتها حيكون في إهانة والإهانة ټموت الحب وممكن تحوله لكره عارفة الحب عامل زي الزرعة لو إهتميتي بها ورعيتيها تكبر وتثمر ولو أهملتيها تدبل وټموت
ابتسمت حبيبة ونظرت لبسمة شاكرة
أنا دوشتك وعطلتك
أبدا والله ومبسوطة اننا تكلمنا ياريت تكرريها كتير عارفة كلامنا خلاني أحس بكل حاجة من تاني كأنها أول مرة حسيت برعشه في قلبي نفس اللي حستها أول مرة حسيت فيها بحب محمود
عانقت حبيبة بحنان
يا ريت تعتبريني أختك يا حبيبة عارفة أن عمري ما أكون زي طنط الله يرحمها بس ممكن أكون اخت وأي كلام بينا حيكون سر
ابتسمت حبيبة براحة من طريقة بسمة الودودة ولراحتها بعد حديثها
مرت عدة أيام فكر بها عبد الرحمن مليا وبجدية أراد التأكد لأخر مرة قبل محادثة محمود وخوض المعركة معه فذهب أمام بيتها وجدها جالسة بالشرفة تضع وشاحا كبيرا على رأسها بيدها كتاب تقرأه وتصادف دخول ابنا محمود يضحكان معها وتداعبهما وحين وقفت داعب الهواء وشاحها فطار بعيدا وتهاوى على الطريق على بعد خطوات بسيطة من مكان عبد الرحمن الذي شده بطلتها وشعرها منسابا يغطى كامل ظهرها بسخاء كسواد الليل طويل لكل مشتاق ملتاع
جالت عينيها باحثه عن مكان ايتقرار الوشاح فتلاقت النظرات ابتسم بسعادة ملتقطا وشاحها مثبتا مقلتيه عليها ببسمته البشوشة فأحمر وجهها خجلا ظلا على حالتهما حتى قطع تأمله طرقات أنامل صغيرة على كف يده ملتقطا الوشاح هاتفا
بكلمات طفولية ملقبا حبيبة بيبة
الفصل الخامس
وان كانت مجرد نظرة تسري داخله كل تلك الراحة فماذا إن أصبح القرب واقعا تقين أنها سلامه الداخلي ليبقى إنسانا صافيا فقرر المواجهة لن ييأس أو يتراجع سيقابل محمود قريبا أملا أن ينول دواء قلبه في قربها يدرك صعوبة ما يريد قد يكم مستحيلا إلا أنه سيقاتل ليصل إليها لن يستسلم وسيظل يحاول سؤال فرض نفسه هل ما تكنه له إعجاب سيزول أم مشاعر صادقة وأن اشتعلت الحړب أستحارب معه ولأجله! بكل الأحوال سيقاتل للفوز بقربها
يومان مرا على عبد الرحمن وهو يفكر كيف يفاتح محمود وهل يحدث والدته الآن أم ينتظر موافقة محمود أولا بعد تفكير أرهقه استقر أن يبدأ بمحمود فهو الأصعب على الاطلاق لم يختلف حال حبيبة عنه رافقها الشرود على غير عادتها منفردة بنفسها بغرفتها معظم الوقت قليلة الحديث فسر محمود حالتها بالحزن لرسوبها بالجامعة أما بسمة فبغريزة الأنثي شعرت أنها غارقة بالحب تجهل هوية صاحب الحظ السعيد راقبتها بصمت سعيدة من أجلها تعترف أنها أحيانا تغار من شدة ارتباط محمود بها ولكنها بالنهاية تحبها وتشفق عليها كثيرا
اتخذ أول خطوة بقراره فهاتف بمحمود بالصباح
صباح الخير إزيك يا محمود أنا عبد الرحمن
عبد الرحمن مين مش واخد بالي
اخذ نفس عميق
عبد الرحمن اللي كنت في المكتبة معاك من يومين وقت ما الآنسة اختك پتبكي
أنتبه محمود وبدا الضيق على وجهه وتحدث بطريقة جافة خير في حاجة
كل خير إن شاء الله عايز أزوركم في البيت عايزك في موضوع مهم
أيوه خير أيه هو الموضوع يعني
كل خير بعون الله لما نتقابل إن شاء الله يكون