الجمعة 27 ديسمبر 2024

عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 8 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


المستمر على رأسها بضرورة الذهاب للجارة أم المحروس لتهنئتها والعمل بالأصول وكأنها تهتم فلتذهب الأصول الى الچحيم فهي ابدا لن تعيد دخولها هذا البيت كما حجبت نفسها عن النظر بالشرفة رغم صعوبة القرار عليها ولكن يكفي ألا تلتقي بوجهه البغيض 

بين أجواء المرح ورقص الفتيان الصغار والنتقل بين الأفراد المهنئين انشغل علاء قليلا عما يدور بعقله ويحتل فكره اما حسين فقد اتخذ موقعا جيدا بجانب المحل وهو ينظر فى الأعلى لشروق التي احتلت شرفة شقيقتها وهى تتابع الحفل بابتسامة رائعة مثلها فجأة اعتدل بوقفته حينما وقعت عيناه على اخر شخص توقع حضوره فى هذه المناسبة بوجه قلق تابع اباه وهو يخرج من سيارته ويتقدم نحو اخيه الذي سمرته المفاجأة هو الاخر فوقف جامدا امام ابيه الذي قطع السكون بينهم حينما جذبه من ذراعه يعانقه بحنان أبوي قلما يصدر

من الحاج أدهم المصري ومع ابنه المحبوب علاء الذي تدارك نفسه سريعا فتبادل العناق مشددا ذراعيه على ابيه بقوة واشتياق 
حسين باشا 
انتفض مجفلا بلمسة لكف كبيرة على ذراعه فتبسم مرحبا بابن حارته وصديق اخيه الصدوق صافحه بحرارة قائلا 
أهلا ازيك ياسعد ليك وحشة والله 
ياراجل هو انا لو واحشك فعلا ماتجيش بقى تعدي عليا ولو مرة واحدة حتى وتسأل 
مشاغل ياعمنا ماانت عارف الشركة بقى والظروف اللى مرينا بيها في الأيام اللى فاتت 
اومأ برأسه موافقا
عارف ياحسين عارف بس اهي الظروف ابتدت تتحسن زي ما انا شايف اهو 
لوح برأسه ناحية ادهم وهو يتحدث مع ولده علاء فتبسم حسين وقال 
بصراحة انا نفسي
ما كنتش متوقع مجيته هنا بنفسه عشان يبارك لعلاء بس دا الحاج ادهم المصري يعني ماحدش نهائي هايفهم دماغه 
اومأ سعد برأسه مرة ثانية قبل ان يتحرك مستئذنا
طب عن إذنك بقى اروح اسلم انا على الاتنين 
بعد أن تركه سعد وذهب بعيدا عنه رفع رأسه ناحية الشرفة مرة أخرى ليعود ببصره اليها ولكن اصابته خيبة أمل حينما لم يجدها ليفاجأ پصرخة من جهة قريبة لامرأة غريبة وهرولة من الرجال بصخب ناحيتها مع توقف مجموعة من السيارت واصوات تصيح باصطدام سيارة لطفل وقبل ان يدرك ماحدث جيدا تفاجأ پصرخة صادرة منها وهي خارجة من البناية التي تقطنها 
إبراهييييم 

بداخل غرفتها كانت مستلقية على فراشها تتحدث مع صديقتها المتذمرة والغاضبة في الهاتف قالت اخيرا بعد ان استمعت جيدا لكلماتها الساخطة 
طيب ممكن بقى افهم انتي ايه اللي مزعلك بالظبط زن والدتك بالموافقة على عريس الهنا ولا زنها إنك تباركي لوالدة علاء بنفسك 
جاءها الصوت الشاكي من الناحية الأخرى 
الاتنين ياسحر عايزاني اوافق بالعريس وعايزاني اروح للست دي ڠصب عني قال ايه قال عشان الست زهيرة بتسألها عني كل ما تشوفها وهاتموت وتشوفني 
طيب ما يمكن صح يابنتي الست حبتك ونفسها تشوفك تاخديها ليه بذنب ابنها 
بلهجة محذرة قالت 
إنهي الكلام في الموضوع دا ياسحر انا مش ناقصاكي 
ماشي ياستي ننهي الموضوع خالص كمان طب والعريس ابن صاحب والدك بقى ماتفكري في الراجل مدام مهندس ومحترم زي مافهمت منك حتى عشان ترضي والدتك دي نفسها تفرح بيكي 
وصلها الصوت المتهكم 
شوفوا مين اللي بيتكلم طيب ياست سحر ماتفكري انت كمان بدال ما انتي تاعبة والدتك طنت رجاء وفرحي الست بيكي بقى 
يابنتي افهمي انا حاولت كتير لكن مافيش حاجة بتم مش عارفة بقى دا عيب فيا ولا غباء من الآخرين 
صدر صوت ضحكة صغيرة من فجر فاأكملت سحر بضحك هي الأخرى 
ههه اسكتي صح يابنتى مش انا امبارح كلمت مرات خالي عشان اباركلها على أمل إن اخلص من زن والدتي يالهوي على اللي حصل خلتني أكلم العروسة بنتها كمان تصوري يافجر البت صوتها عيالي ومسرسع زي المعزة بعيد عنك وعن السامعين بس ايه بقى حظوظ 
ايوه يااختي حظو 
انقطع صوت الهاتف فجأة فقالت سحر بقلق 
سكتي ليه يافجر في حاجة عندك 
لم تسمع رد منها فقط سمعت صړخة قوية تصدر من مسافة ليست بعيدة
أخويا انا إبراهيم عمل حاډثة

بصرخات ملتاعة خطت سميرة ومعها ابنتها فجر المتماسكة زورا امام والدتها بداخل رواق المستشفى يبحثن عن حجرة العمليات المختصة بقسم الحوادث كما دلتها الفتاة الممرضة صړختها زادت عندما رأت زوجها الجالس على إحدى المقاعد يسبح بسبحته وبجواره أدهم المصري يربت على أرجله يعطيه الدعم ومن الناحية الأخرى كان ألأبناء علاء وحسين على أرجلهم واقفين بجوار الحجرة ومعهم اخرين لاتعلمهم وعلى جانب اخر وحدها كانت شروق جالسة على إحدى المقاعد ترتجف باكية 
إبني جراله ايه ياشاكر أخوكي جراله إيه ياشروق حد يطمني على ابني ياناس 
نهض شاكر مجفلا ليطمئن زوجته على ابنها وقد سبقته شروق ترتمي بأحضانها 
انا خرجت انده على ابراهيم زي ماقولتي ياماما بس 
زجرها من خلفها والدها بحدة 
بس يابنت اخوكي كويس ماتفوليش عليه بكلامك ده
هتفت سميرة بتشكك 
ولما هو كويس
قاعد جوا فى اؤضة العمليات بيعمل إيه ياشاكر ابني ماله ياشاكر 
جاء صوته بالقرب منهم 
اطمني ياخالتي سميرة حالة إبراهيم مش بالصعوبة دي اللي في دماغك أنا شوفته بنفسي أكيد خير إن شاء الله 
رفعت فجر عيناها عليه وهو يتحدث فتفاجأت بنظرة منه ناحيتها لم تفهمها إن كانت اشفاق أو حنان أو شئ اخر 
صاحت عليهم سميرة وابنتها مازالت متشبثة بأحضانها 
بس انا لايمكن هاسامحكم لو جرت لابني حاجة عشان سيبتوني ومشيتوا هو انا مش والدته عشان اطمن عليه بنفسي 
زفر شاكر بنفاذ صبر 
دا وقت كلام دلوقتي ياسميرة مش كتر خيره علاء شال الواض وحطه في عربيته وجري بيه هو
صاحبه عشان يلحقوه على ما وصلنا احنا فى عربية والده واخوه حسين يعني كنتي عايزانا نسيب الواض سايح فى دمه على مانندهلك ونجيبك معانا 
تركت جميع ما تفوه به وأتت على جملة واحدة تسأل بجزع
يعني الواض كان سايح في دمه ياشاكر
يووووه دا انت مافيش فايدة في الكلام وياكي انا ماعنديش دماغ ليكي 
تعالي ياخالتي سميرة اقعدي هنا على الكرسي وريحي نفسك بدال ماتتعبي على الفاضي تعالي معاها يافجر انتي وشروق 
اذعنت فجر لكلماته مضطرة وهي تدفع والدتها برفق للجلوس على مقاعد المشفى جلست هي بجوارها مع شروق المتشبثة بوالدتها وكأنها طفلة صغيرة رغم امتعاضها منه ومن توجيهه الكلمات لها ولكن ظل اسمها يتردد فى ذهنها بصوته بشكل غريب فهذه اول مرة يناديها بتسمها دون أبلة !!!
وهكذا قضي الوقت المتبقي فى الإنتظار شاكر والحاج ادهم المصري جالسان فى جهة وسميرة وبناتها جالسات فى جهة أخرى تحت انظار الشباب الثلاثة الواقفين حسين الناظر لحبيبته يبثها الامان من عيناه وعلاء الذي لم يكن يتوقع ولو في أحلامه أن يراها الليلة بهذا القرب منه ويرى عينيها الجميلتان والمتلألأتين بحزن بعد أن تمنى من قلبه رؤيتهم برغم ان المناسبة غيرة سارة على الإطلاق وسعد الذي كان يتنقل بنظراته بين شروق الصغيرة الجميلة والشبيهه بشكل كبير من فاتن التي كانت فعلا فاتنة بحق ولكن غبية كما يذكر وفجر التي كااانت قديما صغيرة بجسد هش وضغيف وقد اصبحت الان مثال المرأة المكتملة الأوصاف لقد عرفها رغم تغيرها ومرور عدت سنوات على رؤيتها اخر مرة ولكنه عرفها !!!

بعد مرور الوقت 
كان ابراهيم الصغير ممدا على تخت المشفى محاط بالأربطة الطبية التي الټفت على رأسه و قدمه اليسرى
والدته ووالديه خارج الغرفة مع الجميع بأمر الطبيب بعد أن اطمأنوا عليه قليلا سميرة كانت تفرك بكفيها قائلة بتوتر 
ياحبيبي يابني الواض وشه اصفر زي اللمونة ياشاكر 
حرك شاكر رأسه بيأس من زوجته قائلا بتعب
تاني ياسميرة يعني مش تحمدي ربنا انها جات على قد كده وربنا نجاه بدال الزن بتاعك ده 
قال من خلفه أدهم بصوته الرزين 
سيبها يااستاذ شاكر هي بردوا أم وقلبها محروق من الخۏف على ابنها 
سميرة بعتب وهي ناظرة الى زوجها 
قولوا ياابوعلاء خليه يبطل جمودية القلب دي عليا 
رد زوجها بنظرة حانقة موجهة اليها أثارت ابتسامة أدهم النادرة لدرجة تعجب لها ولديه وازدادت دهشتهم وهم يتابعون حديثه المنبسط مع الجار الجديد وزوجته 
الله ياجماعة هو انتوا بتبصوا لبعض كده ليه أنا مش عايزة اكون السبب فى خناقة مابينكم 
تبسم الاثنان ببعض المرح استجابة لدعابته فقال شاكر بامتنان 
تعبناكم معانا ياابوعلاء وقطعنا عليكم فرحة المحل الجديد 
قال علاء والذي كان واقفا بالقرب منهم مع أخيه حسين 
ماتقولش كده ياعم شاكر دا واجب علينا دي سلامة إبراهيم بالدنيا كلها 
اومأ شاكر برأسه فارتسم الفخر جليا على وجه أدهم كما ارتسمت سعادة غير مرئية على وجه سميرة التي انتقلت عيناها تلقائيا ناحية ابنتها الجالسة على إحدى المقاعد
هي شروق أختك راحت فين يافجر 
تمتمت بصوت خفيض 
نزلت تجيب مية معدنية وشوية عصاير من كانتين المستشفى 
أجفلها حسين بقوله منزعجا
كدة نزلت لوحدها من غير ماتقول مش يمكن ماتعرفش مكان الكانتين ولا الكافتيريا حتى 
هزت رأسها ولم تعلم بما تجيبه فتفاجأت بالحاج ادهم وهو يأمر ولده 
روح ياحسين وراها واطمن عليها دي المستشفى كبيرة وممكن تتوه فيها

ذهب حسين سريعا أم علاء فقد قطب حاجيبه دهشة من سلسلة المواقف الغربية لوالده هذه الليلة قبل ان يتحرك اليا ويجلس بجوارها على احدى مقاعد المشفى متمتما بخبث 
اااه دا انا رجلي تعبتني اوي من الوقفة الليلادي 
تشنجت هى بجلستها وقد شعرت بجسده الضخم قد احتل المسافة الفاصلة بينها وبينه وقدميه الكبيرتان تكاد تلتصق بأقدامها الصغيرة رائحتة القوية سيطرت على حواسها فطغت على رائحة المشفى تململت بعدم راحة تريد القفز من جواره ولكنها تذكرت ابتسامته السخيفة لها لابد انها ستصبح ضحكة كبيرة الان حينما يراها تهرب من جواره زفرت داخلها استسلاما وهي تهمس بصوت مكتوم وصل لمسامعه فابتسم بانتشاء
استغفرالله العظيم يارب

امام بائع الكانتين وقفت بمشترياتها خلف رجل وامرأة سبقوها لدفع الحساب وهي تتابع جدال المرأة مع البائع في ثمن الأشياء بانتباه حتى اجفلت على صوت غريب 
عاملة إيه دلوقتي يا أنسة شروق 
شهقت منتفضة وهي ترى هذا الغريب يحادثها بهذا القرب لأول وهلة قبل ان تستعيد ذاكرتها وتعلمه
هو انت حضرتك تعرفني 
قال بابتسامة
طبعا اعرفك هو انت نسيتي ولا ايه انا صاحب علاء 
عارفة عارفة انك صاحب جارنا علاء 
قالتها بمقاطعة وصوتها خارج بتوتر وتابعت 
وعارفة كمان انك شيلت اخويا
 

انت في الصفحة 8 من 61 صفحات