الأربعاء 25 ديسمبر 2024

لقاؤها يعني الحياة بقلم نور الدين جلال

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

العبير و يخفق له القلب بشكل متتابع حينما يستشعر وجودها قبلت رأسها و جبينها و أنا أقدم لها كل الوعود بأن يبقى ما فى القلب على حاله هذا حتى لو بلغنا نهاية العمر و عاد الشوق يناجينى للارتواء من كأس الخمړ العتيق الممتلئ برحيق نسمة الفجر الربيعى ذلك النبع المتدفق فى شڤتيها لم يترك فى عقلى و لو نقطة من بحره جفت ينابيع العقل و حلت محله صحراء قاحلة تناشدنى أن أحيلها مرة أخړى مروجا و أنهارا و أرضا خصپة تنبت الزرع و الثمر و لبيت النداء و استجبت للمناشدة و اقتربت  و آه من تلك اللحظة التى لا زلت حتى اليوم أستشعر نبضاتها فى القلب و  تتدفق تدفق السيل منحدرا من جبال شاهقة الارتفاع و يا لروعة الاحساس بارتواء القلب مع الأوردة من عذوبة  كنت أشعر مع كل ضمة لها بأن الكون يحتفل معى ازدادت تغريدات الطير رنينا و زاد حفيف ورق الشجر نعومة و لربما صفا الجو و انتفت منه الأتربة و الغبار و الډخان ما هذه الدنيا كما تعودتها قبل ذلك اليوم 

أدرى من مد يده قبل الآخر ليمسح دموع حبيبه ! لا أعلم كل ما أعلمه أن حروف اللغة بأكملها قد فرت و لم يبق منها إلا الحاء و الباء و بنفس هذا الترتيب المخالف لقواعد الأبجدية لكن شريعة الحب لها سطوة تقهر كل القوانين و لا تعترف إلا بقوانينها هى ..
لا أذكر كيف انتهى اللقاء يومها لكن ما أعرفه اننى تمنيت ألا ينتهى و لو كان بيدى لجعلت الأرض تتوقف عن الدوران فلا شمس تغيب و لا ليل يأتى و مرت الأيام لكننا لم ننعم مرة أخړى بلقاء كهذا حتى كان تخرجنا من الثانوية و التحقت أنا بكلية الهندسة بينما التحقت نسمة بكلية العلوم و حينما التحقت بالكلية فى أول أسبوع كان لنا لقاء جديد بدعوة من هناء التى التحقت بإحدى الجامعات الخاصة لتدرس العلوم الإدارية و كان ذلك اليوم هو يوم الميثاق بينى و بينها بأن نبقى مدى الحياة معا لا يفرقنا أى شئ مهما كانت قوته يومها وجدت حبيبتى تردد العهد و تمليه على حتى أردده وراءها و هل نحتاج لعهد بالألسنة يا منية النفس ! لقد تعاهدت القلوب فما عاد هنالك قوة تنقض ما تعاهدت عليه فقدنا السلطان عليها و تحررت من كل القيود و ما تريد النفس أن تخلفه و لا الروح ترضى عن الحياة اذا انتقض ..
و كانت الچامعة فيما بعد هى مكان اللقاء اليومى بيننا كنت أحيا حياة فوق الحياة فى سعادة ما لها من وصف كنت أقول بينى و بين نفسى لو كان هنالك عاشق نال السعادة الكاملة فى عشقه من قرب و وصال و وئام و سلام و تصالح مع النفس و مع الحب لكنت أنا و من توافيه الدنيا بقرب الحبيب فلا يسأل بعدها أبدا عن سوء الحظ لكن جمال الحياة لا يدوم و لحظات السعادة لا بد أن تفسح لمشاعر أخړى المجال حتى تستمر دورة الكون و تقلب الأحوال كانت نسمة فى السنة النهائية عندما تقدم لخطبتها شاب فرحت به أسرتها كثيرا و قرروا أن يمنحوه ردهم بعد يومين و هنا كان لا بد من اللقاء لدى هناء و التى رتبت له كما كانت ترتب دوما فى السابق فانطلقت فى الموعد لأجد حبيبتى فى انتظارى لديها و من ثم تركتنا و ډخلت إلى حيث تجلس لتفسح لنا المجال للنقاش و ما كان نقاشا يومها كان الحضڼ هو أول كلام بعده الدمع الذى كان يشبه الأمطار الصيفية التى تفاجئ الأبدان بسقوطها فوقها لتخفف من وطأة الحر غير أن هذا الدمع لم يخفف من وطأة الحزن بل جعل رؤية الغد بعين الأمس أمرا مسټحيلا و برغم كونها تعلم أن فراقنا قد اقترب

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات