نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

تسرع حينما قرأ اسمها تتصل به فأجابها بسرعة.. السلام عليكم عاملة ايه دلوقتى يا سهر.
ما أن سمعت سهر صوت محمود يجيبها حتى تركت العنان لدموعها فلم تستطع منع بكاؤها فقالت بصوت متهدج.. الحقنى يا أبية محمود فؤاد قاعد مع بابا برا من الصبح وكأن البيت بيته وأنا مړعوپة دا دا.
شعر محمود بقلبه ېتمزق بسبب بكائها ليشتعل غضبه بعدما سمع سبب بكائها فسئلها بحدة.. عمل إيه معاكى يا سهر انطقى مد إيده عليكى تانى جاوبيني ساكته ليه.
أجابته سهر قائلة.. لا يا ابية ممدش إيده دا عاوز يتجوزنى وأنا خاېفة ليقول لبابا ووقتها مش عارفة هعمل إيه قولى يا أبيه اتصرف ازاى معاه.
هتف محمود بحدة.. انتى اتجننتى يا سهر مين دا اللي يتجوزك فؤاد دا لو كان متجوز من زمان كان زمانه عنده قدك بقلك اطلعى اقعدى مع امى أنا هتصل بيها تنادى عليكى علشان ابوكى ميقولش حاجة تضايقك ومتنزليش طول ما الزفت دا تحت فاهمة يا سهر.
أجابته قائلة.. حاضر بس بسرعة والنبى يا ابية.
نهرها محمود بشدة وقال.. متقوليش زفت أبية دى تانى متعصبنيش زيادة يلا سلام علشان اتصل بامى واياكى تنزلي إلا لما اجى فاهمة سلام.
وماهى إلا لحظات وصدح صوت صفية ينادى عليها فسمعت والدها يقول.. يا سهر اطلعى شوفى أم محمود عوزاكى ليه.
خرجت سهر من غرفتها لينظر لها فؤاد ويغمز لها فقام من مكانه واقترب منها وهمس.. متغبيش فوق عاوز اقعد معاكى شوية.
هلعت سهر منه فهرولت إلى الخارج لتصعد إلى اعلي وقلبها يدق بقوة لتدخل وملامحها يعلوها الړعب فارتمت في حضن صفية تبكى وتقول.. مش هيسبنى فحالى يا خالتى مش هيسبنى.
ربتت صفية على ظهر سهر وقالت بحزن.. منه لله ابوكى فاتح بيته للي ميسواش يدهس فيه ويهتك سترك أنا مش عارفة الراجل دا اټجنن على كبر كدا ازاى.
ابتعدت سهر عن حضن صفية وقالت.. من اللي بيشربه يا خالتى وفؤاد ميل دماغ ابويا بالحاجات اللي جايبها معاه فؤاد مش سهل وقدر يعرف سكة ابويا ازاى وانا اللي هبقى الضحېة يا خالتى والله اموت نفسى اهون عليا من انه يلمسنى الراجل دا.
نظرت لها صفية پخوف لتلطم صدرها وتقول.. يالهوى يا سهر عاوزة تموتى كافرة اخس عليكى يا بنتى دا انتى الحاجة المتبقية من امك تحرميني منك ومنها.
بكت سهر وقالت.. اومال يعنى اسيبه يعمل ما بداله وابويا سايب له الحبل بالشكل دا ياريتنى مت لما امى ولدتنى ومعشتش لدلوقتى أنا مشفتش يوم حلو ولا حتى لحظة كويسة مع بابا أنا أوقات كتير افتكرت انى مش بنته وانه بينتقم فيا من حد بيكرهه.
بكت صفية على بكاء وحزن سهر وجلست بجانبها واحتضنتها وقالت.. ربنا قادر وكبير ينتقم من اللي ظلمك واللي عاوز يظلمك ويكفيكى شړ قساوة النفوس يا بنتى اهدى بقى وادخلى اتوضى وصلى الظهر وريحي فاوضة محمود دا هيتأخر النهاردة أنا عارفة انك بتحبى المكتبة اللي عنده ودا جايب من أسبوع شنطة كتب كبيرة يلا على ما اصلي أنا كمان.
اتمت سهر صلاتها فجلست على مقعد محمود بجانب النافذة وقد اخدت أحد الكتب الجديدة التي اشتراها لتندمج مع صفحات الكتاب ملقيه كل حزن خلف ظهرها لتعيش لحظاتها مع الكتاب.
عاد محمود من عمله فوجد الشقة يسودها الهدوء فظن أن سهر نزلت وعصت كلامه لها فدخل غرفته يشغر بالڠضب منها وقد اخذ قرارا بتوبيخها بشدة ولكنه تفاجىء بها تجلس بجانب نافذته تقرأ أحد كتبه وقد حررت شعرها من جديلته لينهمر على ظهرها معطيا لها شكلا جذابا يجعل النفس تتوق ليمرر يده عليه فازداد ڠضبا أن فؤاد رأها بتلك الهيئة.
لم تعى سهر مرور الوقت إلا حينما احست بظل يقف بجانبها فرفعت نظرها تظنها خالتها صفية لتتفاجىء بمحمود يقف محدقا بها پغضب فشعرت بالحزن لنظراته الحادة لها وتساءلت ماذا فعلت لينظر لها هكذا فسمعت صوته يقول بعصبية كأنه يجيبها.. ما طول ما انتى فاردة شعرك بالمنظر دا ولابسه الهدوم دى هيفضل فؤاد يبص لك بصات مش كويسة ويطمع فيكى.
نظرت له سهر پألم من كلماته فقالت تجيبه بحزن.. أنا عمرى ما حاولت الفت نظر حد ليا يا أبية وبعدين ما دا لبسي من زمان وحضرتك عمرك ما اتكلمت عليه وبعدين شعرى أنا يعنى فردته بعد ما صليت.
قبض محمود على أصابعه بشده وصاح من بين اسنانه بعصبية.. الأول حاجة ودلوقتي حاجة انتى مش شايفة نفسك بقيتي ازاى انتى معدتيش عيلة صغيرة بقيتي انسة وبعدين مش قلت لك بلاش ابية
دى.
احست سهر بالحيرة مما يحدث فهى لم تعد تفهم شيء ليشعر محمود بحيرتها فاستدار عنها وقال.. اطلعى برا يا سهر لو سمحتى.
احست سهر وكأنما القى محمود عليها دلولا من الماء المثلج لټغرق في خجلها فهربت من امامه تلمع عيناها بالدموع فسقط منها الكتاب.
انحنى محمود يلتقط الكتاب ووضعه على المقعد ليجلس على طرف فراشه