نفوس حائرة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

فحدقت به جنة بتعجب وعدلت من وضع مقعدها وهمست_ طيب أنا هغمض عينى شوية لانى معرفتش أنام اصلا أنا مش بنام يا آدم ومش عارفة هعمل ايه فحياتى بقيت عاملة زى جزع الشجرة واقف زى الهيكل بس فاضى من جوا أنت عارف إن ياسين سافر الأستاذ هرب ومحاولش حتى انه يغير رأى بابا ولا يبين لي انه شارينى إنما استسهل وسافر وو العجيب أن بابا غير رأيه ووافق انى اتجوز ياسين
أوقف آدم سيارته فجأة وحدق بوجه جنة وقال_ عمى آدم وافق يجوزك ياسين مستحيل اصدق انه غير رايه
بادلته جنة التحديق وقالت_ صدقنى بقولك بابا وافق فعلا
ابتلع آدم ريقه وقال بصوت خاڤت_ وانتى بلغتى ياسين خلاص أن عمى وافق
هزت جنة رأسها بالنفى وقالت_ أنت مكنتش سامعنى وانا بقولك انه هرب ومحاولش يتمسك بيا وانا اللي ميحاولش علشانى ميلزمنيش يا آدم وخلاص ياسين صفحة انتهت من حياتى ولازم انساه لان مش جنة اللي تشترى حد باعها
ابتسم لها آدم وأعاد تشغيل سيارته ونظر لها وقال_ تسمعى ايه بدل ما تنامى وتنيمنى معاكى
اغمضت جنة عيناها وقالت بهدوء_ أي حاجة على زوقك يا دومة
حاولت زهرة منع عيناها من البحث عنه في وجوه المارة فهو ولاول مرة منذ عام لم يأتى في موعده ليأخذ باقة الأزهار منها فشعرت بالضيق يسكنها وأحست بالوقت لا يمر وها هي الساعة توشك على وقت إغلاقها ولم يظهر فتنهدت بحزن وهي تتذكر كلمات شادى المسيئة له كذلك تصريحه لها پوفاة زوجته وما أن استدارت حتى وجدته يتكأ على سيارته فاتسعت ابتسامتها دون ارداتها وقلبها يبنض بقوة وسعادة فلمحت عبوسه فتلاشت بسمتها وتبددت ف اقترب منها اسامة وقال بصوت هادىء_ ينفع اتكلم معاكى يا زهرة
هزت زهرة رأسها بالموافقة وصعدت بجانبه بهدوء فانطلق بسيارته حتى وصل إلى شاطىء النيل والټفت لها وقال_ حاولت أمنع نفسى انى اجى بس مقدرتش اتحمل يمر اليوم من غير ما أشوفك مش عارف ازاى ولا امته اتعودت انى لازم تكونى أساس ف بداية يومى حتى كنت دايما باجى واشوفك وانتى بتقفلى واطمن انك روحتى البيت
حدقت زهرة بوجهه وقالت_ أنا كمان بحب انى أبدا يومى واشوفك بحب احضر لك بوكية الورد
صمتت زهرة حينما لاحظت شروده وبعد وقت قليل قطع الصمت وقال_ أنا كنت بحكى لمراتى عنك كل يوم لما بروح ازور قپرها بس لاول مرة من اربع سنين مروحش اشوفها بس مقدرتش مجيش اشوفك مش عارف ايه اللي شاددنى ليكى بالشكل دا
ارتبكت زهرة وهمت أن تتحدث ولكنه اوقفها بإشارة من يده وقال_ أنا عارف أن في فرق عشر سنين تقريبا بينا وانى متجوز قبل كدا بس أنا متعودتش اخد خطوة ومتكونش صح فحياتى علشان كدا من حقك عليا تعرفى انى معجب جدا بيكى وبأخلاقك وبكل حاجة فيكى لإنك انسانة هادية جدا ودا شدنى ليكى علشان كدا عاوزك تخدى لي ميعاد من والدك دا طبعا لو تقبلى انك ترتبطى بيا
شهقت زهرة بسعادة وقالت_ أنت عاوز تتجوزنى يا اسامة
ابتسم لها اسامة لعفويتها وقال_ اسمى حلو منك من غير أستاذ اللي ليكى سنة كل يوم تقوليها المهم مافيش أي سؤال عاوزه تسئليه عنى
أجابته زهرة بسعادة وقلبها ينبض بحب له وقالت_ أنا كفايا عليا انك بتحبنى وعاوز تتجوزنى اكيد هعرف عنك كل حاجة فوقتها وعاوزاك تعرف انى أنا كمان ب
عقد اسامه حاجبيه وقال_ زهرة قبل ما تكملى كلامك أنا مقلتش انى بحبك لانى مقدرش أحبك أنا لسه بحب مراتى جدا بس فعلا مش قادر استغنى عن وجودك فحياتى محتاج لك معايا
بهتت ملامح زهرة وأحست أنه وئد سعادتها قبل أن تبدأ في لحظات فغامت عليناها بالدموع وقالت_ أنت أنت مبتحبنيش
أشاح اسامه بوجهه عنها وقال_ تقدرى تقولى أن هيبقى بينا عشرة طيبة ومودة بس مقدرش اوعدك أن هيجى يوم واقولك انى هحبك فيه لان كل الحب فحياتى كان لمراتى الله يرحمها ومفتكرش أبدا انى هعرف احب بعدها
لم تقو زهرة على النظر إليه إنما همست وهي تشعر پألم قلبها الذي لم تتاح له فرصة السعادة وقالت بصوت تخفى ألمها_ ممكن تروحنى لانى اتاخرت على بابا وانا مش بحب انى ازعله
قبض اسامه على يد زهرة بين راحتيه وقال معتذرا_ أنا اسف أن كلامى ضيقك بس مكنش ينفع اطلب ايديك من غير ما افهمك كل حاجة وعموما انك هسيبك تفكرى وتردى عليا براحتك
هزت زهرة بالموافقة وهي تشعر باضطراب مشاعرها بسبب دفء يداه التي احتوت يدها
أخذت تحدق به وهي جالسة أمامه تتابع حركاته وهو مندمج في عمله فشعرت بحبها له يتزايد وفكرت كيف سمحت لعقلها أن يشك به يوما ولم تلحظ انه ترك ما بيده وحدق بها فهمس بحب قائلا_ مالك يا فاطمة سرحانة فايه
ابتسمت فاطمة وقالت_ استغربت انك مجتش زى ما قولت لي بعد ما حددت المهلة ومسئلتنيش