ضبط واحضار بقلم منال سالم
كان مع ميرا قبل كده
سكتت لهنيهة قبل أن يأتي جوابها منطقيا
الصراحة لأ بس ماظنش إنه هيكون حد غيره وخصوصا إن النادي ده مش بيدخل أي حد من برا غير بكارنيه العضوية حتى لو كان مرافق.
في التو اقترحت عليها رفيقتها وهي ترمش بعينيها
طب ما نصوره ونبعت صورته ل ميرا ونتأكد منها إن كان هو ولا لأ.
مرة ثانية حاولت بهاء تبين ملامح ذلك الشاب وقالت وهي تشرأب بعنقها للأعلى قليلا لتعطي نفسها أكبر مساحة لرؤيته
من جديد تساءلت بسنت بتحير
والعمل
بعد لحظة من التفكير هتفت رفيقتها بعزم وهي تشير بيدها
احنا نخش عليه بخطة الھجوم مرة واحدة وتيجي زي ما تيجي.
تلقائيا انعكس القلق على قسمات وجه الأولى فأخبرتها بمخاوفها
أنا مش مرتاحة يا بهاء لأحسن يطلع حد تاني ونقع في مشكلة كبيرة...
وقبل أن تبدي
الأخيرة اعتراضها واصلت بسنت كلامها عاقدة عزمها
تنهدت مليا لترد عليها بعدها بلا جدال
ماشي.
بعدما ضغطت بسنت على زر الاتصال برفيقتهما ألصقت الهاتف بأذنها لتجد هذه الرسالة المسجلة التي تفيد بعدم تمكنها من الوصول إلى المتصل فامتعضت تعبيرات وجهها مرددة
تليفونها مقفول.
علقت الجالسة بجوارها في تبرم منزعج
وده وقته!
في صوت حائر مصحوب بنفس النظرات سألتها بسنت وهي تضع الهاتف بداخل حقيبة يدها
تحفزت بهاء في جلستها وأخبرتها بلا تردد وكأنها تلقي بهواجسها وراء ظهرها
الفرصة هتضيع مننا لازم نتحرك دلوقتي.
ببطء قليل ابتلعت ريقها هاتفة
ربنا يستر.
ردت عليها بثقة غير مشكوك فيها
مټخافيش أنا اللي هكون في وش المدفع.
لوت ثغرها مهمهمة
أنا مش قلقني غير كده!!
بحذر واضح حملت بهاء من المقعد الخلفي كوب النسكافيه الساخن وكذلك علبة البيض الطبيعي الطازج قبل أن تترجل من السيارة لتسير بتؤدة نحو الأمام ساعدها على التحرك بخفة وثقة ارتدائها للزي الرياضي. التصقت بها بسنت استطاعت أن تتلمس ارتعاشة نبرتها عندما خاطبتها في خفوت
سألتها في استنكار تلازمه نظرة معاتبة
أومال هنربيه إزاي
ازدردت ريقها وأكملت تعبيرها عما يجوس في بالها
أنا مش مرتاحة حاسة إن في حاجة غلط.
ردت عليها بغير مبالاة
جمدي قلبك وما تخافيش.
تقدمت الاثنتان نحو الأمام إلى بلغت كلتاهما سيارته لحظتها أخفت بهاء كوب النسكافيه وراء ظهرها وأعطت نظرة ذات مغزى إلى رفيقتها لتخفي هي الأخرى علبة البيض عن الأنظار ثم هللت بصوت مرتفع جعل عمر يستدير ناظرا تجاه صاحبة الصوت المزعج
خفض من زجاج سيارته الملاصق له ليحدق فيمن تجرأت وأفسدت عليه لحظات سكينته وسكونه منحها نظرة شمولية فاحصة لها فتابعت أوامرها الصارمة إليه
انزلي شوية.
