الأحد 29 ديسمبر 2024

ضروب العشق لندى محمود

انت في الصفحة 33 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

وأي حاجة عملتيها أاااا........
ذاك الأحمق أيطلب منها أن تتخلى عن عشقها له !! .. الذي احتفظت به في داخلها لسنوات ورفضت أن يأخذ مكانه أي رجل غيره وبعد أن أصبحت زوجته .. يريدهم أن ينفصلوا ويقول لها بكل وقاحة كوني صديقتي !! هل عشقته كل هذه السنوات لتصبح صديقته ! هل يتوقعها أنها ستقبل بهذا العرض السخيف !!! .
صړخت به پبكاء رافضة إياه الاسترسال في هذه السخافة التي يخرجها من بين شفتيه 
_ وأنا مش عايزة انسى حاجة ومش عايزة أكون صديقة أنا محبتكش لكل السنين دي عشان أقبل في الآخر بالدور السخيف ده أنا عايزة أكون مراتك وعايزاك تحبني زي ما بحبك .. أنا دلوقتي عندي 24 عارف بحبك من إمتى من وأنا عندي تمن سنين يعني 16 سنة
قبض على ذراعيها يهزها بقوة هاتفا في حدة حتى يجعلها تفيق من أوهامها 
_ افهمي أنا بقولك مش عايزك ومش هحبك أبدا
دفعت يديه بعيدا عنها وهبت واقفة وهي ترفع سبابتها في وجهه محذرة إياه بأعين دامعة تحمل الشراسة والألم 
_ مش هتطلقني ياحسن ولو طلقتني زي ما هتخليني اخسرك هخليك تخسر كل حاجة حتى أهلك وأمك وأخواتك وإنت عارف إني أقدر أعملها
ثم اندفعت نحو غرفتها مسرعة لكي تترك الحرية لدموعها أكثر وتركته هو يهز

