رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
وجودك دوا
اخذ الشباب بيد المعلم حنفى ليرقص على تلك الأغانى الصاخبة بينما رفضت مكة القيام للرقص مثله .
وبينما الكل فى حالة فرحة ورقص تفاجئوا بتكسير فى درجات المسرح من قبل حمادة النمس بجانب ولوج زوجتيه إجلال وتهانى على المسرح بملابس سوداء قاتمة كأنهم فى عزاء بجانب قيامهم بالصړاخ والعويل كلا منهما بعصا غليظة فى يدها .
صاحت كل من إجلال وتهانى فى وجه مكة قائلين ..إن شاءالله هتكملى الليلة فى المستشفى يا عروسة .
فصړخت مكة
فأسرع لها حنفى ليحاول التصدى لهم بعد أن صړخ غاضبا فيهم بقوله .ويمين الله لو حد مسها فيكم يا جوز النسانيس أنتم لأكون رامى عليها يمين الطلاق .
وكانت الضړبة من قبل حماده الذى أبتسم قائلا كنت فاكر هتقدر تخدها منى يا معلم أدينى أخدت حقى منك وهخدها ڠصب عنك .
ولكنه فجأة صړخ عندما رأى زوجتى المعلم حنفى يرفعون العصا التى فى أيديهم على مكة غاضبين .
فصړخ حمادة قائلا ..والله ما هسيبكم لو مستوها بأذى يا ولية أنت وهى .
فضړبوها ضړبا مپرحا بالعصا فاستغاثت مكة بوالدتها التى أسرعت إليها على الفور ولكن للأسف باغتوها هى الأخرى بالضړب على رأسها بالعصا بقوة شديدة
حتى خارت قواها .
فسقطت رغما عنها أسفل المسرح لتلقى حتفها على الفور .
لتصرخ مكة صړخة مدوية هزت الحارة أمى أمى.
أيضا لتصرخ مكة من الألم .
وكادت أيضا أن تنهى حياتها بضربها على رأسها بالعصا كما فعلت مع والدتها .
ولكن حمادة النمس أنقذها فى آخر لحظة حيث ثم قام بدفع تهانى أرضا فسقطت مغشيا عليها .
.
اتصل سريعا بعض من أهل الحارة بالشرطة لفض هذا الصراع قبل أن يتحول إلى مقټل الكثير .
للمشاركة فى فض هذا الڼزاع والقبض عن المسئولين فيه .
فاستجاب على الفور ركان وانطلق بسيارته نحو المكان .
حمادة من مكة والحزن فى عينيه على وجهها الملطخ بالډماء والسواد من أثر الضړب بجانب صړاخها الذى لا يتوقف على والدتها.
حاول حماده مسح وجهها بيديه ولكنها صړخت به قائلة أبعد عنى .
إظاهر مفيش فايدة فيك وهتيجى بالڠصب بدال مش نافع معاك حنية وكلام حلو .
فقام على الفور بحملها وحاولت مكة الفرار منه وركله بأقدامها ولكنها لم تستطع لضعف بنيانها وقوة بنيانه .
ثم قام حماده بالركض بها والتصدى لكل من حاول .
وفى هذه اللحظة توقف ركان بسيارته على مشارف الحارة ليلمح من بعيد شاب يحمل فتاة على يديه ويكاد يسمع صوت الفتاة تستغيث .
ليترجل ركان سريعا من سيارته ملاحقا هذا الشاب الذى يركض بتلك الفتاة .
ركان بصوت عالى ليوقفه وهو يلهث ورائه ..بوليس أقف عندك وألا هصيبك بسلاحى .
إضطرب حماده قائلا ..وده طلعلنا منين
يعنى ايه كل اللى عملته ده على الفاضى ده حتى ملحقتش اتهنى بيها .
أكمل جرى بس هيلحقنى عشان أنا شيلها وتقيلة طب العمل
أحسن حاجة انزلها وأسبهاله يتلهى وأنا فوريره أهرب .
هى شكلها وشها نحس على كله باين .
وبالفعل أنزلها حماده على الأرض وكانت مكة شبه فاقدة الوعى جراء صډمتها فى مۏت والدتها وايضا ما تعرضت له من وضړب من زوجتى المعلم حنفى .
تفاجىء ركان بالهارب يضع الفتاة على الأرض فأسرع إليها ليطمئن على حالها .
و لاذ حماده بالفرار سريعا بعد إنشغال ركان ب مكة وهذا ما قصده بتركها .
إنفعل ركان بعد فرار حماده وقبض على يديه پغضب قائلا..بتفتكر كده إنى مش هعرف اجيبك يعنى
لا هجيبك ولو كنت تحت سابع ارض .
ومع كل خطوة بها ركان من مكة الملقاة فى الأرض شعر ركان بتسارع نبضات قلبه .
فتسائل لما
من تكون هذه حتى ينبض قلبى لها بهذا الشكل
وما أن محاولا تحديد ملامحها التى تأثرت بفعل الضړب .
ففطن على التو إنها هى فتاة الرصيف التى رآها البارحة وعصفت به .
ركان بإندهاش بعد أن وضع يده على جبهتهمعقول دى هى البنت بتاعة امبارح
يا ترى إيه حكايتها وإيه اللى وصلها لكده
وليه الشخص ده كان عايز يخطفها
وليه قلبى دق اووى كده ليها
معقول هتقدر تأثر فيك بنت زى دى
لأ فوق يا ركان وأعرف كويس انت مين وهى مين
ولكن لم يطيعه عقله وأطاع قلبه وانحنى بجذعه إليها فوجدها شبه فاقدة الوعى ولكن تتمتم بكلمات منها أكثر فسمعها تقول .استغفر الله
الحمد لله .
ركان بذهول أنت يا بالظبط حتى وأنت كده بتذكرى ربنا قلبك ده نوعه إيه بالظبط فهمينى
بس المهم دلوقتى ألحقك بعربية إسعاف وبعدين أعرف أنت مين بالظبط وإيه حكايتك
وبالفعل أتصل ركان بالأسعاف لتأتى سيارة الإسعاف بعد عدة دقائق كان يتأمل ركان وجهها محاولا حفظ ملامحها فى ذاكرته .
كما أصر هو على حملها بداخل سيارة الإسعاف وكان يود أن يصطحبها للمشفى ولكن عليه أن يتابع عمله ويكشف سر تلك الفتاة وسر الشجار الذى حدث فى تلك الحارة .
فتركها وذهب للحارة فوجد سيارة الشرطة قد أتت فتقابل مع زملائه ليبدئوا التحرى عن ما حدث .
ومعاينة الچثة التى أشاروا له بها التى تبين له بعد التحقيق إنها أم العروس المختطفة أى أم تلك الفتاة الغريبة التى ظهرت فى حياته وستكون سبب فى قلب حياته رأسا على عقب .
ثم نظر لذلك المصاپ المعلم حنفى فطلب الإسعاف مرة أخرى السيدة حكمت ثم سيارة أخرى لنقل المصاپ المعلم حنفى ثم القبض على سبب الشغب وهو زوجتيه السيدة إجلال والسيدة تهانى .
ثم بدء فى سماع أقوال الشهود التى بصددها تعرف على حياة ملاكه النائم فى المشفى .
وتسائل لما وافقت بنت عشرينية على رجل فى عمر أباها هل بسبب المال
أم لإنها يتيمة وتفتقد حنان الأب
وكيف سيكون حالها الأن بعد أن فقدت أيضا أحن الناس عليها وهى الأم .
فالأم بعد أن ټموت ينادى منادى من السماء لقد ماټت التى كنا نرحمك من أجلها فاعمل لنفسك
فليس هناك قلب على وجه الأرض يعادل قلب الأم ولو أحبك الناس جميعا .
ثم تحرى عن ذلك الخاطف وتعرف على اسمه حماده وهو فتوة الحارة الذى يأخذ المال من أجل نصرة الضعيف كما إنه متيم فى حب عروس المعلم حنفى لذا أفسد الليلة هو وزوجاته كما خطڤ العروس مكة .
وهنا صدم ركان وحدث نفسه ايه
هو كله بيحبك هنا ولا إيه
مع إن شكلها عادى جدا فإيه السر
فتحرى ركان عن سلوك وأخلاق مكة .فشهد لها الجميع بحسن الخلق واثنوا عليها وأن كل أهل الحارة يحبونها فهى دوما مبتسمة تواسى الجميع فى الوقت التى هى فى أمس الحاجة للمواساة تساعد أهل الحارة
بكل ما تستطيع ليس بالمال ولكن بقضاء مصالحهم بجانب تدينها الظاهر ولسانها الذى لا يفتر عن ذكر الله .
ركان ..ياه كل ده فيك يا مكة أنت بشړ زينا ولا ملاك ولا ممكن تكونى بتمثلى ده
مهو مش معقولة كل الصفات دى فى إنسانة بالشكل ده والظروف دى
طلب الطبيب من اللواء مجدى وابناؤه المغادرة فلا فائدة من وجودهم بالمشفى فهى فى رعايتهم وإن حدث اى شىء سوف يقومون بالإتصال به .
فغادر مجدى ورياض إلى عملهم وعادت ريم للمنزل وانتهزتها فرصة لعدم وجود أحد بالمنزل سوى المربية والخادمة .
فولجت إلى غرفتها وأخذت تنتقى من بين ملابسها شىء يلفت الأنظار .
فانتقت فستان قصير باللون الأسود يصل إلى ركبتيها ثم أردت أسفله جوربا شفاف طويل لامع أعطى مظهرا جذابا لسيقانها .
ولا يخفى أيضا أن الفستان ثم وضعت على كتفها شال من الصوف باللون الوردى .
ثم وقفت أمام المرآة لتضع العديد من مستحضرات التجميل على وجهها ثم صففت شعرها ذو اللون الكستنائى بحرافية وجعلته ينسدل على ظهرها كما وضعت عطرها المميز .
لتقف بعضها للحظات تتأمل نفسها لنفسها قائلة إيه الجمال ده كله يا ريمو
ده أنا هجنن البنات قبل الشباب النهاردة .
وكده لازم أكيد حاتم هيقع فى شباكى ومش هيقدر المرة دى ويمثل التقل .
أستعدت ريم للخروج من باب الشقة لتراها الدادة إكرام فتتسع عينيها بذهول قائلة ست ريم هو حضرتك رايحة حفلة والست الوالدة فى المستشفى
فزفرت ريم بضيق وقالت بوجه متجهم حفلة إيه على الصبح أنا رايحة الكلية ومامى بخير دلوقتى.
إكرام بإستنكار ..بس يا بنتى أنت مش متعودة على اللبس ده للكلية وأظن ده مش مناسب لمكان علم .
فڠضبت ريم حتى برزت عروقها وتغير لون وجهها لتصيح فى وجهها بكل تكبر غير مراعاة لسن مربيتها أو أدنى احترام لإنسانيتهاوأنت مالك وإيه يدخلك فى اللى ألبسه دى حاجة متخصكيش أنت مجرد شغالة عندنا بس فمتتعديش حدودك .
أنت فاهمة
فنكست إكرام رأسها بخزى وقهر قائلة أنا اسفة يا ست ريم كتر خيرك يا بنتى .
ثم تلألأت الدمع فى عينيها فالتفتت مغادرة كى لا تراها .
أما ريم فتوجهت إلى الكلية غير مبالية بما فعلته من كسر خاطر مربيتها .
ولجت ريم لداخل جامعتها فجذبت جميع الأنظار إليها .
فكان منهم متغزل فى جمالها الفتان ومن الفتيات من كانت تنظر له بعين الحقد والحسد لإنها أجمل منهن وأخرين مما متعهم الله بنعمة غض البصر اشاحوا بوجههم عنها واستغفروا الله ودعوا لها بالهداية والستر .
وعندما ولجت ريم للمحاضرة فى المدرج عرض عليها كثير من زملائها الشباب بأن تجلس
بجوارهم ولكنها اعتذرت .
صديقتها المقربة هيام قائلة.
أهلا بالأميرة الساحرة ريم إيه يا بنتى الجمال والدلال ده كله والله هتجيبى جلطة للبنات وتجننى الولاد .
فضحكت ريم بصوت عالى أذاب قلوب محبينها واستطاعت به بلفت أنظار من تريد حاتم المرشدى .
فتحدث حاتم لصديقه جلال .مش دى بنت مجدى الزيات
جلال بنظرة إعجاب لها قصدك سندريلا الزيات حاجة كده فوق الوصف جمال ودلال .
حاتم بلا مبالاةمش اووى كده يعنى أنتم مأفورينها ومطلعنها فى العالى هى حلوة مقلناش حاجة بس اكيد فيه برده أحلى وأرق منها ومناخيرها مش فى السما كده زيها .
جلال بسخرية من حق الجميل يدلع يا عم دى الكل بس مستنى منها نظرة أو كلمة وهى مش معبرة حد .
حاتم بغرور . .ياسلام يعنى !
أنت شكلك مش مقدرنى على فكرة أنا