حصري شُح قلب الجزء الأول بقلم منى أحمد حافظ
ساعة ولج عادل إلى المكتب وهو يبتسم ولوح لها ببعض الأوراق وقال..
..مش قولت لك هخلص لك كل حاجة.
هبت بتول عن مقعدها وحدقت به بتيه لا تصدق أنه حقا أنهى رحلة عڈابها فتمسكت بيده وأردفت بصوت باك..
..أنا بجد مش مصدقة بقى معقول حضرتك قدرت تحل لي المشكلة أنا مش عارفة أقولك أيه ولا أشكرك أزاي عارف حضرتك لو مكنتش المشكلة دي اتحلت كنت هضطر اروح أفك الوديعة اللي باقية قبل ميعادها علشان أقدر أكمل فلوس العملية لماما وأجيب لها العلاج حقيقي أنا عاجزة عن شكرك أنت أنقذتني وأنقذت حياة ماما لأن العملية مكنش ينفع أأجل ميعادها لإن الدكتور مرتبط بسفر لمؤتمر برا مصر.
..على فكرة أنا معملتش أي حاجة أنا بس وضحت للأستاذ مسعود غلطه وهو تفهم كلامي معاه والحق قام بنفسه خلص كل حاجة وبعدين تشكريني إيه وكلام فاضي إيه دا أحنا جيران وأهل ومافيش بينا شكر ولا أيه يا أنسة بتول المهم بالورق اللي معاك كده المشكلة اتحلت بس للأسف حسابات المعاش للشهر الجديد اتعملت واتسلمت ومش هيقدروا يغيروها وبالشكل دا هتضطري تستني للشهر اللي بعده ووقتها هتقبضي المعاش المتأخر مع معاش الشهر الجديد.
.. مالك يا بتول هو أنا قلت حاجة زعلتك..
فرت دمعة من عينيها وهزت رأسها دون أن ترفعها فمد عادل يده ورفع وجهها نحوهه وأردف..
.. إيه دا أنت بټعيطي طب ليه والمشكلة أتحلت!
.. المشكلة لسه قايمة لإن عملية ماما متحدد نص الشهر الجاي زي ما قلت لك وللأسف أنا كنت معتمدة أني هقدر أحل مشكلة المعاش وأقبضه بالمتأخر الشهر دا.
سألها عادل حين ازداد بؤسها..
.. طيب هو مافيش حد يقدر يسلفك المبلغ لحد ما تقبضي المعاش..
كادت بتول تضحك سخرية لقوله ولكنها زفرت قائلة..
انتبهت بتول لحديثها ومكانها فاعتدلت ورسمت على شفتيها ابتسامة شكر وأردفت وهي تمد يدها لتصافحه..
.. أنا أسفة وجعت دماغك بمشاكلي عموما أنا بردوا عاجزة عن شكرك لإنك خلصتني من المشكلة الاساسية السخيفة اللي مكنتش عارفة هتخلص أمته وكتر خيرك على اللي عملته معايا و...
.. لا أنا كده هزعل لما تشكريني أنا أساسا معملتش أي حاجة وكل اللي عملته دخلت لمسعود مكتبه وفهمته أنك بنت خالتي وإن أمرك يخصني بصي أنا مش عايزك تزعلي نفسك وبأمر الله عملية الحجة احسان هتتعمل فوقتها ومن غير ما تقربي من الوديعة ولا تلجأي لحد اتنكر ليك أنت بس قولي يارب وسيبي الأمر عليه.
.. لو مفيهاش احراج أنا عازمك على فنجان قهوة وأهو بالمرة نفكر سوا أزاي تجمعي المبلغ لحد ما تقبضي المعاش دا لو معندكيش مانع..
زادها احراجا فنظرت له مبتسمة واعتذرت منه قائلة..
..لو على العزومة فأنا اللي المفروض أعزم حضرتك ودا أقل واجب أعمله معاك علشان كده هستأذنك نأجل العزومة لبكرة ونخليها فالبيت عندنا أهو تشرفنا وماما كمان تشوفك ها قلت أيه
وافقها عادل ثم رافقها إلى منزلها وودعها أمامه وغادر بطريقه وفي اليوم التالي أعدت بتول طاولة عامرة بكل ما لذ وطاب واستقلبت والدتها عادل بحفاوة وحين استأذنته للصلاة فاجأ بتول بوضعه مظروفا أمامها وهو يبتسم وحين سألته عنه أجابها بصوت خاڤت..
.. دا المبلغ اللي أنت محتجاله علشان تكملي فلوس العملية لوالدتك خديهم وعلى فكرة دول مش مني دول من الحج هو اللي بعتهم وبيبلغك أنه فمقام والدك ومن حقه عليك تقبلي مساعدته من غير أي أعتراض وبيقولك لو أنت مكسوفة تاخديهم وهتقولي ميصحش والكلام دا فأعتبريهم سلفة لحد ما تقبضي المعاش وتسدديهم تمام.
أنار الأمل ملامح وجهها ونظرت إلى عادل بعرفان ومدت يدها والتقطت كفه وشدت عليه مردفة..
.. أنت إنسان نادر وشهم