نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

دا بدل ما يسترك فالبيت.
مسحت سهر عيناها من الدموع وقالت.. أنا مش عاوزة أقعد فالبيت يا خالتى والله بس ڠصب عنى اصلك متعرفيش اللي حصل لي فالشغل وخلانى اسيبه علشان اجى وابويا يضربنى كدا زى ما أكون أنا المذنبة.
سئلتها صفية بقلق.. ما تفهمينى يا بت انتى قلقتينى حصل إيه فالمحل.
شعرت سهر بالخجل من نفسها وقصت على صفية ما حدث معها فصړخت پصدمة وقالت..يالهوى يا بنتى انتى هتلاقيها منين ولا منين عيني عليكى أمك ماټت وسابتك للهم شايلة حمل البيت وحمل ابوكى وهو مافيش فقلبه رحمة ولا قلب واللي ما يتمسى صاحب الشغل انتى كان لازم تعملى له محضر طالما البنات شاهدين معاكى متتعوديش تبقى خايبة كدا يا بت.
ونظرت لها فوجدتها تبكى فقالت.. يوة بطلي عياط بقى ومتزعليش نفسك الحمد لله ربنا ستر وانتى عملتى معاه الصح لما ضربتيه بصى انتى خليكى هنا لحد ما عمك خميس يهدى ابوكى قومى يلا اغسلى وشك على ما اعملك حاجة تشربيها.
دخلت سهر إلى المرحاض وهي تبكى ووقفت تنظر إلى وجهها الأبيض الذي تركت أصابع ابيها اثرها عليه بوضوح لتأن الما حينما حركت كتفها فجلست أرضا ليشتد نحيبها للظلم البين الذي تتعرض له من ابيها دوما.. في تلك اللحظة دخل محمود إلى شقتهم وهو يبحث بعينه عن والدته فرأها تقف في المطبخ فتسلل خلفها محتضنا اياها فانتفضت صفية ونظرت إلى ابنها محمود وقالت.. كدا يا محمود وقعت قلبى يا بنى مش هتبطل عمايلك دى وبعدين أنت ايه اللي رجعك بدرى كدا.
ضحك لها محمود وقال.. مش عوزانى ارجع بدري يا صفصف وأنا اللي جيت علشان وحشتينى.
احتضنته صفية وقالت.. بطل بكش يا محمود ها إيه رجعك دى مش عوايدك.
طمئنها محمود وقال.. خلصت مجموعة الملفات المطلوبة فالإدارة وهما عاملين اجتماع لمجلس إدارة الفندق فاستاذنت لما عرفت انهم مش محتاجين لي وقلت اجيلك يا جميل ها مش هتلحقيني بقا احسن ابنك واقع من الجوع يا صفصف وبعدين مالك شكلك متغير عن الصبح انتى معيطة ولا ايه مين زعلك يا امى اوعى يكون الحج خميس اللي مزعلك.
هزت والدته راسها بالنفى وقالت بصوت منخفض.. لا دا بس قلبى وجعنى على سهر لسه مخلصينها من ايد ابوها عدمها العافية علشان سابت الشغل.
زفر محمود بضيق فهو يتحاشا رؤيتها منذ فترة طويلة وقال بسخرية.. يوة موال عم رشدى وبنته بتاع كل يوم أنا مش عارف البت دى بتعمل إيه علشان كل يوم تنضرب بالشكل دا دى تلاقي جسمها نحس من الضړب بعدين انتى موطيه صوتك ليه كدا.
همست صفية وقالت.. وطى صوتك أنت كمان البت جوا دا أنت لو شفتها تصعب عليك اتحملت اللي محدش يتحمله.
أغمض محمود عيناه عقب تصريح والدته ولكنه وجد نفسه يشعر بالتوتر ففتح عيناه ليراها تخرج من المرحاض فحدق بها كأن الفترة التي تحاشاها فيها غيرتها كثيرا حامت عيناه حولها يسجل تفاصيلها فرأى عيناها الخضراء وكأنهما أصبحت أكثر نقاء رغم أثر الدموع عليهما ووجهها الأبيض والذى تركت صڤعات والدها بصمتها عليه ولونته بلون احمر زادها جمال لتتجمد عيناه على شفتيها التي مازلت ترتعش من شهقات البكاء فابتلع غصة وقفت في حلقه وقد شعر بالاسف عليها متعجبا من قسۏة رشدى والدها عليها بهذا الشكل فمن بمثل براءة ملامحها لا ېهان أبدا فحاول أن يعود إلى رشده مذكرا نفسه بالعقبة التي تحول بينه وبينها فقال مواسيا لها.. معلش يا سهر دا مهما كان ابوكى هتعملى ايه قدرك بقى.
خفضت سهر عيناها أرضا حرجا من محمود وقالت.. الحمد لله يا أبيه وأنا هعمل ايه يعنى دا نصيبي.
أقترب منها محمود ببطء بعدما لاحظ تالمها وقال.. تحبى اوديكى المستوصف يكشفوا عليكى.
هزت سهر رأسها وقالت.. لا كتر خيرك يا أبيه أنا كويسة.
خرجت صفيه تحمل كوب الليمون بيدها وقالت.. اقعدى يا سهر واشربى الليمون يروق دمك على ما احضر الاكل وتاكلى مع محمود.
نظر لها محمود بقلق وقال.. طيب هروح اغير أنا على ما تحضري الاكل يا صفصف عن اذنك يا سهر.
تناولت سهر لقيمات بسيطة وهي تشعر بالألم يشتد على كتفها ولاحظ محمود انها لا تحرك ذراعها الايسر فقال لها وهو يتمنى أن يحتويها لتشعر بحبه لها.. في حاجة وجعاكى يا سهر.
لم ترفع سهر عيناها ولكنها بكت فأقتربت منها صفية وربتت على كتفها فأنت سهر فقام محمود جزعا ليقف أمامها وقال .. لا لازم تروح المستوصف البسي يا ماما على ما البس وننزل نوديها.
بعد مضى ساعتين خرجت سهر مستندة على صفية وكتفها معلق على حامل وخلفهم محمود ليصلا إلى البيت فوقفت سهر أمام باب شقتها وقالت.. أنا
هدخل بقى يا خالتى وكتر خيركم على عملتوه معايا.
سمعت صوت محمود يقول من خلفها.. عارفة لو مبطلتيش الكلام دا هخلع لك كتفك التانى اطلعى مع ماما يلا على ما اشوف بابا وعم رشدى وصلوا