السبت 28 ديسمبر 2024

ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 47 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


قولتله انه ينتظر لما تفك الجبس و هو في الحقيقة وافق بس طلب انه يجي يكشف على رجلها ويشرب معانا كوباية شاي. 
التفتت ماجدة الي ابنتها پخوف همست لها 
ماتخفيش هطفشه. 
ابتسمت شذى لها وقررت ان تداعبها هي الاخري 
شكله كده لزقه و مش هايطفش بالساهل ده باينه واقع من اول نظره. 
تفاخرت ماجدة بنفسها مجارية ابنتها في هذا الحديث الخاص بهم. 

طبعا يا بنتي هو هيلاقي في جمالي فين 
اعتلت ضحكتهم سويا و بدئت شذى تداعبها بيديها و هي تهامسها. 
ايوا يا جوجو يا اسرة قلوب الرجال ههههههه 
ربنا يبسطكم و بلاش انا. 
كانت هذه كلمة الحجة مجيدة الصاخبة. 
لتلوي شذى ثغرها لوالدتها بعلامة الخۏف 
كتمت ماجدة ضحكتها على ابنتها وهتفت ا.. 
طيب يلا شذى تعالي شوفي البيت الجديد. 
ضمت شذى حاجبيها بعدم فهم 
مش قولت هانجيب الشنط من فوق. 
مالك ضاحكا شنط ايه يا بنتي الشنط راحت هناك من زمان. 
رتب البيت بأكمله ليصبح بيت يليق بالحياة الزوجيه فعل لها ما تريد دون أن يحرم نفسه من المكان الوحيد الذي يعشقه و يرتبط به جدا.
فعل كل هذا بعد أن أخبرته بموافقتها على ماقاله بعد حديثها مع والدتها عبر الهاتف. 
ف
ي الماضي القريب
قررت الاتصال بها للمرة التي لا تعرف كم عددها الان 
ليأتيها صوت رنين أخيرا.
اتاها صوتها الهادئ الباكي من الجهه الاخري. شذى بهدوء حزين 
الو ايوه يا ماما. 
تهللت اساريرها واجابت بلهفة 
أخيرا فتحتي تليفونك كده برضو يا شذى هانت عليكي ماما. 
و اشمعني انا هونت عليكي عايزة تتجوزي وتسبيني يا ماما. 
اسيبك! انت مش واخدة بالك انك اتجوزتي قبلي ليه يا شذى 
بصي انت فين دلوقتي و انا فين يا حبيبتي انت قاعدة في بيتك و مع جوزك و انا بقى كل اللي بعمله اني قاعدة عالة على اختي. 
لاء يا ماما انا مش هخليكي عالة على حد هاخدك تقعدي معايا في البيت الجديد بس و النبي اوعي تتجوزي يا ماما. 
يعني انت عايزانى بدل ما اكون عاله على اختي ابقى عالة على ابنها مش كده يا شذى.
انت ليه بتفهميها كده ليه مش تقولي اني محتاجة ليكي اكتر من اي حد تاني. 
يا حبيبتي يا بنتي انت بټعيطي يا شذى خلاص يا حبيبتي انا شيلت الموضوع ده من دماغي ومش هافكر فيه. 
انت بتاخديني على قد عقلي يا ماجدة منين بتقولي لي كده وانتي قولتي لمالك انك موافقة. 
هاه بصي بصراحه انا قولتله كده عشان يبطل يزن عليا بس ماتخفيش اكيد هنلاقي حجه نلغي بيها الموضوع ده قبل من يبدء. 
فرحت شذى من كلام والدتها و هتفت 
يا رب يا ماما ونرجع نقعد مع بعض تاني و مافيش حاجة تفرق ما بينا ابدا. 
اغلقت معها الهاتف و ترجلت من الغرفه لتخبره بموافقتها. 
كان منهمك في عمله و يمضي بعض الاوراق الخاصة بالمشفى وقفت بجانبه منحنية الرأس صامته حتى لاحظ هو وقفتها.
مالك بانزعاج 
خير واقفه كده ليه 
شذى بتنهيدة 
عايزة اتكلم معاك. 
مش فاضيلك دلوقتي. 
مالك لو سمحت 
قفذف القلم من يده ليسقط على الأوراق المرصوصة على الطاوله و هتف. 
افندم في ايه. 
جلست بجانبه على الاريكة و همست له.. 
انا موافقة. 
اعتدل في جلسته حتى يشملها بنظرته القوية. 
موافقه على ايه بالظبط. 
على جواز ماما من صاحبك الدكتور ده. 
وليه دلوقتي اتنازلتي و وافقتي. 
صمت عم المكان لمدة دقيقة كامله يعلم انها وافقت حتى تتم باقي الاتفاق بينهم ولكنه أراد أن يسمعها منها. 
اردفت شذى وهي ناظرة في عينه 
عشان مش عايزة اطلق يا مالك. 
