الأربعاء 01 يناير 2025

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

كمان يومين تلاتة. 
صفعها أمجد بمزاح خلف رأسها وجذبها من أذنها نحوه وقال
.. بس يا شقية وبطلي تولعي الدنيا وبعدين هو أنت مسمعتيش أنا قولت إيه بقول ضحى مينفعش ترجع مصر من غير ما تقضي يومين فالجبل إنما أنت موجودة وأكيد هنروحه كتير مع بعض ودلوقتي يلا خلينا نتغدا وبعدها تطلعي تحضري شنتطك أنت وأختك. 
بعد مرور ثلاث ساعات كاملة كان الفضول يسيطر على ضحى وأمل فأمجد تعامل معهم وكأن زيارة الجبل هي من أشد الأسرار خطۏرة وكلما حاولت إحداهما أستدراجه تهرب وأختفى وما أن حان موعد الأنطلاق حتى فاجأهم أمجد بمجيء حازم غادر سيارته وأقترب من أمجد وصافحه وأهمل يد صديقه وما أن استدار ليواجه أمل حتى تفاجأ بها وقد استقلت سيارة أمجد وجلست إلى جوار شقيقتها زم شفتيه وهو يلاحقها بعينيه فتحاشته أمل كليا كأنها لا تراه في حين تابعت ضحى ما يدور بينهما في صمت ايقن حازم أن أمل لن تغفر له أهماله لها وهو يتخذ مكانه خلف مقود سيارته وبجواره جلس أحمد بوجه عابس وبعد أن تحرك أمجد مالت ضحى نحو أذن شقيقتها وسألتها بصوت خاڤت
.. هو أنتو زعلانين مع بعض ولا إيه يعني أنا لاحظت إنك لا كلمتي حازم ولا سلمتي عليه وأول ما شوفتيه شدتيني وقعدنا فعربية خالو قوليلي حازم زعلك فأيه. 
أشاحت أمل بوجهها بعيدا وتطلعت عبر نافذة مقعدها وقالت بفتور
.. عادي يا ضحى بصي متشغليش بالك أنت وحاولي تصفي تفكيرك اليومين دول علشان تقدري تاخدي قرار صح فاللي أنت عيزاه فحياتك. 
وداخل سيارة حازم كان الصمت هو سيد الموقف ورغم محاولات أحمد لحث صديقه على مبادلته الحديث إلا أن محاولاته قوبلت بالفشل وأمام أصرار حازم على الصمت بعناد زفر أحمد وصاح بازعاج
.. حازم لو سمحت رد عليا مش معقول هنقضي الطريق كله ساكتين وبعدين أنا مش واخد على كده معاك ومتعود إنك بتسامحني إنما موقفك المرة دي صعب عليا إحنا داخلين على ساعة وأنت مش عايز ترد ولو بحرف واحد طيب قولي الوضع دا هيستمر بينا لحد أمته علشان أعمل حسابي حازن أنا مقدرش على السكوت الممېت دا معاك فارجوك رد عليا. 
حدجه حازم بنظرة جانبية غاضبة وزفر بحنق ليردف بصوت حاد
.. أحمد لو سمحت أنا جاي معاكم أساسا بالعافية بسبب إلحاح عمي أمجد ولولا أني خۏفت على زعله مكنتش جيت أصلا علشان أنا مش حابب لا أشوفك ولا حتى أتكلم معاك لإن بسببك كل خطوة قربت بيها من أمل اتهدت لما سيادتك اختفيت. 
سأله أحمد عما حدث بينه وبين أمل لتتوتر الأمور بينهما هكذا فأخبره حازم بضيق 
.. للأسف بسبب محبتي ليك وأني بعتبرك أخويا لما سيادتك أختفيت بغبائي بعدت عنها ومتصلتش بيها وحتى أتصالاتها بيا مكنتش برد عليها وكنت طول الوقت بدور عليك ودلوقتي أمل مش طايقة حتى تبص لي دي دي عدت من جانبي وكأني هوا ومسلمتش عليا وكل دا بسببك فياريت بقى من دلوقتي ولحد ما نرجع تاني تخليك في حالك وملكش دعوة بيا بدل ماألف وأرجع وأبوظ لك كل حاجة. 
حل الليل سريعا وباتت الرؤية شبه منعدمة فالظلام يحيط بكل شيء وازداد إحساس الفتيات بالممل لعدم تمكنهم من مشاهدة الطبيعة الجبلية وبعد مرور ساعة أخرى عليهم صف أمجد سيارته والټفت قائلا
.. أخيرا وصلنا الحمد لله معلش أنا عارف إن الطريق طويل وممل شوية لما الدنيا تضلم بعد متقلقوش كل دا هيتعوض.
غادرت أمل وأنتظرت شقيقتها التي قطبت جبينها وتطلعت إلى المحيط وزمت شفتيها وهمست
.. المكان شكله غير ما تخيلنا خالص.
بدت أمل شاردة الذهن ولم تنتبه لكلمات ضحى فالتقطت ضحى ساعدها وحثتها على السير واتباع خطوات أمجد إلى الداخل ليستدير الأخير ويشير إلى إحدى الغرف ويقول
.. الأوضة اللي هناك دي ليكم يا بنات يلا روحوا ارتاحوا أنا عارف تعبتم من السفر. 
اسرعت أمل وولجت إلى الغرفة هربا من مواجهة حازم وارتمت فوق الفراش وأغمضت عينيها وتمنت لو يسرقها النوم سريعا في حين جلست ضحى فوق فراشها بذهن شارد تفكر فيما ألت إليه الأمور معها وفي الخارج بحث أمجد عن حازم بعينيه ليلمح ظله خارج المنزل فغادر إليه وجلس بجواره وقال
.. إيه يا حازم هو أنت جاي هنا علشان تفضل لابس الوش دا على فكرة أنت لو فاكر أنك هتصعب عليها لما تشوفك قاعد لوحدك وحزين تبقى غلطان أمل واضح أنها زعلانة وموجوعة منك وبصراحة أنت لازم تعترف إنك غلطت لما اتعاملت مع أمل بنفس ميزان تعاملك مع أحمد وأخترت تبعد عنها وأختفيت علشان خاطر صاحبك لعلمك هي لا هتقدر إن الحالة اللي كنت فيها بسبب خۏفك على أحمد ولا إن نفسيتك كانت تعبانة وهتشوف أنك أتخليت عنها. 
تجهم وجه حازم والټفت ليبادل أمجد النظر وهو يفكر فيما يمكن له أن يفعله ليبدد ذاك الخصام بينهما فعقب بصوت حزين
.. بس أنا

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات