نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس

وتقول عنى أنا انى غريبة يرضيك كدا يا محمود.
رفع محمود عيناه ينظر لها بضيق وقال.. و ايه يزعل يا هدى تلاقيكى انتى ال قولتى حاجة زى عادتك وضيقتيها وبعدين ارتاحى ال مع سهر جوزها.
ابتسمت هدى بفرح وقالت.. بجد يا محمود سهر اتجوزت معقول.
وقف محمود أمامها ونظر لها بعصبية وقال.. مالك فرحانة كدا ليه. 
وصمت وهو يفكر ثم أكمل وقال.. ااااه فرحانة إن الساحة فضيت لك عارفة انتى مافيش فايدة فيكي أنا ال قولت هتتغيرى إنما واضح انك هتفضلى زى مانتى بس عاوز اقولك على حاجة مش سهر ال تخافى منها.
واقترب منها أكثر لټضرب أنفاسه وجهها وقال.. خافى منى أنا لانى فلحظة ممكن تلاقينى داخل ومعايا مراتى الجديدة.
ابتعد عنها محمود فالټفت له لتحتضن ظهره وتقبل عنقه قائلة.. كفايا بعد يا محمود أنا عارفة إنك بتقول كدا علشان تضايقنى بس وحياة ابنك بلاش تهجرنى اكتر من كدا.
التصقت هدى بمحمود تحتضنه وتدفع بيداها أسفل ملابسه ولكنه قبض على يدها والټفت لها ودفعها عنه وقال.. كان زمان يا هدى الحركات دى ممكن تمشى معايا إنما دلوقتى معدتش تمشى معايا واتفضلى روحى اوضتك واياكى تدخلى هنا تانى.
خرجت هدى فاغلق محمود باب غرفته بحدة وجلس على فراشه يشعر بإنه خسر للابد أي فرصة تجمعه مع سهر فيكفى نظراتها لآدم ليعلم أنها لم تتوقف عن حبه لحظة واحدة وإنما زاد هذا الحب بينهما أكثر واكثر...جلست سهر بين صفية وآدم يضماها كلاهما إليه وهي تضحك على حديث آدم وصفية..حتى توقفت صفية فجأة عن الكلام وتنظر إلى آدم وقالت.. ينفع نتكلم جد شوية أنا عاوزة أعرف أنتم ناويين تعملوا ايه فموضوع فؤاد بعد الكلام اللي الهانم قالته له وعشمته انها ليه.
شعرت سهر بسعادتها تبهت لتذكرها فؤاد فلاحظتها صفية فقالت.. أنا لازم أسئل علشان الصفحة دى لازم تتقفل خالص ومتتفتحش تانى متزعليش من كلامى يا سهر ما أنا عاوزة أعرف ايه اللي خلاكى تعيشى عند صالح وليه دكتور هانى خبى علينا انه يعرف مكانك. 
احتضن آدم كف سهر ونظر لها يطمئنها فابتسمت له وقالت وهي تحدق في عيناه كأنها تقف على شاطىء نجاتها.. أنا اللي طلبت من هانى انه ميقولش على مكانى علشان محمود ميرجعنيش له تانى ولو كنت فضلت كنت هضعف علشان خاطرك زى كل مرة وأرجع له قعدت فشقة أخت هانى وكنت بروح له المستشفى اللي بيتشغل فيها اتعالج وهناك قابلت عمو صالح كان تعبان جدا ومكنش في حد معاه بقيت بروح ازوره لحد ما اتحسن ولما خرج من المستشفى طلب انى اعيش معاه وبصراحة مسبنيش عاملنى زى عمى خميس ما كان بيعاملنى زى بنته وكملت علاجى عنده واتعرف على هانى لحد ما يوم لمحت فؤاد فمشيت وراه وعرفت طريق محله الجديد بعد ما باع كل حاجة واشترى فأماكن تانية علشان محدش يوصل له ولما شوفته كنت خلاص اقتنعت أن لازم انتقم منه ف قربت منه وقابلته كذا مرة لحد ما طلب منى الجواز قبل ما تعرفوا مكانى و. الباقى انتو عارفينه.
تنهدت صفية وقالت .. يبقى تطلعيه برا دماغك وتفكيرك خالص وتعيشى مع جوزك بقى ولا أنت مش ناوية تفرحينى بحفيد.
ارتبكت سهر ووقفت وقالت.. أن شاء الله يا خالتى كله بأمر الله.
و نظرت إلى آدم بارتباك وقالت.. مش يلا يا آدم علشان نلحق نجيب الحاجات.
أبعد آدم نظره عن سهر وقال وهو يشعر بحاجتها أن تكون وحيدة.. يلا يا سهر الوقت فعلا على الاقد.
صافح آدم صفية واحتضنت سهر ووقفت تودعهم لتسمع صوت ابنها يقول وهو يقف خلفها ليفاجئهم.. بيت اخوكى مفتوح لك فاى وقت يا سهر.
سحبها آدم بغيرة ولم يدع لها الفرصة لتجيب فتحركت للمصعد ووقفت بجانبه في المصعد بصمت وتنظر إلى الأرض كذلك جلست بجانبه في السيارة طوال الطريق صامته فأوقف آدم السيارة فجأة فكادت سهر ترتطم بالزجاج فنظر لها آدم وهو يقبض على مقود السيارة حتى ابيضت أصابعه وقال
.. قلت لك متبصيش لمحمود ولا تتكلمى معاه وانت مسمعتيش الكلام وكنتى ناوية تقفى وتردى على عرضه كأنك خلاص من بين كل البيوت هترتاحى معاه السمج دا ال فاكر انه بجملة يخلينى انسى ال عمله معاكى.
اطلقت سهر ضحكة عالية وهي تنظر ل آدم وقالت له تزيد غضبه
.. يا حرام يا آدم أنت حالتك صعبة اوى إيه كل الغيرة دى أنا اصلا مش بطيق محمود واكيد اكيد عمرى ما هختار بيت يكون فيه واقعد معاه تانى.
صمتت سهر تهدا ملامح آدم فقالت
.. دومى حبيبى خلى عندك شوية ثقة صغننة فسهورتك حبيبتك ودلوقتى مش هنروح بقى نجيب حاجات السفر وبعدين أنا نسيت اسئلك هو أنا اصلا هسافر ازاى وانا معنديش جواز سفر. بقلم منى أحمد 
ابتسم لها آدم وقرص وجنتها وقال .. علشان أنا مش بلعب يا سهورتى جواز سفرك والتأشيرة وكل حاجة جهزت من وقت ما خرجنا من المكتب امبارح مازن قام بكل حاجة.
جلس مازن يلاعب صغيره فنادته هايدى تقول.. في واحد واقف برا بيقول عاوزك ف حاجة مهمة إسمه هانى لا الدكتور هانى مين دا يا مازن.
اعطى مازن طفله ل هايدى وقال.. دا صاحب آدم اه صحيح نسيت اقولك أن آدم اتجوز سهر إمبارح.
حدقت به هايدى بدهشة وقالت .. من إمبارح يا مازن وساكت ما أنت عارف انى عاوزة أقابل سهر واخليها تسامحنى علشان آدم يكلمنى ولا انتو لسه خايفين منى انى أ أذيها حتى إنت يا مازن فاكرنى لسه زى زمان عموما شكرا ليك. 
اغلقت هايدى غرفتها بحزن فهى مأزالت تشعر أنها غريبة بين مازن وآدم وما أن تظهر بمكان حتى يصمتا ولا يطلعها مازن على أي أخبار عن آدم. 
فنتهدت وهي تفكر كيف لها أن تصلح ما افسدته في الماضى.
استقبل مازن هانى بابتسامة فنظر له هانى بحرج وقال.. أنا عارف إن مفروض كنت أتصل الأول بس أنا محتاج لك فموضوع مهم جدا موضوع حياة أو مۏت.
شعر مازن بالقلق فقال يسئل هانى بلهفة.. خير يا هانى في حاجة حصلت ل آدم ولا سهر ما تتكلم يا اخى وقعت قلبى.
أجابه هانى وهو يشعر بالحرج وقال.. أنا عاوز عنوان سكرتيرة آدم الانسة منال ضرورى. 
حدق مازن ب هانى بدهشة وقال.. هو دا موضوع الحياة أو المۏت ال تقصده تصدق يا هانى أنا هقول ل آدم وإنت اتصرف معاه.
جذب هانى ذراع مازن وقال يرجوه.. يا عم قولى عنوانها البت من ساعة ما شوفتها مش عارف أنام ولا أعيش واحسن حل أروح اطلبها أنا روحت الشركة لاقيتكم أجازات فاكسب ثواب فاخوك وادينى عنوانها ورقم تليفونها.
ضحك مازن بشدة وقال .. العنوان ماشى إنما موبايل لا هي لو عاوزة تبقى تديلك الموبايل إنما تاخده منى أنا لاء.
وقفت هانى أسفل البناية يشعر كأنه عاد مراهقا مرة أخرى فصعد على السلم حتى وصل إلى الدور السادس ووقف أمام الباب يسترد أنفاسه وطرقه وماهى إلا لحظات حتى فتحت