السبت 28 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 134 من 203 صفحات

موقع أيام نيوز


يتملك منه 
أغلق الهاتف وجلس محاولا السيطرة على نفسه حتى أخرج جهازه وبدأ يلهي نفسه بالعمل قاطعه طرقات خفيفة على الباب دلفت بهدوء رفع نظره إليها لم يراها منذ اسبوع يعاقب نفسه ويعاقبها بأشد العقاپ 
تأمل براءة ملامحها المحببة لقلبه وحركتها الخافته التي تداعب الأرض بأقدامها 
فاق من نظراته الخارقة لها عندما جلست أمامه

ممكن اتكلم معاك شوية 
ارجع بظهره يتكأ على المقعد وأشعل تبغه حتى يلهيه بالبعد عن احتضانها فأشار بكفيه 
سامعك يامدام قولي اللي عندك 
تصارعت أنفاسها من حدته معها ونظرت إليه تكبح غلالة دموع غيمت مقلتيها قائلة
عايزة أمشي من هنا هنفضل لحد إمتى كدا طلقني ياراكان عشان نرتاح أنا وأنت معدش ينفع نعيش تحت سقف واحد 
نفث دخان تبغه وهو يطالعها بصمت ثم دنى ينظر إلى مقلتيها 
احنا مطلقين
من يوم مارفعتي قضية طلاق ولو على حتة الورق اللي بينا فدي ملهاش لازمة ممكن تتقطع في أي وقت 
دنى اكثر حتى كادت شفتيه تلامس اذنها وهمس لها 
انت متهمنيش انت هنا مربية لابنك عايزة الورقة تتقطع اتنازلي عن أمير تلقت طعڼة غادرة بواسطة خنجر بارد لتشق أضلعها 
استدارت بوجهها إليه فكان قريبا جدا 
ورغبة جامحه في صفعه على وجهه
اشتعلت حدقيتها كجمرات ملتهبة من نظراته
طيب قطع الورقة اللي ملهاش أهمية دي 
ابتسم بسخرية رافعا حاجبه وتحدث متهكما 
اعتبريها اتقطعت بس عندي شرط لما تنفذيه 
اشتعلت نيران قلبها لكنها تداركت لعبته فاستخدمت اساليبها بعدما فعلت مثلما فعل ونهضت متجهة إليه وامالت بجسدها فأصبحت قبالته تطوق عنقه بذراع والأخرى تتلاعب بياقة قميصه وهمست بجوار اذنه
هطلقني ياراكان وبلاش تستفزني عشان هتخسر وحياة قلبي اللي منبضش غير ليك لأندمك على كل اللي عملته 
جذبها حتى جلست وجذب حجابها من فوق خصلاتها التي انسدلت بعشوائية فكانت لوحة بريشة فنان ابدع في رسمها ثم أطلق ضحكات صاخبة ودنى يهمس لها 
بتغريني يالولة جاية تغري راكان البنداري في ملعبه 
على فكرة انت مش مراتي دلوقتي يعني على مااظن وجودك معايا لوحدنا حرام 
كلماته فتت قلبها لشظايا متناثرة وطعنت بكرامتها هبت كالملسوعة تلكمه بصدره وعبراتها ټحرق وجنتيها 
انت ايه مش معقول تكون بالقسۏة دي كلها طلقني ياراكان بقولك مستحيل افضل معاك في بيت واحد 
احس بقبضة تعتصر قلبه فابتلع ريقه الجاف ثم
نهض من مقعده وحاوطها بذراعيه 
مفيش خروج من البيت دا قبل جوازي بعدها يبقى هفكر اقطع الورقة اللي بينا 
أطلت من عينيها نظرة جوفاء قاسېة وبأنفاسها الرقيقة الحارة التي أحرقت جانب وجهه ابتلعت غصة وتحدثت قائلة وهي تلكمه بصدره 
هستنى لحد ماتتجنز ان شاءالله ودا عشان اثبت لنفسي إنك ولا حاجة يااكتر واحد كرهني في نفسي صمتت بعدما فقدت اتزانها وأكملت وهي ترفرف برموشها تكبح غلالة دموع توخز جفنيها 
أنا مسحتك من حياتي كلها وزي ماقولت دلوقتي احنا في حكم المطلقين ماتدخلش في حياتي زي ماأنا مش هدخل بحياتك 
فتح الباب وهو يحاوطها بين ذراعيها دلفت نورسين 
حبيبي خلصت إيه مش هنخرج 
نهرها صارخا 
إزاي تدخلي كدا من غير إذن اطلعي برة لحد ماابعتلك تفاجأت نورسين من وقوفه بتلك الطريقة يحتضن ليلى وهو الذي كان يحادثها بالصباح ويعتذر منها والآن ردة فعله القاسېة التي اشعرتها بالأختناق فاكفهرت تعابيرها وحاولت السيطرة على نفسها قائلة 
تمام حبيبي هستناك منتأخرش عليا 
وقفت ليلى پألما مفرط إجتاح كل خلية بجسدها وروحها تتمزق فهمست له 
روحلها بلاش تتأخر على الكوين بتاعتك قالتها ثم دفعته وتحركت للخارج بخطوات تأكل الأرض كالڼار التي تأكل سنابل القمح سارت بخطى مسرعة حتى لا ينتبه لدموعها ونشيجها الذي أصاب قلبها قبل عينيها وغصة مسننة تمنع تنفسها تتسائل بنفسها 
لماذا يفعل بها كل تلك القسۏة كيف لها أن تعشق رجل ذنوبه أكثر من حسناته في الحب 
لقد سلب عقلها كما سلب قلبها فعليها ان ترد له الصاع صاعين كأي انثى تتورم كرامتها من زوج مثله وصلت إلى غرفتها القديمة التي حرمها منها وصاحت على العاملة 
فين مفتاح الأوضة دي يانعيمة نظرت نعيمة بانظارها للاسفل قائلة 
مع راكان باشا ياهانم ضړبت قدمها بالأرض وصاحت پغضب 
روحي هاتي منه المفتاح قوليله مدام ليلى مش مرتاحة في الأوضة التانية
وصل
إليها بعد دقيقتين يطالعها بنظرات ڼارية 
واقفة كدا ليه اقتربت منه واشارت على الغرفة
دي اوضتي أنا ليه مقفولة
ضغط على ساعديها وتحدث وهو يجز على شفتيه 
كلمة كمان وهنسى إنك مراتي وهعاقبك أشد العقاپ اشارت بسبابتها ناهرة إياه 
أنا مش مرات حد سمعتني أنا هنا أرملة البيت دا جذبها من خصلاتها يقربها من وجهه ضاغطا على فكها 
مراتي تنام في اوضة جوزها يامحترمة كلمة زيادة ولا غلط في رجولتي وكرامتي هدوس عليكي مش تفكري حبي هيشفعلك ودلوقتي
روحي على اوضتنا ووقت مايجلي نفس يبقى اجيلك 
أحست بالدوار يلف رأسها وكأنها تلقت ضړبة قوية بعصا غليظة جعلها ترتد للخلف بعدم اتزان طالعت عيناه تغرز نظراتها داخل مقلتيه 
راكان انت بتقول ايه تركها واستدار سريعا بعدما شعر بالضعف من نبرة صوتها الحزينة فتحرك متجها للأسفل دون حديث آخر
وبعد وقت من التفكير دام لوقت ليس بقليل وجدت ان الدفة ستنقلب عليه
ولجت لغرفته وهي تنظر إلى اراكانها صاړخة وهي تجذب خصلاتها پعنف 
آآهة ليييييه ياراكان تعمل فيا كدا ليه!
اغمضت عيناها وجلست تجمع شتات نفسها واقسمت بداخلها ان تأخذ حقها 
باليوم التالي دلف مع العاملة وجدها تجلس بالشرفة تضم ركبتيها وتضع رأسها عليها تنظر للخارج بشرود اتجه لغرفة الملابس وأشار للعاملة بحمل كل مايخصه بها ثم اتجه إليه ظل يراقبها لبعض اللحظات شعرت بوجوده من رائحته ولكن لم تعريه إهتمام جلس بمقابلتها وتحدث 
اجهزي عشان فيه حفلة عيد ميلاد مرات واحد صاحبي لازم تيجي معايا
خد مراتك التانية انا هنا أم لأمير وبس مالكش دعوة بيا ومفيش حاجة هتجمعنا تاني 
رفع ذقنها بأنامله قائلا بهدوء
فستانك على السرير قومي جهزي نفسك عشان هنتحرك بعد ساعة 
نفضت ذراعيه بعيدا عنها 
متحاولش تلمسني تاني قولتلك مش هروح معاك في حتة وامشي اطلع برة مش عايزة اشوفك قدامي 
تمام قالها ثم نهض متحركا للخارج دون حديث آخر 
بعد إسبوع من آخر حديث بينهما 
دلفت سيلين بعدما فتحت فتحة بسيطة من الباب 
ممكن ادخل يافلفل ڼار استدارت ترمقها بنظرات ڼارية ټضرب كفيها ببعضهما 
كان ناقصني كمان ام لسانين 
دلفت تتحرك بهدوء وتطالعها بشماته ثم جلست وهي تضع ساقا فوق الأخرى
ماقولتلك مش يولع في الراجل إلا نيران الست وانت قال إيه كرامتي روحي بصي من الشباك وشوفيه قاعد تحت إزاي ولا على باله خليه حابسك في اوضته هنا وهو يتمتع بالجمال الاصطناعي تحت 
نهضت وامسكتها ثم اوقفتها أمام المرآة 
بصي على نفسك كدا شوفي وشك عامل ازاي ولا لبسك بتحسسيني قاعدة مع امي 
مطت شفتيها للأمام كالأطفال وهي تدور حول ليلى 
مش هضحك عليك راكان مش بتاع لبس ومكياج بس مفيش راجل يشوف دلع الست مع حد تاني ويسكت 
جلست ليلى ترمقها بسخرية
بس يابت ياهبلة إيه افلامك العربي الهابطة دي أنا واخوكي هنطلق وقبل ماتتكلمي عايزة أقولك حاجة 
صدقيني معدش يعنيلي ياسيلين راكان وجعني اوي واحنا الاتنين خلاص مينفعش نقعد مع بعض لو سمحت بلاش تضغطي عليا حبيبتي هو ميهمنيش قالتها بنبرة حزينة مټألمة ثم اتجهت إلى الشرفة ووقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها وأشارت بعينيها عليه 
شوفي كدا دا واحد ممكن تحزني عليه شوفي لو مكاني تتحملي تشوفي يونس بالوضع دا 
انزلقت عبرة غادرة على وجنتيها إزالتها سريعا
أنا تعبت واتقهرت بما فيه الكفاية صدقيني من كتر وجعه فيا معنتش بحس بالۏجع 
استدارت بظهرها له ونظرت إلى سيلين وأكملت بقلبا مفطور
يمكن متعرفيش الكلام اللي هقوله دا بس راكان مش شخص عادي بالنسبالي عشان أسامح على غلطه فياريت متغطيش عليا عارفة إنك زعلانة بس حقيقي هو اتمادى في چرحي كتير 
اشفقت سيلين عليها كثيرا فربتت على كتفها وسحبتها للداخل 
آسفة ياليلى مش قصدي ازعلك طيب احنا قلبناها نكد كدا ليه إيه رأيك نرقص نغير شوية النكد دول 
جلست وشعورها بالأختناق سيطر عليها حتى فقدت التنفس وعيناها الغائمة بالدموع تحاول السيطرة عليها حتى لا تسقط عبراتها قائلة
ماليش نفس عايزة ارتاح لو سمحت 
جذبتها سيلين إلى غرفة ثيابها 
والله ابدا نظرت بثيابها وجدت قميصا باللون الأخضر الداكن ظلت تحت يدي سيلين لدقائق ورغم إهتمام سيلين بها إلا نيران قلبها ټحرقها دون رحمة كلما تذكرت هيئة جلوس نورسين بأحضانه 
تعض أناملها من الغيظ تود لو تصرخ وتعبأ الدنيا صړاخا على مايفعله بها معذب قلبها لحظات حتى استمعت لصوت الموسيقى نهضت وهي تقسم لنفسها أنها ستلقيه كما ألقاها جذبتها سيلين وبدأت تتمايل معها على الموسيقى وبدأت يتمايل كمعذوفة موسيقى 
قبل قليل لمحها وهي تقف بشرفة غرفته وتواليه ظهرها علم حينها بأنها غاضبة حد الچحيم من وقفتها ودلوفها للداخل بتلك الطريقة حتى إنها لم تعتري بالنظر إليهما نهض وتحدث إلى نورسين 
بعدين يانور نتكلم في الفرح أنا كان عندي شغل كتير النهاردة وبكرة عندي قضية في اسيوط لازم أنام بدري 
حاوط وجنتيها وتحدث
لما ارجع من السفر وعد هنحدد معاد الفرح وزي ماقولتلك قبل كدا متشغليش بالك بموضوع ليلى أنا وليلى حياتنا خاصة بينا احنا الاتنين زي ماهتكون حياتي انا وانت خاصة بينا 
حضنته وهي تحاوطه قائلة
انت مش قولت هتطلقوا قريب ليه خليتها تقعد في البيت تاني وليه اوضتك اللي كنت بتقولي اعتبريها اوضتك أنا مبقتش فهماك ياراكان وساعات بتأكدلي إنها حبيتك وساعات احس انها عدوتك ممكن أعرف انت عايز منها إيه بالضبط 
كان يرمقها بنظرات هادئة ورغم هدوئها إلا أنها كانت تقيمية فتحدث قائلا
ليلى اذنتي كتير يانور ولازم ارجع حقي وحق ابن اخويا الأول مفيش طلاق إلا لما تتنازل عن أمير روحي يانور وبعدين نكمل كلامنا 
مطت شفتيها وحملت حقيبتها قائلة 
تمام حبيبي هنشوف
آخرة ليلى إيه تحرك معها إلى أن وصل إلى سيارتها وتحركت بها مغادرة 
ظل واقفا لبعض الدقائق يتابع تحركها حتى خرجت كاملا من الحديقة جلس لبعض الوقت حتى وصل لهاتفه إشارة ابتسم بسخرية على قدره 
بالسيارة فتحت هاتفها 
أيوة ياامجد انت غبي عمال تتصل بيا وأنا مع راكان حك أمجد رأسه يشعر بتعجب ممزوج بالغباء فتحدث 
انا مش مرتاح يانور لراكان حاسه كاشفك معرفش ليه 
ابتسمت ونقرت بأصابعها على المقود وتحدثت
لا متخافش مستحيل يفهم العلاقة بينا المهم استعد عشان حبيبة القلب هتكون عندك قريب بس متنساش حلاوتي هو هيسافر أسيوط بكرة وبعد كدا هنحدد على الفرح 
أطلق أمجد ضحكة صاخبة وأردف
طيب ماتيجي وحشتيني وأهو العريس مش موجود ونشوف هنبعد ليلى ازاي معرفش جايبة الثقة دي كلها منين 
اوكيه حبيبي بكرة اكون عندك بس المهم بلاش قاسم باشا يعرف وجدو توفيق لو عرف هيولع فينا احنا الاتنين قالتها وضحكة سخرية على وجهها 
عند راكان اتجه بعد قليل إلى جده وصل إلى منزل عمه ومنه إلى غرفة جده وجده يستعد لنومه دلف إليه 
عايز اتكلم معاك أشار توفيق بالجلوس
 

133  134  135 

انت في الصفحة 134 من 203 صفحات