كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثالث.
انت في الصفحة 11 من 11 صفحات
والدها إلى المشفى ويلغي سفرها فأشاحت ببصرها عنه وهي تغمض عينيها لا تريد أن تراه خاصة بعدما أعلمها قبل عودته إلى القاهرة بأنه عقد قرانه على إيمان ورفض طلب طلاقها منه بل الأسوأ هو تهديده لها مرة آخرى بتأكيد ظنون والدها باتت أسيرة تهديده بسبب خطأها الذي أقترفته معه لتدرك بأنها تحصد نتيجة ذنب يوم استسلمت لضعف مشاعرها وكادت تسلمه نفسها ارتجفت بحزن فذلك الذنب سيظل يطاردها وعليها التكفير عنه بصمتها وأرتضائها البقاء على ذمته رغم خيانته أخرجها من دوامة تلك الأفكار التي حاصرتها وأثقلت أنفاسها صوت إحدى المضيفات حين توقفت إلى جوارها مبتسمة الوجه تسألها
استدارات أمل إليها فاكملت المضيفة
.. انا سهى مضيفة رحلة الطيران اللي هبقى مسئولة عنك طول الرحلة إحنا جايلنا تعليمات وتوصية شخصية من الدكتور أمجد من المانيا إن حضرتك هتبقي ضيفة معانا علي الرحلة وحقيقي أنا سعيدة جدا إن الحظ خدمني إن أنا اللي أكون مسئولة عنك ودلوقتي لو تسمحي تيجي معايا علشان نخلص باقي الأجراءات.
على فكرة دكتور أمجد من أحب الشخصيات في المانيا وحقيقي الكل بيسعى إنه يقدم له أي خدمة لإنه إنسان خدوم جدا وساعد ناس كتير تقدري تقولي إن له أفضال كمان على بعض أفراد الحكومة هناك علشان كدا أول ما وصل لنا أخبارية إن بنت أخته هتسافر فرحلة استشفاء الكل أتنافس علشان يرد له ولو جزء من جمايله معانا يعني أنا شخصيا الدكتور ساعدني من سنة ودفع مصاريف عملية ولدتي بالكامل من حسابه الشخصي فأكيد لما أعرف إنك فالرحلة معانا هبقى أكتر من سعيدة إني أقدم لك كل اللي أقدر عليه عموما أنا مش هرهقك بأي حاجة وهاخد الأوراق وشنطك للتفتشيش بنفسي وهرجعلك وكل ما عليكي هو إنك تقعدي فالقاعة هنا عشر دقايق لحد ما أرجعلك تاني.
أنهت سهى كل شيء وساعدت أمل على الجلوس بمقعدها داخل الطائرة وما أن اطمئنت عليها حتى سارعت لتكمل عملها زفرت أمل بحزن فتلك اللحظات حاسمة بحياتها فصراعها الأن يثقل عليها بدوامة تعتصرها فهي لا تعلم إن كان قرار هروبها حلا مناسبا أم كان عليها البقاء ومواجهة الجميع أغمضت عينيها واخذت تتنفس بعمق لتنهر عقلها لتفكيرها به ولكن دموعها أبت أن تنصاع لامرها وهي تتسأل مرة أخرى
.. دا مكانى لو سمحتى يا انسة يا أنسة حضرتك سمعاني بقلك بعد اذنك دا مكاني.
رفعت أمل عينيها لأعلى لترى من يحدثها ليقع بصرها على شاب في مقتبل العمر لم تفهم حديثه فى بادىء الامر لشرودها ولكنها حين فهمت انتفضت وحاولت البحث عن بطاقة المقعد فهي لم تخطيء في رقمه نجحت اخيرا في اخراج البطاقة من حقيبتها وكأنها فقدت السمع ايضا وادركت انه يتحدث دون توقف لتشعر بانفاسها تضيق وفي لحظة توجهت سهى اليهما بسرعة لتستوضح الامر فشاهدت حالة أمل فاستأذنت منه ليفسح لها الطريق وقالت
وقف حازم يتابع ما يحدث و يسخر فى نفسه
.. يا سلام بنت مين في مصر دى اللي الكل رهن اشارتها دي حتى معبرتنيش ولا نطقت بكلمة.
توجه بحديثه لسهى وقال لها قبل أن تغادر
.. على فكرة المكان اللي الانسة قاعدة فيه دا مكانى.
نظرت سهى إليه بحيرة وأجابته
.. بس أنا اللي مقعدة الأنسة فمكانها ومظنش إني غلطت فالرقم عموما أديني التذكرة وأنا هتأكد ولو في أي خطأ هنصلحه متقلقش حضرتك.
ابرز التذكرة أمامها واشار إلى الرقم وقال
.. أهي التذكرة ممكن حضرتك تتأكدي من رقمها هو 909.
حدقت سهى بما دون فيها وأبتسمت بلطف وقالت مصححة
.. بعتذر منك بس الرقم اللي فتذكرة حضرتك 606 مش 909 عموما بتحصل معانا كتير لما ضيوفنا يقلبوا البطاقة.
ابتعدت سهى لتسرع وتعود ومعها
جهاز الاوكسجين فتمتم حازم بحرج
.. يا غبائك يا حازم مش عارف تقرأ كمان عجبك يعني الاحراج اللي انت فيه.
اتجه حازم بصمت ليجلس بمقعده وتابع من مكانه سهى وهي تبتسم لتلك الفتاة بعدما وضعت لها قناع الاوكسجين بعناية واغمضت عينيها فاخرج حازم إحدى كتبه ليشغل نفسه بالقراءة ولكنه لم يعلم لما ترحل نظراته لتراقب تلك الفتاة كل حين وآخر يتسأل ما بها ولما هي ضعيفه هكذا ولما يشعر بذبذبة حزن تشع منها عڼف نفسه لتفكيره بها وهمس
.. وبعدين بقي ما تخليك فحالك وتسيبك أنت فايه ولا ايه.
حطت الطائرة وغادر معظم الركاب وأمل نائمة لتستيقظ على يد تهزها فانتفضت فاعتذر منها حازم الذى مال عليها ليتجهم وجهها وهي تعتدل فى جلستها وتبتعد عنه فلاحظ ارتباكها وعبوسها فقال
.. وصلنا حمد لله على السلامة مش محتاجة لأي مساعدة.
هزت أمل رأسها بالنفي ووقفت تلملم أشياءها تابع باصرار كلماته معها فقد بات فضوله تجاهها غريبا يريد أن يعرف كل شيء عنها فقال وهو ينظر إلى ما تفعله
.. طيب أشوفك بخير وأكيد هنتقابل بما إننا مصريين زي بعض على فكرة أنا حازم وأنت.
رافق كلماته ومد يده ليصافحها ولكنها نظرت إليه بدهشة ولم تمد يدها بالسلام لتزيد من احراجه ليتركها حازم ويغادر وهو يعتذر لنفسه عما تسبب به من حرج.
عادت سهى بخطوات متأنية وساعدت أمل على حمل اشياؤها وساعدتها على مغادرة الطائرة وأشارت إلى مقعد طبي وطبيب ينتظرها أمام الطائرة فاستسلمت أمل لهما وأغلقت عينيها بعدما انهكها احساسها بالأجهاد لتسمع همسات خافته لقلبها يعاتبها على سوء تصرفها مع ذاك الشاب فزفرت بأرهاق وأجابته بلوم أكبر
.. حتى لو كنت أتعاملت معاه بقلة زوق فكدا أسلم وأفضل ولا ناسي أني مربوطة بحبل ملفوف حولين رقبتي اسمه خالد.
يتبع