رأسه بنفاذ صبر وعصبية .. !!
كانت شفق في طريقها للحديقة حتى تجلس في الهواء قليلا ولكنها توقفت حين مرت من أمام غرفته فانتابها الفضول للدخول وإلقاء نظرة عليه .. تختلس فرصة غيابه عن المنزل فالتفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد في الطرقة ثم تسللت ببطء نحو غرفته وفتحت الباب ودخلت .. أغلقته خلفها وأخذت تتأمل الغرفة بإعجاب كانت الحوائط من اللون الكافيه الفاتح الذي يميل للأبيض وخزانة متوسطة الحجم من اللون
الأبيض وسجادة على الأرض من نفس لون الحائط والفراش كان لونه أسود لامعا ويوجد حمام داخلي صغير ابتسمت بانبهار من جمال وبساطة هذه الغرفة فهي لم تخطىء عندما قالت أنه لديه ذوق رفيع في كل شيء ليس ملابسه فقط لفت نظرها الصورة المبروزة في غلاف زجاجي وموضوعة على منضدة صغيرة بجانب الفراش فاقتربت والتقطتها تحدق بها بصمت تتفحص ملامح تلك الكامنة بين ذراعيه لم تكن تحتاج لأحد ليخبرها أنها زوجته فابتسامته وسعادته كانت كافية لتوضح مدى السلام الروحي لكليهما وهم مع بعضهم عادت ووضعتها مكانها بتعاسة وعبوس واضح على معالم وجهها وهمت بالالتفات والمغادرة قبل أن يدخل أحد ويراها ولكن الدرج العلوي للمنضدة كان جزءا منه مفتوحا وبداخله صورة تعلم صاحبها جيدا فاسرعت بفتحه كليا والتقاطها وهي تحدق بصورة ذلك الوغد ا استغرق معها الأمر للحظات وهي تحدق بصورته بدهشة وتطرح الاسئلة في ذهنها عن سبب وجود صورته معه وسرعان ما شهقت بذهول ووضعت كفها على فمها فما كانت تشك به كان حقيقيا هذا الحيوان هو الذي قتل زوجته والآن يحاول العبث معها ليجعل نهايتها مثلها تذكرت جملته لها بالأمس قبل أن يهرب كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني تسارعت دقات قلبها وبدأت تتوتر ومازاد توترها انفتاح الباب ودخوله عليها ليتسمر هو بأرضه مندهشا من وجودها بغرفته أما هي فتلعثمت بشدة وغمغمت بارتباك 
_ أنا آسفة كنت رايحة لرفيف واتلخبطت في الأوضة ودخلت اوضتك بالغلط
ابتلعت ريقها وهي تشعر بأن دلو من الماء المثلج سكب فوقها مدت يدها له بالصورة وهي تقول يإيجاز متلعثمة أكثر 
_ كانت واقعة على الأرض
قالت جملتها واندفعت للخارج في ظرف لحظة أما هو فأخفض نظره للصورة يلقي عليها نظرة ثم يلتفت خلفه متطلعا عليها وهي تنزل الدرج مسرعة فلم يشغل ذهنه بما حدث كثيرا وقرر التجاهل وأغلق الباب ثم بدأ في تبديل ملابسه ودخل الحمام ليأخذ حماما دافئا ويعيد لجسده قليلا من نشاطه .. بعد دقائق قصيرة خرج وتوجه لشرفة غرفته يقف فيجدها تجلس على المقعد الهزاز في الأسفل وتهز قدماها پعنف وكفها على فمها تفكر بتركيز شديد في شيء ما مما أعاد الشك لعقله بها من جديد وخصوصا
بعدما رأى تلعثمها وهي تعطيه الصورة وكيف كانت تحدق بها پصدمة امتزجت بالړعب فجال بعقله فورا كلامها في يوم زفاف حسن كرم افهمني أنا قصدي غير كدا خوفه مش طبيعي هو عارفك ودي حاجة احنا مختلفناش فيها بس هو كمان عارف إنك أكيد متعرفهوش شكلا وإلا كان هيخاف كدا ليه أوي تصرفه بيوحي بحاجة واحدة وهي إنه عارف إنك لو لمحته بس هتعرفه فورا وهو يعرفك كويس والصراحة أنا خۏفي زاد أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون ..... وتلقائيا ربط كلامها بالموقف الذي حدث للتو وملامح الزعر على وجهها فاتسعت عيناه وأظلمت بطريقة مخيفة ومعالم وجهه الهادئة واللطيفة تحولت لأخرى لتشبه وحشا مرعبا فالذي يدور بذهنه الآن هو التفسير الوحيد لكل شيء !!!
...... 
_ الفصل الثاني عشر _
في صباح اليوم التالي داخل منزل محمد العمايري ......
كانوا على طاولة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء ولا أحد يتحدث كان الكل يأكل معادا هو يعبث بصحن الطعام الذي أمامه دون أن يضع لقمة في فمه وينتظر اتصال معين بفارغ الصبر ولا يزال الڠضب يهيمن عليه منذ أمس سمع أمه تهتف باهتمام 
_ مالك ياكرم مش بتاكل ليه .. إنت متعصب من حاجة !
رد عليها باختصار شديد 
_ مليش نفس !
نظرت له شفق بتدقيق وتحدثت لنفسها پخوف هل يعقل أن يكون شك بشيء عندما وجدني أمسك بصورة ذلك الرجل بالأمس اهتز هاتفه على الطاولة بجانبه وأخيرا جاء الاتصال المنتظر فوقف فورا وأجاب وهو يسير باتجاه الباب ليغادر 
_ ألو يامسعد عملت إيه 
أجابه الآخر باستياء شديد 
_ هو ياكرم بيه شوفت الكاميرات وطلع هو
تحول لجمرة نيران ملتهبة وأطلق من بين شفتيه الفاظ بذيئة من بينها كلمات وعيد بالاڼتقام ليكمل مسعد بجدية وحزم 
_ سبلي أنا الموضوع ده ياكرم بيه وهجبهولك خلال كام يوم
_ عايزه سليم يامسعد
ومحدش ېلمس منه شعرة واحدة
_ حاضر
كان حسن بمكتبه داخل الشركة يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه وبيده مفاتيح سيارته يعبث بها ويحركه يمينا ويسارا أمام عيناه شارد الذهن يتذكر كلامها عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك

في أول محطة .. اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها لا يزال يحبها للأسف ولم يتمكن من نزعها من قلبه بأي شكل من الأشكال لم يعد حبا كما كان سابقا ولكنه لا يستطيع القول أنه يكرهها رغم أنها لا تستحق سوى الكره وكل ما قالته له يسر كان حقيقة .. هي تخلت عنه وخدعته وهو كالأحمق مازال يحمل لها القليل من الحب !! .
قطع شروده دخول يسر المفاجئ وهي تحمل بيدها ملفات صغيرة فاغلقت الباب خلفها وهتفت بإيجاز 
_ حسن اتصل بزين شوفه فين لغاية دلوقتي مجاش !!
عقد حاجبه وهدر باستغراب 
_ وإنتي عايزة زين ليه !
هتفت بامتعاض وابتسامة صفراء 
_ يمكن عشان الشغل مثلا وعشان في ملفات عايزة اورهاله ضروري
قال في حزم ونظرة قوية 
_ طاب ما أنا موجود أهو ولا هو لازم زين !! تعالي وريني إيه اللي عايزة تورهوله
أشاحت بوجهها للناحية الأخرى متأففة بخنق فهي قررت منذ ما حدث بالأمس أنها ستحاول تجنبه وعدم التحدث معه بقدر الإمكان حتى تهدأ نفسها الثائرة منه .
اقتربت منه ووقفت بجواره وانحت للأمام بجزعة وفتحت الملفات ثم بدأت تتحدث وتشرح له الأمر بالتفصيل وكان هو بكامل انتباهه معها ولما تقوله ولكن انحرفت عيناه عن غير قصد واستقرت على حجابها المزحزح من الأمام فأظهر عن منطقة صدرها البيضاء العلوية ونظرا لأن الرداء الذي ترتديه لديه فتحة صدر واسعة قليلا فعندما انحت كشف عن داخلها !! استغرق الأمر ثلاث ثواني بالضبط حتى مد يده وسحب حجابها لأسفل جيدا ليخفي لحمها وهتف بغلظة صوته الرجولي 
_ لما تلبسي الفستان ده تاني البسي حاجة تحته يإما تلبسي طرحة طويلة وتثبتيها عشان مترجعش لورا
اعتدلت بسرعة وانتصبت واقفة ثم عدلت من حجابها وقالت في انفعال بسيط 
_ وإنت تبص ليه أصلا !!!
ازاح نظره عنها وقال بوقاحة مبتسما 
_ فرجة ببلاش .. متفرجش ليه !!
صرت على أسنانها بغيظ ولملمت الملفات فورا قائلة بقرف وهي تتجه نحو الباب 
_ وقح !
وقبل أن تقبض على مقبض الباب وتفتحه تذكرت شيء فتوقفت والتفتت بجسدها ناحيته ثم اقتربت مجددا وجلست على المقعد المقابل له مغمغمة بمضض واختناق 
_ عايزة اطلب منك طلب
اتسعت ابتسامته وأجابها بوقاحة وخبث أشد 
_ إيه متفرجش تاني !!!
قالت بنظرة منذرة وهي تضبط ڠضبها 
_ احترم نفسك ياحسن
تخلي عن وقاحته واخفي ابتسامته ليجيبها بجدية وخشونة 
_ طاب قولي عايزة إيه 
_ رفيف كلمتني وبتقولي إنها نفسها تاجي تشتغل هنا وطلبت مني احاول اقنعك وأخليك تقنع زين وكرم هي بتقولي إنكم رافضين فكرة الشغل بس أظن معندكمش حجة طالما هتشتغل معانا وقدام عينا وأنا هدربها وهعرفها كل حاجة
أصدر تنهيدة حارة وصمت لبرهة من الوقت ثم تشدق بصوت أجش 
_ طيب هشوف
استقامت
وارسلت له ابتسامة وهي تهمس 
_ شكرا
نظر لها بجمود ووجه خالي من التعابير فاستدارت هي وانصرفت وبعد أن اغلقت الباب وقفت خلفه تبتسم بسعادة داخلية حين استعادت توجيهاته الحازمة لها حول ردائها وقوي الأمل بداخلها أنها قد تكون أوشكت على تحقيق هدفها ! .
في تمام الساعة الثانية ظهرا ......
كانت بمنزل والدها وتجلس بجانبه على الفراش وبين ذراعيه في صمت حتى همست بعتاب 
_ بس كان المفروض تقعد في المستشفى يابابا عشان تبقى تحت رعاية الدكاترة علطول
أجابها بصوت هادئ 
_ ما إنتي عارفاني ياحبيبة بابا 
سألها بابتسامة عذبة لتختفي ابتسامتها تدريجيا ويحل محلها العبوس ولكن سرعان ما رسمتها باحترافية وقالت بتصنع السعادة 
_ الحمدلله يابابا كويسين وزي الفل .. وهو
كويس اتصل بيا من شوية وقالي إنه جاي في الطريق
أماء لها بالإيجاب ثم دخلت أمها وهتفت ضاحكة بمداعبة 
_ مش هتكبري على الحركات دي يابت
همت بأن تجيب عليها ضاحكة ولكن رنين الباب أوقفها وأشارت لأمها التي همت بالذهاب لتفتح بأنها هي التي ستذهب وتفتح وقالت 
_ خليكي أنا هروح افتح ده تلاقيه زين
قادت خطواتها الطبيعية نحو الباب وفتحته وكما توقعت كان هو فابتسمت له برقة وافسحت له الطريق للعبور ليهمس هو بتساءل قبل أن ينزع حذائه بجانب الباب 
_ في حد عندكم 
فهمت مقصده حول هل يوجد نساء من اقاربهم أو معارفهم أتو لزيارة والدها وتمني الشفاء له أم لا فهزت رأسها بالنفي وتمتمت بصوتها الناعم 
_ لا مفيش حد غير ماما
بدأ في نزع حذائه عنه وهو يغمغم بخفوت 
_ طيب قوليلها إني
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 55 صفحات