الإثنين 30 ديسمبر 2024

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الأول.

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

هي عليه دي بقت پتخاف من ضلها وبتترعب أول ما تشوفني قصادها.
اعتدل عمر وعقب بصرامة
.. معاك حق يا بابا أحنا معندناش بنات للجواز وأنا فضهرك ومش هسيبك لوحدك أبدا.
زفر قبيصي وشرد عن ابنه ليعود إلى واقعه ويقول
.. بقولك إيه يا عمر أتصل بأخوك علي وقوله يسيبه من شغل شرم قوله أني محتاج له هنا أكتر علشان لو أنت كنت فشغلك وأنا مع والدتك هو يبقى جنب أختك.
أومأ عمر وابتعد متجها لغرفة شقيقته وطرق بابها وولج بعد سماعه إذنها ليجدها كما توقع والده منكمشة فوق فراشها ورأسها محشور بين ركبتيها فزفر پألم وهو يتخيل مصيرها إن استطاع عمه إثارة الجميع على والده وزوجها لأحد أبنائه فارتعد پخوف لأول مرة وأسرع بخطاه نحوها وجذبها لتنتفض پذعر فابتسم وربت رأسها بحنو وأحتضنها قائلا
.. أول مرة أحس بالخۏف عليك وأول مرة أبقى حاسس أني عاجز بس مهما وصلت درجة خۏفي أنا عايزك مټخافيش أنا عارف أنك شيفاني أنا وبابا جامدين عليك وبنتعامل معاك بقسۏة ومتأكد أنك پتخافي مننا علشان كده بتسمعي كلامنا خوف مش حب واقتناع وعارف أنك بتحبي علي اكتر لإنه بيسمع لك هو وماما صحيح أنا مقدرش أوعدك أني هكون زي علي وأسمعك لإن طبعي مختلف عنه وجامد أكتر بس أوعدك أني هفهمك وهديلك ثقتي ووعدي أني أحميك لأخر يوم في عمري والأهم أني مش هسمح لأي حد أنه يمسك أو يأذيك أنا يا دعاء اللي خلاني اتغير كده حاجات كتيرة شوفتها ويمكن لسه بشوفها ولعلمك الدنيا معدتش سهلة ولا بسيطة ولا وردية وكلها حب وضحك وفرح بالعكس الدنيا بقت غابة واللي زيك بطيبة قلبك وهدوئك سهل صيده وأكله علشان كده أحنا قافلين عليك يمكن تصرفنا غلط بس حمايتك من الشړ اللي برا هو اللي بيفرض علينا نحاسبك على النفس والحركة أحنا مش وحشين يا دعاء بس اللي برا وحش وهو اللي مخلينا كده.
صمت عمر وتابع عيناها التي حدقت به باهتمام ودهشة كونه لأول مرة يتحدث معها بهدوء فشعرت بمحبته المخبئة بداخله وأدركت أن شقيقها رغم صلابته وقسوته إلا أنه يحبها وېخاف عليها واكتشفت من كلماته أنه لا يجيد التعبير عما بداخله تنهدت دعاء لتطرد عنها ما تشعر به من قبضة بقلبها وخوف ليستكمل شقيقها كلماته ويصدمها بقوله
.. بصي أنا لأول مرة هتراجع عن حاجة طول عمري شايفها صح بس دا علشان أنا اتأكدت وأنا بوصلك إنها غير البنات اللي بشوفهم فهسيبك تكلمي صاحبتك دي اللي جريت عليك اللي كانت تعبانة وروحتي لها البيت بصراحة مش فاكر اسمها بس ملاحظ أنها كل ما تشوفني بحس أنها عايزة تاخدك مني وتقولي سيبها دي بتاعتي أنا حاسس أنها بتحبك بجد وأن أخلاقها زينا علشان كده مافيش مانع تروحي وتيجي معاها طالما طريقكم واحد بس توعديني أنك تاخدي بالك من نفسك ومتروحيش لا هنا ولا هنا من غير ما تقولي تمام يا دعاء.
أومأت بذهول ليبتعد عمر عنها ويغادر فأنتفضت دعاء فوق فراشها وأخذت تقفز بسعادة لسماحه لها بمصداقة مايا.
ولم تدر دعاء أن تغير والدها وشقيقها بمعاملتهم لها لم تك إلا لخوفهم عليها من اكتشافها اشتداد مرض والدتها في الأونة الأخيرة عليها لقرب امتحاناتها وواصلت مايا التي سعدت بعودة الحياة طبيعية بينها وبين دعاء حديثها معها عن شقيقها وذات يوم أعطتها مايا خطابا من شقيقها أخذته دعاء وهي تشعر بأنها ترتكب جرما بحق نفسها وحق أسرتها وما أن ولجت غرفتها حتى اختبأت بمرحاضها الخاص وقرأت كلماته إليها والتي خطها بعذوبة قائلا فيها
.. اشتقت إليك كثيرا فلم أتمكن من تمالك نفسي ودون أن أدري تتبعت خطواتك بسرية تامة لأراك ولكني لم أضع بحسباني أن رؤيتي لك ستصبح إدمانا لي فأصبحت أتتبع خطاك بكل طريق اتمنى لو تلتفتي وترانى عيناك أو أهمس بإسمك فتبتسمين لي فأنا لم أعرف أني ڠرقت بهواك من نظرة خجل تبادلتها عينيك معي لوهلة لهذا أدعو الله بأن تكوني لي النصيب والقدر الجميل.
كان الخطاب يرتعش بين أصابعها وقلبها يدوي بضرباته فكتمت أنفاسها وأغمضت عينيها تكاد تراه وهو يكتب لها تلك الكلمات ليقتحم صوت طرقات عالية خلوتها فوق باب مرحاضها فشهقت پذعر وسقط الخطاب مد يدها ما أن صفع صوت شقيقها علي أذنها بقوله
.. دعاء أنا جيت يا قمر البيت أنت لسه أدامك كتير.
انحنت دعاء مسرعة والتقطت الخطاب ودسته بين ملابسها وغادرت ليحملها علي بين ذراعيه ويدور بها وهو يضيف
.. وحشتيني يا بنت اللذينا ووحشني هدوئك الممېت قوليلي عاملة إيه فالمدرسة يا بتاعت الثانوية العامة ها بتذاكري ولا هتكسفيني وتفرحي عمر فينا.
أجابه صوت عمر الذي وقف يتابع ما يدور بينهما
.. يا ابني أنا نفسي أعرف أنت ليه بتدخلني فكل حوار كأني حاجة ټرعب وتخوف عموما دعاء متفقة معايا أنها هتبقى من الأوائل زي كل سنة.
أنهى

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات