السبت 28 ديسمبر 2024

ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


و اشارة زوجته له بألا يبلغه بشئ.
هاه ابدا ابدا يا مالك هي قاعدة قصاد عيني اهو زي البدر ومافيهاش اي حاجه
هي بس تلاقيها بتدلع عليك عشان وحشتها مش كده يا شذى.
للمرة الثانية يفاجئها بمرحه معها فأجابته مكتفية بأيمائة من رأسها.
ليستمع الي ابنه الذي كان ينهي معه المكالمه و هو يجلس في مقابلها.
كده طب مع السلامه دلوقتي يا ابويا وهبقي اكلمكم تاني.

طيب يا حبيبي مع الف سلامه. 
ظل جالسا امامها ينظر إليها تارة ويلتفت إليهم تارة أخرى محاولا التعرف على ما يدور بينهم.
الله مالكم يا جماعة فيه ايه و شذي
مالها وشها اصفر كده.
تحدثت ماجدة مؤيداه الرأي مجيبة.
شوفتي يا مجيده حتى الشيخ حسان لاحظ وشها ازاي.
تنهد مجيدة محاولة أخبارهم بما تشعر به فرمقتها الاخري بتحذير.
خلاص خلاص انا كنت هاقول بس اني هاخدك للدكتور اكشف عليكي و هو يطمنا.
الټفت إليها ببلاهه منزعجا مما تقوله.
دكتور ليه يا بنت بعد الشړ انتي حاسه بحاجة يا شذى.
أه يا عمو شوية ضعف كده وخالتو قالت نروح للدكتور احسن.
طب و تروحي مع خالتك ليه هو انا مش في مقام ابوكي يا شذى سيبي خالتك قاعدة مع والدتك و انا معاكي اهو اروح انا و انتي ماطرح مانتي عايزة
يلا يلا اطلعي اجهزي وانا هاخدك يا بنتي و نروح سوي.
لو كان اي احد جاء في يوم و قال لها أن هذا الشيخ سيبتسم لها يوما ما لكانت لقبته بالمعتوه.
لكنها هي الآن التي تستمع اليه بأذنيها لتمتلكها فرحة عارمه و تقف تبادله الابتسامه مجيبة عليه و تناديه كما يناديه زوجها.
حاضر يا ابويا انا هاطلع البس النقاب بتاعي و اروح معاك للدكتور.
و في طريقهم الي المشفى برغم ارهاقها الا انها كانت سعيدة لكن كان السؤال يلح عليها فحاولت ان تسطرد الحديث معه بهدوء.
عمو حسان.
الټفت إليها ضامما حاجبيه ببسمة رقيقة.
الله مش نادتيني بأبويا في البيت غيرتي رأيك تاني ليه بقي.
احنت رأسها بحزن وحاولت ان تفهمه ما بها وتفهم ما بداخله ايضا
بصراحه يا عمو انا كنت عايزة اعرف انت ليه طريقتك اتغيرت معايا.
هاقولك يا شذى عارفة لما تكوني دايما حاسه انك ابنك مكسور و مافيش حاجة تفرحه
حتى لما اتجوز برضو كان ڠصب عنه أي نعم امه كانت حاسة ان ده الصالح ليه بس برضو ماكنش لازم يبقى بالطريقة دي
و
انا بصراحة كنت شايفك عاكسه بكل حاجه مش شبه هو هادي اوي و انتي شقية اوي هو بيدور علي تقدمه في العلم و العمل
و انتي يعني يا بنتي ماتأخذنيش عيلتك و القضية و مۏت ابوكي بالطريقة دي.
و فوق دا كله انكم دايما في مشاكل مع بعض لحد ماجالي قبل مايسافر المسجد
واتأكد من حبه ليكي و حبك انتي كمان ليه ساعتها بس عرفت انك انتي اللي هاتسعديه و تريحي باله يا شذي.
اومئت له برأسها وابتسمت من تحت نقابها هادئة مطمئنة وأخيرا بدئت الحياة تبتسم لها
خرجت من عند الطبيبة وجلست بجانبه في هدوء ليتسائل هو.
ها يا شذى طمنيني يا بنتي.
لسه يا عمو الدكتورة سحبت مني عينة ډم وقالتلي استنى نتيجة التحليل.
تحليل اي دا يا شذى هي شاكة في حاجة يعني.
استنى بس يا عمو شوية و هنعرف كل حاجه.
ما هو لو الدكتور مالك ابني هنا كان زمانه سحب ليكي هو العينة و بعت عملك التحليل و انتي في البيت
دا مش بعيد كمان كان عرف انتي فيكي ايه من غير تحليل اصلا.
ضحكت من قلبها مندهشه على حب هذا الرجل وتفاخره بأبنه فالټفت لها مصتنعا الازعاج.
بتضحكي على ايه
ها ابدا يا عمو اصل انا بحب اسمع مدحك في مالك اويبحس انك بتحبه اكتر من روحك.
طبعا يا بنتي دا مالك ده هو كل دنيتي ويا سلام بقى لو شدتي حيلك كده و جبتلنا نونو صغير كده شبه هيبقى عندي اغلى من مالك زات نفسه كمان.
و هنا ترجلت لهم الممرضة و معها نتيجة التحليل لتردف بسعاده لها.
الف مبروك. الټفت إليها بعدم فهم ليسألها قبل أن تذهب.
مبروك على ايه يا بنتي.
بنتك حامل يا حاج ربنا يكمل ليها على خير و يقومها ليك بالسلامه.
انتفض الرجل العجوز فرحا يخرج من جيبه بعض الاموال و يعطيها لها دليلا عن مدى سعادته هاتفا.
بجد الله يخليكي يا وش السعد يا وش الخير انتي
خدي يا بنتي هاتي لأولادك حاجه حلوه وفرحيهم النهاردة
شوفتي يا شذى كرم ربنا استجاب لندائي ازاي.
ادمعت عينيها فرحا على سعادته واردفت هامسه.
شوفت يا بابا شوفت.
امسي البيت كله في سعادة مهنئين أنفسهم قبل أن يهنؤها هي.
سيأتي إليهم حفيد يكون مصدر الحياة في هذا البيت حتى والدتها التي كانت في حالة شد وجذب معها هدئت بينهم الأوضاع وسعدت بها كثيرا.
و ها هي الان تجلس منتظرة اتصاله ليرن الهاتف و تجيبه هادئة.
الو يا حبيبي.
صوتك بيضحك دلوقتي شكلك بقيتي احسن من الصبح.
اه الحمد لله يا مالك.
طب مش هتقوليلي بقى كان فيكي ايه الصبح.
هاقولك طبعا انا حامل يا مالك
ايه. 
تفاجئت برده المبهم عليها و الذي زاد من توجسها حين يعلم بهذا الخبر فرددت سريعا. ايه يا مالك شكله الخبر ده زعلك. بالفعل ما توجسته كان حقيقي حين اجابها بطريقة باردة التعبير بعد صمت طال لدقائق. لاء ابدا بس انا ماكنتش مستعد لخبر زي ده دلوقتي يعني ماكانش في حساباتي. بطريقة لا إرادية انسابت عبراتها على وجنتيها ولا تعلم أن كان هذا من هرمونات الحمل ام من برودة كلماته. اسفه اني لخبط ليك حساباتك و ضايقتك بخبر زي ده عن اذنك انا هاقفل التليفون. استنى يا شذى ماتقفليش انا ماقولتش كده. انت قولت اللي في قلبك يا دكتور يمكن عشان بتفكر دايما انك ماتكملش ارتباط بيا و فاكر اني بكده بتمسك بيك اكتر. تعصب عليها من كلماتها اللازعه و هاجمها مبررا. ممكن ماتفكريش بدالي و لا تقولي كلام على لساني و تسمعيني. مش عايزة اسمع منك كلام تاني كفاية عليا اللي انت قولته و اه كنت هنسي قبل ما اقفل اشكرك علي كلمة مبروك اللي حتى مافكرتش تقولها مع السلامه يا دكتور. استنى يا شذى ماتقفليش الموبايل الو الو الو.... اغلقت الهاتف دون أن تستمع مبرراته وجلست على فراشها تبكي وحدها. تحملت ألم قدمها و ثقل هذا الجبس الموضوع حولها و صعدت الدرج متكأه على الدربزين الخشبي بيد و باليد الاخري ممسكة بكأس في يديها قاصدة غرفة ابنتها. جبتلك بقى كوباية عصير الفراولة بالبن اللي انت بتحبيها الله مالك يا شذى بټعيطي ليه يا حبيبتي. حاولت تجفيف دموعها الغزيرة قبل أن تلاحظها والدتها لكن بعد فوات الأوان. تعالي يا ماما تعبتي نفسك ليه و طلعتي السلم لوحدك ماندتيش عليا ليه بس. ارتابت ماجده فيها وضعت الكأس من يدها على الكومود الملتصق بالفراش و جلست بجانبها. انادي عليكي! قوليلي انت فيكي ايه يا بنتي طمنيني عليكي بټعيطي ليه بس. مافيش حاجه يا ماما انا كويسة. كويسة ازاي بس و انت دموعك مغرقه وشك كده قوليلي هو جوزك لسه ماكلمكيش طب هو كلمك و قالك حاجه زعلتك طب في ايه يا بنتي بس قوليلي. كلمني يا ماما اطمني بقى. كلمك! طب هو قالك حاجه تزعلك. و كأنها ضغطت على چرح مفتوح منذ زمن لكن ابنتها كانت موارياه عن الجميع لتهمس وسط شهقاتها. اه قالي... صړخت بها و امطرت عيناها بغزاره. كنت فكراه اول ما يعرف بخبر حملي هايفرح اكتر منكم كلكم لكن فاجئني بردو. ليه هو قالك حاجة تضايقك طب قالك ايه زعلك كده. ماقالش يا ماما! كل اللي قاله كلمه واحده بس حامل! و بعدها سكت و لما سألته سكت ليه قالي اصل الموضوع ده مش في حساباتي دلوقتي. ايه الكلام ده معقول يقول كده ماتزعليش يا حبيبتي انا ليا كلام تاني معاه لما يرجع من السفر بس برضو عايزكي تفكري كويس مش يمكن يكون في حاجة في شغله مديقاة. ماتدوريش ليه على أعذار يا ماما و هو ليه يتصل بيا و هو مدايق و لا تعبان كان وفر اتصاله لما يرتاح و بعدها يبقى يكلمني. رفعت ماجدة قدمها لتريحها على الفراش و أمسكت بيد ابنتها تربت عليها لتفهما أكثر شئ واضح في عقلية الرجال و مع ذلك لا تعرفه كثيرا من النساء. بصي يا شذى هاقولك على حاجة يا حبيبتي كتير من البنات ما يعرفهاش. أي راجل مهما كان سنه كبير أو عقله حكيم دايما تلاقي فيه حته كده طفوليه مستخبية. لما بيفرح او بيحزن او حتى بتكون عنده حاجه صغيرة بيفكر فيها تبصي تلاقيه بيجري على أول حد هو بيحبه و بيرتاح معاه و يشكيله و النوع ده زي عمك حسان كده شوفتي هو متعلق بخالتك مجيدة و بېخاف عليها ازاي. ايوا يا ماما هو فعلا بيقعد يحكي و يضحك معاها و بيسمع كلامها كمان يا ريت ابنه كان زيه كده. ما هو ابنه بقى من النوع التاني. نوع تاني يعني ايه يا ماما اصل الأطفال يا حبيبتي نوعين نوع تلاقيه دايما ياخد برأيك و بيسمع كلامك و نوع
تلاقيه قيادي بيحب يمشي رأيه و بيعند في كل حاجه و كمان تلاقيه دايما كتوم و مش بيحب يبان ضعيف قصاد حد. تصدقي يا ماما عندك حق مالك فعلا كده دايما بيحب يكون مسيطر و قوي و ساعات لما كنت بحاول افتح معاه كلام عن أي حاجه تخصه زمان كان بيقفل معايا و يصدني في الكلام. و عشان كده يا حبيبتي لازم تاخديه بالسياسة زي ما كنت بتعامل مع ابوكي كده. لاء يا ماما دا بابا كان صعب اوي و انت كنتي بصراحة شخصيتك ضعيفة اوي معاه. انت كنتي شايفة ان شخصيتي ضعيفة طب بزمتك كان بينفذ كلام مين في الاخر. ههههههه صح يا ماما كنتي بطريقتك بتعرفي تخليه يعمل اللي انت عايزاه. شوفتي بطريقتيييي و بالمسياسة اهو جوزك بقى عايز الطريقة دي تتبعي معاه اسلوب السياسة يا عبيطة كلمة حاضر بتريح. يا ماما و دا ايه علاقته بخبر حملي واحده اول مره تحمل و بتقول الخبر لجوزها لاول مره يقوم يرد عليها بالرد البارد ده و حضرتك بتقوللي اخده بالسياسة ازاي بس يا ماما زي الناس يا شذى يا بنتي الوحده بتعرف جوزها زعلان و لا فرحان من نبرة صوته يعني جوزك لو صوته جد و بيرد عليكي الكلمه بالعافية يبقى تصبري لما تعرفي ماله
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات