الأحد 29 ديسمبر 2024

شوق اسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 84 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز

في البيت 
لتهتف شوق باسمة 
_اللهم بارك يا دكتور بناتك زي القمر ربنا يبارلك فيهم ويقر عينك بيهم يارب
_اللهم آمين يارب..
قالها ثم نظر ليوسف 
_وانت بقى هتكون ابني التالت .. ولا عندك مانع 
_لا يا دكتور..
صمت قليلا ثم قال
_العملية صعبة
_مش هتحس بحاجة خالص 
_هقدر بعدها اقف على رجلي من تاني 
_بإذن الله نتمنى دا من ربنا ان شاء الله
_ماشي موافق 
احتضنت شوق يوسف وهي تقول 
_برافوا عليك ياقلبي انا فخورة بيك جدا.. ربنا يشفيك ويعافيك
__
فتحت أعينها لتنظر أمامها لتجده يرمقها بأعين باهتة ورغم ارهاقه الظاهر عليه الا أنها استطاعت ان ترى نظرات الخۏف والقلق عليها جليه 
فقالت بصوت متعب 
_خاا..لد 
ليهتف خالد بلهفة وفرحة شديدة 
_ايوة كدا يا فداء يا حبيبتي فوقي من اللي انتي فيه ... ارجعيلي بقا يا فداء وحشتيني اوي
بكت فداء وقالت بنبرة متحشرجة باكية 
_خالد متسبنيش أنا محتاجاك
ليحتضنها خالد بحنان 
_حبيبت قلبي هو حد بيتخلى عن روحه اسف على اللي عملته مش هتحصل تاني
ابتعدت فداء عنه وزاد بكاءها 
فيقول خالد بحيرة
_ ايه مالك قلتلك والله ما هسيبك تاني صدقيني 
هتفت هي پقهر
_ انا طلعت انانية اوي يا خالد .. ااا.. اناا.. 
وضع يده على فمها وهز رأسه وقال بهدوء 
_ ششش متقوليش حاجة.. انتي حتى لو مطلبتيش مني دا .. وحتى لو اصريتي انك تبعدي تاني.. مكنتش هتخلى عنك.. وهكون جنبك حتى بالڠصب فاكرة لما اتجوزتك بالڠصب. هفضل جنبك بالڠصب بردو .. فداء انتي ليا وبس ...بحبك ومش ممكن اعيش من غيرك لحظة... بنظرة من عنيكي زرعتي الورد في قلبي ... يكفيني من السعادة بسمة منك انتي.. بحبك يا كل عمري.
__
يرقد على الفراش بتعب وإعياء ويقول لذاك الذي يقف أمام فراشه باحترام 
_ها وعطيت ليهم الشقة اللي اختاروها 
_أيوة يا باشا زي ما طلبت.. وأخدت منهم سعر رمزي زي ما حضرتك طلبت حتى انهم مكانوش مصدقين ابدا ان الشقة الفخمة دي بالسعر دا.. بس انا اقنعتهم اني ببيعها علشان مسافر ومحتاج اي مبلغ زي ما حضرتك طلبت
تنهد شاكر براحة وهو يقول في نفسه 
_مش هسيبك تعاني تاني يا شوق.. ربنا يقدرني وأقدر اعوضك عن ظلمي ليكي باللي عملته.. سامحيني يا بنتي 
__
وصلت شوق مع اخوتها وآيات إلى حيث الشقة الجديدة وقالت وهي تتفحصها غرفة غرفة 
_الشقة جميلة اوي يا عساف وشرحة وبرحة .. لا والاوض فيها كتير ما شاء الله.. برافوا عليك يا عساف.. ااه لو مهاند كان معانا اهنه وربنا وحشني ابن اللذينة ديه 
ضحك أمير
_اسكتي يا شوق شايفة الهدوء اللي احنا فيه.. كان زمانه عملنا صداع
_بس يا ولا.. دي مهاند قلبي من جوة ونن عين اخته كمان
لتهتف ايات بحرج وبصوت خفيض 
_أبلة شوق هو أني هفضل معاكم اهنه
لتجيب شوق بصوت خفيض ايضا 
_اطمني يا قلبي أني هفضل معاكي اهنه وهبات معاكي كمان ومش هروح ليوسف الا ف الوقت اللي انتي فيه في جامعتك اطمني
ليهتف عساف بعدما استشعر حرج آيات 
_أمير.. خدوا راحتكم في البيت الشقة دي ليكم انتم
رفع أمير حاجبه 
_وانت هتقعد فين ... انت جبت لك شقة لوحدك ولا ايه 
_لا أنا هبات في المكتب عادي لحد ما ربنا يحلها واشوفلي شقة جنبكم هنا
_طب ليه يعني كدا ما الاوض كتير
نظر عساف لشوق 
_علشان آيات تأخد راحتها
لتهتف شوق وهي تدفع أمير بعيدا 
_خير ما عملت يا عساف والله ابقا خد الواد ديه يبات معاك كمان معايزينهوش معانا
فتح أمير أعينه على وسعهمها 
_نعم هو ايه اللي معايزنهوش انتي هتهزري 
_لاه يا خويا مش بهزر .. انت هتقعد اهنه مع ايات بصفتك ايه 
_جوزها مثلا
_لا يا حلو انت كاتب كتابك بس .. مفيش قعاد معاها في مكان واحد الا لما تعمل ليها فرح يليق بيها 
_بس كدا أحلى فرح لأحلى عروسة 
_لااا مش دلوك يا ناصح .. على الأقل البت تخلص السنة دي وانت كمان تكون شفتلك شغلانة واستقريت فيها
ليهتف عساف 
_شوق أمير هيجي معايا الشركة بدل مهند لحد ما يخلص علاجه 
_بردو مفيش جواز دلوك غور يا واد من أهنه 
_يعني ايه يا شوق
_اللي سمعته يا أمير... انت هتفضل معانا اهنه طول اليوم وساعة النوم تأخد بعضك انت واخوك عساف وتناموا في الشركة في اي حتة غير الشقة هنا
_يا شوق وربنا هعمل اللي تقولي عليه.. بس سيبيني أكون جنبكم .. هسيبكم ازاي تقعدوا لوحدكم هنا
_لاه متخافش علينا.. ما اني طول عمري يا ولا قاعدة لحالي 
_لا ده عندكم في البلد مش هنا.. مش هينفع هنا اسيبكم لوحدكم 
_لاه ملكش صالح.. هتقعد انت واخوك لحد ما اعملكم لقمة ونأكل سوا وتتفضلوا تطرقونا مفهوم
نظر أمير لآيات ببؤس فوجدها تضحك بخفة على هيئته المتبرمة 
ليقول بحنق 
_انتي بتضحكي مبسوطة اوي انتي.. ربنا على الظالم والمفتري
_بتقول حاجة يا أمير الأمرا 
_أمير الأمرا ايه بقا .. قولي أمير البوساء..
ضحكت شوق 
_طب قوم ساعدني ودخل الحاجات دي معايا يلا
_حاجات ايه دي
_خزين الاسبوع يا ابني اومال هنأكل ايه ..انجز ..
_ طب اشمعنى انا ما عندك عساف قاعد مش بيعمل حاجة.. انا عايز اقعد ما آيات شوية قبل ما أمشي 
_لاه آيات

هتدخل تذاكر.. قومي يا آيات يا قلبي شوفيلك الاوضة اللي تعجبك واقعدي فيها وذاكري يلا.
نهضت آيات من مكانها وسحبت حقيبتها التي كانت في المدينة الجامعية 
لينهض أمير خلفها وهو يقول 
_أساعدك يا يويو
لتمسكه شوق من ملابسه 
_انت يا زفت بقولك دخل معاي الخزين ديه يا ممحون انت... ايات هتعرف تدخل شنطنتها اوضتها بنفسها
زفر أمير بحنق 
_ياباي ما تخفي تعومي يا شوق 
_ولا قلت قدامي 
_طيب يا شوق هاتي.. 
__
طرقت الباب ثم دلفت لينظر إليها مبتسما 
_تعالي يا ماما 
وجدته يملأ حقيبته بملابسه فقالت متسائلة
_بتعمل ايه يا قاسم 
_زي ما حضرتك شايفة يا ماما .. مسافر عندي شغل مهم 
هتفت باستنكار
_مسافر!!.. قاسم عملية يوسف بكرة الصبح وانت بتقولي مسافر
تحرك قاسم من مكانه وأخد قميصه من مكانه ليضعه في الحقيبة 
_وفيها ايه يا ماما حضرتك الخير والبركة انتي عارفة وجودي معاكم زي عدمه وكمان معاكم الابلة بتاعته شوق.. عايزني ليه معاكم
_عايزين راجل معانا يا قاسم.. يوسف محتاج أبوه جنبه في وقت زي دا
هتف قاسم بلا مبالاة
_يوسف من امتا اتعود على وجودي جنبه .. متكبريش الموضوع يا أمي
_قاسم انت جرى لعقلك حاجة معقول انت بالقسۏة دي.. معقول مش خاېف على ابنك اللي بقولك داخل عمليات بكرة! ومش مهتم للدرجة دي
_يا ماما مين قال اني مش مهتم... انا كل الحكاية ان جتلي سفرية مفآجئة اعطل شغلي واقعد جنب يوسف مثلا
هتفت جلنار بحنق فهي لا تكاد تصدق ما تسمعه 
_هه لا ازاي وده ينفع!.. سافر يا قاسم سافر.. خلي ابنك يفوق من العملية يلاقي الناس كلها جنبه الا ابوه اللي المفروض يكون اول واحدة جنبه.
قالتتها وتركته ورحلت
__
اتصلت شوق بعفاف وتقابلتا في إحدى الكافيهات القريبة 
وعلى الطاولة دار الحوار التالي
_اقعدي يا بت يا عفاف واحكيلي بالتفصيل إيه اللي بيحصل معاكي ومش عايزاكي تخبي ولا كلمة
أخفضت عفاف رأسها لأسفل لتهتف شوق بحنق 
_لاه مهواش وقته بصيلي اكده واحكي وربنا أني مفضياشي وورايا هموم ياما.. اتكلمي
_ايوة يا أبلة انتي ما فضياشي نتكلم وقت تاني 
_عفاف أني متأكدة إنك عاملة مصېبة سودا على دماغك ووقعتي نفسك في الوحل ومعرفاشي تطلعي منيه.. اتكلمي يمكن نقدر نساعدك بدل ما تتعمقي أكتر من اكده.
هنا بكت عفاف وامسكت بيد شوق وقالت برجاء 
_الحقيني يا أبلة الوحل طالنى كلياتي يا أبلة ومعرفاشي أعمل ايه 
زاغت أعين شوق بوجل وقالت 
_عملتي إيه يا بت يارب ما يكونش اللي بفكر فيه ..خيبي ظني يا بت وقولي اني كنت بتوهم
هنا زاد بكاء عفاف أكثر ونفذ صبر شوق لذا هتفت بحدة
_انطي يا بت عملتي ايه هتسيبي دماغي يودي ويجيب أكده
هتفت عفاف وكأنها ضائعة 
_هتساعديني يا أبلة 
_هتنيل أساعدك في ايه هو انتي قلتي حاجة انطقي يا بت وان شاء الله نلاقي حل 
_ااا.. أااني و كرم بنحب بعض من زمان اوي 
هتفت شوق بحنق 
_هاتي من الآخر يا بت أني مفياش دماغ اخلصي.. أخرة اللى كنتوا بتضحوا على نفسيكم وبتسموه حب ديه إيه ... رغم ان الحب برىء من عمايلكم 
_لا يا أبلة والله بنحب بعض
_قصدك انتي بتحبيه وهو بيتسلى بيكي يا هبلة يا بنت الهبلة
_لاه هو وعدني بالجواز يا أبلة 
نظرت لها شوق ساخرة 
_ايوة وبعدين الوعد متنفذش ليه.. الحجج والتبريرات نزلت ترف مش أكده
_ااا قال لما يخلص دراسته 
_طب مقطعتيش علاقتك بيه لحد ما يخلص علامه وياجي البيت من بابه ويدق على ابوكي ويطلبك منيه ليه .. 
_ما هو ماهو كان خاېف أروح منيه واتخطب لحد تاني 
_ايوة وعمل ايه علشان ديه ميحصلش
_ااا اتجوزنا عرفي
هنا وقفت شوق صاړخة پصدمة ما بعدها صدمة 
_يا مصېبتي!! .. عرفي . عرفي ايه يا منيلة هو ديه جواز ېخرب بيتك على بيت اللي جابوكي ولا انك خلاص خربتيه واللي كان كان.
_اقعدي يا أبلة بالله عليكي الناس بتبص علينا
هنا لفحتها شوق صڤعة على وجهها 
_دلوك خاېفة من الناس تبص علينا مفكرتيش في أهلك لما يعرفوا بالمصېبة اللي بتقولي عليها داي مفكرتيش في ربنا قبل ما تعملي عملتك داي... مفيش حاجة اسمها جواز عرفي ديه مهواش جواز من أصله مفيش جواز إلا بولي وشاهدي عدل كمان
_ماهو .. ماهو كان جايب أصحابه ومضوا على العقد كمان والعقد اهو معايا علشان تعرفي ان كرم صادق في اللي بيقوله
_وفين وليك يا خيبتهم وليه تعملي في نفسك اكده من أساسه إيه اللي يجبرك تعمليه وتحطي نفسك في موقف منيل بستين نيلة اكده.. دول أهلك لو عرفوا هيدفنوكي بالحيا
نزلت دموع عفاف وقالت پانكسار 
_اهو اللي حصل يا أبلة رجلي انزلت ومبقتش عارفة أخرج منيها.. واتمنى أهلى ميعرفوش الا لما كرم ياجي يتقدملي رسمي
هتفت شوق بمرارة 
_وانتي فكرك بعد ما خلاص اتجوزك انه فعلا هياجي يطبلك من أهلك يبقى بتحلمي 
اتسعت عيني شوق پصدمة
_يعني ايه يا أبلة
_يعني يا حبيبتي اللي عايزه خلاص طاله وربك يتولاكي برحمته
لتنهض عفاف من مكانها وتقول بفزع 
_لاه.. أني أكده هضيع 
_انتي اللي ضيعتي نفسك بنفسك محدش ضړبك على ايدك 
_لا ابوس يدك ساعديني يا ابلة 
حاولت شوق ان تكون قاسېة معها فما فعلته لا يغتفر أبدا 
_اساعدك بإيه بس... حد كان ضړبك على يدك 
_لاه بالله عليكي ما تفوتيني في زنقتي داي.. الكل عارف انك قلبك كبير وعمرك ما بتتخلي عن حد مد يده ليكي ... علطول بتساعديه حتى لو كانت ايه مشكلته
تذكرت شوق ما فعله أخيها مهند بميار ووقوفها جواره رغم خطأه وعزمت أن ترى حلا لمشكلة عفاف مهما كلف الأمر لكن عليها أن تأدبها أولا.
__
في الصباح 
توجهت شوق مع يوسف والسيدة جلنار للمشفى الخاص حيث ينتظرهم رائد لإجراء عملية يوسف 
أمسكت شوق يد يوسف وقالت وهي تشدد على يده 
_ جاهز يا بطلي.
_ادخلي معايا يا شوق علشان خاطري
_ ياقلبي ياريت كان ينفع
83  84  85 

انت في الصفحة 84 من 108 صفحات