هل فات الأوان ناهد خالد الجزء الأول
حياتنا الجايه و....
ابتلعت ريقها وضغطت علي كف يدها في الخفاء وهي تقول
_وهننفصل امتي
رد سريعا بنفي
_لا أنا مش هتكلم في انفصال.. ده بيتك يا داليا وأنا معاك لحد ما أنت الي تطلبي ده غير كده لأ..
_والبنت الي بتحبها هتتقبل!
_آه. هي عارفه أنا مفهمها الوضع كله..
_ولما تتجوزها بعد كام يوم من فرحنا الناس هتقول اي
_الصحافه مبيتخباش عنها حاجه..
_متقلقيش أنا مرتب كل حاجه..
ردت بتأنيب ضمير حقيقي
_ايوه بس هي اي ذنبها يعني لي مجبره توافق علي الوضع ده!
_عشان بتحبني وعشان اقنعتها ومعندهاش حل غيره يأما ننفصل ولا عندي بصراحه...
صمت ولما يجيبها وكأنه يخبرها بأنه ليس لديه حل لمعضلتها... قالت بۏجع خفي
_مفيش حل غير قبل فرحك بفتره ننفصل وقتها كلامهم مش هيطولني زي ماكون لسه مراتك..
أومئ بهدوء وهو لايري حل آخر وقال بتعقل
ويومها قضت ليلتها تنتحب بحرقه ولم تزول حر قة قلبها للأن.. وهل ستزول من الأساس! صبرا فما آتي أصعب مما مضي..
ومن حينها وسارت حياتهما كما خطط هو لها تشعر وكأنها ضيفه للحق يعاملها بلطف وود ربما هذا ما لا تنتظره ولكن لا بأس بالقليل...
كانت تسير مع شهد صديقتها وهما يتناولان المثلجات أثناء سيرهما علي ضفاف النيل كانت شهد تثرثر دون توقف وداليا ترد عليها أحيانا وأحيانا تكتفي بأكل المثلجات وهي تهمهم بصمت..
انتبهت لشهد تهتف باستخفاف وهي تراها تتناول المثلجات بشراهه رغم برودة الطقس وكأنها تخرج غيظها بها
أكلت من المثلجات التي تمسكها بيدها وقالت بهدوء
_الأيس كريم ده روعه كان نفسي فيه اوي بجد..
_أنت بتوهي اومال لو مكنتيش بتحبيه
وقفت تأخذ نفس عميق وقالت وهي تنظر أمامها
_بس هو مبيحبنيش.. ومش من حقي أعاتبه علي حاجه مش بأيده.. هو عمره ما كدب عليا مفهمنيش مثلا أنه بيحبني لولا صفقة بابا مكنش فكر يتجوزني حتي..
_اتجوزتيه لي مادام أنت عارفه ده
_عشان بحبه... أنت مش فاهمه.. سليم طول عمره حلمي الي بتمني يتحقق.. من وقت ماكان بييجي مع باباه عشان يزور بابا أنت عارفه أنهم صحاب من زمان كان يدوب عندي ٣ سنين لما بدأت أتعلق بيه كنا دايما بنلعب مع بعض واحنا صغيرين يمكن لما كبرنا العلاقه بينا مكانتش أحسن حاجه يعني أنا كنت بتكسف أتكلم معاه حتي ولما كنت بقف قدامه كنت بتوتر اوي ومبعرفش اقول كلمه علي بعض كنت براقبه من بعيد مكنتش بحاول اقرب منه كنت مكتفيه بمراقبتي له ومبسوطه... مبسوطه دي كلمه قليله اوي علي الي كنت بحسه لما اتجوزنا كان نفسي نعيش حياتنا طبيعي حتي لو مش بيحبني.. هخليه يحبني واحده واحده لكن مخدتش الفرصه حتي..
_طب هتعملي اي
التهمت من المثلجات ثانية وقالت
_هستني الشهرين وننفصل...
ردت
شهد باستنكار
_كده من غير ما تحاولي
نظرت لها بنطرات متألمه
_شهد هم بيحبوا بعض تفتكري ينفع ادخل بينهم وابوظ حياتهم وحبهم ده تفتكري انا وحشه كده عشان افرق اتنين عن بعض ملهمش ذنب غير اني حبيته وهو محبنيش حتي بلاش كده... يابنتي ده عارفه من سنه ونص يعني من قبل مانجوز بكتير اووي ده حتي سليم مكنتش بلفت نظره أنت متخيله! أنا داخله معركه خسرانه يا شهد..
ذمت شفتيها بتفكير وقالت
_بصراحه يا داليا معاك حق أنا مش عاوزاك برضو تعملي حاجه ضميرك يأنبك عليها بعدين بس هتعرفي تنسي سليم
تنهدت وهي تدندن بصوت عذب وكانت إجابه لشهد علي سؤالها
_الناس المغرمين .. مايعملوش كدا
دول مهما تألموا .. بيداروا ويكتموا
ولا يوم يتكلموا .. ويشمتوا العدى
الناس المغرمين .. بيكونوا حنينين .. ويخافوا ع الشعور
الصبر بيخلقوه .. والبال بيطولوه .. ويشوفوا الضلما نور.
صمتت قليلا وأكملت
_أنا بحب يا شهد وعارفه إحساس البعد أو أن حبيبك ميكونش معاك وعمري ما هكون السبب إن حد يحس إحساسي حتي لو عيشت عمره كله في ۏجع هيكون أحرم من ۏجع ضميري..
_____________بقلم ناهد خالد _______
_داليا..
الټفت لتجد والد سليم محمد يخرج من باب مكتبه الموجود بالفيلا..
ابتسمت وهي تقترب منه
_ازيك ياعمي..
_الحمد لله يابنتي..ها طمنيني الدنيا ماشيه ازاي
نظرت له بمغزي وقالت
_سليم مش قال لحضرتك أنه كتب كتابه امبارح
_ايوه قالي..
_اومال بتسألني في اي خلاص الموضوع انتهي..
اتسعت عيناه بضيق يهتف
_نعم من اسبوع واحد استسلمتي ياداليا!
زفرت بضيق وقالت
_ياعمي أنت عاوزني اعمل اي أطلقهم يعني!
رد پحده
_داليا! اتكلمي كويس ثم اعتقد إن في بنا إتفاق ولا نستيه!
ابتلعت ريقها بهدوء وقالت
_لا منستوش بس عاوزني اعمل اي ياعمي بس عمي أنا مش هخرب علي اتنين بيحبوا بعض واتجوزوا كمان.
رد پغضب
_اسمعي يابنت أنت أنا معملتش كل ده عشان تيجي من أول مواجهه وتقولي مش لاعبه لا ياحبيبتي أنا معملتش كل الافلام الي عملتها عشان تيجي تقوليلي حرام وهسيبهم لوحدهم..
طفرت الدموع من عينيها وهي تقول بقلة حيله
_عاوزني اعمل اي بس ياعمي أنت عارف أن سليم بيحبها ازاي مش حرام أوجع قلبه بالشكل ده الي بيحب حد مبيحبش يو جعه..
_وكان فين ده قبل مانعمل كل الي عملناه
تمتمت پألم
_مكنتش اعرف أنه بيحبها كده ده عارف بتحب لون اي واهتمامتها أنا كنت مفكره أنه متعلق بيها مثلا أو....
صمتت وهي تكمل بتعب
_مش عارفه أنا كنت مفكره اي... يمكن شوفتها فرصه كويسه لقلبي واتمسكت بيها.. يمكن وقتها مفكرتش غير إني أكون معاه... أنت قولتلي أنك هتخليه يعاملني ك زوجه وتبقي حياتنا طبيعيه وهنا يبدأ دوري في أني أخليه يحبني... لكن صدمني لما من اول يوم حدد علاقتي بيه عاوزني اقرب منه ازاي واحنا بنا ألف ميل.. أقرب منه ازاي وهو قاطع اي طريق للوصال مكنتش اعرف انه حبه ليها هيخليه ميقربش ليا ولا يحاول حتي تكون حياتنا طبيعيه.. كان واخد قراره ومش هيرجع فيه.
رد محمد بهدوء
_هتسيبيه هتسبيه يغرق يا داليا!
قالت باستسلام
_اختياره ياعمي ويمكن يطلع صح..
_انا واثق أنه مش صح واثق أنه هيندم..
رفعت كتفيها بلا مباله
_مش مشكلتي ده اختياره..
_مش هتحاربي عشان حبك! هو للدرجادي ميستهلش!
قالت بزهق
_ياعمي افهمني الفكره مش اني احارب او لأ الفكره اني مش هقدر اكون السبب في وجعه..
_لو حبك قبل ما يسيبها مش هتكوني سبب في وجعه..
_طب وهي
رد بضيق
_يابنتي هو أنا مش حكتلك كل حاجه!
صمتت تفكر في حديثه ولكنه قطع تفكيرها حين قال بصرامه
_اسمعي يا داليا كان بينا اتفاق ووعد وأنت ملزمه تنفذيه وده آخر كلام عندي..
_________ناهد خالد ______
دلف للشقه وبحث بعينه عنها فوجدها تجلس أمام التلفاز...
_كويس رجعتي قبلي..
الټفت ترد عليه مبتسمه
_مش قولتلي ارجع قبلك.. أكيد مكنتش هتأخر..
ابتسم لها بامتنان لفعلتها وقال
_طب اي فين الأكل يابنتي أنا جعان وممكن أكلك دلوقتي...
وقفت تهتف بمرح
_ياستار يارب لا وعلي اي هقوم أحط الأكل حالا يلا غير هدومك..
اتجه لغرفته وهو يقول
_هواا...
ابتسمت واتجهت للمطبخ لتغرف الطعام وخرجت ووضعته فوق الطاوله بمنتصف الصاله انتبهت لرنين هاتفه الموضوع فوق المنضده اتجهت بفضول تري المتصل فوجدت اسم other half نصفي الآخر...
أغمضت عيناها پألم وهي تأخذ نفسها بضيق انتبهت لوصول رسائل للهاتف ومن حسن حظها انها ظهرت علي الشاشه الخارجيه كانت منها علي تطبيق الواتساب نصها...
سيمو حبيبي لما تشوف الفون كلمني ضروري
انتبهت لخروجه من الغرفه فابتعدت بتوتر تقول
_تليفونك كان بيرن..
رفع حاجبه باستغراب
_بجد مسمعتوش...
أمسكه فوجدت الابتسامه تغزو ثغره ما إن علم هوية المتصل وهتف لها ببساطه
_دي ريهام..
وزياده علي أوجاعها قام بمهاتفها أمامها...
_اي ياحبيبتي
كان صوته دافئ حنون بشكل جذبها بشده..
_بجد بس أنت معرفتنيش!
وجدت ملامحه تتغير للضيق قليلا وهو يقول
_ايوه ياريري بس افرضي كان عندي حاجه مهمه يعني..
صمت يستمع لها وعاد يهتف بتنهيده
_خلاص ياستي حاضر وانا ميرضنيش ازعلك...
أنهي حديثه معها وهو يقول
_ماشي ياروحي ساعه وهكون عندك..
أغلق الهاتف ونظر ل داليا بتردد وهو ينقل بصره
بينها وبين الطعام المرصوص.. اغتصبت ابتسامه رغم شعورها بالبكاء وهي تقول
_روح يا سليم هشيل الاكل في التلاجه محصلش حاجه..
رد باعتذار حقيقي
_سوري ياداليا والله فاجئتني أن أخوها ومراته حاجزين لينا في مطعم بسبب أن كتب كتابنا كان امبارح وكده كاحتفال يعني.. رغم انها كان المفروض تعرفني بس بتحلف ان الموضوع جه صدفه..
لم يعلم لما يبرر لها ولكن لم يرغب حقا في أن يحزنها ويتركها بعد أن أعدت الطعام وتعبت به...
ردت بابتسامه
_ولا يهمك يا سليم عادي بتحصل.. اتفضل عشان تلحق تغير..
دلف للداخل وأخذت هي تلم الأطباق پغضب وعتف لم تستطع التحكم به أفرغته في علب ووضعته في الثلاجه وما أن انتهت استمعت لصوته ياتي من خلفها يقول بهدوء حاني وكأنه مازال يعتذر
_داليا عاوزه حاجه أجبهالك معايا
ردت دون ان تنظر له هذه المره وتصنعت الإنشغال
_لا شكرا يا سليم.
خرج بعد أن القي عليها نظره أخيره..
استمعت لصوت سيارته بالخارج فعلمت أنه ذهب وقفت تستند علي حوض الغسيل بكفيها وهي تتنفس پعنف.. نظرت للأطباق أمامها فعزمت علي غسيلهم... تتذكر انها رفضت تماما أن تصعد الخادمه التي تأتي طوال النهار وتذهب قبيل منتصف الليل إلي طابقهما الخاص أرادت أن تنفرد بحياتهما تماما عالاقل الشهر الاول من زواجهما.. زواجهما! أين هذا الزواج الذي ظلت تضع له خطط لأسبوع كاامل لم تنم به!.. أخذت تشهق پعنف وهي تشعر بالاختناق وفجأه وجدت نفسها تلقي بالطبق الذي كان في يدها ليتفتت لقطع صغيره بداخل الحوض پعنف.. نظرت لقطع الزجاج وفجاه اڼفجرت في بكاء حاد وهي تجلس فوق الارضيه البارده تستند علي الخشب من خلفها... تبكي علي الكثير... تبكي علي أبيها الذي ټوفي منذ أربعه اشهر وتركها وحيده... وتبكي علي حبها الذي يعذبها.. وتبكي علي