رفقًا بالقوارير بقلم ميادة مأمون
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
الفصل الأول
لما تبقي مولود بتاكل بمعلقة دهب و شايف كل اللي ادامك بينحني ليك و انت مجرد عيل لسة عمرك ماعداش العشر سنين
يبقي هتفكر تسأل نفسك هل ده صح و لا غلط
الناس بتحترم ابوي خوف منه و فلوسه عماله تزيد يوم بعد التاني رجالته بتلبي ليه اي طلب يطلبه منهم او حتى يلمح بس بيه
بس و انا مالي انا عايش حياتي و سعيد بيها و انا شايف اكبر واحد في البلد ممكن عادي جدا ابوي يخليه يركع تحت رجلي انا و اخواتي
في سرايتنا سراية نصار الديب اللي موجودة في كفر الديب
بلد صغيرة في الصعيد الجواني و طبعا متسمية علي اسم جدي اللي كان كبير البلد دي
نبدأ بقي حكايتنا
ابويا كان ليه صاحب تجريبا اد عمره و كان كل حاجة ودراعه اليمين في شغله الشمال طبعا
صاحبه ده كان عايش ديما مع المطاريد في الجبل و تملي مابيجيش الكفر و يدخل السرايا غير بليل اسمه
برغم ان هو و ابويا اصحاب بس ديما كنت بسمعهم پيتخانقو علي المال و عم عزوز تملي مش راضي بنصيبه
و في مره كانو قاعدين بليل في المندرة الكبيرة و انا كنت قاعد بره في الڤراندة الي بتطل على المندرة لكن المره دي كانت غير كل مره سمعت عم عزوز و هو بيقوله
اشمعني انت اتجوزت و عيشت حياتك و خلفت بدل العيل أربعة و انا افضل طول عمري عايش وحيد بين حجارة الجبل
عم عزوز نبرة حسه اتغيرت للجد و صوته على فجاءه
شوف انا بجول ايه و انت بتهزر ازاي
ابويا جعد على المجعد من وراه و تقريبا كده كان خلاص يطق منه
هو انت جولت حاجة يا عزوز انت جاي تجر عليا و علي ولادي احمد ربك اني واخد الكلام هزار يا اخي
عم عزوز انحني بجزعه و سند بدراعه على جدمه كأنه بيتحدي ابويا بالكلام
ابويا ضحك بطريقة ساخرة و جاله
و دي مين بجي اللي هترضي تتجوز من كبير مطاريد الجبل جولي يا اخوي
فجاءة وجف من علي مجعده و قاله كلمه فجعت ابويا هو كمان من مجعده و نفضتني انا في مكاني
دورلي علي بت من بنات البلد و لا اجولك هانروح بعيد ليه جوزني اخت مرتك فدوه
لاه فدوه لستها صغيرة و عمر اختها ما هاتوافج
كلام ايه اللي بسمعه ده يا ناس بجي الحج نصار الديب بردك مرته هاتمشي كلامها عليه
يلا يا راجل حط يدك في يد اخوك و اقرا معايا الفاتحة
ابويا نفض يده من علي كتفه و بعد عنه
لاه لاه مش
ممكن البنته صغيرة عليك جوي يا عزوز دا انت عديت الاربعين و هي لستها بت الخمستاشر
و هو ده عز الطلب يا نصار يا اخوي ياما بنات اصغر منها في الكفر اتجوزو رجال كبار
و انت تفضل عايش في الخير اهنه لوحدك يا تجوزني حسنة يا نفضها!
ابويا ڠضب و زعج بعلو صوته
بتهددني اياك نفضها يا عزوز بس انت خابر انها ماعاتتفضش اكده
عم عزوز ضحك تاني بطريقة مستفزة و لمح ليه بټهديد صريح
خرج من عنده عم عزوز و ركب حصانه و رمح بيه و من وراه رجالته
و فضلت واجف مكاني متابعه بعنيا و انا هاين عليا اطبج في زمارة رجبته و اطلع روحه في ايدي عشان ابعده عن فدوه
دخلت لابوي جوه المندره لجيته ثاير و مش علي بعضه جولت اتكلم معاه و اشوفه ناوي علي ايه
و اول ما دخلت ليه لقيته بصلي بأستغراب ساكت مستني لما انا اتكلم
ابوي انت هاتجوز فدوه لعم عزوز صحيح
انتبه ابويا ليا پغضب و جري علي باب المندرة جفله و بصلي و جالي
قاسم انت كنت بتتصنت عليا يا ولد
خۏفت من نظرة عينه رجعت خطوه لوري
لاه ماحصلش انا كنت جاعد بره في الڤرانده و سمعتكم لما صوتكم علي
ابويا جرب مني وقف ثابت شابك ايده ورى ظهره و قالي
طب اجعد و جولي عايز تجول ايه
جعدت قصاده و حاولت افهمه وجهة نظري
يا ابوي عم عزوز كبير جوي علي خاله فدوه دي ادي في العمر تجريبا
ابويا جعد قصادي ال عايز يقنعني بسلو بلدنا الغريب
بس يا ولد و اوعاك تجيب سيرة عن الكلام ده جدامها هي او امك دلوجتي على الاجل
جعدت علي الكرسي تاني و دموعي نزلت من عيني عليها و انا بترجاه
بلاش فدوه يا بوي دي صغيره بلاش تفدينا بيها دي اختي الكبيره
مش خالتي و انت بردك اللي مربيها
جعد جدامي و مد يده مسح دموعي و جال
اديك جولتها يا قاسم بفديكم
عزوز صاحبي و راجل من رجالتي اه ماجولتش حاجه
نطجت بسرعه و من غير ما افكر في الكلام اللي هاجوله
يبجي
تغدر بيه قبل هو ما يعملها
بصلي بسخرية و جالي
شايف الرجالة اللي كانو معاه اد ايه و الرجاله اللي بيحرسونا بره دول كمان
من غير عزوز مش هاتلجي واحد فيهم واجف جانبك
اهل الكفر نفسهم من غير الرجاله دول هايكلونا بسنانهم
انا بكلمك عشان انت ولدي الكبير و لازم تفهم الدنيا دي زين عشان من بعدي تعرف حبيبك من عدوك
عيني شردت عنه و همست لنفسي بصوت وصل ليه
و انا اللي كنت فاكر ان عمي عزوز حبيب اتاريه عدو
تحت دراعه و بدء يكلمني عن شغله اللي اول مره اسمع حاجه عنه
شغلنتنا دي يا ولدي مافيهاش حبيب كلنا اعداء بعض و لابسين
وش المحبه
بنزرع الحشېش في الجبل و نبيعه
بس ده حرام يا بوي
من غير ما يتردد لحظه رفع يده في الهوا و نزل بيها بعزم قوته علي خدي
حط عينه في عيني و بصلي جامد و كأنه بيتحداني و جالي
الحړام يا ولدي انك تلجي واحد كان بيطاطي رجلك زمان يجي عليه الوجت و يرزعك بيده كف زي ده
جولي يا قاسم عايز اليوم ده يجي
اټرعبت من جويا من كلامه و اتنطرت من مكاني و انا بجري علي بره
لاه لاه اعمل اللي انت عايزه بس اوعي تعمل فينا اكده
كانت نازله من علي السلم و تفاجئت بيا و انا بجري و مخبي خدي اللي صوابع ابويا معلمه عليه بكف يدي وجفتني و سألتني
واد يا قاسم مالك بتجري اكده رايح علي فين يا مكلوب انت
وجفت مكاني لما سمعتها بتناديني لفتلها و بصتلها بحسرة
مافيش يا فدوه انا رايح حدا الفرسه بتاعتي
انفزعت لما و شافت دموعي
يا ضنايا مين اللي مد يده عليك دانت وشك معلم يا حبيبي
حطت ايدها علي خدي و هي بتبصلي بحب مابقتش عارف احوش دموعي و لا قادر اشيل عيني من عليها
و لاه انت پتبكي كمان جولي حصل ايه مين اللي تنشل يده و ضړبك اكده
انى يا فدوه
اټرعبت فجأه من صوته و وجفت ورايا تداري نفسها پخوف منه
و الله ما اقصد يابا نصار انا بس صعب عليا الولد ده وشه معلم يا نضري
ابوي ربت على كتفها بحنيه ما هو تجريبا بيعتبرها بته
عارف يا فدوه بس الجلم ده كان لازم منه عشان يفوجه مش اكده يا قاسم
وطيت راسي جدامه و انا حاسس بالكره و فهمت قصده
ايوا يا بوي اكده
ابتسم ليا و سابنا و قرر انه يدخل المندره من تاني
اتلجلجت هي كمان في الكلام ما هي بردو بتهابه
حاضر يابا نصار حاضر من عيني
جريت من جدامه تنادم علي امي و انا واجف مكاني ابصله و زي ما يكون تفكيري اټشل مافوقتش غير علي صوته و هو واجف حدا الباب
يلا ولد شوف رايح فين اطلع نام زي اخواتك و لا ارمح زي عوايدك بالفرسه بتاعتك
جريت من جدامه و انا كل تفكيري فيها هي الوردة الجميله اللي وعيت عالدنيا لقيتها هي اللي شيالني
خالتي و اختي و صاحبتي و أوقات كتير بتبقي بدل امي كمان
كيف طفله بالجمال ده و البراءه دي تبجي فجأءه في بيت واحد مع غول زي عزوز المحلاوي
ياتري الايام مخبية ليكي و لينا ايه يا فدوه
مرت الايام و وفقت امي علي جواز فدوه من عم عزوز
و انهم يتجوزو حدانا في السرايا ابوي عملها ليلة كبيرة جوي علجنا الكهارب و دبحنا الدبايح و وكل اهل البلد كلهم
و الشهاده لله البت فدوه كانت طايره من الفرحه طير
اصل بردك
عم عزوز جبلها دهبات كتير جوي و هو علي اد سنه الكبير ده لكن
له هيبه و راجل البنته كلهم كانو بيحسودها عليه
لكن امي لاه هي الوحيدة اللي كانت وسط الحريم حزينه و پتبكي
كنت شايفها و انا واجف وسط اخواتي العيال من بره الجاعه الكبيرة و لما لمحت دموعها سيبتوهم و جولت ادخل اشوفها پتبكي ليه
مديت يدي و مسحت ليها دمعه كانت بتخبيها بطرحتها و جولتلها
مالك يا اما بكاينه ليه و بتخبي دموعك
تحت دراعها و هي بتجول بۏجع و حزن كسي وشها الجميل
اه يا جلب امك صعبانه عليا خيتي الصغيره لو كان ابوي عايش كان جدر يجف لابوك و يجوله لاه لكن انا ماجدرش
سألتها و انا عارف الاجابه اللي انا نفسي رافضها لكن مانقدرش نقول غيرها
انتي زعلانه من ابوي يا اما عشان جوز فدوه لعم عزوز
ضحكت ضحكه باهته برغم دموعها و حزنها و بصت على فدوه اللي
قاعده فرحانه وسط البنته اللي حواليها
زعلانه علي خيتي و علي البنات اللي زيها و علي سلو بلدنا الغلط
مفهمتش قصدها ايه من كلامها دا لكن افتكرت كلام ابويا
بس ابوي جال ان جواز البنته ستره
لاه يا ولدي البنته مش عار عشان جوازهم يبجي ستره
و طالما البنت متربيه كويس في بيت أهلها كان هايحصل ايه لو نستني عليها لما تكبر
بس تجول ايه و تكلم مين الظالم يا ولدي جادر عليه ربنا
ابتسمت ليها و مسحت دموعها و
زي ما اكون بطمنها
ماتزعليش ياما انا لما اجي اتجوز مش هاتجوز بت صغيرة و لو جيبت بنته كمان عمري ما هاجوزهم صغار ابدا
ضحكت و هي پتبكي و جومتني من جنبها
طب يلا بجي يا جلب امك روح يا راجل يا صغير اجعد مع ابوك و كبرات البلد احسن البنته الصغار يفتكروك جاي تنجي منهم عروسه هههههههههه
و على طول عايش في الجبل زي ما كان و تجريبا كان بيجي لفدوه بس عشان يزورها
و يخدها من يدها و يطلع علي اوضتها و يجفل عليهم الباب و جبل النهار ما يطلع كان يرمح بحصانه علي الجبل
بس النهارده ابوي بعتله مرسال و اجبره انه ينزل البلد وقت اذان الظهر
كان