شوق اسماء عبد الهادي
مع ابنتها أمام باب المنزل وابنتها تقف متخشبة مكانها حتى اكفهر وجهها وقال بصوت غاضب
_ بت يا توبا واقفة ليه كدا وانت يا ابني بتعمل ايه هنا
لم تسمع أي رد من توبا اللى اشفقت على أمها من سماع الخبر فنظرت للشاب عله يجيب هو بدلا عنها
لتصيح بهم الأم
_ما تنطقوا انتوا الاتنين واقفين زي اصنام قريش ليه كدا بت يا توبا اتكلمي يا بت متسبيش عقلي يودي ويجيب
_مفيش حاجة يا ام بركات بسيطة ان شاء الله كنت عايزك تروحي المستشفى كدا
حركت رأسها بعدم فهم
_ اروح المستشفى أعمل ايه وهي ايه اللي بسيطة ما تنطق يا ابني علطول
هتف هو بارتباك وصوت متحشرج
_ بركات ابنك عربية خبطته والناس نقلته المستشفى
_ يا حبيبي يا ابني وانتي يا بت لسه واقفة عندك وسعي كدا خلينا نروح لأخوكي.
قالتها أم بركات وهرولت لأسفل الدرج بأقصى سرعتها
أما توبا فأدخلت المشتروات للبيت وأحكمت غلق الباب جيدا ولحقت بأمها عدوا وهي تنادي عليها
_ماااماا ... يا ماما استنى انا جاية معاكي.
قدمت الخادمة أمامها وقالت بهدوء
_ الغدا جاهز يا ست هانم
نظرت جلنار لشوق
_ يلا يا شوق نتغدى مع بعض أكيد انت لسه متغدتيش
_ مش هخبي عليكي يا هانم اني فعلا من امبارح محطتش لقمة في بوءي من امبارح... بس احنا هنآكل ازاي من غير يوسف
_ يوسف أمينة هتطلع ليه أكله فوق
حركت شوق رأسها بعدم استساغة ما سمعته
_ هو متعود على كدا وخاصة لما يكون متضايق مش بيأكل من أصله
_لا حول ولا قوة الا بالله يا حبيبي يا بني ... طب أني هطلع أحاول معاه مش هيهون عليا أكل وهو مهموم وحزين اكده
_ سبيه يا شوق مش هتقدري عليه انا ياما حاولت معاه ومش بقدر عليه
_ معلش يا هانم خليني أحاول
صعدت شوق لغرفة يوسف وطرقت الباب
يوسف كان حينها يرقد على فراشه ويحمل التابلت في يده ويشاهد مقاطع الفيديو من خلاله
لم يهتم يوسف بالطارق وظل يتابع المقاطع باستمتاع
اعادت شوق طرق الباب مرة أخرى وهي تنادي
_يوسف أني أبلة شوق ادخل يا حبيبي
لم تجد منه ردا فقالت وهي تضع يدها على مقبض الباب
فتحت الباب وبحثت بعينيها عنه لتجده على فراشه مستيقظا
فقالت بتبرم
_يعني انت صاحي وسامعني يا يوسف ومش بترد عليا طب ينفع اكده
اقتربت منه وجلست على طرف الفراش وهي تقول
_ها قولي كدا مشغول في ايه ومش بترد عليا
وجدته يتابع أحد أفلام الكارتون فقالت بمرح
_يااه فكرتني بأيام الطفولة يا يوسف أني كنت بحب الكارتون قد عنيا وعلطول قاعدة طول النهار عليه زيك اكده وبنسى الاكل والشرب
كل هذا ويوسف يسمعها وهو يشاهد المقطع ولا يرد
لتقول شوق بتساؤل
_بس اسمه ايه الكارتون ديه اني مش عارفاه مكانش أيامنا ديه يا يوسف
لا رد من يوسف لتتابع شوق قولها وهي تنظر للشاشة
_يوه يوه يوه الناس دول عايزين ايه الواد ديه... شكله غلبان وهدومه مقطعة ياولداه .. الحق الحق يا يوسف دولن مسكوه
هنا لم يستطع يوسف ان
يبقى صامتا فهو أحب اندماج شوق مع المقطع وتفاعلها معه فقال
_ اسمه علاء الدين وهو حرامي واللي بيلاحقوه دول حراس الأمير
_واه حرامي لاه لاه شكله غلبان يا يوسف اكيد مظلوم
_هو فعلا طيب اوي.. بيسرق علشان ياكل بس كان ممكن يشتغل
_فعلا معاك حق مفيش مبرر للسړقة مهمن كان .. بقولك ايه يا يوسف احكيلي الفيلم ديه من اوله الحق فيه بنت بتدافع عنه دي شكلها تعرفه
_دي الأميرة ياسمينا وده النمر بتاعها
ظلت شوق تسأل يوسف وهو يجيبها حتى اندمجا معا في مشاهدة الفيلم حتى انتهى كاملا
لتهتف شوق وهي تتثآئب
_ياااه الوقت سرقنا يا يوسف ومحسناش بنفسنا الا والفيلم خلصان بس كان فيلم ممتع جدا وجوعني.. انت مجوعتش يا يوسف انا هنادي على امينة تجبلنا الغدا نأكل سوا
رد يوسف بمرح متناسيا أحزانه لبعض الوقت
_موافق بس على شرط نتابع فيلم كرتون تاني ايه رايك
_ماشي موافقة انت رجعتلي احساس الطفولة تاني يا يوسف ياااه
جاءت أمينة بالطعام وظلوا يتناولوه معا لتقول شوق
_اني عارفة الكارتون ديه يا يوسف ديه بتاع البت ام شعر اشقر وطويل كان اسمها ايه!
