كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الخامس.
ما أن ولجت المرحاض حتى أطلقت أمل العنان لدموعها فأغمضت عيناها هربا من تشوشها فأحداث الليلة أحيت ذكرى تلك الليلة ازداد طنين أذنيها وتسللت كلمات إيمان حبها لخالد زواجهما العرفي حملها معاشرته لها كل ليلة لقد عاد ماضيها كابوسا حيا يفترسها فمادي بنظراتها أعلنت عن ملكيتها لحازم وأكدها هو حين استسلم ولم يمنعها ضغطت أمل فوق شفتيها تكتم صړخة الألم التي تجمعت بداخلها فهي ولوهلة أحست بأن لها الحق بالحياة ولكن أي حياة تلك وهي لازالت على ذمة الماضي لقد وئدت مادي حلمها كما قتل خالد أي حق لها بالحياة.
بحثت أمل عن هاتفها فتذكرت أنه بحقيبتها فوق الطاولة أحست المرأة بأن هناك خطبا ما فشحوب أمل أخافها كثيرا حينها أندفعت المرأة إلى الخارج وصاحت تطلب المساعدة ولم يتوان حازم عن أقتحام المرحاض فهو ترك مادي فور أختفاء أمل بداخله ووقف بالقرب منه ينتظر خروجها سكن قلبه الړعب حين رأى وجهها بشحوبه الغريب وزرقة شفتيها فحملها دون تفكير ليسود الصمت بقاعة المطعم حينها انتبه أحمد إلى ما يدور حوله فانتفض حين وقعت عيناه على حازم وأمل بين ذراعيه فأختطف حقيبتها وهاتفه وأسرع خلف حازم ليدركه أمام سيارته فسأله پخوف
أجابه حازم بقلب يرجف
.. مش وقته يا أحمد أرجوك سوق بسرعة على أقرب مستشفى خلينا نلحقها.
تجاوز أحمد إشارات المرور ولم يتمهل حين تعالت صفارة سيارته الشرطة وطاردته حتى صف سيارته أمام المشفى غادر حازم وحمل أمل فأسرع إليه أطباء الطوارئ وأختطفوا أمل من بين يداه تبعه أحمد ولكنه تفاجئ بالعديد من رجال الشرطة يحيطون به هو وصديقه فالټفت حازم إليه يعتذر بندم لما آلت إليه الأمور ولم يفلح أحمد فأقناع الشرطة بسبب تجاوزهم للأشارات وعدم التوقف ورفض الشرطي أن يمهلهم الوقت للاطمئنان على أمل وحين ادرك أحمد بأن الوضع تأزم كليا خفض رأسه وقال
تم التحفظ عليهم بقسم الشرطة القريب من المشفى وجلس كلاهما يغمرهما الشعور بالقلق فأمل بالمشفى بمفردها وأمجد بطريقه إليهما ولن يرحمهما أحد من بطشه بسبب ما أصاب أمل.
مرت ساعة تلو الأخرى وهما داخل الحبس المؤقت نهش الألم والحزن قلب حازم تمنى لو يتركه الشرطة ليذهب إليها ويجلس بجوارها ليطمئن عليها ولكن كيف بأي حق وأي وجه وهو سبب ما حدث لها وكما زاد ندم حازم ازداد ندم أحمد لأنشغاله بهاتفه عن أمل ونسيانه وصية والده وللمرة الأولى توجس أحمد من ردة فعل والده خاصة لتأخر والده المتعمد بالمجيئ إليهم لينتفض كلاهما حين ضج المكان بصوت أمجد الغاضب يقول
استنكر أحمد أهانة والده فهم بالأعتراض ولكن نظرات أمجد الغاضبة التي حدجه بها جعلته يلزم الصمت وينكس رأسه خزيا حين أضاف
لم يتحمل حازم قرار منعه من الذهاب إلى المشفى فوقف أمام أمجد وقال
.. عمي أنا أسف بس أنا مش هقدر مروحش المستشفى أطمن عليها أرجوك أنا موافق أن حضرتك تتصرف معايا بالشكل اللي يرضيك بس سبني أروح أطمن على على أمل.
كظم أمجد غضبه وأنهى أجراءات الأفراج عنهم وأهمل النظر إليهم وغادر متجها إلى المشفى ولج إلى غرفتها التي طلب من طبيبها أن يبقيها بداخلها وأحكم أغلاق الباب خلفه ليمنعهم من الدخول إليها وجلس بالقرب منها يتذكر تلك اللحظات التي تلت أتصال أحمد به لم يدر أمجد كيف أصبح داخل المشفى لقد قاد سيارته بسرعة چنونية وهرول لغرفة الطوارئ