ثم اجهشت في البكاء وجرت من أمامه لتختبئ في غرفتها مره اخرى.
مالك معاتبا لها و لسه لما تكملي باقي الاتفاق يا شذى.
وقفت في بهو البيت المكون من طابقان معجبة جدا بديكوره و بطرازه. 
من يشاهده من الخارج يراه كأي بيت من بيوت الحي العتيقة لكنه حرص ان يكون من الداخل على أحدث طراز عصري بلمسه هادئة.
اردفت شذى بأعجاب 
الله البيت حلو قوي يا مالك.
استند مالك بجزعه على حافة المقعد و عقد ذراعيه في بعضهم 
طب الحمد لله انه عجبك. 
ابتسمت له واقتربت منه واضعه يدها على رسغه 
بصراحة زوقه حلو اوي من بره حاجة و من جوه حاجه تانيه خالص. 
ماحبتش اعمله كله على الطراز القديم بصراحه خۏفت لا تزهقي منه اصل انت قلابه و بتزهقي بسرعه. 
ضمت شذى حاجبيها واغمضت عيناها بتفكير 
قصدك تقول عليا اني ماليش امان مش كده. 
كويس انك قولتيها دا معناه انك متصالحه مع نفسك جدا
يا شذى.
ابتعدت عنه و تنهدت هذه المره بزهق لتهتف بضجر مما يفعله بها زوجها
بص انا مش هاخد كلامك ده على أنه جد أو أنه زم فيا بس انا هاقولك حاجه انا يمكن اكون متهوره ومندفعه في كلامي بس انا مش خبيثة ولا كدابه يا مالك.
مالك پغضب متهورة ومندفعه ومتردده و انانية يا شذى 
ايوه انت أنانية وطماعه كمان. عايزة كل حاجه ليكي مش مهم اي حد تاني المهم انت و بس
ماشيه على المنهج اللي بيقول نفسي ثم نفسي ثم يأتي الطوفان مش كدة يا شذى هانم. 
ادمعت عيناها و زفرت بحزن 
انا ابسط من كده بكتير انا مش عايزه حاجه من حد كل اللي انا عايزاه اني اعيش حياة بسيطة في هدوء معاك و وسط عيلتي مش طالبة حاجة اكتر من كده. 
حتى في طلبك ده انت أنانية يا شذى.
ليه بتقول كده. 
لأنك عايزه تملكينا بتربطي امك بيكي مع انك بقى ليكي حياتك الخاصة و مع ذلك مش عايزها تفارقك ثانية دي مش اسمها انانيه يا شذى.
و انا! 
انت انت ايه يا مالك! هو انت مش جوزي. 
جوزك! اللي قولتي عليه مش را.. واول ما قولتلك هاننفصل قولتي لاء انا مش عايزة اطلق تبقى أنانية و لا لاء يا شذى 
دا انت حتى مافكرتيش تعرفي رأيي انا ايه 
هو انت ليك رأي تاني يا مالك. 
صمت ولم يجيبها لتنفزع في وقفتها وتجري عليه تفك حصار يديه من حول صدره رغم عنه معلنه تملكها له.
لاء يا مالك اوعي يكون ليك اي رأي تاني قول عليا أنانية قول طماعه لكن ماتسيبنيش عشان خاطري 
مالك انا اتعودت على احساس الأمان حتى لما كنت لوحدي في الشقة كنت ببقى مطمنة ومبسوطه وانا شامه ريحتك في كل مكان فيها.
وضع مالك يديه في جيوب بنطاله و وقف صامدا كجبل من جليد...
وعندما طال الصمت بينهم رفعت عيناها الدامعه له تحاول أن تطلب منه السماح 
طب لو عايز تفضل زعلان انا موافقة لكن ماتبعدش عني ماتحولش تسيبني يا مالك 
هتف مالك بأمر مغيرا مجري هذا الحديث بينهم
اثبتيلي انك بتحبيني و عايزاني بالفعل مش بالكلام والعياط كل شويه يا شذى. 
شذي بحب واضح عليها 
اعمل ايه كل اللي هتقولي عليه هاعمله. 
مالك بصبر 
اطلعي غيري هدومك وحضري نفسك عشان تروحي الدرس. 
ابتسمت له و اومئت برأسها
حاضر هاعمل كل اللي انت عايزه. 
جرت من أمامه صاعده للأعلي لتفعل ما طلبه منها 
ليهمس هو لنفسه. عارف انك مع أول مشكله هتحصل بينا هترجعي في كلامك ده تاني. 
اليوم هو يوم زيارة الطبيب أو بمعنى أصح العريس المتطفل.
وقفت شذى بداخل غرفة طهي الطعام بأمر من خالتها تصنع بعض الحلوى و تساعدها في إعداد الطعام. 
جلست الحجة مجيدة بجانب شقيقتها يتحدثون وهم ينظفون بعض الخضروات.