رفع نظارته الشمسية أعلى رأسه وسألها مستفهما بتعجب
أفندم إنتي بتتكلمي معايا أنا
أعطته نظرة استحقار صريحة لتخاطبه بعدها بتأفف
أيوه هو في غيرك هنا
أزعجه للغاية طريقة معاملتها المتعجرفة معه ناهيك عن شعوره المتعاظم بوجود عداوة مبيتة تجاهه دون أن يكون هناك أدنى سبب لهذا خاصة مع عدم معرفته لها لذلك وعلى مضض كبير ترجل من سيارته متسائلا في شيء من الضيق
حين وقف أمامها مع انتصاب كتفيه وانتفاخ ثيابه بعضلاته البارزة ظهر الفارق بينهما في الطول والحجم. ورغم هذا طالعته بنظرة دونية لتردد في اشمئزاز
إنت!!
تحفز في وقفته هاتفا في حنق قد أخذ في التصاعد
نعم
استطردت بعدئذ متسائلة بنبرة مليئة بالاتهام ورفيقتها راحت تتوتر من احتدام الجدال
مفكر إن محدش هيحاسبك على اللي بتعمله
رغم أنها تملك على مقياس الجمال بالنسبة لتقييم الرجل أعلى النسب إلا أن لسانها السليط جعلها في أدنى المراتب وزع نظراته المستهجنة بين الشابتين ليتساءل في سخافة
هو ده مقلب
ولا حاجة
تصنعت الضحك قبل أن ترد
وهنعمل معاك مقلب إنت بالذات ليه
لم يطق البقاء لمبادلة الحديث غير المجدي معها فأعاد وضع نظارته على عينيه قائلا بعزوف
بصي أنا مش فاضي للحوارات الفارغة دي أنا ....
بتر جملته في منتصفها حينما تفاجأ بهذا السائل الدافئ يقذف على ملابسه النظيفة ليلطخها ويفسد مظهره الأنيق تدلى فكه للأسفل وصاح بصوت أجش غاضب
إيه الجنان ده
في التو تراجعت بهاء خطوتين للخلف واختطفت علبة البيض من يد رفيقتها لتقوم بفتحها وإلقاء ما فيها واحدة تلو الأخرى تجاهه وعلى سيارته وهي تواصل تعنيفه بتحد
ده درس بسيط يعلمك إن بنات الناس مش لعبة ومش أي واحدة تقدر تضحك عليها احنا لحمنا مر.
حاول قدر استطاعته تفادي ضرباتها الخرقاء التي أفسدت بالكامل مظهره وسيارته وجعلته في موضع سخرية واستهزاء ارتفع صوته الهائج ليلومها
بشدة
إنتي متخلفة إيه اللي بتعمليه ده
ارتاعت بسنت من ملامحه الحانقة وخشيت أن يقوم بالاعتداء بدنيا عليهما فأمسكت برفيقتها تجذبها وهي تقول بصوت مرتجف
يالا يا بهاء!
لم يتمكن عمر من التحرك من موضعه بعدما تعرض لذلك الھجوم المخجل وظل يصيح في استهجان عظيم
إنتو طبيعين
ركضت بهاء بعيدا عنه وصوتها يهلل بټهديد
ابقى فكر تيجي جمب ميرا تاني.
لم يفهم ما الذي فعله ليتورط في هذا الٹأر الغبي ويتلقى الجزاء عن آخر نجح في الفكاك من انتقامهما استفاق من صډمته ليبادلها الټهديد مشيرا بإصبعه تجاهها
اقسم بالله لهوصلك وهندمك.
جلجلت ضحكاتها الهازئة منه وهي تستقر بالمقعد الأمامي في السيارة لتنطلق بعدها بسنت على أقصى سرعة وباندفاع نحو البوابة لتفر من المكان وقلبها يدق پخوف كبير لم يبعد عمر نظراته الڼارية عنهما وصاح في توعد
أنا هعرف أجيبكم بطريقتي!
بحالته المزرية تلك غادر في الحال وهو يكاد ينفجر غيظا مما تعرض له من هجوم مباغت لكنه أقسم ألا يمرر الأمر دون عقاپ رادع لمن تجرأت وتعدت عليه بوقاحة وبغير حق.
لم تتوقف عن الضحك حتى أدمعت عيناها وهي تستعيد في ذاكرتها تفاصيل ما أقدمت عليه بشجاعة لم تتوقع أنها تملكها ظلت متباهية بتصرفها الاڼتقامي رغم أن رفيقتها كانت على النقيض معها ما زال هاجس الخۏف مسيطرا عليها. تشبثت بسنت بكلتا يديها في المقود وأردفت في صوت شبه مهتز
أنا قلبي وقع في رجلي أنا قولت هيموتك.
استرخت بهاء أكثر في جلستها وأخبرتها بتفاخر
ولا يقدر يمس شعرة مني.
بنفس الصوت الخائڤ تساءلت رفيقتها
تفتكري ممكن يعرف احنا مين
رفعت حاجبها للأعلى قائلة
يا بنتي إنتي هبلة ما أنا نبهت عليه ما يقربش من ميرا أكيد هيكون خمن إننا أصحابها.
ابتلعت ريقا غير موجود في جوفها وتابعت بتوجس
استر يا رب.
اندهشت بهاء للغاية من خوف رفيقتها الزائد وخاطبتها في عتاب
ما يبقاش قلبك ضعيف كده إنتي لو كنتي مكانها مكانش ده هيبقى ردة فعلك.
اكتفت بهز رأسها فاستأنفت الأخيرة أمرها
ويالا ودينا عند ميرا خلينا نبشرها بالأخبار الحلوة.
طيب.
قالت كلمتها المقتضبة قبل أن تدير عجلة المقود لتنحرف بها نحو الطريق الجانبي وعقلها لا يزال مشغولا بالتفكير في تبعات تصرفهما الچنوني.
مستخدما سلطته وكذلك صلة معارفه القوية استطاع عمر الاطلاع على التسجيلات المرئية للكاميرات المثبتة بطول أسوار النادي ليتمكن من معرفة هوية تلك الشابتين الغامضتين بوضوح أكبر. وقف إلى جواره أنس بداخل غرفة المراقبة الأمنية وهو بالكاد يكبت ضحكاته فحينما رأى من على بعد ما جرى له لم يجرؤ على التدخل واكتفى بالمشاهدة والضحك والتقاط الصور التذكارية ليستغلها في المزاح معه ناهيك عن إعادة رؤية هذه المشاهد الضاحكة لمرة أخرى في وقت فراغه بدافع التسلية والمرح. لكزه في كتفه معقبا وهو يغمز له بطرف عينه
مكونتش أتخيل إن في واحدة تعلم عليك كده.
اشتاط عمر غيظا من أسلوبه المستفزة وحذره بنظرة صارمة من عينيه
أحسنلك إنت بالذات ما تكلمش...
وقبل أن يتمادى أكثر ازدادت نبرته ټهديدا عندما أكمل كلامه الموجه إليه
بدل ما أطلعه عليك لأن شكلك إنت المقصود بالحوار ده.
في التو تراجع عن مزاحه اللزج معقبا
وعلى إيه الطيب أحسن.
ظل عمر يتحدث إلى الفرد الأمني محاولا تقريب صورة وجه الشابة الغامضة التي اعتدت عليه للحصول على أوضح تجسيد لملامحها من زوايا مختلفة ثم التقط بهاتفه المحمول صورتها والټفت ناظرا إلى رفيقه يخاطبه
افتكرت إنت تعرف واحدة اسمها ميرا
بدا الاسم مألوفا لديه بدرجة كبيرة فعلق بحاجبين معقودين
ميرا!!!
علل له أسبابه
هي عملت كل ده عشان المفروض إني بخونها.
فرك أنس جبينه للحظات ثم استطرد بعد
لحظة من التفكير
لأحسن تكون البت بتاعة الجيم.
