نفوس حائرة.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الاول.

زى ماهى وانها هي اللي لازم تتنازل علشانك.
وقف عمران وحدق بوجه ابيه وقال بصوت يقطر ألم.. زى ما أنت رفضت تتنازل علشان خاطر ماما وقبلت تكسر قلب بنتك جنة.
. سأنسى حبك...
نيران متأججة في صدر الجميع الم هنا وحرج هناك دموع تنهمر من عيون عشقت وقلوب احبت وهجرت ليسكن الالم ويزاحم مشاعر الحب فيزيد الجراح أنين استيقظت جنة من نومها ووجدت والدتها ټحتضنها فربتت على يدها وقالت بصوت ناعس.. ماما انتى منمتيش ولا إيه أنا كل ما اقلق الاقيكى قاعدة نفس القعدة دى.
ابتسمت سهر وقالت بحب لجنة.. ولو فضلت عمرى كله قاعدة كدا علشان تبقى انتى بخير هفضل علشانك يا جنتى.
دمعت عين جنة وجذبت يد والدتها وقبلتها وقالت.. أنا اسفة يا ماما على كلامى ال قولته امبارح أنا مش عارفة كان مالى وازاى اقول الكلام دا فحقك وحق بابا ارجوكى تسامحينى.
ربتت سهر على وجنة ابنتها وقالت.. أنا عمرى ما ازعل منك ومسمحاكى يا قلبى وبابا عمره ما بيزعل منك لانه بيحبك اكتر من نفسه يا جنة.
وابتسمت سهر لابنتها تطمئنها ثم أكملت حديثها وقالت.. ودلوقتى يلا قومى اغسلى وشك وصلى على ما اصلى أنا كمان واحضر لك احلا اكل انتى من امبارح مأكلتيش.
انهت جنة صلاتها ووجدت هاتفها يعلو صوته بالرنين فتعجبت فوالدها منعها عنه فاغمضت عيناها تشعر بالندم لسوء تصرفها معه فها هو يتركه لها ولم ينفذ تهديده  فمدت يدها ووجدت رقم آدم مازن فأجابت عليه فسمعته يقول.. جنة آدم عاملة ايه.
ابتسمت جنة وقالت.. بخير يا دومة إنت عامل إيه.
أجابها آدم بمرح وقال.. أنا بخير بس خاېف منكم حاسس انى هلبس فالاخر مع ابوكى وهبقى شهيد جنة.
ضحكت جنة على حديثه وقالت.. هو أنت تطول اصلا تبقى شهيد جنة اخلص أنت متصل ليه أنا عاوزة اكل قبل ما حد من الوحوش يظهر ويخلص على اكل ماما.
تنهد آدم وقال.. جنة أنا عاوز اشوفك النهاردة هينفع.
صمتت جنة ونظرت للهاتف بدهشة وقالت.. لو عاوز تشوفنى تعالى أنا فالبيت هروح فين يعنى ما أنت عارف اللي فيها.
أجابها آدم وقال.. افهمى بقلك عاوز اقابلك ضرورى.
شهقت جنة وقالت.. بجد يا آدم بس أنا هخرج ازاى بابا مانعنى اخرج برا بعد اللي عملته امبارح دا كويس انه مقتلنيش.
صمت آدم برهة ثم قال.. طب والحل هتخرجى ازاى.
أجابته جنة بحزن.. مش عارفة بجد يا ادم ما تفكر فاى حاجة.
حك آدم ذقنه وقال.. خلاص هخلى مارى تتصل بعمى وتقوله انكم هتنزلوا المول وانا هقابلكم فالمول تروحى انتى مشوارك بسرعة وبعدين نتقابل ونروح تمام ادينى بقى مارى افهمها هتقول ايه.
أجابته جنة باستغراب وقالت.. بس مارى مجتش يا دومة.
عبس آدم وقال بدهشة.. ازاى مجتش إذا كنت أنا اللي موصلها بنفسى يا جنة طيب خلاص اقفلى وانا هتصل بيها اشوفها فين وهبقى اكلمك نرتب سوا سلام.
غادر آدم غرفته وتوجه إلى غرفه مارى فسمع صوت نحيب وبكاء مكتوم فطرق الباب وما أن سمعها تأذن له بالدخول حتى دلف إلى الداخل واغلق الباب خلفه فوقف مكانه مصډوما من حالتها وبكاؤها وما أن نظرت اليه حتى ابتلعت مريام ريقها واحساس الندم يؤلمها على كل ما مرت به مع عمران.
شعر آدم بان هناك خطب ما حدث مع شقيقته فجلس بجانبها وقال.. مارى مالك وايه حصل علشان تبقى بالشكل دا.
دفنت مريام وجهها بين كفيها واخذت تبكى فشدها آدم إلى صدره وهمس بصوت منخفض.. طيب اهدى أنا محبكيش تعيطى كدا يا مارى.
ابتعدت مارى عن صدر اخيها وقالت وهي تشيح بعيناها عنه.. عمران هيفضل طول عمره انانى يا ادم عمره ما هيتغير عاوز بس الحاجة اللي على هواه ومش مهم ألاذى اللي بيسببه لغيره ياريتنى ما حبيته يا ادم أنا عاوزه اشيله من قلبى أنا تعبت بجد بسبب حبى له.
تنهد آدم واحس بالڠضب من عمران لتسببه لشقيقته بالحزن هكذا فقال.. طيب انتى شوفتيه فين ولا كلمك علشان تبقى بالشكل دا وبعدين ايه رجعك من هناك من غير ما تقولى.
أجابته مريام وقالت وهي تتنهد.. شوفته هناك بعد ما أنت مشيت على طول هو لما عرف منك انى رايحة هناك رجع ومسافرش علشان يشوفنى و.
صمتت مريام وأحمر وجهها بشدة وخفضت بصرها تشعر بالخزي لتذكرت قبلاته واستسلامها بضعف لمشاعره فرفع آدم حاجبه وقال.. وايه ما تكملى عمران قالك ايه يخليكى تبقى بالشكل دا وانا طلبت منك انك متبقيش جنة التانية فهمتك واتكلمت معاكى كتير ابعدى عنه لانك هتتأذى واهو اللي خۏفت منه حصل.
بكت مريام بشدة فاشټعل آدم ڠضبا فصاح بها پحده.. بطلى عياط أنا مش عاوزك ضعيفة بلاش تسمحى له يستغل مشاعرك انتى لازم تفوقى لنفسك وراكى مستقبلك وكليتك ودراستك هتسيبى كل دا وتعلقى حياتك على عمران فوقى لنفسك يا مارى انتى كدا بتضيعى نفسك بايدك.
استمر بكاء مريام فاحس آدم بالحيرة فرفع وجهها اليه وحدق بعيناها ولكنها