ضحك يوسف وقال
_ روبنزل يا طنط شوق اسمها روبنزل
_ايوة ايوة صح يا يوسف هي روبنزل دي
أمسكت قطعة من اللحم وحاولت اطعامه في فمه
_طب كل مني الحتة دي واحرقلي الفيلم يا يوسف
فتح يوسف فمه وتناولها بكل استمتاع
وقال ضاحكا
_بترشيني يا شوق
ضحكت شوق
_ههه حاجة زي اكده
_لا مش هحرق الفيلم تابعيه يلا
_لاه لاه يا يوسف أنا بايني هنام على نفسي الأكل ديه دسم اوي وانت لخمتني بالفيلم ديه وخلصت منك أكلك
ضحك يوسف
_لا على فكرة انا أكلت أكتر منك
_لا أنا
_لا أنا
كانوا يقولونها وهم يضحكون باستمتاع
فتدخل جلنار عليهم بقلق من تأخر شوق فما ان تراهم على هذا الحال حتى ترتاح نفسها ويهدأ بالها
اما شوق ما ان تراها حتى تقول
_يا نهار أبيض يا جلنار هانم أني طلعت اطمن على يوسف ونسيتك خالص بس يوسف هو السبب فضل يجر رجلي فيلم ورا فيلم لحد ما نسيت خالص معلش بقا
ضحك يوسف وقال
_وانا مالي انتي اللي كنتي مستعدة تتفرجي وطلبتي مني أحكيلك كل الفيلم
وضعت شوق يدها على فمه
_ما خلاص يا يوسف خليك محضر خير واستر عليا تقول عليا ايه جلنار هانم عيلة بتتفرج ع كرتون
ضحك يوسف لتضحك جلنار وهي تدعي الڠضب
_كدا يا وحشين تاكلوا من غيري طب كنتوا نادوا ع الست العجوزة اللي تحت
ليهتف يوسف
_معلش يا تيتا حقك علينا
لتقول شوق
_الواد يوسف ديه خلص الاكل كله مني حتى شوفي طبقه فاضي واني لسه يا دوب بسمي
قالتها وهي تبدل الأطباق
ليقول يوسف
_قفشتك وانتي بتبدلي
ضحكت شوق
_اخص انت شفتني خلاص يا جلنار هانم عديها النوبادي أصل الأكل مع يوسف ميتشبعش منه
لتقول جلنار ببسمة راحة ونظرة راضية عن أفعال شوق والتي استطاعت وبجدارة ان تجعل يوسف يرتاح اليها بل ويضحك ايضا
_خلاص ولا يهمكم انا مش زعلانة بس ع شرط هنادي أمينة تطلع أكلي وتقعدوا تكملوا أكل معايا
كاد يوسف ليقول أنه قد شبع لتهمس له شوق .
_قول حاضر يا بني متزعلهاش
حرك يوسف رأسه وقال موافق _خلاص ماشي يا تيتا هناكل مع حضرتك
__
توجهت توبا إلى المشفى مع أمها وهناك وجدتا المشفى مليئة بالناس ومعظهم جيرانهم وأصدقاء بركات في الجيم
فركضت ام توبا سريعا إلى واحد منهم وقالت بقلب ېحترق خوفا على ابنها
_قولي يا ابني بركات ابني فين وحالته ايه دلوقتي طمني بالله عليك
_الدكاترة معاه جوة بيقوموا باللازم ربنا يلطف بيه
ظلت تحرك رأسها يمنة ويسرة
_يارب سلم يارب... يارب الطف بيه يارب ده ابني الحيلة يارب متأذنيش فيه يارب جيب العواقب سليمة يارب
لتخرج الممرضة بعدها بعدة دقائق وهي تقول بنبرة متعجلة
_دم .. ډم محتاجين ډم للمريض بسرعة فين أهله
لتركض أم بركات وتوبا نحوها واللتان لم تكفا عن البكاء خوفا على بركات
_ايوة يا بنتي أنا أمه أنا أم بركات اللي معاكم جوة
_يا حجة الحالة محتاجة نقل ډم A على وجه السرعة ياريت تتصرفوا والا المړيض هيروح مننا
هنا صړخت ام بركات
_يالهوي لااا ابني حبيبي..الحقوه يا ناس الحقوه يا خلق.. ابني هيروح مني
حاولت توبا تهدئتها
_يا ماما اهدي يا حبيبتي مش هينفع كدا
دفعتها أمها بعيدا
_ابعدي انتي يابت تلاقيكي مبسوطة فيه امشي من قدامي
حزنت توبا وابتعدت قليلا عن أمها
ليأتي اليها أحد الرجال
_انا هتبرع لبركات يا ام بركات اهدي مينفعش صويتك كدا فى المستشفى انتي كدا بتفولي على ابنك
ضړبت هي على صدرها وقالت
_يالهوي ياني بفول ايه لا طبعا ربنا ينجيه ويحميهولي يارب
__
اتصل عساف بخالد ليعلم منه أي اخبار
_خالد طمني وصلتوا لحاجة .. طمني مدام فداء مقدرتش توصل لشوقشوق مكلمتهاش
رد خالد بهدوء
_اطمن يا عساف وطمن اخواتك شوق كويسة وبتسلم عليكم كمان
قفز عساف من مكانه وقال بفرحة
_حقيقي يا خالد .. انتوا عرفتوا مكان شوق شوفتوها وكلمتوها طمني عليها وقولي هي فين حالا
_فداء كلمتها يا عساف والحمد لله اطمنا عليها لكن شوق قالت لفداء تقولكم انكم مش هتعرفوا مكانها دلوقتي لحد ما تراجعوا نفسكم وتتغيروا وساعتها ترجع ليكم من تاني
هتف عساف بأسف
_شوق زعلانة مننا مش كدا
_حاجة زي كدا يا عساف تلاقيها اخدة على خاطرها شوية بس اطمن هي كويسة وقاعدة عند ناس تبعها
_خالد سيبك من دا كله دلوقتي وقولي فين مكان الناس دي واحنا هنقدر نصالحها بنفسنا
_مقالتش
_خالد بلاش تخبي عليا الموقف لا يحتمل فعلا
_يا بني والله مرضتش تقول مكانها لفداء احمد ربنا انها كلمت فداء وطمنتنا عليها يومين كمان كدا وهتهدى وهنعرف مكانها .
__
قص عساف ما قاله خالد على مسامع اخوته
ليردد مهند بحنق
_ازاي يعني... ايه اللي بتقوله دا انا رايح لفداء افهم منها فيه ايه .. اكيد خالد بيحور عليك
امسكه عساف من ذراعه
_ استنى خالد لو شافك مش هيحصل كويس .. انت ناسي اللي انت عملته في ميار وانه مش ناسيهالك من يومها ولو شافك ممكن يخلص عليك
زفر مهند بحنق وقال
_اعمله ايه يعني ما انا متزفت معاقب نفسي وحارمها من اني اشوف ميار روحي وقلبي وكياني وكمان عاقبت البت الشغالة اللي دخلتني الفيلا من غير اذن صاحبها
حملق به عساف
_ ولا انت عملت ايه في الزفتة دي
_ولا حاجة اترنت علقة تمام وتبقى تقابلنى لو حد قبلها في بيته تاني
_هارك اسوح انت مديت اديك عليها!
_عيب عليك أنا بعتلها اللي زيها ظبطوها لحد ما كانت هتفرفر في أيديهم
ضحك عساف بتفشي ليقول أمير بانزعاج
_ومالك مبسوط اوي كدا مش انت السبب في انك تغويها وتزغلل عينيها بالفلوس
_لاا البت دي مش سالكة من يومها دي كانت بترسم عليا يالا قال يعني كنت هبص لأشكالها
هنا طالعهم عساف بتحذير وقال وهو يضع على عاتقه مهمة اصلاح اخوته بدلا من شوق
_بص يالا انت وهو نتلم ونحاول نتعدل لو عايزين شوق ترجع تاني ولا عاجبكم الحياة اللي احنا عايشينها دي كفاية بوجود شوق معانا حيسنا بجو الأسرة والعيلة وان في ناس خاېفة علينا وبتحبنا بجد لو انتم عاجبكم الوضع خليكم في اللي انتوا فيه انما أنا الأحاسيس اللي عشتها مع شوق استحالة اخسرها في يوم من الأيام
ليهتف أمير بجدية
_ لا
معاك يا عساف أنا لا يمكن أخسر شوق اختي تاني ومتأكد انها أختي مش بنت شاكر
اومأ له عساف برضا ومن ثم أشار لمهند
_وانت يا أخينا نظامك ايه
هنا فاق مهند من شروده وقال وهو