بدا وكأنه يتحدث بغموض فاستفهم منه عمر بجدية
مين دي تعرفها ولا لأ
عبث أنس في هاتفه لعدة ثوان ثم وجه شاشته نحو رفيقه يسأله
بقولك هي دي صورهم
أمسك عمر بالهاتف يتأمل الصورة التي تملأ مساحة الشاشة بإمعان لتتحول في طرفة عين تعابيره إلى التجهم والحنق اشتدت قبضته عليه متسائلا بصوت محتد
أه هما إنت تعرفهم
سرعان ما مد أنس يده ليستعيد هاتفه منه ثم حمحم في تحرج
الظاهر معاك حق وأنا ورطتك في حاجة تخصني.
بالكاد جاهد عمر ليضبط أعصابه وقال في زفير ثقيل
حسابك معايا تقل.
تصنع رفيقه الابتسام مبررا بسخافة وهو يربت على جانب ذراع عمر
معلش يا باشا الصاحب ليه إيه عند صاحبه غير آ...
مدفوعا بحنقه أخرسه عمر قبل أن يتم جملته للنهاية هاتفا
ولا كلمة زيادة.
استخدم يده في الإشارة إلى فمه معلنا عن صمته وإطاعته له لكنه كان واثقا أن رفيقه لن يدع الأمر يمضي بهذه البساطة فهناك من جعلته أضحوكة من لا شيء وهو لن يقبل أبدا أن تمس إحداهن كرامته.
بالطبع لم يجد صعوبة في تحديد هويتهما واستعان بأمن النادي لمعرفة كافة التفاصيل عنهما وليصدر كامل تعليماته المباشرة بتعليق عضويتهما وحظر دخولهما تماما إلى النادي أو أي ملحق به إلى أن يجتمع مجلس الإدارة ويبت في مسألة بقائهما فيه من عدمه لتعلم كلتاهما جيدا مع من عبثت.
ظلت على حالتها المتفاخرة غالبية الوقت حتى بعدما جاءت بصحبة بسنت إلى منزل رفيقتها المقربة لتبشرها بالأخبار السارة المتعلقة بانتصارها على ذلك المخادع صاحب الجولات النسائية في اصطياد الشابات واللعب بعقولهن. ارتمت بهاء على جانب الفراش أراحت رأسها على الوسادة لتقول وهي تلف خصلة من شعرها حول إصبعها
بجد كان لازم تكوني معانا واحنا بنربيه.
لم تبد ميرا في حالة من الرضا التام وتساءلت في تحير وعلامات الاستياء تبدو جلية على ملامحها
مين ده اللي بتتكلموا عنه
أجابتها بهاء بنبرة هازئة لا تخلو من الزهو كذلك
اللي ما يتسمى دنجوان عصره وزمانه.
أعطتها رفيقتها نظرة قاتمة قبل أن تبرز شاشة هاتفها المحمول في وجهها لتخبرها بضيق عارم
البيه طالع لايف من نص ساعة وعايش حياته ولا كأن في حاجة حصلت.
اعتدلت في رقدتها وأمعنت النظر في الشاشة لتسألها باستغراب مستفهم
معقولة إزاي كده
امتعضت تعبيراتها أكثر وتابعت
بصي في التوقيت لو مش مصدقاني.
أمسكت بهاء الهاتف لتفحص ما ظهر ڼصب عينيها بعناية كاملة ثم تساءلت بوجه يشوبه الحيرة
مين ده أصلا
لوت ميرا ثغرها قائلة بتأفف
اللي استغفلني وضحك عليا.
في التو مدت بسنت يدها لټخطف منها الهاتف ودققت النظر في صاحب الفيديو المرئي لتنعكس على قسماتها علامات الاندهاش قبل أن تجرؤ على التساؤل بصوت مضطرب
أومال مين اللي آ...
لم تملك من الشجاعة ما يخولها
لإكمال جملتها فقط