نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثالث.

عما يحاك لها فرفع آدم نظره لمحمود ليبتعد معتذرا قائلا.. أنا مش عارف اعتذر لك على ايه ولا ايه مازن لما قالى متخيلتش أن أقع بالفخ رغم حذرى مكنتش اعرف أن ليها مساعدة هتخدرنى أنا كمان بس اوعدك أن هجيب ل سهر حقها من هايدى على كل ال عملتها. 
أجابه محمود وهو يشعر بغيرة تنهش قلبه من آدم وقال.. أنا عاوز افهم ليه كل دا وليه سهر بالذات وسهر ايه جبها هنا اصلا. 
قص آدم ما يعرفه عن خطة هايدى وذهابها إلى منزلها والمجىء بها لغرفته وخداعها لسهر وتخديرها لها فاخبره محمود عما علمه عن داليا ليقف حين خرج مازن فقال مازن.. أنا أسف يا آدم مكنتش أعرف عن داليا دى حاجة أنا افتكرت أن هايدي هي اللى هتخدرك المشكلة دلوقتى أن سهر لو عرفت ممكن نفسيتها تتأذى ف أنا شايف إن من الأحسن انها متعرفش أي حاجة أنا هاخد محمود وسهر واوصلهم للبيت وارجع لك تانى بس أنت أبعد عن هايدى هي هتفضل نايمة لحد ما ارجع ونفكر هنعمل ايه. 
أغمض آدم عيناه حينما حمل محمود سهر بين ذراعيه ولكنه لم يستطع منع نفسه من أن يقول.. مبروك جوازكم يا محمود وخلى بالك من سهر لأنها تستحق الاحسن واكيد أنت الاحسن ليها.
جلست سهر تضم جسدها بين يديها وهي تسمع حديث محمود مع والدته فكتمت صوت بكائها بعدما علمت ما كانت تنويه هايدي لها وشعرت بالجزع والذنب حين أوضح محمود حقيقة ديانة آدم فأخذت تبكى وهي تستغفر الله على حبها المحرم ل آدم. دخل محمود يطمئن على سهر فعلم مما رآه أنها علمت ما يخفيه فجلس بجانبها وقال.. احمدى ربنا انه حفظك وسلمك لو هايدى عملت ال كانت عوزاه مش عارف كان هيحصل ايه. 
نظرت له سهر بحزن وقد تناست حبه لها فقالت بلا تركيز.. هو ليه بيحصل لي كل دا ليه يا محمود حياتى مش زى كل الناس ليه مش من حقى أي حاجة ليه الإنسان اللى قلبى دق له طلع متحرم عليا وليه هايدى عاوزة تأذيني كدا وداليا أنا معملتش ليها حاجة علشان تساعدها أنا تعبت من حياتى أنا نفسى اموت والله حرام اللى بيحصل لي.
انخرطت سهر في بكائها غافلة عن محمود الذي صدم باعترافها أمامه بانها تحب آدم حاول أن يتمالك غيرته ويهدأ من تصاعد غضبه ولكنه لم يستطع فقال يسئلها.. انتى انتى بتحبى آدم. 
حدقت سهر پصدمة في محمود فهى أعترفت دون أن تدري فتنهدت بالم وأحست أنها لا تستطيع إكمال خداعه فهى لن تستطيع منحه الحب الذي يريده فخلعت دبلته من اصبعها ومدت يدها بها إليه. 
نظر لها محمود ليفاجئها بالبسها إياها مرة أخرى وقال.. هنسى اللى سمعته وهنسى إنك خلعتى دبلتى وهنسى إنك خرجتى مع هايدى من غير ما تتصلى تبلغيني هنسى إنك مش بتحبينى هنسى كل حاجة وهبدا معاكى من جديد لأن عارف انك صغيرة واكيد آدم شغلك وانتى معندكيش أي خبرة فالدنيا علشان تعرفى أنا بحبك قد ايه ومقدر انك صغيرة لسه يلا قومى ولا انتى عاوزة هايدى تنتصر عليك وتضيع مننا اليوم. 
صمت محمود ونظر لها يحاول قراءة ملامحها فاكمل وقال.. أنا كان ممكن اسيبك لحد إمبارح إنما بعد اللى حصل واللى عرفته مينفعش اسيبك لأن لو سيبتك هايدى هتحاول تأذيكى بصى يا سهر حبى ليكي يكفينا سوا أنا مش عاوز منك غير انك تقبلى وجودى فحياتك وانا هقدر اخليكي تحبيني اتفقنا ولا انتى عاوزة تزعلى الست الطيبة اللى برا اللى ماصدقت أن ابنها خلاص هيتجوز. 
همست سهر وهي تسمح دموعها وقالت.. لا طبعا ميرضنيش اكسر خاطر خالتى صفية.
عاد مازن ليتفاجىء باختفاء آدم فاسرع إلى غرفه نومه ليجد هايدى كما تركها فغادر الجناح وهو يحاول الاتصال به ولكنه لم يجيب على اتصالاته. جلس آدم داخل سيارته فوق جبل المقطم شاردا فيما حدث فنظر إلى اتصالات مازن به ولكنه اهملها فطفرت عيناه بدمعة خانت عيناه فمسحها وهو يهمس لازم اكلمها ولو لمرة أخيرة وال يحصل يحصل ومد يده ليطلب رقمها. كانت سهر تجلس في غرفة صفية بعدما تركها محمود فنظرت ل هاتفها حين سمعت رنينه لتحدق برقم آدم وقلبها ينبض بشدة فتركته خائڤة لتأتيها رساله منه فتحتها لتجده يرجوها أن تحادثه وتسمعه ليعقب الرسالة باتصاله مرة أخرى فأجابت وقالت.. خير يا أستاذ آدم بتتصل ليه. 
تنهد آدم وقال بهدوء.. اسمعيني كويس يا سهر أنا لسه عند طلبى اللى قولته ليكي سيبى محمود ونتجوز أنا وانتى وانا هعرف احميكي من أي حد و. 
قاطعته سهر قائلة بعصبية.. أنت مچنون اللى بتطلبه مستحيل أنت مسيحى وأنا مسلمة حرام جوازنا اساسا وبعدين تحمينى ازاى وانت معرفتش تحميني من اللى كان هيحصل لي بسببك من خطيبتك اللى بتحاول ترجعك ليها بأى طريقة حتى ولو على حساب سمعة غيرها علشان أنت اللى وصلتها لكدا.
حاول آدم تمالك أعصابه وقال.. اولا هي مش خطيبتي أنا وهي سيبنا بعض من سنين ولو في حاجة فهى من ناحيتها هي إنما أنا مش بحبها أنا بحب واحدة بس وانتى عارفاها كويس بصى يا سهر أنا هثبتلك وهثبت للعالم كله انى بحبك أنا هعمل اللى مفروض يتعمل علشان اتجوزك أنا هعلن إسلامى يا سهر وهتجوزك بس انتى كمان لازم تعملى الخطوة اللى عليكى وتسيبى محمود أنا مش قادر أعيش من غيرك أنا بحبك بجد وحبك الحاجة الوحيدة اللى بتدينى القوة خلى حبك ليا يقويكى إحنا مش هنعمل حاجة حرام ارجوكى يا سهر ساعديني. 
احست سهر أن قلبها سيتوقف فهمست غير مصدقة لما سمعت من آدم.. أنت هتغير دينك علشاني يا آدم أنا مش مصدقة أنت مش خاېف. 
تنهد آدم وقال.. قلت لك حبى ليكى مديني القوة الغى كتب الكتاب وأنا هتقدم لك لو عوزانى دلوقتى اجى أنا مستعد اجى. 
لم تدرى سهر ماذا تفعل فصمتت تفكر فقالت له بحيرة.. أنا فعلا مش عارفة أعمل إيه أنا مش قادرة أفكر أنا خاېفة يا آدم أنا لو رفضت محمود هكسر قلبه وهكسر خاطر عمى خميس وخالتى صفية و. 
صاح آدم بعصبية مقاطعا لها.. هما ولا إحنا وحياتنا هما وتعيشى حياتك تعيسة مع واحد مش بتحبيه ولا حياتنا سوا ردى عليا انتى وقلبك وحياتك ولا غيرك. 
احست سهر بأحد أمام باب الغرفة فقالت پخوف.. آدم اقفل دلوقتى في حد جاى هكلمك تانى معلش.
أغلقت سهر هاتفها وقلبها يدق بسرعة. ليدخل إليها والد محمود وعلى ملامحه الحزن فعلمت أن محمود أخبره بما حدث ولكنها تفاجئت بصفية تدخل خلقة ټحتضنها وهي تبكى فحدقت بهما بدهشة وقالت تسئل.. في ايه يا خالتى اطمنى أنا كويسة.
نظرت صفية إلى زوجها خميس لتسمع خميس يقول.. شدى حيلك يا بنتى. 
نظرت سهر بدهشة أكبر إلى صفية وقالت.. أنا مش فاهمة حصل ايه يا خالتى.