السبت 28 ديسمبر 2024

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الرابع.

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

زى زمان وبعدين أنت ايه يروحك تقعد لوحدك أقولك تعالى نظبط لنا كوبيتين شاى وأنا يا سيدي هاقعد ارسيك على القصة يمكن تفهم منها حاجة وتفهمني.
جذبه أحمد مرة اخري واحاط كتفيه بساعده متجها الي غرفته جلس حازم بجانب احمد وهو متحفز ليسمعه يحكي عن أمل 
.. بص يا سيدي من فترة صغيرة كدا حوالي أسبوع أو عشر أيام عمي محمد أتصل بينا وحكي ان أمل اتعرضت لازمة صحية جامدة جالها جلطة فالقلب ولما خرجت من العناية المركزة بقت زى ما انت شايف مش بتتكلم عمي قال إن السبب فكل دا إنها فجأة كدا جالها أكتئاب ورفضت تكتب كتابها علي حب عمرها وحط مليون خط احمر على حب عمرها دا لان اخوك بصراحة مش مقتنع بالسبب أصل ازاى واحدة حبيبها اللي مربيها وحياتها كلها معاه من يوم ما اتولدت متبقاش عاوزة تكمل حياتها معاه هنا اللغز واللي حله كله فدماغ أمل وبس. 
تملك ضيق غريب من حازم وهو يستمع لحديث أحمد لم ينل أعجابه أن يعلم بأن تلك الطفلة يمتلك قلبها شاب آخر فحاول الإنصات الى أحمد بحياديه فسمعه يضيف
.. المهم هي خرجت من المستشفى ورجعت مطروح وبعدين قررت تيجي هنا وبصراحة انا موافقها على الخطوة دى جدا لان بابا كان جايب لها منحة تفوق الماني بس عمي محمد هو اللي كان رافض فكرة سفرها أه على فكرة هي فأعدادي هندسة بس مش عارف هي ناوية تكمل ايه هنا لان بابا قال انها طلبت تغير الكلية رغم ان سمعت بردوا انها كانت دحيحة ورسمة علي اول الدفعة دا يا سيدي عن اللي حصل لها أما بالنسبة لامل ذات نفسها فهي طول عمرها لوحدها واخدة جنب كدا لا خروج ولا ضحك ولا اصحاب معندهاش حد إلا واحدة بس عايشة معاهم اسمها إيمان يعني امل بخلاصة الكلام عيلة كئيبة بمعني الكلمة  قافلة حياتها علي خالد.
كان احمد يحكي عن امل وعقل حازم يسجل كل حرف يسمعه لانه يحتاج لتحليل شخصية أمل ليفهم لما رغم الضحكات والمرح والجو الدافىء الذي اشعره وكأنه عاد لحياته القديمة إلا ان عيناها رسخ فيها الحزن ونظرة غامضة لم يستطع تفسيرها.
انتبه حازم لصوت احمد يقول 
.. انت يا ابني بقى انا عمال احكى وانت ولا هنا ماشي يا زومة بعد كدا مترجعش تسأل وتقول احكي لي علشان أنت لو اتنطنطت مش هعيد حاجة.
انهى أحمد قوله وقڈف حازم بالوسادة ليردها له الأخير وهو يقول محذرا إياه
.. المرة الجاية هتبقي الفازة مش المخدة بطل رخامة يا جدع ويلا انا عاوز انام قولي بقى اوضتي موجودة زي ما هي ولا ابوك الحج اجرها لما سافرت مصر.
ضحك احمد وقال 
.. أنت عارف لو الحج سمعك بتقول عليه حج هيعلقك علي الشجرة برا زى زمان عموما اوضك فمكانها يا خفيف وهي الاوضة اللي جانبي هاه اللي جاني مش فالدور اللي فوق.
تمتم حازم وهو يغادر غرفة أحمد
.. رخم بس صاحبي .
وهناك فى القاهرة فى شقة خالد جلست ضحى وهى تعقد حاجبيها تحل بعض المسائل والحزن يسكن قلبها لسفر اختها ورحيلها عنها وجلست بجانبها ايمان التي تكورت علي مقعدها تمسك كتابا لم تفهم منه حرف وعينيها معلقة على ساعة الحائط تتساءل اين اختفي خالد طوال اليوم ليزداد احساسها بالقلق عليه لم تنتبه إيمان لسؤال ضحى إلا حين هزتها يد ضحى بقوة وهي تقول
.. ايه يا بنتي أنا بكلمك ليا ساعة وإنت سرحانة ومش هنا المهم بقولك تفتكري البت أمل هتخف وترجع تاني ولا الدنيا ممكن تعجبها هناك وتفضل. 
ألقت سؤالها وأشاحت بوجهها عن إيمان وأضافت بصوت خفيض 
.. تصدقي إنها وحشتني من دلوقتي انا مش عارفة هعيش من غيرها ازاى .
ثم نظرت لايمان مرة أخري محدقة وقالت
.. وبعدين يا ندلة تعالي هنا هو انا مش قلت لك تيجي تسلمي عليها معانا ممكن اعرف أختفيتي وروحتي فين الغريبة إن أمل لا سألت عليكي ولا على خالد اللي معرفش من وقتها راح فين هو كمان.
توقفت ضحى عن اكمال حديثها ونظرت بتمعن فى ملامح ايمان التي ارتسم عليها الحزن وامتلاءت عينيها

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات