السبت 28 ديسمبر 2024

عيناكِ .الجزء الثاني.

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الحقيقة
اقترب منها وضغط على كتفيها معتصرا إياهما بقبضتيه هاتفا بصوت حاد..مستحيل الكلام ده يكون صحيح مستحيل..
..والله صحيح...
إبتعد عنها وهو يلهث بقوة لا يصدق ما سمعه هل وصلت البشاعة بوالدته إلى هنا تغتصب شرف فتاة فقط لأنه أحبها وأرادها زوجة له..شعرت ربى بتخبطه وحيرته فتماسكت أمامه بينما هي تقترب منه وقفت أمامه ووضعت كفها على ذراعه لتشعر بتشنجه فقالت بصوت مبحوح..سامحني يا أمير سامحني لأني ملقتلكش الحقيقة من زمان..
عيناه الحمراوان أنبأتاها بما يضمره من ۏجع وقلة حيلة..انا لازم امشي..
قالها أخيرا وهو يسير بعيدا عنها عائدا إلى شقته حيث هناك تالا تنتظره يريد أن يبتعد عن الجميع عن أي أحد..
عاد أمير إلى شقته ليجد تالا ما زالت تنتظره وقفت من مكانها بسرعة ما إن وجدته يلج الى داخل الشقة بينما عيناها تبعثان الكثير من التساؤلات...
التساؤلات جميعها تبخرت ولم يتبق سوى تفكيرها في الحزن الواضح على محياه فسألته بنبرة قلقة..إنت كويس..!
هز رأسه نفيا ثم ألقى بجسده على الكنبه لتقترب منه وتنحني أمامه على ركبتها وتهتف بترجي..ممكن ترتاح شوية..
نظر إلى الجانب الأيمن وهو يفكر بما سمعه من ربى..ربى لا تكذب هذا ما أدركه أخيرا فهو يعرفها جيدا ويدرك مدى صدقها..والدته لطالما كانت إمرأة قوية متسلطة لكنه لم يتصور يوما إن يصل بها الأمر إلى هنا..كانت تالا تشعر يتخبطه وضياعه فسألته بتردد..طب تحب أعملك إيه..
نظر إليها بهدوء قبل أن يفاجئها وينحني قليلا نحوها وقد ذهبت جميع الأفكار الأخرى بعيدا ولم يتبق سوى تالا في خياله...رفعها من كتفيها وأقفها أمامه بعدما نهض هو الأخر من مكانه..قلتي ايه..!
سألها محاولا إخراجها من صډمتها الواضحة بسبب تصرفه فأجابته بصوت خاڤت..تحب أعملك حاجة..!
قال بسرعة وصدق..أيوه احب جدا...
..طب أعملك ايه..! قول وأنا هعملهولك حالا...
قالتها بلهفة لتتفاجئ به ينحني ناحية فمها ويقبله برقة بالغة قبل أن يبتعد عنها قليلا فيجدها مستسلمة له تماما ومغمضه عينيها..فتحت تالا عينيها الخضراوين أخيرا تنظر إلى عينيه الراغبتين بتقبيلها مرة أخرى فيعاود الإنحناء نحوها مجددا وتقبليها مرة اخرى...هذه المرة كانت قبلة عميقة طويلة أطاحت بما تبقى من عقلها وجعلت الفراشات ترفرف داخل معدتها..لا تعرف كيف ابتعد عنها أمير وكيف سحبها من ذراعها وأجلسها على الكنبه بجانبه بل ملتصقة به وظل يقبلها مرارا وتكرارا دون ملل وهي مستجيبة له مستكينه بين ذراعيه تماما...كان ينسى العالم كله وهو يقبلها ينسى الماضي وما فيه ينسى ربى وعودتها المفاجئة ينسي كل شيء وأي شيء..مددها أمير على الكنبه بينما انحنى صوبها يتأمل ملامح وجهها الجميلة والبريئة قبل أن يهمس بشغف تملك منه..انا عمري ما شفت جمال بالشكل ده.
لم تستوعب ما قاله ولم يمهلها الفرصة الرد ارتجف جسد تالا كليا ما إن شعرت بلمساته تلك وهمت بدفعه بعيدا عنها لكنه أوقفها بسرعة وإصرار..هش متبعدنيش عنك يا تالا.
لحظات قليلة وابتعد عنها بعدما استعاد وعيه وأدرك إلى أين كان سيوصله تهوره...أما هي فإعتدلت في جلستها وهندمت ملابسها قبل أن تنهض من مكانها وتتجه مسرعة نحو غرفتها والخجل والتوتر يسيطران عليها..
حل الصباح مجددا يحمل أملا جديدا أم ألما لا أحد يعلم..استيقظ أمير من نومه بعد ليلة طويلة قضاها وهو يفكر بكل شيء..بما حدث بينه وبين تالا أولا وما أخبرته به ربى ثانيا..اعتدل في جلسته وتلك الأفكار ما زالت تدور داخل ذهنه ماذا سيفعل..نهض من فوق سريره محاولا إزاحة تلك الأفكار جانبا عل وعسى ينجح في ذلك...أمام غرفة تالا وقف أمير بعدما أخذ حمامه الدافئ وغير ملابسه أخذ ينظر الى باب الغرفة بتردد وخجل اللعڼة لماذا يخجل مما فعله وهو زوجها.. زفر نفسا قويا وهو يطرق على باب غرفتها محاولا طرد تلك الأفكار منه..لا داعي للخجل ابدا فتالا زوجته حلاله وهو يحق له فعل هذا وأكثر..فتحت الباب أخيرا لتظهر منه تالا وهي منكسة رأسها نحو الأسفل..تأملها أمير بحيرة فماذا سيفعل معها وكيف يبرر لها ما فعله..أخذ نفسا عميقا قبل أن ينادي عليها لترفع بصرها نحوه ببطء قبل أن تلتقي عيناها بعينيه فيسألها أمير بصوته الرخيم..انت كويسة..
اومأت برأسها وهي تشعر بالحرج من كل ما حدث فأكمل بلهجة جاهد كي تخرج عادية باردة..لازم تعرفي ان اللي حصل امبارح ده شيء طبيعي بين أي إتنين متجوزين يعني ملوش لزوم تتكسفي ابدا..
اومأت برأسها دون أن تنظر إليه حتى وهمت بالتحرك من أمامه ليقف في وجهها مانعا إياها من التحرك...رفعت تالا وجهها في وجهه ترمي إياه بنظرات متسائلة حائرة ليقول بصوت هادئ متزن..أتمنى إنك تستوعبي المرحلة الجديدة اللي احنا بنمر بيها..
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إليه لكن نظراتها كانت تختلف هذه المرة كانت دافئة وكأنما تحتويه وتشعر بما يدور في خلده..شعر بالراحة والرغبة في الإرتماء داخل أحضانها أثرا لنظراتها تلك هو يحتاجها وبشدة يحتاجها بشكل لم يتصوره يوما..حافظ على سكونه وهدوءه وهو يهتف أخيرا

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات