السبت 28 ديسمبر 2024

عيناكِ .الجزء الثاني.

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بنبرة عملية بحتة..يلا بينا عشان هتأخر عالشغل.
قالت تالا بسرعة..أجيب شنطتي حالا وأجي.
وبالفعل جلبت حقيبتها وسارت وراءه خارج الشقة كي يوصلها الى مدرستها ثم يتجه هو الى شركته.
على مائدة الأفطار..جلس كرم وهو يتثائب على مائدة الأفطار لتصيح به والدته بضيق..قلتلك مية مرة متنامش متأخر مش حلوة قعدتك قدامنا كده..
مط كرم شفتيه بلا مبالاة وهو يتناول طعامه بينما تحدث الأب متسائلا..بتشوف أمير يا كرم.
اومأ كرم برأسه دون رد بينما قالت والدته متدخله في الحوار..وعامل ايه.
تمتم كرم بهدوء..كويس..
ثم أردف بنبرة ماكرة..ربى رجعت مصر...
غصت والدته في لقمتها وأخذت تسعل بشدة ليعطيها زوجها كوب الماء كي تتناوله أخذته منه وتناولته بسرعة بينما سأله والده بضيق..رجعت امتى. وعرفت منين..
أجابه كرم بجدية..عرفت وخلاص رجعت امبارح وزارت أمير كمان..
..كمان.. زارته ليه..
سألته والدته مصډومة ليهز كتفيه وهو يجيبها..معرفش اسأليه هو..
حل الصمت المطبق بينهم صمت قطعه كوم وهو يهتف ساخرا..هتفضلوا ساكتين كده كتير اتكلموا قولوا اي حاجة..
قالت الأم بقلق..رجعة البنت دي مش مريحاني خاېفة يرجعوا لبعض...
قال الأب بجدية..ياريت جايز ده يرجع أمير لينا..
نظرت الأم إليه بعدم تصديق مما يقوله قبل أن تهتف به پغضب..انت بتقول ايه..يرجعوا لبعض ازاي..
تدخل كرم في الحوار قائلا..زي اي اتنين بيرجعوا لبعض يا ماما...
صاحت الأم..مينفعش..
تطلع كرم الى والده بحيره بينما شعرت الأم بتسرعها بردة فعلها تلك فقالت محاولة تلافي شكوكهما..مينفعش يرجعوا لبعض احنا ما صدقنا خلصنا منها..
..انت المفروض تتمني إنوا إبنك يرجع ليها..
قالها كرم بسخرية لترد الأم بحيرة وتوجس..ليه
تنهد كرم وقال أخيرا..أمير إتجوز..
صړخ الأب والأن في أن واحد..نعم..!
اومأ كرم برأسه بينما سألت الأم بسرعة..اتجوز امتى وازاي..! ومين هي العروسة..!
أجابها كرم ببساطة..إتجوز الخدامة اللي كانت شغالة عنده..
حلت الصدمة فوق رأسها لتهتف وهي تهز رأسها نفيا..لا انت اكيد بتضحك عليا..
..للاسف انا زيك اڼصدمت لما شفتهم خارجين مع بعض...
..سألته يعني..!
سأله الأب بخفوت ليومأ كرم برأسه وهو يخبرهم بما قاله أمير..وقالي أعرفك دي مراتي..
نهضت الأم من مكانها بعصبية بينما تطلع الاثنان الى أثرها بحيرة..دلفت الى داخل الشركة بخطوات عصبية...كانت تسير بسرعة وصوت طرقات كعبها العالي ينطلق خلفها...وصلت أخيرا الى مكتبه لټقتحم المكتب غير مبالية بمحاولات السكرتيرة لمنعها...انتفض امير من مكانه واڼصدم بشدة حينما رأها تقف بكل جبروت أمامه تنظر إليه بقوة وتحدي..أشار الى السكرتيرة أخيرا بعدما استوعب ما يحدث..سيبينا انت دلوقتي..
خرجت السكرتيره تاركة إياهما لوحديهما ليهتف بها أمير سائلا إياها ببرود..خير جايه ليه.
..انت اتجوزت الخدامة..
سؤالها كان واضحا وصريحا وهو استقبله ببرود تام ولا مبالاة واضحة في جوابه..اه اتجوزتها.
..ليه يا أمير.. إتجوزتها ليه...
صاحت به بعدم تصديق ليبتسم بهدوء وهو يجيبها..عجبتني وإتجوزتها..
..عجبتك الخدامة..
قالتها بملامح كارهة مشمئزة ليردعها أمير على الفور..ياريت تتكلمي عنها بإسلوب كويس تالا مراتي ومش هسمح لأي حد إنو ېهينها أو يقلل منها..
اقتربت نحوه بخطواتها الباردة وقالت بلهجة كارهة..طول عمرك متسرع فقراراتك وبتحب تبص للي هما اقل منك بكتير ياما قلتلك بص للي من مستواك بس انت اختياراتك دائما كانت غلط..
لم يجبها بل ظل يتأملها بنظرات جامدة وإيتسامة هادئة تعلو ثغره لتكمل بقوة..مكنتش متصورة انوا مستواك ممكن ينزل للدرجة دي..
كاد أن يجيبها ويخبرها لما عرفه عنها لكنه تراجع في اللحظة الاخيره وهو يفكر أن هذا ليس الوقت المناسب...سيخبرها ولكن ليس الأن..وجدها تتحرك خارج الغرفة قبل ان تقف للحظات تستدير بعدها نحوه ترميه بنظراتها الثانيه قبل ان تقول..خد بالك من تصرفاتك يا أمير بلاش تتسرع فيها..
ثم تركته ورحلت..
كانت تالا تسير داخل غرفتها ذهابا و إيابا تفكر في أمير الذي يجلس في الخارج يتابع التلفاز بينما هي تشعر بالخجل والتردد الشديد من رؤيته..منذ أن عادا سويا الى المنزل وهي تلتزم غرفتها ترفض أن تخرج منها...ما حدث ليلة البارحة ترك أثرا كبيرا داخل أعماقها أثرا يكبر بداخلها تدريجيا ويحتل جزءا من قلبها..سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فإنتفضت كليا بينما أمير ينادي عليها بهدوء..تالا مش هتخرجي..
سارت بخطوات بطيئة نحو الباب ووقفت بجانبه قبل أن تهمس بخفوت..جايه..
سمعت صوت خطواته وهي تبتعد تدريجيا عنها فتنفست الصعداء وهي تجلس على سريرها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تفكر في حل لهذا المأزق...في نهاية المطاف قررت أن تخرج وتقابله بوجه عادي هي زوجته وما حدث البارحة شيء طبيعي بين أي زوجين...تنهدت بصمت وهي تفكر بأنهما ليسا كأي زوجين بل يختلفان تماما عن أي إثنين تزوجا بشكل طبيعي..نهضت من فوق السرير ووقفت أمام المرأة تتأمل فستانها الأحمر القصير بملامح قلقة هل هو جميل عليها..! نهرت نفسها وهي تفكر بأنه لا داعي لهذا التفكير..سارت بخطوات بطيئة خارج الغرفة وجدت أمير جالسا في مكانه واضعا قدما فوق الاخرى..هي مش الليلة راس السنه..!
اومأ برأسه متعجبا من سؤالها الغريب ليجدها تكمل بخجل..مش المفروض تقضيه مع اهلك...
ابتسم بخفوت قبل ان يهتف بنبرة مريرة..انا مليش اهل يا تالا..
..انت يتيم..
سألته ببراءة ليزفر نفسا خاڤتا قبل أن يهز رأسه نفيا ويكمل بجدية..لا مش يتيم بس اعتبريني كده..
تطلعت إليه

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات