نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس

من عينا آدم التي تحدق له بشدة وتحاصره.. اللي كان مقيدنى فالأول ومأخر معايا علاج سهر إنها رفضت تقولى سبب كل دا لحد يوم ما محمود ھجم عليها هو اللي اتكلم وفهمت سبب الحالة.
صمت هانى فجأة وأخذ يتنفس عدة مرات فهو يخشى ردة فعل آدم بأن يرفض سهر بعد أن يعلم ما حدث لها ولكنه انتفض حينما سمع صوت آدم الحاد يقول.. انطق يا هانى سهر حصل لها إيه أنت بطريقتك دى ولفك عليا مش سايب إلا احتمال واحد ريحنى خاېف منه قول إن مش هو أرجوك أتكلم وارحمنى من الظن دا.
ابتلع هانى غصة مريرة وقفت في حلقه وقال.. للأسف سهر اتعرضت بعد مۏت والدها مقتول بشهر لچريمة اڠتصاب ۏحشية.
وقعت كلمات هانى على قلب آدم كالصاعقة أطاحت به ليترنح ويجلس على مقعده وهو يحاول التماسك فخفض بصره ليعلو صوت تنفسه يهز رأسه رافضا ما سمعه...فوقف فجأة وحدق بهانى بوجه ارعب هانى نفسه لتبدل لون عين آدم ويكسوها لون الډم وترك الغرفة وهرول للخارج فناداه هانى ولكنه لم يستمع له...حاول هانى أن يدرك آدم فلحق به قبل أن يغلق باب المصعد ووقف بجانبه وقال وصوته متهدج.. أنت ناوى على إيه سهر ملهاش أي ذنب فاللي حصل لها ممكن تهدا غضبك دا ممكن يدمر كل اللي حاجة أنا لما جيت لك جيت علشان ننقذ سهر من انها ټنتقم من اللي عمل فيها كدا إنما بالشكل دا واللي أنا شايفه يبقى سهر عاوزة اللي ينقذها منك. الټفت آدم پحده لهانى ورفع سبابته في وجهه محذرا إياه قائلا.. مش عاوز أسمع صوتك لانى مش هبقى مسئول عن ردة فعلى معاك إنت فاهم.
صعد آدم وبجانبه هانى إلى سيارته وتوجه إلى منزل صالح ليصعد إلى شقته ويطرق الباب بقوة وتفاجىء آدم بمحمود يفتح له الباب ويقول بلهجة حادة وهو يمنعه من الدخول.. أنت إيه اللي جابك هنا هو أنا مش هخلص منك بقى و.
لم يترك له آدم فرصه لمحمود ليكمل حديثه فلكمه بوجهه ودفعه من أمامه پغضب وهو يقول لهانى.. اوضتها فين اتكلم بدل ما أرتكب چريمة فيكم أنتم الاتنين.
أشار هانى لآدم بيد مرتجفة على باب غرفة سهر وهو يدعو الله أن يمر الأمر بسلام وشاهد آدم يفتح الباب عنوة ويتجمد أمامه في نفس اللحظة التي سمع فيها صيحة سهر وبعدها صوت ارتطام جسد بالأرض...فاقترب من آدم ولكنه تفاجىء به يدفعه ويزمجر پغضب.. إياك تقرب.
ثم أغلق آدم باب الغرفة وهو يقول لصفية.. غطيها يا أمى بسرعة ارجوكى.
وقف محمود وهانى يتبادلان النظرات ليقول محمود.. أنت إزاى تفتح الباب عليهم كدا من غير إذن وبأى صفة.
حدق به آدم بكراهية وقال.. بصفتى جوزها يا محمود فهمت لا مفهمتش وياريت مسمعش صوتك نهائي لإن حسابك كبير معايا على كل حاجة عملتها فسهر.
تقدم منه صالح ببطء يستند على عصاه وقال يسأله.. أنت بقي آدم.
الټفت آدم إلى صالح ونظر له وتقدم منه يمد يده له وهو يحاول تمالك حاله لما سمع ورأى وأجلس صالح على مقعد قريب وقال.. ايوة أنا آدم اللي البيه مصمم إنه يفرق بينى وبين سهر لحد دلوقتى و.
وأشار بيده إلى محمود يشعر بكراهيته تزيد تجاهه...صمت آدم حين فتحت صفية الباب وهي تبكى...فأسرع آدم ليتخطاها ووقف أمام الباب فوجد سهر تجلس أرضا تضم ساقيها إلى صدرها وتبكى فدخل ليغلق الباب خلفه...رفعت سهر عيناها وحدقت بوجه آدم ليصدمها جمود وجهه وبرودة عيناه فخفضت عيناها للأرض مرة أخرى تشعر بالخزى أمامه وشعرت به يجلس أرضا بجانبها ويتنفس بحدة ليحيطها بذراعه فاندست سهر إلى صدره باكية ولكنها شعرت باهتزاز جسد آدم فرفعت عيناها المليئة بالدموع إليه لتصعقها دموع آدم التي أغرقت وجهه ليدفن آدم وجهه في شعرها هامسا.. أنا أسف يا سهر أنا اللي غلطان انى سبتك يحصل لك كل دا كان لازم أحارب بقوتى كلها وأرجع لك على طول سامحينى يا سهر سامحينى أن فيوم قولت لك كلمة زعلتك.
رفعت سهر يدها ووضعت أصابعها تلامس شفتى آدم لتمنعه من الكلام ونظرت له بالم وقالت بصوت متهدج من البكاء.. متقولش أي حاجة أرجوك إنت مكنش مفروض تشوف اللي شوفته دا يا آدم انسى اللي شوفته وانسانى أنا منفعكش صدقنى يا آدم.
أبعد آدم أصابع سهر عن شفتيه وقبض على يدها وقال وهو ينظر في عيناها.. سهر انتى خلاص بقيتي مع حبيبك آدم يعنى تنسى أى حاجة فالدنيا تنسى كل اللي حصل انتى من النهاردة واحدة تانية من حقها عليا انها تعيش بسعادة وراحة دا واجبى أنا هعوضك عن حاجة بس ادينى الفرصة دى و.
صمت آدم حين وصل إلى سمعه صوت شجار بالخارج فابعد سهر عنه وقال لها محذرا.. متطلعيش برا فاهمة.
خرج آدم وأغلق الباب خلفه ليرى محمود ورجلا آخر يتشاجران وصالح ملقى أرضا بجوراه هانى يحاول مساعدته وصفية تنظر بړعب إلى محمود وفؤاد ليتخذ قراره ويقف حائلا بين محمود والآخر وهو يصيح.. أنتم فاكرين نفسكم فالشارع مافيش أى احترام لحرمة البيت.
صاح محمود يسب ويقول.. إبعد من أدامى الساعة دى يا آدم أنا لازم اقتله وأشرب من دمه أنت متعرفش الحيوان دا عمل إيه.
احس آدم باضطراب فلف نظره ينظر إلى ذلك الغريب الذي وقف يمسح الډماء من جانب فمه ثم نظر إلى هانى وهو يسند بيده صالح وحول نظره إلى محمود مرة أخرى وقال يسئله.. تقصد إيه بكلامك يا محمود.
صاح محمود پغضب يحاول تخطى آدم.. دا الحيوان فؤاد ال ال.
لم يستطع محمود إكمال جملته وأشاح بوجهه بعيدا عن آدم...لينظر آدم پحقد وكراهية شديدة إلى فؤاد ويهجم عليه بغته قابضا على عنقه بقوة فصاحت صفية.. أبعده عنه يا محمود الجدع هيقتله ويودى روحه فداهية يا ناس حرام عليكم 
أسرع هانى ومحمود يحاولان إبعاد قبضة آدم عن عنق فؤاد ولكن آدم تشبث بفؤاد پعنف...ليتفاجىء الجميع بخروج سهر تصرخ بوجه آدم تجذب يده بعيدا عن فؤاد قائلة.. سيبه سيبه أنت هتموته.
صړخ آدم بوجهها وقال.. أنا لازم اقتله اللي زى دا حلال فيه القتل.
دفعت سهر آدم تبعده وقالت فجأة.. إبعد عن خطيبى يا آدم واتفضل اطلع برا.
ران صمت فجأة يلف الجميع. ووقفت صفية تحدق بسهر وملامح آدم التي تجمدت من الصدمة. 
فابتعد آدم عن فؤاد لا يصدق ما قالته سهر. ليسعل فؤاد بشدة وهو ينظر للجميع بشماته لتربت سهر على كتفه تسئله.. أنت بخير يا فؤاد تحب نروح المستشفى نطمن عليك.
والتفتت إلى آدم تعنفه بشدة قائلة.. عجبك اللي عملته ف فؤاد إنت ازاى تسمح لنفسك تلمسه اصلآ بعدين أنت لسه هنا ليه اتفضل يا أستاذ آدم اظن جاوبت على كلامك بما فيه الكفاية.
وأدارت وجهها لتنظر إلى محمود قائلة.. وحضرتك يا أستاذ محمود خد طنط صفية وروح وجودك مش مرغوب فيه لا دلوقتى ولا بعدين.
أنهت سهر كلماتها وهي تدير عيناها عن الجميع لتحدق بصمت بوجه فؤاد ثم قالت .. الأحسن