عايزكي بقى النهاردة تبقى واردة مفتحه كده الراجل جاي مخصوص عشان يشوفك ويقعد معاكي رؤية شرعيه يعني يا بت.
غمزت ماجدة لابنتها الواجمة بطرف عينها و اومئت لأختها حاضر يا مجيدة بس انا مش فاهمه يعني هو مستعجل على ايه مش قولنا يصبر لحد ما افك الجبس.
يا بت ما مالك قالك ان الزيارة دي للتعارف و بس و الله لو حصل قبول كان بها ماحصلش خلاص عادي ولا كأن حاجه حصلت.
و عندها تركت شذى ما بيدها و جلست بجانبهم مرتسمة على وجهها علامات الڠضب.
لتردف خالتها وانت مالك انت كمان يا آخرة صبري سيبتي اللي في ايدك وقعدتي يعني.
كورت شذى كفها تحت وجنتها وتنهدت 
مالك مسافر بكره للمؤتمر و مش راضي ياخدني معاه. 
هذه المره تحدثت والدتها
طب ومش راضي ياخدك ليه هو مش قال ان المؤتمر في اسوان بصراحه انا شايفها فرصة انكم تقربو من بعض اكتر و تغيرو جو المشاكل و المشاحنات ده بقي. 
بس هو بيقول انه هيبقى مشغول جدا ومش هيبقى فايق لتغير جو وانه يفسحني و كده يعني. 
و انت رديتي عليه قولتي له ايه. 
مارديتش انا سكت بس بصراحه مش عايزاه يسافر و يسبني وعايزه اروح معاه. 
طلاما بيقولك انه هيبقى مشغول يبقى بلاش تزني عليه و تزعليه منك تاني يا بنت اختي. 
طيب
الله رايحة على فين يا شذى. 
خلاص انا خلصت اللي انتو طلبتوه مني هاروح احضر نفسي انا كمان قبل الدكتور وضيفه ما يجو. 
وفي تمام السادسه مساء حضر مالك ومعه الدكتور عبد الرحمن. 
جلسو الرجال سويا مع إلقاء التحية الترحيب من الشيخ حسان عليه.... 
يا الف مرحب بيك يا دكتور دا انت نورتنا النهارده. 
الله يخليك يا حج متشكر اوي. 
هتف مالك بمرح
اول مره اشوف واحد جاي يتقدم لعروسه و هو حاطط رجلها في الجبس. 
ضحك الرجال على مزحته و اردف الدكتور عبد الرحمن. 
و الله دا شئ يشرفني اني اناسب
ناس زيكم يا شيخ حسان. 
الشرف لينا احنا بس برضو حضرتك حقك تقعد و تتكلم مع ام شذى زي ما انت عايز و هي كمان لو عندها حاجة عايزة تقولها يبقى حضرتك تسمعها براحتك. 
روح يا مالك هات خالتك و تعالي.
ذهب إليهم حتى تستند عليه و يأخذها لتجلس مع ذلك العريس نبهتها ابنتها بنظرة من عيناها فاشدت على يدها برفق. 
ماجدة هامسة لأبنتها ماتخفيش انا داخلة دلوقتي اطفشه. 
انتو بتتهامسو وبتقولو ايه. 
كانت هذه كلمة مالك الواقف منتبه لهمسهم. 
امالت شذى رأسها للجهه الاخري وابتسمت له 
هاه احنا لا ابدا مش بنقول حاجه. 
ربتت ماجدة على يده لتحثه على الذهاب بها إليهم. 
يلا يا مالك هو احنا هانقعد نتكلم هنا ونسيب الراجل قاعد برة. 
مستعجله قوي يا اختي طب يا ست ماجدة اتفضلي اسندي عليا ويلا بينا. 
ولجو سويا عليهم واجلسها على الاريكة في مقابل ذلك الطبيب. 
و بعد أن تبادلوا السلام بينهم استأذن مالك و والده و تركوهم يجلسون سويا. 
ظلت ناظرة للأسفل وقد طغى عليها حيائها تلك التي كانت تنتوي توبيخه و طرده من حياتها الذي يريد أن يقتحمها دون ارادتها. 
كانت تبحث عن الكلمات أسفل قدمها وكأن القطه ابتلعت لسانها. 
ازيك يا مدام ماجدة. 
خرج همسها كفتاه عشرينية يغلب عليها خجلها. 
الحمد لله ازيك انت يا دكتور. 
ابتسم على خجلها واردف. 
انا كويس الحمد لله بس بصراحه انا مندهش من خجلك ده بتحسيسني اننا لسه شباب صغيرين. 
نظرت اليه شزرا و هنا تشجعت ورفعت وجهها مزمجرة مما يقوله. 
وحضرتك كل ما بتقابل واحدة ست بتحسسها بسنها ايه قلة الزوق دي يا دكتور. 
تفاجئ بردها وتلجلج في كلماته... 
أنا ااا اسف انا ماقصدتش
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 55 صفحات