روايه مرارة العشق بقلم دنيا دندن
في أغلى ما امتلكته صابرة وهي زمرد
نضر إلى والدته وتنهد بنقل كان عندها حق محتاجها الآن عشان خلود تعيش أمات برأسها بحيرة وقالت بشرود يا ترى هي فين الآن ثم استرسلت بجدية بعد أن نضرة له يوسف كان بدور عليها
رد عليها بثبات فعلا يوسف بدور عليها لكن مش لاقى معلومة عشان يوصل لها لا اسم ولا نسب لا عارفين أنها حية أو مېتة
نضر لها حائرا واسترسل طلعت بنت اثناشر سنة قد خلود ازاي هتقدر تعيش أو هتروح فين !
نضرت إلى الأمام شاردة وقالت إن شاء الله يكون خيرا
انتفض على صړخة خلود المرحة بعد أن ركضت نحو صابرة واحتضنتها بقوة وقالت وحشتني آوي ابتسمت لها بحنان وقالت بعد أن ربتت على شعرها وأنت وحشاني يا خلود عاملة إيه يا قلبي ابتسمت وقالت الحمد لله بجهز لحفلة عيد ميلادي ابتسمت وقالت بعد أن حملتها القمر كبرت وبقت إثناشر سنة
نضرة له بخجل وقالت بابا هيجي المرة دي بس يوسف لا
تنهد راسخ الذي بات يعلم كره يوسف له وعلاقته المتوترة بأخيه يأمن وقال لسه حزين مني ! أمات له باستسلام أنت عارف اللي فيها يا عمي ليه يوسف مش هيجي وبابا هيجي يزور قبر خالتي صابرة ربنا يرحمها وهيمر من هنا عشان ياخدني
نفت برأسها فقالت الصغيرة بعد أن جلست على أقدام صابرة أنا ممكن أكلم سوفا هو بحبني وممكن يجي عشاني
نضرة لها أخته بأسى ثم جذبتها من يدها في محاولة تغير الحديث وقالت تعالى ننفخ البوالين أومأت لها الصغيرة برحابة صدر لتغادر برفقتها بينما جلس فارس بجانب والده وقال بعد أن تنهد هكلم يوسف وأحاول أقنعه يرجع
تنهد بعمق قبل أن ياخد هاتفه من جيب بنطاله وقال لوالده بأمل إن شاء الله لمرة دي يقتنع أومأ له بإستسلام واستقام فارس للاتصال على يوسف
في غرفة مكتبه يوسف المنهمك بالملفات الملتفة حوله لم يجد وقت للراحة زفر پألم من شدة تعبه ثم ترك الأوراق التي بيده واستقام يتوجه بخطى تقيله نحو الحائط الزجاجي الشفاف تنهد طويلا قبل أن يضع يديه بجيوب سترت بدلته السوداء تأفف بعد أن رن هاتفه معلنا عن اتصال من فارس حدق بالهاتف ثوان معدودة قبل أن يحمله ويضغط زر الاستقبال وأجابه باستسلام بلاش تقول أجي عشان هقفل في وشك
أجابه باهتمام فكرك مش بدور عليها دي كأن الأرض انشقت وبلعتها
_ عارف أنك بتدور عليها بس لازم تنزل أنت مين عارف يمكن تظهر
استمع إلى كلماته بعقلانية وجلس على كرسيه بإهمال وقال بغلب ماشي يا فارس أنا المرة دي هننزل أدور عليها بنفسي كذا كذا مش واثق في حد
أعجب فارس برده وقال تمام يا يوسف باشا أنا في انتظارك اقفل يوسف الهاتف ثم رماه دون مبالاة على المكتب نضر إلى صورتها التي يضعها في إطار على مكتبه وتمتم پألم وبعدين معاكي يا غزال فين أرضك ويا ترى بقيتي زي ما أنت ولا الزمن غيرك
على إثر كلماته المټألمة دخل صديقه المقرب جاويد نضر له بإمعان وقال ممازحا شهريار الولهان إيه مشقلب حالك حدق به بغلب قبل أن يقول أنا هنزل مصر أدور على زمرد
تقدم جاويد وجلس على الكرسي مقابله وقال بتفكير ما أنت كل مرة بتدور عليها وعمرك ما جيت بنتيجة ثم استرسل موضحا بنت قاصر في نص الليالي أتوقع أي حاجة
حدجه بنضرات حاړقة فقال جاويد بهدوء عارف إنك مش ممكن تصدق أنها ماټت بس يا بني كفاية إلى ضيعته من حياة وأنت بتدور عليها
نضر له يوسف بعدم رضى وقال بضيق ممكن تخرس
رفع جاويد يديه باستسلام يعلم تعلق صديقه بتلك الفتاة وقال أنا آسف يا سيدي وحقك عليا وإن شاء الله تلاقي الغزالة بتاعك
تأفف يوسف بانزعاج قبل أن يقول الأحسن تسكت مش ثم إسترسل مستفهما هتنزل تشوف أهلك
نضر له جاويد بضيق وقال أنزل ليه أنا هارب من ماضي مش محتاج أفتكره
كان يوسف يتفحصه بدقة قبل أن يقول بحزم جاويد لازم ترجع لبلدك وتعترف بغلطك
نفى برأسه
وقال بأسى البنت ماټت أنا هغير أيه
حدق به يوسف ساخرا وقال تقول الحقيقة إنك إعتديت على العيلة القاصر وسبتها
تغيرت عيون جاويد للون الأحمر وقال بضيق بعد أن إستقام مغادرا كانت غلطة والبنت ماټت وأنا إتجوزت وخلفت ونسيت اللى حصل بطل تفكرني قال كلماته وخرج صاڤعا الباب بقوة جعلت يوسف يسبه بداخله
استيقظت بكسل من ألم جسدها إرهقها من الكرسي الخشبي الذي قضت به ليلتها الماضية اعتدلت تمدد يديها بكسل حدقت بالمارة بينما تتأتب وضعت يدها على فمها استقامت من على الكرسي الخشبي والمارة ينظرون لها پخوف والأغلب يضنيها ولد مچنون متشرد فهي دائما ما تنام بالشارع قلبت عيونها بملل من نضرات الناس التي بات آخر شيء تهتم له حدق بها رجل في الخمسينيات من عمره طالع سروال الجينز الفضفاض والمهترئ الذي ترتديه وقميصها الأزرق الطويل يخفي جسدها النحيل وتلك السترة الجلدية المتقطعة والقبعة الشمسية التي تداري بها شعرها تنهد بأسف على حالها وقال بضيق لازم تلاقي مكان تعيشين فيه أنا خاېف عليك من أولاد الحړام
نهضت بهمة من على المقعد وقالت بينما تتحدث معه طالما الكل عارفين أني ولد لا أحد يقدر يطمع فيا وأنت عارف أخرت اللي يقرب مني يا عمي أقطعه بسناني
ابتسم بيأس منها وقال الصبح بتتبهدلي في الطرق تصلحين العربيات وبالليل تشتغلين بتحرسيهم وفي الآخر بتنامي هنا في الجنينة إيه أخرتها معاكي
نفت برأسها وقالت پضياع مش عارفة هدور على شغل اليوم عند أي ميكانيكي وأشوف لو ممكن يسبني أنام في المرآب عنده
حدق بها بغيض مسترسلا حديته بجديه يا ابنتي هيحصل إيه لو أخدتي حتى اوضة في السطح تنامي فيها
تأففت هي باتت تعلم حالها ووضعها الحرج بأنها لأتحمل هوية فأجابته بحنق كيف لحد يقبل أني أعيش في بيته من غير أوراق أو نسب
نضر لها باستعطاف وقال ارجعي الميتم يا بنتي أحسن ليكي من الإهانة دي
ابتعدت عنه قليلا تمشط المكان بعيونها مردفه بينما تتفقد المكان من حولها سيبك مني أنا لو كنت محتاجة أبقى فيه مش مهرب منه ثم التفتت له وقالت بجدية غير أنا بقيت اثنتين وعشرين سنة يعني بلغت سن الرشد من زمان
نضر لها لمدة قبل أن يقول بيأس أعمل فيك إيه ! رفعت كتفيها دون مبالاة وقالت ما فيش حاجة تعمله وبعدين عندي مهمة اليوم ولازم أروح أشوف سناء في الميتم لو ناقصها حاجة وبعدين أشوف كم عربية أصلحها وأجي هنا أناوب مكانك باليل
حدق بها بسخط هي عنيدة لا تصغي لأحد تنهد مطولا وقال بهدوء مهما أقول مش ممكن تسمعي مني
نفت برأسها مبتسمة عندي مسؤوليات كثيرة لازم أخذ الأكل للميتم الأولاد بيستنوني وسناء أنا اللي ليها وسندها بعد ربنا كل دول معتمدين عليا مش هقدر أسبهم
أومأ برأسه ونضر لها كانت شاردة حدقت بطفل أمامها يحمله والده ويمزح معه تابعتهم عيونها إلا أن اشترى له والده بالونا جعل الصغير سعيدا ليحتضن والده بحب يشكره وينعم بحنانه استيقظت على صوت العم مرسي الذي ناداها لأكثر من مرة إلا أنها لم تجبه نضرة له شاردة وشعرت بالحزن وقالت اليوم ذكرى ۏفاة صابرة
علت قسمات وجهه بالحزن وقال بعد أن جدبها لأحضانه وربت على ظهرها بحنان قائلا ربنا يرحمها ويصبرك على فراقها يا بنتي
خدلتها دمعت سقطت من عيونها وقالت بعد أن ابتعدت عنه قليلا لازم أروح الآن وبعدين نتكلم غادرة من أمامه حتى لا تضعف وټنهار حصون قلبها الضعيف تنهد بيأس وأسى عليها تلك الفتاة التي وجدها ليلا مختبئة خلف الأشجار تبكي خوفا أخذ بيدها إلى الميتم الذي عاشت فيه لكنها لم تكمل ست أشهر حتى هربت منه مرة أخرى وبدأت تعمل وتتعلم كيفية الحصول على قوت يومها الآن أصبحت شابة لكن الماضي لا يزال يطاردها
تسللت إلى الداخل بعد أن قفزت من حائط المبنى دخلت بهدوء إلا أن أوقفها صوت حاد ثان يا زمرد الټفت بضيق وحدقة بمديرية الميتم مخټنقة أنتي مش بتنام ارحمي نفسك
حدقت بها بسخرية ارحمينا أنت من الدخول شبه الحرامي
تأففت زمرد بضيق قبل أن تقول طالما مسكتيني خدي دول للأولاد وانا هشوف سناء
حدقت مديرة الميتم بتلك الأكياس المليئة والحلويات المختلفة أخدتهم منها وابتسمت مستحيل تبطلين عادتك
هزت كتفيها دون اهتمام وقالت داء بيتي والأولاد دول عيلتي مش بصرف على حد غريب
أومأت لها بامتنان قبل أن تقول هروح أجهز الأكل للأولاد أومأت لها وغادرة نحو غرفة سناء دقت الباب قبل أن تدخل نضرت إلى تلك الغافية على السرير المهترئ من شدة تعبها وذلك الفتى بجانبها ېصرخ من ألم
جوعه حملته زمرد واحتضنت وجهه تمسح دموعه قبل أن تأخذ حليبه وتجلس على السرير لتطعمه سكت الطفل وتناول حليبه بجوع ابتسمت بخفة على مظهره ومع انشغالها فتحت ذات العيون الخضراء عيونها بكسل ثم قالت بنوم بينما تعتدل جيتي
رفعت عيونها وأومأت لها قائلة جيت يا سناء هانم بزمتك في أم
تنام وتسيب ابنها بعيط
حدقت بها ونفخت وجنتيها المكتنزة بضيق في حين تشير إلى طفلها بانزعاج وبعدين يا زمرد الكائن دا حارمني من الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي وهي النوم
حدقت بها بتهكم وقالت ساخرة لا بتتعبي آوي
تنهدت بضيق وقالت بعد أن اقتربت منها زمرد عايزة اشتغل تعبت من القعدة
نضرت لها ورفعت حاجبها بضيق وقالت والولد تسيبيه فين
ابتسمت قائلة الحضانة ناخد بيت أنا وأنتي نعيش فيه ونشتغل ويوسف أسيبه في الحضانة
حدقت بها
بغيض وقالت من عيوني البيت دا نجيبه من فين يا