نفوس حائرة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

متجوز دورى ليك بقى على غيره سلام
خيم صمت مؤلم على زهرة ولم تستطع رفع عيناها فأخفت دموعها عن اسامة فلاحظت تحركه ناحيتها حتى وقف أمامها وقال_ أنا أسف فعلا بجد مفتكرتش إن لما اجى كل يوم أن في ناس ممكن تفكر بالشكل دا
همست زهرة بالم وقالت_ أنا اللي اسفة معلش هو أصله كان محتاج يفوق لنفسه وكويس أن اللي حصل حصل مع إنسان محترم زي حضرتك وعلشان كدا البوكية بتاع النهاردة هدية منى للمدام اعتذار منى على الموقف البايخ دا
رفعت زهرة عيناها تجاه اسامة فلاحظت حزنه فهمست_ أستاذ اسامة أنا فعلا اسفة بجد للي حصل و
قاطعها اسامة وقال بأسى_ للأسف مراتى لا أنا هقدر ابلغها أن البوكية هدية ولا هي هتقدر تشكرك لانها مټوفية يا زهرة

للحب رأى أخر
أين أجد من يسمعنى فأنا بحاجة إلى صديق يفهم صمتى وحيرتى ويرشدنى دون أن يسأم همى وصلت جنة مقر عمل ابيها ونظرت إلى مبنى الشركة وأخرجت هاتفها وانتظرت أن يجيبها وما أن سمعت صوته يرحب بها كما تعودت منه قائلا_ جنة آدم متصلة بيا ليه أنا ورايا شغل وابوكى مش عاوز يسيبنى ف حالى وبجد مبقتش طايق حالى أنا كان مالى ومال الشغل دا
ضحكت جنة بارتباك وقالت_ كل دا علشان بكلمك خلاص يعنى إنت مش فاضى تمام أنا هروح ومش هطلعلك
اسرع آدم وأجابها قائلا_ ايه حيلك انتى ما صدقتى ولا ايه وبعدين انتى فين اصلآ
أجابته جنة بتنهد حزين_ أنا تحت كنت هطلع أقعد معاك محتاجة اتكلم أنا تعبانة اوى يا آدم بس خلاص مش هضايقك شكلك اساسا مش طايق حدا
أسرع آدم ووقف خلف نافذته فلمحها تستند على سيارته فقال لها مازحا يخفف عنها حدة كلماته طيب على ما أهرب من الراقبة هنا وأنزلك أمسحى لي العربية اللي انتى ساندة عليها أنا مش هغيب يا جنة آدم سلام
رفعت جنة بصرها إلى أعلى ولوحت لآدم فأشارت إليه بالنزول فتوجه سريعا إلى مكتب والده واندفع إلى الداخل دون أن يطرق بابه وقال_ بابا أنا هطير جنة آدم تحت وشكلها مدمر ومحتاجة جلسة علاج غطى مكانى بقى لو عمى آدم سئل عليا
اوقفه مازن وقال_ حيلك تطير إيه وجلسة إيه أقعد يا آدم إحنا ورانا اجتماع مهم وعاوزين نخلص كل حاجة قبل ما عمك يسافر انقرة أنت عارف إن الأيام دى كلنا مشغولين بسبب فرح اختك اللي صممت عليه هي والست والدتك
زفر آدم بضيق وقال_ مارى حرة وكبيرة كفايا علشان تقرر حياتها بنفسها وبعدين أنا خلاص عملت اللي عليا واتكلمت معاها بص يا بابا أنا مش هقدر أقولك أي حاجة غير سيب مارى براحتها يمكن دا يكون الأفضل ليها أنا همشى وقبل ما تعترض وتزعق كل الملفات خلصت والميزانية عدلتها وسلمتها لرشدى وعلشان متسالش بردوا عمران مش هنا راح إسكندرية الصبح سلام بقى علشان جنة واقفة تحت ومش عاوز اتأخر عليها
وقف آدم أمام المصعد وهو يشعر بسعادة عارمة لا يعلم مصدرها وما أن وطئت قدماه المصعد حتى قابله آدم فحدق به بقلق فرفع آدم حاجبه له بدهشة وقال_ على فين يا أستاذ آدم وسايب الاجتماع
ابتسم آدم بحرج وقال_ والله يا عمى أنا خلصت كل حاجة وسلمتها وبصراحة كدا نازل لجنة أنت عارف لما بتطلب تتكلم معايا مقدرش ارفض طالبها
بادله آدم الابتسام وقال_ ماشى وهو في حد يقدر يقول لجنة لأ اتفضل بس هو عمران فين
ابتلع آدم ريقه وقال_ عمران سافر إسكندرية يتابع المشروع هناك واحتمال يقعد هناك كام يوم
زفر آدم بضيق وقال_ بس في ورق عاوز امضه منه ضرورى عليه ما تخليك جدع وتطير تمضيه وترجع
حدق آدم به وقال بضيق خفيف_ طيب وجنة يا عمى
صمت آدم قليلا وحك ذقنه بعدما فكر قليلا وقال_ خلاص خدها معاك وسافروا لعمران اهى تغير جو معاك ومتتاخروش وطمنى عليكم باستمرار
أخذ آدم الأوراق وهرع إلى جنة التي وقفت تنتظره بتافف وما أن راته حتى قالت بضيق وهي تجلس بجانب مقعده بعدما فتح لها الباب_ كل دا يا سى آدم مكنتش نص ساعة هتكلم معاك واروح
ابتسم آدم لها وجلس هو الآخر وقال_ تروحى ايه أنا عندى أمر مباشر افسحك فاسكندرية احنا رايحين لعمران
حدقت به جنة وشعرت بسعادة تغمرها وقالت_ بجد إسكندرية طيب وبابا و
قاطعها آدم وقال_ بقولك أوامر عليا يعنى من عمى آدم نفسه
مدت جنة يدها وقبضت على يد آدم بشدة وقالت_ أنا فرحانة اوى يا آدم أنت متعرفش بحب إسكندرية قد ايه بس شرط تودينى البحر مش تقولى اتاخرنا والكلام دا
جذب آدم يده من يد جنة وهو يشعر بالارتباك فابتسم لها وقاد سيارته وقال_ هعملك كل اللي انتى عوزاه يا جنة
عبست جنة ولكزته على كتفه وقالت بمرح_ أول مرة تقولى جنة بس فين جنة آدم يا أستاذ دومة
لزم آدم الصمت وقاد سيارته