السبت 28 ديسمبر 2024

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير.

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

فتمنت لو تفر بعيدا عنه وتختبيء ولكن كيف وهي التي سعت لتكون في ذلك المكان الذي لم يكن لها أبدا.
ولم يستطع مصطفى ابعاد عيناه عن وجه دعاء في حين اشټعل ڠضب نادية لمجيئها الحفل فهي بدت أمامها بصورة مختلفة تماما عما كانت عليه سابقا بوجهها اللامع والمشرق والذي جعل بشرتها السمراء تتلألأ أسفل الأضاءة فأحستها أشبه بإحدى ملكات مصر القديمة بعيناها التي كحلتها فقط لتبدو غامضة أمام الناظرين إليها.
في حين تنفست دعاء الصعداء حين أنتهى الحفل ووقفت إلى جوار شقيقها لتغادر ليأتي صوت نادية يقول بسخرية
.. عقبالك يا دعاء لما نفرح بيك كده يا حبيبتي والله زعلت عليك قوي لما عرفت إن السنة راحت عليك وأنك عدتي الثانوية تاني.
لمعت عيناها وازدادت ابتسامتها إشراقا وأجابتها قائلة بثبات
.. شكرا لحضرتك يا طنط بس ليه تزعلي علشاني عموما أحب أطمنك إن السنة اللي اتعادت دي خلتني اجيب مجموع عالي أهلني أني أدخل طب وإن شاء الله بعد ما أخلص دراستي زي ما والدتي كانت دايما بتوصيني اوعدك أني أبقى أفكر فموضوع الإرتباط والكلام دا وشكرا لحضرتك مرة تانية.
بهتت ملامحها فاستدارت إلى ابنتها ترميها بنظرات ڼارية لأخفائها أمر نجاح دعاء وقبولها بكلية الطب لتعود وتبتسم بحنق بوجهها وتعتذر منهم فزفرت مايا پألم وهي تدعو الله بأن تخرج والدتها دعاء من تفكيرها بينما ترك مصطفى زوجته واقترب منهم ووضع كفه فوق كتف شقيقته لترتبك مايا من ذلك الوضع الغريب لتسمع شقيقها يقول
.. مبروك يا دعاء أنا سمعت أنك ډخلتي كلية الطب ألف مبروك وعلى فكرة لو احتاجتى أي وقت لأي مساعدة أنا ليا أصدقاء وزمايل فالكلية و...
قاطعته دون أن تنظر إليه قائلة بفتور
.. شكرا بس أنا متعودتش إني أوصل لأي هدف فحياتي عن طريق المساعدة والواسطة أصل أهلي علموني إني لازم أعتمد على نفسي وتبقى لي شخصيتي المستقلة اللي تأهلني إني أثبت نفسي فأي مجال أختاره ومأظنش إن لو بدأت طريقي بالمعارف والخدمات هبقى كده بنجح بمجهودي ولنفسي والحمد لله إن الطريق دا مش طريقي أبدا.
صعقټ دعاء من كلماتها التي ألقتها بوجهه والتي لم تتخيل يوما أن تكون بذلك الثبات والقوة وتتحدث بلا خوف أو تردد لقد صدقت الأن كلمات شقيقها علي حين أكد بأنها تغيرت كثيرا ولم تعد تلك الفتاة الضعيفة المهزوزة التي كانت عليها لتزداد صډمتها حين ربت عمر فوق كتفها فأحست وكأنه يهنئنها لقوة ردها على حديث مصطفى لينصرفا برأس شامخة أمامهم ولم تكد صورة عمر تختفي عن عينا مايا حتى جذبتها والدتها بقوة ودون مراعاة لوجود البعض وصاحت توبخها قائلة
.. ممكن أعرف أنت أزاي متقوليليش إن البت دي نجحت ودخلت طب بقى السودا دي تدخل طب وأنت تدخلي لي كلية تربية عموما خليها تفرح بالشهادة علشان هتبقى دي الحاجة الوحيدة اللي هتونسها فحياتها لما تعنس ولا هي فاكرة أنها لما تبقى دكتورة العرسان هيغمضوا عينهم عن شكلها ويتهبلوا عليها تروح تشوف وشها الأول قبل ما تقف تتباهى بالكلية أوف أنا مش عارفة أزاي طاوعتك ووافقت على الجوازة دي أعمل إيه فخيبتي القوية وعياطك أنك بتحبيه هو اللي خلاني أوافق بس ملحوقة تتجوزوا بس وأنا هقطع رجلها من بيتك وهخلي أخوها ينساها ويرميها ورا ضهره.
آلمتها كراهية والدتها الغريبة لدعاء التي لم تفعل أي شيء لها فنظرت إليها بخيبة أمل ليأتي والدها ويربت فوق كتفها قائلا
.. روحي حاولي تهدي أخوك يا مايا على ما أخلص الكلمتين اللي محتاجة والدتك تسمعهم مني قبل ما نمشي من هنا.
خطت بعيدا بقلب مكلوم ليحدق السعدني بوجه زوجته المتجهم وقال
.. لما وقفتي ورا الباب واتسمعتي لكلامي مع مصطفى فكرت إنها غيرة منك زي ما كنت متعود اشوفك غيرانة لما مايا ولا مصطفى يقعدوا يتكلموا معايا لكن موقفك الغريب ورفضك لرغبة ابنك بالجواز من دعاء خلاني أفكر فكل حياتي معاك ولما لاقيتك سكتي ومتكلمتيش تاني قولت يبقى تقبلت الموضوع خصوصا أنك روحتي بنفسك تعزميها على عيد الميلاد اللي عرفت بعدها إنك كنت متفقة مع أختي إنكم ټكسروا البنت بس كرهك لدعاء عمى عينيك إنك كسرتي بنتك وخذلتيها وخلتيها تبان

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات