كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.
كمان يومين تلاتة.
صفعها أمجد بمزاح خلف رأسها وجذبها من أذنها نحوه وقال
.. بس يا شقية وبطلي تولعي الدنيا وبعدين هو أنت مسمعتيش أنا قولت إيه بقول ضحى مينفعش ترجع مصر من غير ما تقضي يومين فالجبل إنما أنت موجودة وأكيد هنروحه كتير مع بعض ودلوقتي يلا خلينا نتغدا وبعدها تطلعي تحضري شنتطك أنت وأختك.
أشاحت أمل بوجهها بعيدا وتطلعت عبر نافذة مقعدها وقالت بفتور
وداخل سيارة حازم كان الصمت هو سيد الموقف ورغم محاولات أحمد لحث صديقه على مبادلته الحديث إلا أن محاولاته قوبلت بالفشل وأمام أصرار حازم على الصمت بعناد زفر أحمد وصاح بازعاج
.. أحمد لو سمحت أنا جاي معاكم أساسا بالعافية بسبب إلحاح عمي أمجد ولولا أني خۏفت على زعله مكنتش جيت أصلا علشان أنا مش حابب لا أشوفك ولا حتى أتكلم معاك لإن بسببك كل خطوة قربت بيها من أمل اتهدت لما سيادتك اختفيت.
.. للأسف بسبب محبتي ليك وأني بعتبرك أخويا لما سيادتك أختفيت بغبائي بعدت عنها ومتصلتش بيها وحتى أتصالاتها بيا مكنتش برد عليها وكنت طول الوقت بدور عليك ودلوقتي أمل مش طايقة حتى تبص لي دي دي عدت من جانبي وكأني هوا ومسلمتش عليا وكل دا بسببك فياريت بقى من دلوقتي ولحد ما نرجع تاني تخليك في حالك وملكش دعوة بيا بدل ماألف وأرجع وأبوظ لك كل حاجة.
حل الليل سريعا وباتت الرؤية شبه منعدمة فالظلام يحيط بكل شيء وازداد إحساس الفتيات بالممل لعدم تمكنهم من مشاهدة الطبيعة الجبلية وبعد مرور ساعة أخرى عليهم صف أمجد سيارته والټفت قائلا
.. أخيرا وصلنا الحمد لله معلش أنا عارف إن الطريق طويل وممل شوية لما الدنيا تضلم بعد متقلقوش كل دا هيتعوض.
غادرت أمل وأنتظرت شقيقتها التي قطبت جبينها وتطلعت إلى المحيط وزمت شفتيها وهمست
.. المكان شكله غير ما تخيلنا خالص.
بدت أمل شاردة الذهن ولم تنتبه لكلمات ضحى فالتقطت ضحى ساعدها وحثتها على السير واتباع خطوات أمجد إلى الداخل ليستدير الأخير ويشير إلى إحدى الغرف ويقول
.. الأوضة اللي هناك دي ليكم يا بنات يلا روحوا ارتاحوا أنا عارف تعبتم من السفر.
اسرعت أمل وولجت إلى الغرفة هربا من مواجهة حازم وارتمت فوق الفراش وأغمضت عينيها وتمنت لو يسرقها النوم سريعا في حين جلست ضحى فوق فراشها بذهن شارد تفكر فيما ألت إليه الأمور معها وفي الخارج بحث أمجد عن حازم بعينيه ليلمح ظله خارج المنزل فغادر إليه وجلس بجواره وقال
.. إيه يا حازم هو أنت جاي هنا علشان تفضل لابس الوش دا على فكرة أنت لو فاكر أنك هتصعب عليها لما تشوفك قاعد لوحدك وحزين تبقى غلطان أمل واضح أنها زعلانة وموجوعة منك وبصراحة أنت لازم تعترف إنك غلطت لما اتعاملت مع أمل بنفس ميزان تعاملك مع أحمد وأخترت تبعد عنها وأختفيت علشان خاطر صاحبك لعلمك هي لا هتقدر إن الحالة اللي كنت فيها بسبب خۏفك على أحمد ولا إن نفسيتك كانت تعبانة وهتشوف أنك أتخليت عنها.
تجهم وجه حازم والټفت ليبادل أمجد النظر وهو يفكر فيما يمكن له أن يفعله ليبدد ذاك الخصام بينهما فعقب بصوت حزين
.. بس أنا