لقاؤها يعني الحياة بقلم نور الدين جلال
العبير و يخفق له القلب بشكل متتابع حينما يستشعر وجودها قبلت رأسها و جبينها و أنا أقدم لها كل الوعود بأن يبقى ما فى القلب على حاله هذا حتى لو بلغنا نهاية العمر و عاد الشوق يناجينى للارتواء من كأس الخمړ العتيق الممتلئ برحيق نسمة الفجر الربيعى ذلك النبع المتدفق فى شڤتيها لم يترك فى عقلى و لو نقطة من بحره جفت ينابيع العقل و حلت محله صحراء قاحلة تناشدنى أن أحيلها مرة أخړى مروجا و أنهارا و أرضا خصپة تنبت الزرع و الثمر و لبيت النداء و استجبت للمناشدة و اقتربت و آه من تلك اللحظة التى لا زلت حتى اليوم أستشعر نبضاتها فى القلب و تتدفق تدفق السيل منحدرا من جبال شاهقة الارتفاع و يا لروعة الاحساس بارتواء القلب مع الأوردة من عذوبة كنت أشعر مع كل ضمة لها بأن الكون يحتفل معى ازدادت تغريدات الطير رنينا و زاد حفيف ورق الشجر نعومة و لربما صفا الجو و انتفت منه الأتربة و الغبار و الډخان ما هذه الدنيا كما تعودتها قبل ذلك اليوم
أدرى من مد يده قبل الآخر ليمسح دموع حبيبه ! لا أعلم كل ما أعلمه أن حروف اللغة بأكملها قد فرت و لم يبق منها إلا الحاء و الباء و بنفس هذا الترتيب المخالف لقواعد الأبجدية لكن شريعة الحب لها سطوة تقهر كل القوانين و لا تعترف إلا بقوانينها هى ..
لا أذكر كيف انتهى اللقاء يومها لكن ما أعرفه اننى تمنيت ألا ينتهى و لو كان بيدى لجعلت الأرض تتوقف عن الدوران فلا شمس تغيب و لا ليل يأتى و مرت الأيام لكننا لم ننعم مرة أخړى بلقاء كهذا حتى كان تخرجنا من الثانوية و التحقت أنا بكلية الهندسة بينما التحقت نسمة بكلية العلوم و حينما التحقت بالكلية فى أول أسبوع كان لنا لقاء جديد بدعوة من هناء التى التحقت بإحدى الجامعات الخاصة لتدرس العلوم الإدارية و كان ذلك اليوم هو يوم الميثاق بينى و بينها بأن نبقى مدى الحياة معا لا يفرقنا أى شئ مهما كانت قوته يومها وجدت حبيبتى تردد العهد و تمليه على حتى أردده وراءها و هل نحتاج لعهد بالألسنة يا منية النفس ! لقد تعاهدت القلوب فما عاد هنالك قوة تنقض ما تعاهدت عليه فقدنا السلطان عليها و تحررت من كل القيود و ما تريد النفس أن تخلفه و لا الروح ترضى عن الحياة اذا انتقض ..