نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الخامس.
بنخاف وعاوزين ننزل كل شوية.
ضحكت سهر بسعادة وقالت..أنا مش مصدقة اصلآ انى قدرت ونزلت امبارح ياه يا ماما ربنا ميحرمنيش منك ويارب دايما تفضلى تكملى الحاجة الناقصة. و.
قطع على سهر إكمال جملتها صوت رنين الهاتف فأجابت سهر ونادت على صفية وقالت.. ماما دى طنط سميرة عوزاكى.
تحدثت صفية مع سميرة وأغلقت الهاتف وقالت لسهر..هطلع اشوفها مالها بتقول تعبانة أنا مش هغيب ولو دكتور هانى جه وانا فوق قعدية فالصالة ورني عليا وانا هنزل على طول.
جلست سهر بقرب النافذة تراقب البحر وتبتسم وهي تتذكر سعادتها بالأمس وهي تجرى وتلعب مع الأمواج وسط ضحكات صفية التي شجعتها على الخروج بعدما سافر محمود وفاقت من شرودها على رنين هاتفها فأجابت وهي تضحك.. ايوة يا ماما.
سمعت سهر صوت تنهد الطرف الثانى يقول.. كل مرة متعرفيش صوتى أنا آدم يا سهر اللى بتصل بيكى وحشنى صوتك يا فتنة.
همست سهر باضطراب.. آدم.
أجابها آدم بتنهيدة حاړقة.. ايوة آدم اللي لعبتى بيه.
أجابته سهر بحدة وقد فاض بها الكيل.. بقولك إيه يا آدم بلاش تمثل عليا اكتر من كدا وتعيش دور الضحېة وبدل ما تتريق عليا وتعايرنى روح بص لنفسك الأول أنا لو كنت اتجوزت محمود ف دا لأسباب وظروف مريت بيها إنما أنت إيه حجتك لما كذبت عليا وهربت وروحت اتجوزت هايدى وخلفت منها بعد ما وهمتنى انك هتغير دينك يا آدم لو في حد فينا چرح التانى فيبقى أنت أنت اللى جرحتنى وخدعتنى أنا عمرى ما هنسي وجعى وانا مستنياك تيجى زى ما قولت أنا فضلت مستنية شهر بحاله تيجى تنفذ وعدك ليا وانت اتاريك عايش مع مراتك بص يا آدم كفايا أنا سبتك ټجرح فيا براحتك المرة اللى فاتت إنما خلاص دلوقتى مش هسمح لك تقول حرف فيه إهانة ليا تانى ومن الاخر كدا الرقم دا تمسحه ومتتصلش عليه تانى فاهم ولا اقولك أنا هرمية زى ما رميت حبك من قلبى وخرجتك برا حياتى كلها.
أغلقت سهر الهاتف وحاولت تمالك أعصابها وأفعالها فقلبها يؤلمها لشعورها پألم آدم فقذفت هاتفها فالحائط وهي تبكى بتساؤل لما هو مصر على اتهامها بخداعه وهي التي قضت لياليها تبكى والدها الذي قتل وتبكيه لان لم يفى بعهده معها هزت سهر رأسها وصړخت پألم.. ليه تخلينى اوجعك بالشكل دا حرام عليك يا آدم حرام عليك بجد.
حدق آدم بهاتفه بعدما أغلقت سهر في وجهه الاتصال وهو يشعر بالتيه فهو لم يعد يفهم شيء وتسائل من خدعها وأخبرها أكاذيب عنه هكذا من اوهمها بزواجه من هايدى احس آدم أن عليه مواجه سهر بما قالته ليثبت لها انه وفي بوعده وانه بحث عنها كثيرا ليثبت لها انها هي من خانت اتفاقهما سويا وتزوجت بمحمود.
سمعت سهر رنين الباب فمسحت دموعها عنها وفتحته وهي تحاول رسم ابتسامه على وجهها واستقبلت هانى بترحاب وتذكرت تنبيه صفية فبحثت عن هاتفها فوقعت عيناها عليه مكسورا على الأرض فلعنت ڠضبها الذي لم تتحكم فيه.
لاحظ هانى حالة اضطراب سهر فقال.. مالك يا سهر إيه مضيقك واضح عليك جدا الانفعال إحنا قولنا ايه نتحكم فاى انفعال شكلك هتتعبيني معاكى واحنا مش عاوزين نطول ففترة العلاج خصوصا أن ما شاء الله عليك بتتقدمى بسرعة ولا انتى معرفتيش تتغلبى على خۏفك ومقدرتيش تخرجى.
جلست سهر بعيدا عنه وقالت.. بالعكس يا دكتور أنا خرجت إمبارح لأول مرة ومكنتش حاسة پخوف كنت فرحانة وعاوزة أطير حسيت انى كنت اسيرة واتفك أسرى أنا بشكر حضرتك على تعبك معايا الفترة اللي فاتت بس يعنى حصلت حاجة كدا مقدرتش فعلا أمسك نفسى واتعصبت جامد ودلوقتى حاسه بالندم مكنتش حابة اتصرف أو اقول الكلام اللي قولته.
نظر هانى لها وقال محاولا جعلها توضح أكثر .. اكيد كان حاجة قوية خرجتك عن وعيك بس أنفعالك فحد ذاته تقدم انك تعبرى عن اللى جواكى ومتضعفيش خطوة مهمة جدا.
نظرت سهر له وقالت.. تفتكر يا دكتور انى هرجع طبيعية تانى واقدر اتعامل مع الناس عادي.
نظر هانى لها وفكر أنه الوقت المناسب ليجعلها تبوح له بسرها الذي سبب لها مرضها النفسي فقال يحاول حثها على التحدث بحرية.. بس إحنا كل دا نعتبر معملناش أي حاجة لأن السبب الأساسى للي انتى فيه مش عاوزة تتكلمى عنه وانا بالشكل دا هبقى عاجز لانى مش عارف اساعدك تتخطيه علشان تبدأى حياتك مش ناوية تحكى لي على اللي مخبياه.
وقفت سهر وقالت وهي تهرب بعيناها عنه.. أنا هعمل لحضرتك النسكافيه على ما ماما تنزل عن إذنك.
دخلت سهر تعد النسكافيه وخرجت وهي تحمل مج النسكافية تقدمه لهانى ليندفع محمود فجأة إلى داخل الشقة فرأى سهر تقف وظهرها له وأمامها يجلس رجل لم يرى وجهه. فالتفتت سهر ووقع من يدها النسكافية فوق هانى