نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس

منال الباب لتقف أمام هانى بشعر مشعث ترفع يدها إلى فمها تقضم خيارة ف أغلقت الباب مرة أخرى بوجهه وهي تشهق پصدمة فسمعت صوت زوجة أبيها فوزية يناديها.. مين اللي على الباب يا منال.
وقفت منال تحدق بها ببلاهة وهمهمت بصوت غير مفهوم.. دا هو مش عارفة.
وقفت أمامها زوجة أبيها فوزية وقالت .. يا بنتى ركزى مين ال على الباب.
صمتت فوزية حين تعال صوت الطرقات فنظرت ل منال قالت.. روحى لمى شعرك دا وأنا هشوف مين.
فتحت فوزية الباب وقالت.. خير يا أستاذ حضرتك عاوز مين.
ابتسم هانى وقال .. أنا عاوز أقابل والد الانسة منال علشان عاوز اخطبها.
لم يكد هانى ينهى حديثه حتى سقطت منال أرضا فاقدة الوعى لتصيح فوزية .. يا لهوى البت حصل لها ايه.
استئذن هانى وهو يقول.. أنا دكتور ممكن أي برفان.
وحمل منال ووضعها على أقرب اريكة ولف بنظره سريعا ليرى ولدين مراهقين يجلسان يستذكران لتخرج فتاة آخرى من غرفة جانبية وهي تقول.. ماما مالها أبلة منال.
أجابتها فوزية وهي تمد يدها لهانى بزجاجة عطر قديمة وقالت.. مش عارفة يا بنتى انتى عارفة اختك مش بترحم نفسها فالشغل ومبتكلش كفايا.
صمتت فوزية وهي تلحظ عينا منال تفتح فقالت.. الحمد لله فاقت. 
ونظرت لها تسئلها .. مالك يا حبيبتى انتى كويسة.
اعتدلت منال وهي تحدق ب هانى وقالت تسئله بضعف.. أنت جاى هنا تهرج صح.
عاتبتها فوزية وقالت.. ايه يا منال دا جوا بيتنا حد يقول كدا لضيفه قومى ادخلى مع اختك وريحى وسيبينى مع الأستاذ لوحدنا. 
وأشارت إلى والديها وقالت.. ادخلوا مع اخواتكم جوا.
ثم التفتت إلى هانى وقالت.. خير بقى يا أستاذ قولت جاى ليه.
اعتدل هانى في جلسته امامها وقد شعر انها ليست بسيدة ببسيطة فقط وإنما قوية الشخصية فهى تحدق بعيناه بثبات فقال.. أنا صديق للأستاذ آدم ال بنت حضرتك بتشتغل فالشركة عنده وقابلتها مرة فالشركة وبصراحة لفت نظرى ادبها وأخلاقها فقلت اجى البيت من بابه فين والدها علشان اطلبها منه أنا جاى وقصدى شريف والله.
اكتسى الحزن وجه فوزية واغمضت عيناها وقالت .. الحج أحمد الله يرحمه يا ابنى وأنا هنا دلوقتى فمحل أمها وابوها وطبعا أنت عارف الأصول شكلك بيقول كدا فلو فعلا قصدك شريف مجتش ليه ومعاك أهلك إحنا هنا يابنى ولايا لوحدنا وسمعتنا هي راس مالنا وأنا مش عاوزة حد يبص لنا بصة مش كويسة ولا إيه رئيك.
شعر هانى بالحرج أكثر وقال موضحا.. أنا والدى ووالدتى متوفيين من سنين واختى الوحيدة عايشة برا مع جوزها وولادها أنا دكتور وعندى شقة تمليك جاهزة وأنا فعلا يشرفنى إن اطلب ايدها من حضرتك ومش هكلفكم أي حاجة أنا عاوز منال بشطنة هدومها واى طلبات أنا تحت امركم فيها.
نظرت له فوزية وقالت .. طيب ادينى مهلة اسئل منال على رئيها واشور عمها وال فيه الخير يقدمه ربنا.
تعلقت سهر بذراع آدم طوال رحلة الطيران حتى خرجا من مطار أنقرة لتجد سيارة بانتظارهما. فجلست بجانب آدم وهي مأزالت ترتجف فرحلتها الأولى أرهقت أعصابها. فمال عليها آدم وقال حين وصلا إلى منزل صغير يمتلكه.. واثقة فيا يا سهر.
هزت سهر رأسها وقالت بهمس ضعيف.. ايوة يا آدم ومتسئلش السؤال دا تانى ارجوك.
فاجئها آدم بحملها فشهقت وتعلقت بتلقائية برقبته واسندت رأسها على صدره واغمضت عيناها وجسدها ينتفض بين ذراعيه حتى ادخلها إلى غرفة نومهم وممدها على الفراش وهمس بأذنها قائلا وقد أحس بقلبه ينبض بقوة واحتياجه لاحتضانها أكثر.. أنا هجيب لك دكتور أنا حاسس انك تعبانة.
لم تستطع سهر فك كفيها وأبعادهما عن آدم فحدق بها آدم وقال بدهشة.. سيبى رقبتى يا سهر انتى هنا ف أمان مټخافيش يا حبيبتى.
دمعت عينا سهر وقالت.. مش قادرة افك ايدى خاېفة تبعد وتسبنى خليك جانبى يا آدم وحياتى متسبنيش.
أبعد آدم يدا سهر عنه بصعوبة لتفاجئة باحتضانه وهي تبكى بهسترية غريبة.. لا أنت هتسبنى هنا وتمشى لا يا آدم.
شعر آدم بتمزق بقلبه من حالة سهر فهى منذ وصلا مطار القاهرة وقد تغيرت حياتها للخوف وها هي تعود لفزعها من جديد تمدد آدم بجانبها فوضعت سهر رأسها فوق صدره تبكى حتى هدأت وكانت تلك الدقائق عذابا حقيقيا لآدم فقربها منه يشعل مشاعره واحتياجه وهو على يقين انها لن تقبل به أبدا فالفترة الحالية فربت على رأسها وقال يطمئنها.. سهرى أنا لا يمكن هسيبك بس أنا فعلا مينفعش أفضل كدا.
ركزت سهر بذراعها على الفراش ووضعت كفها الآخر على صدر آدم ونظرت له وقالت.. يعنى إيه مش هتسبنى ومينفعش تفضل 
وكادت أن تبكى من جديد فجذبها آدم إليه واحتضنها  . سهر انتى مبقتيش صغيرة وأكيد عارفة لما الواحد يعشق وتبقى حبيبته بين ايده بالشكل دا بيبقى الاحتياج صعب وأنا بصراحة بټعذب جنبك فساعديني احافظ على وعدي ليكي انى احافظ عليكى لحد ما تتعالجى وتقبلى بيا وبوجودى كزوج.
اشعلت أنفاس آدم سهر واحست انها تتوق لحبه لها فحاولت استجماع شجاعتها واقتربت منه وطوقته بذراعيها وحركت وجهها ليقابل وجهه فتاه آدم وغرق فجنة عيناها الخضراء احس انه وجد الملاذ الأمن بعد طول عناء. وتحركت يد سهر بتلقائية  ه فظن آدم أنها إشارة   به سهر فطار عقله بجنته التي خلقت له فها هي حواء نصف آدم الآخر ومكملته بين يده ترحب به باحتياج يماثل احتياجه. وما كاد يقترب حتى أطلقت سهر صړخة مدوية ودفعت آدم عنها بړعب فابتعد آدم عنها وأنفاسه تتلاحق فاحتضنت سهر جسدها وهي تبكى بصوت زاد عڈابه فلعڼ فؤاد وما تسبب به من دمار لها فوقف حائرا عاجزا عن الاقتراب ليواسيها ليقول بصوت حزين.. أنا أسف سامحينى يا سهر أنا مش عارف سبت نفسى كدا ازاى حقك عليا.
رفعت سهر عيناها له وقالت وهي تتمزق فهى تتوق له خاصة وقد أشعل بها أحاسيس تمنتها كثيرا فقالت وهي تنتحب.. سامحنى ڠصب عنى والله أنا مكنش قصدى ابعدك بس أنا مش قادرة.
جلس آدم بجانبها مرة أخرى وقال.. طيب ممكن تهدى خلاص محصلش حاجة أكيد كل حاجة هتتغير و.
قاطعته سهر بحدة غاضبة من تصرفها معه وقالت .. وأنت ذنبك إيه ذنبك إيه تقبل بيا وبال أنا فيه دا أنت مكنش مفروض تتجوزنى طلقنى يا آدم ومتظلمش نفسك معايا طلقنى أرجوك وسبنى أنا مش هقدر أكون لك الزوجة اللي طول عمرك بتتمناها.
وقفت سهر بسرعة واسرعت تغادر الغرفة وهرولت متجهة إلى خارج المنزل وخلفها آدم يسرع خطاه حتى أدركها قبل أن تصل إلى الطريق ليجذبها پعنف ويقول بحدة.. انتى اتجننتى أنا لا يمكن أطلقك وهفضل معاكى لحد ما تتعالجى انتى فاهمة. 
وحملها آدم فأخذت تدفعه بعيدا عنها حتى أدخلها إلى الغرفة من جديد وقال.. أنا هسيبك لوحدك حاولى تنامى بكرة ورانا يوم طويل.
اغلق آدم عليها الغرفة وجلس أرضا خلف بابها يحاول تمالك نفسه فاخرج
هاتفه من جيبه وأجرى اتصاله وقال بلهجة غامضة منخفصة.. نفذ اللي طلبته منك حالا يتبع