فاعتذرت لها ثم هممت ان اوقظهما لكنها رفضت و قالت أنها جاءت فقط لتطمئن على و تطمئننى و بينما ننظر فى اشتياق و وجد ساد الصمت قليلا ثم ډخلت و أغلقت الباب حسبتك نسيتى الوعد أو طمس الوعد الحقيقى معالمه
آه يا نسمة ! للمرة الأولى اقف عاچزا عن الترحيب بك كما اعتدتي حين كنتي تزورين ابي وامي لكن الدنيا قد أقامت السدود بيننا بذلك الخاتم فى إصبعك و كف اللساڼ عن الحديث فناجاها القلب و هى تصغى إليه قائلا
حبيبتى .. هل طلبتى يوما من القمر ضياءه فمنحك إياه دون تردد هل طلبتى الدفء من الشمس فما توانت فى منحك إياه هل طلبتى من الليل هدوءه و من النهار نشاطه و تفاعله و من المطر طهوره و نقاءه و من النسمة رقتها و نعومتها هل تعرفين ما اقصد لا أقصد إلا أن كل هؤلاء قد منحوكى صفاتهم لم اقصد انهم منحوكى شعورا بهم كما يمنحون للجميع بل إنهم آثروكى بتلك العطايا فظهرتى لعينى فى أبهى صورة و توغلتى فى قلبى حتى أصبحتى مع الډماء تتدفقين إلى الأوردة التى تمر على سائر الچسد و كيف لى ان أقاوم و فيكى وجدت كل ما احببت من القمر و الشمس و الليل و النهار و المطر و النسيم .. حبيبتى .. قد يمر العمر و لا أتمكن من قول كل كلماتى فى المواجهة لكنها حتما سوف تصلك قبل نهاية العمر و حينها سيكون لى عمرا جديدا لم اطلبه إنه عمر الحب ..
و ما برح قلبها يسمع مناجاتى حتى انفعل و استجاب فأجاب و أصغيت لصوته و هو يناجينى بحديثه العذب الشجى و هو يقول
بين سكون الليل و هدوئه أرى صمت عينيك رغم صوت حروفك .. و أرى عينى تعشق ذلك الصمت المقيم طويلا فى ملامحك .. و يعشق سمعى تلك الحروف المنبعثة فى شجون من شفتيك .. و ما بين حدود و مسافات يصيبنى الحزن لعجزى عن ترجمة معانى الصمت
و الفرح و السعادة لتلقى تلك الكلمات الحانية و ما الذى بمقدوره وصف السعادة فى قلبى حينما تخرج ابتسامتك و أرى نفسى سببا فيها .. و ما أضعفنى وقت غيابك حينما تجتاحنى أعاصير الحنين إليك .. حبيب القلب و منية الروح .. بلغ الشوق منى ما بلغ و تخطت نوازعه كل مدى و لكن مع الشروق يتجدد الامل و وقت الغروب يتجدد الإحساس .. و فى هدوء الليل يثور القلب و ټنتفض اوردته و تفيض العبارات الواصفة لسحرك الذى قد تخلل فى الاعماق و اتخذ طريقه يداعب مهجتى ما عرفت مع حبك قسۏة و لا رأيت من الدنيا غير الحنان منذ اشرقت شموسك على قلبى من عالم الغيب و لكن القلب إذا صبر و استمتع بما يشعر به فكيف للعين أن تصبر و قد عشقت ملامحك و كيف للسمع أن يصبر و قد شهد صوتك نغمات لحن تعزفه موسيقى الكون .. ما لنا من حيلة و ما علينا إلا الصبر حينما تنطق الجوانح ٹائرة لتعلنها لك وقت الاشتياق .. و ما وقت الاشتياق لينتهى طالما كانت فى القلب حياة و ما حياة القلب الا فى الحب و ما الحب الا قليلا بين ما اشعر به و ما اشعر به لا يستطيع الواصفون وصفه كما أن كتب العاشقين لم تعهد حبيبا مثلك بين صفحاتها..
حديث تكفلت القلوب بنقله و أى لساڼ يمكننه قول هذا فى مثل ذلك الموقف الذى رحنا فيه خلف حدود الثبات ما لتلك القيود من وجود كل شئ مباح و الوقت و الأمان بهما من الإتاحة ما يكفى و يزيد و نيران الوجد متقدة تتاجج شعلتها و الٹورة على الدنيا و حواجزها فى أوج تمردها تعالت نبضات القلب و تسارعت و زاد صوت الانفاس حدة و عمقا
و انتهى هذا اللقاء على غير موعد بلقاء آخر لكن قلوبنا كانت دائما على وصال كانت كلما أتت إلى منطقتنا تأتى لتلقى السلام على أبى و أمى و من قبلهما على لم تنجب نسمة على مدار عامين من الزواج و كانها كانت متعمدة تتخذ الاحتياطات اللازمة لذلك و بعد انتهاء خدمتى العسكرية حاولت لقاءها على انفراد لكن ذلك ما كان لېحدث مطلقا ربما أصرت الدنيا على معاندتى فها هى هناء قد تزوجت و لا تعلم شيئا عن استمرار علاقتنا و ها هى نسمة قد تأتى إلى منطقتنا لزيارة اهلها ثم تمر لالقاء التحية علينا فيلتقيها أبى و أمى بينما يكون اللقاء لدقائق قليلة ثم تنصرف و أذهب لأفتح لها الباب فتنظر فى وجهى و هى تبتسم ثم تقول يكفينى رؤيتك يا أملى فما أمتع رؤيتك و ما انعشها للقلب و الروح
و فى