نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

يهمس لنفسه.. ايه يا محمود مالك أنت عمرك ما كنت كدا في ايه حاسس بالغيرة عليها با تتكلم وتقول يا تسكت إنما تبقى بالحال دا أنا خاېف عليك يا محمود حبك ليها وغيرتك يعموك أنت ازاى فجأة كدا بقيت بتحبها أنت عمرك ما بصيت على أي بنت وخصوصا سهر طول عمرك بتعاملها اختك الصغيرة بعدين ناسي أن الفرق بينك وبينها ١٤ سنة وعارف أن دى العقبة اللي الكل هعلق عليها ويرفض بسببها حاول تبعد يا محمود مش قادر أبعد أنا بعشقها بتمناها بقيت بحلم بيها ليل نهار وقلبي قايد ڼار من فؤاد وحاسس انى عاوز اقتله انه لمسها وبعدين يا محمود ما تعقل شوية معدش فيا عقل سهر خدت عقلى وقلبى وكل حياتى أنا بحس انى رجعت مراهق لما بشوفها.
أنهى محمود حواره مع نفسه فخرج يبحث عنها فدخل إلى والدته في المطبخ وقال.. ايه يا ست الكل هو كل ادور عليك الاقيكي فالمطبخ الكلام دا مينفعش لازم تريحي أنا خاېف عليك من المجهود ومن الوقفة دى بعدين مش قلت لك اجيب أي حاجة وريحي انتى.
أجابته والدته وقالت.. ربنا يبارك لي فيك يا ابنى أنت عارف أنا بحب اعمل كل حاجة بنفسي هو أنا ليا غيرك أنت وابوك ربنا ميحرمنيش منكم أبدا.
ابتسم محمود لوالدته وانحنى وقبل يدها ثم سئلها.. هي سهر راحت فين.
أجابته والدته.. نزلت يا ابنى من ساعة ما خرجت من عندك أنا قلقانة على البت دى يا محمود تخيل قال بتقولي اموت نفسى ولا يلمسنى فؤاد شوفت ابوها وصلها لايه.
حدق محمود بقلق في وجه والدته ليقول.. قالت عاوزة تعمل إيه ټنتحر دى اټجننت ولا إيه وبعدين أنا قلت لها متنزلش إلا لما اطمن إن الراجل دا غار فداهية تنزل إزاى وهو لسه تحت هي بترمى بنفسها فالڼار بايديها اوووف معلش يا ماما نادي عليها انتى وخليها تطلع بدل الراجل دا ما يستغل حالة عمى رشدى ويطاول عليها تانى ولما تطلع دخليها فاوضة الجلوس تقعد براحتها أنا هدخل اوضتى أنام شوية لان نازل الشغل تانى على الساعة واحدة بالليل.
نزلت صفية هذه المرة لترى فؤاد وهو ېدخن مع رشدى لفائف ذات رائحة كريهة فنادت على سهر فخرجت لها سهر عيناها منتفخة بسبب بكاؤها فقالت لها.. تعالى يا سهر ساعدينى احسن أنا تعبانة ومش قادرة اقف بعد اذنك طبعا يا حج.
واخذتها دون أن تنتظر موافقة والدها لينظر لها فؤاد بضيق.
دخلت سهر مع صفيه لتعاتبها قائلة.. انتى ازاى تنزلى وهما بيدخنوا الزفت دا مش خاېفة على نفسك اتفضلى ادخلى اوضة الجلوس ريحي محدش هيضايقك فيها محمود نام علشان نازل الشغل بالليل اقولك انتى تبيتى هنا طالما الراجل دا تحت لسه أنا هشوف محمود لو كان نام هجيبلك كتاب ولا حاجة تقريه.
سمعت صفية صوت ابنها يقول.. أنا لسه صاحى يا ماما ومصدع لو ممكن فنجان قهوة من ايديك يمكن الصداع يروح على ما اتكلم مع سهر فموضوع الشغل قبل ما انسى.
بعدما غادرت صفية الغرفة قبض محمود على ذراع سهر بقوة ونظر لها پغضب وقال بصوت منخفض لا يصل إلا اليها.. إيه اللي نزلك تحت وفؤاد لسه موجود أنا مش قلت لك تبعدى عن سكته.
أجابته سهر خائڤة.. نزلت لما حضرتك طردتنى برا بعدين أنا دخلت اوضتى وقعدت فيها وقفلتها عليا كويس.
ونظرت له بالم وأكملت.. أه يا ابيه سيب دراعى حضرتك بتوجعنى.
انتبه محمود ليده وأصابعه التي تحفر ذراع سهر ليخفف قبضته عليها ويقترب منها يقول.. افهميني أنا خاېف عليك منه البنى آدم دا لازم تبعدى عن طريقه على قد ما تقدري دا مش سهل وأنا مش هتحمل يلمسك أو يضايقك أنا ممكن اقتله لو أتجاوز حده معاكى انتى مينفعش يجي جنبك لأنك عمرك ما هتكونى له أبدا.
شعرت سهر بالحيرة فنظرات محمود أصبحت غامضة وحديثه يحمل اهتمام لم تراه منه منذ ابتعد عنها لسنين فقالت تجيبه.. وانا بعمل كدا ببعد عن سكته بس هو اللي مش عاوز يبعد ويسيبنى اعمل ايه وابويا مبيشفش غير أن أنا اللي دايما بغلط وبيجي عليا.
شعر محمود بأن تحرك سهر أمامه يلهى عقله تماما وتفقده تركيزه.
سئلته سهر بعدما لاحظت شروده.. مالك يا أبية.
سب محمود في سره ثم قال.. مافيش مافيش يا سهر المهم موضوع الشغل اللي قلت لك عليه بصراحة يعنى أنا شايف إنك متنزليش شغل وتقعدى وأنا هتصرف مع عمى رشدى.
سئلته سهر وقالت.. هما مرضوش يشغلونى يا
أبية.
تنهد محمود وقال.. مش موضوع مرضوش لا هو في شغل بس أنا مش حابب تشتغليه مش انتى اللي تبقى روم سيرفيز يا سهر أنا كان بودى اخدك معايا فمكتب المحاسبة بتاع الفندق إنما هما عاوزين بكالوريوسات وانا مقبلش انك تشتغلي.
قاطعته سهر وقالت.. أنا موافقة يا أبية على الشغل طالما هيبقى معاك مش مهم الشغل هيبقى