الجمعة 27 ديسمبر 2024

لماذا أنا. بقلم نورا.الجزء الأول.

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

لماذا أنا. بقلم نورا الجزء الأول.
أتحرك من هنا أتنقل على الكرسي بتاعك ده عايزة أنضف الأوضة مش فضيالك.
أندهيلي أمجد طيب عشان ينقلني على الكرسي.
هكذا هتف وهو مطأطأ الرأس بينما هي فلم تصمت فقط استرسلت قائلة وهي تلتقط المفرش من على الفراش المستلقي عليه
هو أمجد فاضيلك عشان يجي يحطك هنا ويجيبك هناك ما تثبت في مكان ومتتعبناش معاك بقى يا غيث!

كلماتها أهانته وبشدة! لم يتحمل أكثر من ذلك أسودت عيناه وهتف پغضب وهو يلتقط من يدها ذلك المفرش 
أطلعي برا أطلعي برا مطلبتش تنضفيلي الأوضة برا.
ڠضبت هي الأخرى من كلماته دفعت الفراش على الأرضية بعصبية وهي تهتف بضجر
يعني مش كفاية بنخدمك كمان مش عجبك يا شيخ أتنيل.
ختمت كلماتها وهي تدفع الباب خلفها مد يده وحاول بأقصى جهده أن يقرب كرسيه المتحرك نحوه ولكنه فشل لهث پعنف أثر محاولته التي بأت بالفشل وقبل أن تقطر عيناه حزنا على ما وصل له كان باب غرفته ينفتح من جديد ويدخل منه شقيقه أمجد وقبل أن يتحدث غيث بشيء هم أمجد قائلا
مايا قالتلي أنك محتاجني.
استمع لكلماته وابتسم ساخرا بداخله بالتأكيد لا يعلم شيء عن ما يحدث معه بفعل زوجته العزيزة فاق من شروده على يد أمجد وهي تسنده لكي ينتقل لكرسيه المتحرك وبالفعل ساعده على الجلوس ابتسم له برفق ثم سأله بحنو
عايز حاجة تاني يا غيث
ربت الأخر على كتف شقيقه قائلا ببتسامة شاحبة
شكرا يا أمجد تعبتك.
ابتسم له ثم استأذن منه وغادر الغرفة بينما غيث فحرك كرسيه في إتجاه شرفته العزيزة صديقته ورفيقة لياليه الكئيبة كان ينظر للمارة بحسرة والدموع متجمدة في مقلتيه ثوان وأعطى الصراح لدموعه للهبوط كان يبكي ويتنحب على حاله حرك كرسية ببطيء نحو المرآة نظر لإنعكاسة فيها وارتسم على شفتيه ابتسامة ساخرة هل حقا تلك الهيئة هو غيث فريد المنشاوي هل ذلك الفتى الذي يبكي مثل الطفل الصغير هو غيث أصغر وأنجح شاب في مجال الأستراد والتصدير غيث الذي كان من شهر واحد فقط كان يدير أكثر من ثلاث فروع مختلفة من الشركات التابعة لممتلكات والده غيث صاحب المركز والسلطة والمال أصبح لا حول له ولا قوة! فمن يصدق أن شاب في مكانته ذلك يحدث فيه كل هذا ويصبح جليس لكرسي متحرك غبي! غير قادر على فعل أي شيء لنفسه كيف لشاب مثله أن يتأقلم على وضع مثل ذلك ويطلب منه الجميع أنه يرضى بقضاء الله كيف عليه أن يرضى وحياته أنقلبت رأسا على عقب منذ تلك الحاډثة!
سمع طرقات على الباب فمسح دموعه سريعا والټفت للطارق ولم تكن سوى مايا زوجة شقيقه سمح لها بالدخول فأخبرته أن الغداء على الطاولة في الخارج وتركته وغادرت الغرفة دون السماع لرده تنهد يأسا من أفعالها ثم حرك كرسيه وأتجه نحو طاولة الطعام فهو منذ الحاډث وهو يقيم معهم في المنزل بنائا على رغبة والده ورفضه لمكوثه بفرده بالفعل تحرك نحو مائدة الطعام كان الجميع يأكل في صمت ولكن قطع ذلك الصمت سؤال أمجد الذي طرحه وهو ينظر في الطبق أمامه.
هي الشركات مين هيديرها ويتابعها دلوقت يا غيث
رد عليه الأخر دون النظر إليه أنا هتابعها بنفسي.
نظر له بتعجب ثم ترك المعلقة وبدل نظراته إلى مايا زوجته ثم تسأل قائلا أزاي يعني قصدي هتديرها أزاي وأنت هنا
مين قالك أني هديرها وأنا هنا خلال أخر الأسبوع في عربية مجهزة هتكون جاهزة عشان أتحرك بيها فهنزل بيها الشركات وأتابع شغلي زي الأول وأحسن ولو في أي شغل في أي فرع غير الفرعين بتوع القاهرة أبقى خلصه أنت.
انتهى من حديثه وواصل طعامه في هدوء أما أمجد فظل ينظر لمايا نظرات ذات مغزى هي تفهمها جيدا قابلت الأخرى نظراته وغيظه من حديث أخيه بابتسامة شامته!
أنتهوا من تناول الطعام ودخل كل منهم غرفته
دخل غيث لغرفته حاول بكل جهده أن ينقل جسده من الكرسي إلى فراشه وبعد عناء نجح بالفعل فتحركه من الكرسي للفراش أسهل بكثير من العكس! كان يلهث پعنف شديد أثر الجهد الذي بذله مسح قطرات العرق التي تكونت على جبينه كان سيدخل مرة أخرى في نوبة من البكاء والحسړة على حاله ولكن ترك على باله ملاكه تلك الفتاة التي تسكن قلبه وفؤاده فهو يقسم أن لولا وجودها في حياته إلى الآن لكان في عداد المۏتى منذ ما حدث له فهي التي تصبره على كل شيء يحدث حوله فهي مصدر سعادته في هذه الدنيا تذكر أنه لم يهاتفها اليوم خرج الهاتف ودون رقم هاتفها التي يحفظه عن ظهرا من قلب ثوان حتى جاء ردها من الجهة الأخرى قائلة
غيث عامل أيه يا حبيبي
ابتسم في حين سمع نبرة صوتها الحنونة وببتسامة تشق وجهه كان يرد عليها قائلا
وحشتيني أووي يا مليكة.
مش أكتر مني.
ظل

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات