نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء السادس.
. وكيف لي أن أنسى ...
وقف يحدق بها باستغراب من تلك التي تقف امامى في لحظة مبتسمة وفي اللحظة التالية عابسة متالمة. كم أود أن تسكن صدرى لينبض قلبى من جديد ولكن ما بال عيناها أانطفئت أم أصبحت غامضة بعمق لما. أحست بأنفاسه عبيرا مرت بوجنتيها تقبلها فنظرت لعيناه وگ حالها دوما تأسرها عيناه فلم تستطع إبعاد نظرها عنه ودت لو تندس بين ضلوع صدره تختفى عن العالم بأسره. احست سهر أنها منقسمة لنصفين. طفلة وجدت اخيرا امانها. وامرأة تبحث عن انتقامها نهرت سهر قلبها وقالت.. متنساش الۏجع اللى عشته وانت بين أربع جدران مستنى بس رنة منه متنساش الذل اللي حسيت بيه ومحمود بيهينك فووق وأثبت أجمد علشان نقدر نكمل لازم تقسي حتى ولو على حساب نفسك.
مجرد كلمات قالها آدم ليثيرها ولكن صداها كان مؤلما على نفس سهر فهو ذكرها بإهانته لها حينما زارها في الإسكندرية.
فرفعت حاجبها وقالت ببرود واضح.. لا لان وجودك مش مرحب بيه واتفضل وياريت متجيش هنا تانى.
همت سهر بغلق الباب في وجه آدم. ..ولكن صوت هانى أوقف سهر وهو يقول.. خير يا سهر ماله الأستاذ.
تنهد آدم بيأس وقال.. عمر العنوان ما كان غلط هو بس تفكيرك ال غلط يا سهر.
ونظر آدم إلى هاني وقال.. وحضرتك تبقى مين يا أستاذ.
أجابه هانى وقال بتعجب.. هو المفروض تعرف عن نفسك بس عموما أنا الدكتور هانى رضوان.
صمت آدم وتنفس ببطء وهو ينظر إلى سهر فأبتسم لها وأكمل.. آدم محمد عمران.
وتحرك آدم دون أن ينظر ل سهر وغادرهم لتحدق سهر پصدمة في أثره فلوح لها هانى بأصابعه ليلفت انتباهها له وقال.. هو دا آدم.
فرت الدموع من عين سهر وقالت.. أسلم يا هانى آدم أسلم.
هزت سهر رأسها بالنفى ومدت يدها تمنعه وقالت.. لاء لاء آدم معدش له مكان فحياتى خلاص ومتفتكرش علشان عيطت هرجع عن اللي فدماغى.
فتوجه هانى إلى صالح الجالس في الشرفة وقال.. عجبك اللي بتعمله دا دماغها بقت ناشفة وأنا بدأت فعلا أخاف على سهر من نفسها يا عمى.
قال صالح.. أنا كتير فكرت أقول لمحمود على مكانها يمكن يقدر يرجعها عن اللي فدماغها بس كل ما أفتكر اللي قالته سهر عنه أخاف لو شافته تهرب منى أنا كمان وأرجع لوحدى تانى بعد ما نورت حياتى.
قطع على سهر شرودها رنين هاتفها فوجدته فؤاد فاعتدلت ومسحت عنها دموعها وأجابت بسخرية.. الخريف عاوز إيه تانى بعد اللي عمله إمبارح.
أجابها فؤاد قائلا.. الخريف عاوز يغير الفصول ويعيش مع قمر الربيع اللي مبقاش قادر على بعده.
سئلته سهر عابسه.. يعنى إيه مش فاهمة.
أجابها فؤاد موضحا.. يعنى عاوز اتجوزك يا قمرى.
حدقت سهر پغضب في هاتفها وتنفست ببطء لتهدأ وأغمضت عيناها وقالت.. فؤاد لسه بدرى أوى على الكلام دا إحنا لسه بدئين نتعرف على بعض فبلاش تخلينى أبعد.
شعر فؤاد بضيق من تحكمها بزمام الأمور ومحاولتها المماطلة معه فهى منذ لقائهم الثالث تتعمد إفقاده اتزانه حتى بات يفكر بها ليل نهار وازداد هوسه بها أكثر لتجعله يشعر بندم تركها تبعد عنه هكذا ولام نفسه لعدم تملكه لها وجعلها له للأبد فقال بعصبية واضحة.. سهر إحنا مش لسه هنتعرف على بعض ولو كنتى نسيتى أفكرك انتى ف الأساس ومن الأول وبعد اللي عملته فيكى تعتبرى مراتى...أنا اكتشفت أن مكنش مفروض اسيبك من أيدى وتتجوزى محمود لإنك اصلا خسارة فأي حد غيرى...أنا ساعات ببقى عاوز أقتل كل اللي بيبص عليك ومش متخيل إنك تكونى لغيرى سهر خليكي فاهمة كويس إن فؤاد لما بيعوز حاجة بيوصل لها وافتكرى العند زمان معايا وصلك لايه أنا هسيبك أسبوع تفكرى يا نتجوز يا أما.
صړخت به سهر وقالت بانفعال شديد.. يا أما إيه يا فؤاد عاوز تغتصبنى تانى فاكر إنك هتقدر تاخدنى ڠصب زى المرة اللى فاتت بعد ما قطعت فجسمى أنا قلت إنك عمرك ما هتتغير واهو بتهددنى طيب يا فؤاد أنا مش هتجوزك وورينى هتعمل إيه بس خلى بالك اللي بتهددها دلوقتى مش سهر الضعيفة بتاعت زمان علشان أنا مبتهددش.
أغلقت سهر هاتفها وحدقت في إنعاكس صورتها ف المرآة تنتفض فقامت مسرعة وفتحت درج خزانتها وأخرجت سلاحھا واحتضنته وهمست.. الظاهر إن وقتك جه وانت اللي سعيت لموتك بدرى يا فؤاد أنا غلطت لما سبتك عايش لدلوقتى وكان لازم اقټلك من أول مرة شوفتك فيها إنت لازم ټموت يا فؤاد لازم ټموت.
جلس آدم شاردا يفكر بما حدث ليتنفس بإنهزام فهو لم يتخيل للحظة التغير الذي لاحظة على سهر. أخذ يفكر هل ينفذ حديثه معها ويحاول من جديد أم يترك الأمر برمته ويبتعد فقد أثقل قلبه حبه لها ليضيع تلك السنوات بحثا عنها ظن انها سترحب به مشتاقة له كما هو ليعوضها ويعوض قلبه الم الحرمان ولكن أن تتغير هكذا لا فنفسه أبت عليه أن تمس كرامته ويقل من شأنه حتى وإن كانت سهر فأخرج هاتفه وأجري اتصاله وقال بضيق.. احجزى لي على أى طيارة طالعة النهاردة لا أى مكان مش هتفرق مش عاوز أفضل فمصر أكتر من كدا.
.. ازيك يا محمود وحشتني.
رفع محمود عيناه وتنفس پحده وهو يراها تقف أمامه فتحرك من خلف مكتبه ليغادر ولكنها وقفت أمامه تمنعه من المغادرة.
فشعر أشرف بالحرج فغادر سريعا المكتب وتركهما وحدهما...فأقتربت هدى من محمود وقالت وهي تحاول ملامسته.. مش ناوى تسامحنى يا محمود أنا كل أسبوع اجيلك اترجاك ترجعنى علشان خاطر ابننا أنا بحبك يا محمود وعوزاك أرجوك بقى كفايا بعد.
زفر محمود بحدة وقال.. الموضوع دا اتقفل يا هدى اللي بينا انتهى خلاص انتى هديتى كل اللي بينا باللي عملتيه