شوق اسماء عبد الهادي
والله أول مرة أعملها يا أبلة
_ أني فاهمة يا حبيبتي ومش بقولك أكده علشان بأنبك او شىء انتي اختي الصغيرة وأمير مهما كان شاب غريب عنيكي وكثرة الاتصالات بيناتكم حتى لو كان غرضكم انتم الاتنين شريف مع الوقت ممكن يتحول لحاجات تانية منرضهاش
اتسعت أعين آيات لتقول بزهول
_ واه استغفر الله العظيم يارب لاه يا أبلة شوق أني متربية كويس وعارفة حدودي مع اي حد
_حاضر يا ابلة تعيشي وتعطيني نصايحك الحلوة اكده علطول ... يلا أني هقوم أني علشان يا دوب الحق أروح
_ايوة يا قلبي يا دوب ترجعي سكنك بصي أني هبعت معاكي أمير يوصلك بس لحد المحطة الدنيا لسه مليلتشي يطمن انك ركبتي الميكروباص ويعاود
_لاه ملوش لزوم يا أبلة أني هعرف أروح لوحدي.
_ماشي يا قلبي هكلمك اطمن عليكي انك وصلتي انا مرضياشي ابعت معاكي أمير للسبب اللي قلتلك عليه
_فاهمة يا أبلة ربنا يخليكي ليا
_معاكي حق الأجرة يا بت تروحي
_ايوة يا أبلة امعاي
_طب خدي دولن كمان ي خليهم معاكي
_امسكي يا بت دولن من أختك هو اني حد غريب
_لو احتجت حاجة هقولك والله لكن أني معاكي مصاريفي والله
_عارفة يا قلبي ربنا يباركلك يارب بس خليهم معاكي لوقت عوزة
_ماشي يا أبلة مش هزعلك.
نهضت آيات لتغادر وسارت معها شوق إلى البوابة وودعتها هناك
_خدي بالك من نفسك يا قلبي
ليأتي أمير الذي كان ينتظرها ليستغل الفرصة ويوصلها
_شوق أنا هوصل آيات للسكن الجامعي
لتهتف شوق بجدية
_لاه آيات هتروح لوحديها يا أمير تسلم يا خوي
استغرب أمير الأمر
_ليه تتبهدل موصلات... العربية موجودة
_معلش هي عايزة اكده يا أمير يلا يا أيات يا حبيبتي علشان تلحقي وقتك
غادرت آيات ووقف أمير يطالع شوق بانزعاج لكونها سببا في فشل خطته
_ايه مالك يا أمير بتبصلي ليه اكده
_اشمعنى المرة دي مخلتنيش اوصلها ليه سبتيها تمشي لوحدها
_وانت مالك بيها ما تمشي لوحديها يا أمير شوف انت موصلحتك
_شوق ده مش من عادتك معاها علطول قلبك عليها
_عايز توصل لايه يا أمير
_عايز أوصل آيات يا شوق مش هسمح تمشي لوحدها
_ليه!
_شوق انتي ليه غريبة دلوقتي
_علشان شايفة أخوي قلبه بدأ يميل ولا هواش داري ومنيش متأكدة اذا كان ديه ميل حقيقي ولا تسلية زي أي تسلية هو متعود عليها
_قصدك ايه
_قصدي يا حبيبي تخرج آيات من دماغك البت ملهاش في الحاجات دي وجاية أهنه تتعلم وبس
_طب وانا عملتها ايه علشان يعطلها على الدراسة
_ معملتش حاجة يا خوي ربنا يكملك بعقلك يا قلبي
هتف أمير بغيظ
_ شوق أنا مش فاهمك وايات انا مش بعتبرها زي اي واحدة عرفتها
_وديه اللي اني كنت شاكة فيه علشان
اكده بقولك طلعها من دماغك دلوك
نظر أمير لشوق بانزعاج وتركها وركب سيارته وابتعد لتنادي عليه
_ أمير.. أمير انت رايح فين
لكن أمير لم يرد عليها
لتهز شوق رأسها
_ ربنا يستر وميتهورش
_
انطلق أمير بسيارته وظل يبحث عنها إلى أن لحق بها
وعندها اوقف سيارته وترجل معها وانطلق مسرعا في خطواته مقتربا منها
_أنسة آيات
التفتت آيات له لانها تعرف صوته جيدا وقالت بانزعاج
_أستاذ أمير اكده مش هينفع تكلمني وتنادي عليا اكده ف الشارع
_أنا عايز اتكلم معاكي
_لاه وبعد اذنك متحاولش تتكلم معاي تاني بأي شكل من الأشكال
اغتاظ أمير من محاولة تصدي أيات له ومن كلام شوق فقال بحنق
_في ايه ممكن أعرف انا عملت ايه ضايقك
_حضرتك معملتش حاجة بس ميصحش اني اقف اتكلم مع حد غريب في الشارع
_بس أنا مش غريب أنا اخو صاحبتك
_وان يكن يلا ارجوك سبني أكمل طريقي
هنا اشټعل أمير ڠضبا وقال حانقا وهو يتذكر وقوفها مع أخيه
_ااه قولتيلي بقا مش عايزة تقفي معايا انما تقفي مع أخويا عساف مش كدا عساف قدر يخدعك بأسلوبه وطريقته انا مش تايه عنه علشان كدا فضلتيه عليا
انزعجت آيات مما يقوله
_ انت بتقول ايه يا جدع انت انا مالي بيك انت واخوك هو انت عايز ترمي عليا اي بلوى وخلاص ما تحسن ملافظك هو ايه أصله دا وبعد من طريقي لأحسن وربنا هعرفك شغلك وأبلة شوق مش هتومني في اللي هعمله
قالتها وانطلقت مغادرة من أمامه ليتقدم هو سريعا نحوها ويمنعها من السير وهو يقول پغضب
_ اسمعي لو شوفتك واقفة مرة تانية مع عساف او بتتكلمي معاه ولو حتى رد السلام هتشوفي هعمل فيكي ايه
_لا انت الظاهر نسيت نفسك انت ازاي تكلمني اكده انت مفكر نفسك مين
_آيات انا حذرتك علشان مترجعيش تزعلي اوعي تدي لعساف أي فرصة انه يكلمك كلامي مفهوم
رفعت آيات حاجبيها
_هو ايه اللي بيقوله المچنون ديه.. لا حول ولا قوة إلا بالله
رمقته بحنق واكملت سيرها بينما وقف أمير يتآكل من الغيظ والغيرة ولا يدري ماذا يفعل ليهدأ
خاڤت شوق من تهور أمير فانطلقت إلى غرفة أخيها مهند وطرقت الباب
_مهند أدخل يا ولا!!
_لا خليكي عندك انا زعلان منك ومش عايز أشوفك
لوت شوق فمها ومدت يدها وادارت مقود الباب وفتحه
لتهتف بتجاهل لكلماته
_هاتلي محمولك اكده بسرعة يلا مفيش وقت
اعتدل مهند الذي كان ممدا في فراشه وقال باهتمام
_ليه في ايه في حاجة حصلت
_لاه هشوف اخوك أمير هبب إيه
عاد مهند مرة أخرى لرقدته وقال بلا اهتمام
_ يا شيخة فكرته أمر مهم
هدرت فيه شوق
_مهاند اخلص وهات محمولك
أشار لها مهند تجاه الكومود وقال وهو على وضعه
_افتحي الدرج ده هتلاقي فيه موبايل خديه معاكي بشكل مؤقت لحد ما أجيبلك واحد جديد
_ماشي يا قلبي متحرمش منك
قالتها والتفتت لتغادر
ليقول
_استنى فهميني فيه ايه
_بعدين بس أعمل المكالمة وارجعلك
وضع يده أسفل رأسه وقال وفي يده هاتفه يلهو به
_اوك
استطاعت الحصول على مواصلة وما ان استقرت بداخلها حتى اتاها اتصال من رقم غريب فأجابت واستمعت للصوت كما أخبرتها شوق فلم تجدها سوى شوق نفسها
_السلام عليكم اني شوق يا أيات
لذا قالت
_أيوة يا أبلة وعليكم السلام
_بت يا ايات أمير قابلك في الطريق ولا حاجة
زفرت آيات بحنق وقالت بانزعاج
_ايوة يا أبلة ونادى عليا في وسط الشارع
قالتها وقصت لها كل ما حدث
لتهتف شوق بانزعاج هي الأخرى
واه شوف الواد وربنا ما تزعلي يا بت أني اللي غلطانه من الأول بس مزعليش هقرص على ودنه ميكررهاش تاني انتبهي انتي لدراستك ومستقبلك وسيبك من الواد الخرفان ديه
_حاضر يا أبلة ديه اللي هعمله اني وعدت بوي ومش هخيب ظنه
_وديه العشم يا قلبي
انهت شوق الاتصال مع آيات وزفرت بحنق من تصرفات أخيها الطائشة وبعدها ضحكت وقالت
_شكلك وقعت انت كمان يا أمير الأمرا زي أخوك مهاند الأهبل فاضل عساف وتبقى كملت هعمل ايه بس ياربي معاهم دولن دبرني.
جلست شوق على الأريكة في الليفنج حيث تحب أن تجلس وقررت مهاتفة توبا لتطمئن عليها.
كانت الأخيرة تجلس على فراشها وتحتضن وسادتها وتلعب في طرف شعرها وتشرد في ذاك الوسيم الذي دافع عنها وتصدى لأخيها بل والادهى أنه شبهها بالقمر يالا سعادتها بتلك الكلمة التي تراقص لها قلبها وانساها همها في ثواني حتى باتت لا تتذكر إلا صورته ولا تسمع إلا كلمته تلك والتي كانت في حاجة اليها فعلا فلقد جاءت كلمته في الوقت المناسب تماما
جاءها اتصال من رقم غير معروف فتجاهلته ولكن مع تكرار شوق الاتصال قررت أن تجيب
_بت يا توبا ديه أني شوق
فرحت شوق بذلك كثيرا
_أبلة شوق أخيرا سمعت صوتك انا زهقت رنات عليكي ومش بتردي
_معلهش يا بطيختي الجميلة اني رجعت اهنه القاهرة ومحمولي لساته هناك ف البلد
_اها علشان كدا حمدا لله على السلامة يا أبلة أنا كنت عايزة اكلمك أوي
_وربنا فرحانة اني حاسة من بنبرة صوتك انك مبسوطة ومنشرحة
_اوي اوي يا أبلة متتصوريش فرحتي قد ايه
فرحت شوق لأجلها وقبل أن تعرف السبب
_ حبيبتي ربي يسعدك كماني وكماني ..فرحيني فيه حاجة فاتتني!!
أجابت توبا وهي تتذكر ملامح عساف وتستعيد في ذاكرتها الموقف والذي جمعهما
_ اه بصراحة حصل موقف جدا ومن وقتها وأنا هطير من الفرحة ده اول واحد يشوفني وميحسسنيش اني فيا حاجة غلط اول واحد يتكلم معايا عادي ومن غير النظرات اللي بشوفها من اي حد يشوف حجمي أول واحد يكلمني بأسلوب لطيف لا وكمان وقالي سلام يا قمر
رفعت شوق حاجبها وقالت
_يا لهوي بالي يانا لاااه ده الموضوع كبير قوليلي الحكاية بالتفصيل
_هحكيلك
وبدأت توبا تقص عليها كل ما حدث بالتفصيل وما معه معها كل من بركات أخيها وصاحبه
أشفقت شوق عليها مما سمعته وما فعله بها أخيها عديم الاحساس والمروءة وعلمت أن ردها فعلها هذا وان كان مبالغ فيه فهو شىء طبيعي لمثلها فهي تفتقد الاحساس بالثقة بالنفس تفتقد لمن يشعرها بأنها انسانة عادية من يشعرها بأنها ليست مختلفة من يشعرها بتميزها وجمالها من يهتم بها وبمشاعرها تحتاج كلمة رقيقة ولو بسيطة ببساطة هي تفتقد نفسا سوية تتعامل معها بانسانية فالمحيط التي تعيش فيه معظمه يؤثر عليها سلبا ويدفنونها بكلماتهم ونظراتهم التي باتت توأدها أسفل التراب
وبالرغم من أن شوق لا ترضى بحالتها ولا بإعجابها ووصفها لهذا الشاب والتي لا تدري بعد انه أخيها عساف ولا ترضى بأنه احتل تفكيرها واهتمانها كليا الا أنها لم تستطع أن تقول لها شيئا الآن لذا شاركتها فرحتها وحسب واكتفت بالاشارة لها لهذا الأمر لاحقا حتى لا تفسد عليها فرحتها وتنام تلك الليلة قريرة العين.
قرر أن يفعل شيئا ما ليرد لها الصاع صاعين فهي من بدأت الحړب واشعلت فتيل قلبه وأحړقته بكلمتها تلك كيف تقولها هكذا في وجهه كيف تلهب قلبه وتحرقه بكل برود منها هكذا
لذا استغل فرصة
ان اخته ميار قد تناولت دواءها ونامت على إثره وغادر المشفى منطلقا بسرعة تجاهها
كانت هي تستعد للنوم حتى تستطيع الاستيقاظ باكرا لعملها
استمعت لصوت جرس الباب فقالت وقلبها ينتظره
_يارب يكون بابا رغم كل حاجة وحشني وقالقني عليه
نهضت من مكانها ووقفت أمام الباب وهتفت مستعملة عن الطارق
_مين!!
لم يأتيها الرد فكررت سؤالها ثانية ليأتيها الجواب على هيئة طرقات