نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس

نمشى إحنا يا فؤاد أنا هدخل أجيب شنطتى ونمشى استنانى برا.
تركتهم سهر ودخلت غرفتها وأغلقت بابها خلفها لتستند إليه باكية. .وتحركت ببطء وأخذت حقيبتها وفتحتها ثم تنفست بقوة واغلقتها ووقفت تمسح دموعها وخرجت دون النظر إلى أحد منهم وغادرتهم.
جلست سهر بجانب فؤاد في سيارته وقالت.. أنت إيه جابك هنا وعرفت اساسا انى موجودة هنا ازاى أنت بتراقبنى يا فؤاد.
نظر لها فؤاد وقال.. أنا من تانى مرة شوفتك وعارف مكانك وعارف إنك قاعدة مع عمى أومال أنا مطمن عليكى ليه لو مكنتيش معاه مكنتش هسيبك فاى مكان بعيد عنى. 
وصمت وهو ينظر لها بشدة وقال.. أنا بقى اللي عاوز أعرف إيه اللي جاب محمود وامه عندك ومين الأستاذ اللي كان ماسك فرقبتنى ومش عاوز يسبنى بيتهىء لي شوفته فمكان قبل كدا بس مش فاكر بصراحة فين.
ارتبكت سهر وقالت.. مش مهم أى حد من اللي فوق المهم أنا وانت ودلوقتى روحنى على بيتنا القديم أظن عارف مكانه.
شعر فؤاد برجفة تمتلكه ونظر لسهر وقال.. البيت القديم عاوزة تروحيه ليه.
نظرت له سهر بغموض وقالت.. أومال هقعد فين فالشارع.
أسرع فؤاد يقول.. لا فبيتى طبعا إحنا نطلع على أقرب مآذون دلوقتى ونتجوز ونروح على بيتى أنا مستعد أكتبه باسمك حالا كمان.
هزت سهر رأسها بالنفى وقالت.. لا يا فؤاد أنا عند كلامى معاك لسه بدرى على إنى اتجوزك واهو قصاد الكل قولت إنك خطيبى يعنى مش بلعب بيك ودلوقتى روحنى البيت. 
أجابها فؤاد وقال.. لا بيتكم القديم لا لو مش عاوزة تروحى بيتى يبقى احجز لك فاى فندق لحد ما نتجوز حتى لو هتقعدى سنة ها إيه رئيك.
تنهدت سهر وقالت.. موافقة.
بعدما القت سهر صاعقتها على الجميع وغادرتهم تلحق بفؤاد تهاوى آدم يستند إلى أقرب مقعد بجانبه غير مصدق لاذناه ليسمع صوت صفية تبكى ومحمود يرجوها أن تهدأ فرفع بصره إليها فاشفق على حالها فقد سبب لها كلام سهر الالم ونظر إلى صالح ليراى حاله كحال صفية وكان هانى يحدق بعين آدم فأشار له بحاجبه فتحرك هانى صوب الشرفة ليتبعه آدم فقال هانى بهمس حتى لا يسمعه أحد من الداخل.. سهر ناوية ټقتل فؤاد يا آدم.
ضړب أدم بقبضته سور الشرفة وهو يقول من بين أسنانه بحدة.. أنت جاى دلوقتى بعد ما سبتنا ومشيت تقول الكلام دا أنا مش فاهم أنت دكتور ازاى أنت كنت بتعالجها ولا كنت بترسم لها ازاى ټنتقم منه.
تركه آدم واندفع إلى الداخل ينظر إلى صالح ومحمود سائلا.. تعرفوا المچرم دا ساكن فين أنا لازم ارجع سهر ولو بالقوة.
هتف صالح وقال.. فؤاد عزل من زمان أنا معرفش إلا رقم تليفونه وعنوان المحلات ممكن حد من اللي شغلين هناك يقولك على مكان بيته.
نظرت صفية لآدم وقالت.. أنت ناوى على إيه يا ابنى.
أجابها آدم محاولا إخفاء احساسه وقال.. اطمنى يا امى أنا هرجع سهر ليكى تانى ومتقلقيش.
في اليوم التالى جلس آدم وأمامه مازن يحاول أن يثنيه على تفكيره فقال.. يا آدم مينفعش العڼف فالمواقف دى أنت لو قټلت فؤاد هتتسجن وهتخسر سهر يعنى مش هتعرف تعوضها عن حاجة زى ما وعدتها.
كظم آدم غضبه وقال .. اومال اسيبها تتجوزه علشان تقتله وتضيع منى لا طبعا أنا لا يمكن اسيبها تع.
صمت آدم حين طرقت منال الباب ودخلت فوقفت مرتبكة أمامه وقالت.. أستاذ آدم برا في حد طالب يقابلك و.
أشار لها آدم بيده وقال.. مش هقابل أي حد أنا معنديش دماغ لحد بلغى الكل إن الشركة هتاخد أجازة مدفوعة الأجر فترة لان الأيام الجاية أنا مش هاجى الشركة.
نظرت له منال وقالت .. بس أصل اللي برا تبقى سهر و.
هب آدم من مكانه حين سمع اسم سهر ليخرج مندفعا فشاهدها تجلس باضطراب تنتظر خروج منال ولكنها ما أن رأت آدم امامها حتى وقفت وهي تنظر له بقلق. مد آدم يده وقبض على يدها وسحبها إلى مكتبه وقال موجها حديثه لمازن.. لما اعوزك هناديلك يا مازن وانتى يا منال نفذى اللي قلت لك عليه يلا.
ابتسم مازن لسهر وقال.. رغم انى متعاملتش معاكى إلا إنى تعبت بسببك كتير واتمنى متعبش تانى أنا عندى ابن عاوز اربيه.
صړخ به آدم وقال.. مااااازن اطلع برا.
خرج مازن وهو يضحك على ملامح آدم التي تبدلت في لحظة بمجرد رؤيته لسهر..جلس آدم بجانب سهر وضغط بقوة على يدها وقال.. أقدر افهم معنى اللي عملتيه إمبارح دا إيه.
ابتلعت سهر ريقها وقالت وهي ترتجف بسبب احساسها بيد آدم التي تتلمسها رغم ضغطه عليها بقوة.. عملت الصح فؤاد عرض عليا الجواز وأنا وافقت وو.
لم تستطع سهر إكمال جملتها بسبب ضغط آدم على يدها الذي اشتد فتنهدت بيأس وقالت.. كان لازم أحميك إنت كنت هتقتله وتضيع بسببى وأنا مستحيل أسمح لك ټأذى نفسك علشانى.
وقف آدم فجأة وجذب سهر من يدها لتقف وقال .. يلا بيا.
سألته سهر وهي تحاول جذب يدها وعدم التحرك وقالت.. يلا على فين وبعدين سيب ايدى على فكرة بتوجعنى.
نظر لها آدم ليرفع كفها ويقبله وابتسم لها حين شعر بارتجافها واحساس عيناها الذي وضح له حبها له. وتركها فجأة وتوجه صوب مكتبه وفتح أحد إدراجه واخرج علبة سوداء. نظرت له سهر بتعجب وشاهدته يتحرك ليقف أمامها. ففتح آدم العلبة وأخرج منها دبلة ذهبية والبسها إياها وسط دهشتها وقال وهو يقبل كفها مرة أخرى.. الدبلة دى معايا من يوم ما طلبت أول مرة إنك تتجوزيني ودلوقتى نورت ف ايديكى. سهر أنا مش هسمح لك تضيعى منى تانى أنا هتجوزك دلوقتى حالا يلا بينا ومتفكريش إنك هتقدرى ترفضى أنا لو حكمت هخطفك واتجوزك ڠصب عنك. 
تاهت سهر في عين آدم الذي تحولت عيناه لقوة جاذبة أسرتها وجعلت قلبها يدق بشدة فتفاجأت بنفسها تهز رأسها موافقة فضمھا آدم وحملها وهو يصيح بصوت عال ويدور بها .. بحبك يا سهر بعشقك يا سهرى.
خرج آدم وهو يضم سهر إليه وقال موجها حديثه لمنال.. بلغى الحسابات بصرف شهر مكافأة يا منال والأجازة تبدأ من دلوقتى ولو حد سئل عنى بلغيه إنى سافرت اقضى شهر عسل برا.
جلست سهر في غرفة نوم آدم على فراشه تفكر كيف وافقت هكذا دون اعتراض ودون خوف أن تتزوج من آدم وكيف لم تشعر بحالها وهي توقع على قسيمة الزواج بعدما فاجأها آدم بحضور صالح وكيلا عنها وهانى أحد الشهود وعودتها مع آدم إلى شقته في أحد الأبراج المطلة على النيل والتى تفاجأت حين ابلغها أنه قد أشتراها خصيصا لزواجهم منذ سنوات. 
وقفت سهر تنظر حولها وهي تشعر بالړعب يسكنها فارتجفت رغما عنها وسالت دموعها لترى آدم أمامها فهى لم تشعر بدخوله عليها الغرفة فمد يده يسمح عن عيناها الدموع وقال.. قلت لك من اللحظة اللي اتجمعنا فيها تانى معدش للدموع مكان فحياتك أنا دورى دلوقتى اخليكى تعيشى وتعوضى كل اللي فات واسعدك العمر كله.
صمت آدم حين رفعت سهر عيناها إليه ليغرق في جنتها