نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

قائلا مغتنما الفرصة.. اعتبرنى ابنك من النهاردة يا عمى وانا تحت امرك فاى حاجة خلى أنت سهر ترجع شغلها من بكرة وانا بوعدك مش هروح المحل اللي هي فيه تانى علشان تبقى مطمن أنا ميرضنيش قطع عيشها.
وقف محمود يشعر بأن رشدى سيوافق على طلب المدعو فؤاد فقال دون تفكير.. مش هينفع يا أستاذ فؤاد سهر خلاص هتشتغل فمكان تانى محترم وكرامتها فيه هتبقى متصانة.
حدق به الجميع خاصة والده فسئله رشدى بلهفة.. بجد يا محمود هي قالت لك كدا.
تنهد محمود وقال.. لا يا عمى هي مقلتش أنا اللي بقول سهر هتشتغل معايا فالفندق اللي أنا فيه وهتبقى تحت حمايتى وحضرتك عارف الفندق سمعته ازاى دا سبع نجوم يا عمى يعنى لا هتلاقي تحرش وسفالة.
ورفع حاجبه لفؤاد يحدق به بازدراء.
أعجب صالح بشخصية محمود وحديثه وود أن يكون فؤاد مثله ولكن للأسف لقد ابتلى بإبن أخ فاسد وعاق فوقف وقال.. طيب إحنا هنستئذن وأتمنى تسامحوا ابن اخويا إنما سهر فين كنت حابب أعتذر لها بنفسى.
أجابه رشدى.. هي فوق عند الست أم محمود أنا هبلغها يا أستاذ صالح.
أخرج صالح ظرفا من جيبه ومد يده إلى رشدى وقال.. دا مكافأة على شغل سهر الفترة اللي فاتت رغم انى زعلان إن خسړت بنت فأخلاقها بس الأحسن ليها يرضيني.
مد رشدى وأخذ الظرف من صالح والقاه جانبه وقال.. معلش سامحنى مش بقدر أقف كتير علشان رجلى زى ما إنت شايف كدا.
غادر صالح وفؤاد وقد عزم فؤاد على العودة مرة آخرى فقد لمح الشيشية الخاصة برشدى ليبتسم لنفسه بأنه وجد المدخل إلى بيت سهر وحياتها.
. لماذا أنا....
صعد محمود وهو ثائر وقد تملك منه الڠضب بصورة كبيرة ففتح باب شقتهم ودخل ليقف محدقا فقد رأى سهر نائمة على مقعد السفرة تضع رأسها على ذراعها الآخر وقد ڠرقت في النوم فبحث بعيناه عن والدته فلم يجدها ف أقترب من سهر بخطوات بطيئة فوقف بجانبها يتأمل ملامحها الرقيقة ولم يشعر بيده التي خانت إدراكه لترحل عنه متلمسه شعرها برفق الذي جمعته بإهمال في جديلة وحدق برموش عيناها الكثيفة فرأى أثر دموع تتلالأ بينها ود أن ينحنى ليمسح عنها تلك الدموع وكاد لينحنى ولكنه انتبه إلى حاله فابتعد عنها ينهر تصرفه واندفاع مشاعره ود لو تحدث وأخبر الجميع بامنيته ولكنه على يقين أنهم سيقول أنها مازالت طفلة وهو يكبرها بالكثير من السنوات خاصة أنها مصرة على منادته أبيه..فوجد نفسه ينادى على والدته بصوت عال فانتفضت سهر ووقفت ليلفها الدوار أثر وقوفها المفاجىء فترنحت وكادت تسقط لتراها والدته وتصيح.. الحقها يا بنى.
أسرع محمود ليأخذها بين ذراعيه لتسرى قشعريرة في جسده بسبب سكونها بين يداه فإحساسه بها بين يديه أستنفر كامل مشاعره تجاهها فضمھا أكثر وهو يخبر نفسه انه حبيبته يضمها يتمنى أن تشعر بدقات قلبه التي أسرعت ما أن حضنها..حملها محمود رغم اعتراضها ليصل إلى الاريكة ويجلسها عليها ويبتعد وهو يمرر يده في خصلات شعره فاقتربت صفية منها وقالت.. شوفتى دا اخرة اكلك الضعيف مفكيش حيل أنا هعملك حاجة تسند قلبك.
رفضت سهر وهي تستنكر بداخلها ملامسة محمود لها وقالت وهي تنظر للأرض تتمنى أن تنشق وتبتلعها.. لا يا خالتى مش عاوزة الله يخليكى أنا ماليش نفس دا حتى هنزل بقى زمان بابا محتاجنى تحت أحضر له العشا أنا قعدت كتير هنا ونسيته.
قال لها محمود وهو يجلس بجانبها غافلا عن اضطرابها.. استنى عاوزك فموضوع اللي إسمه فؤاد دا جه وأعتذر لابوكى واحنا تحت وكان عاوزك ترجعى الشغل تانى.
شهقت سهر پخوف وقالت.. يا خبر دا بابا هيغصبنى أرجع.
ربت محمود على يدها وقال.. مټخافيش يا سهر أنا رفضت علشان مستريحتش له أبدا وقلت لعمى رشدى إنك هتشتغلى فالفندق اللي أنا بشتغل فيه وهتبقى تحت عيني ومحدش هيضيقك هناك.
هتفت صفية بفرح.. بجد يا ابنى والله فرحتنى اهو كدا ابقى مطمنة عليها انها مع اخوها اللي يحميها ويحافظ عليها بدل پهدلة المحلات دى.
نظرت له سهر بخجل وقالت.. بس يا ابية أنا يعنى يادوب واخدة دبلوم تجارة هشتغل ايه ففندق كبير زى اللي حضرتك بتشتغل فيه.
أجابتها صفية.. تشتغلي أي حاجة طالما هتبقى مع محمود اخوكى.
احتقن وجه محمود ڠضبا من كلمات والدته فقد أصبح يكره كلمة اخوكى التي تصر عليها والدته فقال.. بكرة لما أروح الشغل هشوف هتشتغلي إيه هناك بس ليا طلب يعنى هناك بلاش تقولي كلمة أبية دى قولى محمود بس وبلاش أبية ممكن.
حدقت به سهر وقالت بخجل.. ميصحش يا أبية ازاى أقول إسمك كدا حضرتك
ليك مقامك واحترامك لإنك أكبر منى.
زفر محمود بعصبية من نفسه قبل سهر وقال.. لو مصرة يبقى فالشغل ناديني أستاذ محمود تمام كدا يا انسة سهر.
أجابته والدته عنها وقالت.. يرضيها طبعا هروح أحضر لكم حاجة تشربوها واياكى تقولى نازلة ولا تعبتك احسن أخلى محمود يزعل