أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..
ما ذنبي
تستمع إليه باهتمام أصابعها تجري فوق الأسطر تدون كل ما يتفوه به لا تريد أن تضيع منها كلمة واحدة فحتما سيأتي بأحد تلك المفاهيم بالاختبار زفرت أنفاسها أخيرا حين أنتهى من شرحه فأسرعت وجمعت كل أشياؤها وغادرت قبل أن يغادر أو يتحرك من مكانه وغفلت عن نظراته المتابعة لها وهرولت وهي تدعو الله أن تلحق بالحافلة قبل أن تفوتها.
.. أستنى لو سمحت لو سمحت.
لم ينتبه لها سائق الحافلة وغادر قبل أن تصل إليه فضاعت صرخاتها سدى ووقفت تتلقف أنفاسها بضيق وهي تتلفت حولها تمني النفس بظهور أخرى بهتت ملامحها وتملكها اليأس فالطريق أمامها خال ولا أثر لأي شيء كادت تبكي وهي تحدق بساعة يدها حين أشارت إلى السابعة فأدركت بأنها هالكة لا محال فأمامها نصف الساعة فقط ويصل شقيقها شرف إلى المنزل وحين يكتشف تأخرها سينزل عليها عقابه حتما كما هو الحال دوما.
.. إيه يا أخينا في إيه عمال تزمر لما صدعت دماغي وبعدين ما الطريق فاضي أدامك وأنا مش معطلة السكة علشان توقف لي بالشكل دا.
سمع صوتها العالي وكلماتها الحانقة فغادر سيارته وتطلع إليها بوجه خال من الأنفعال لتشهق پذعر ما أن وقع بصرها عليه فأغمضت عيناها وهمست پخوف
تابع تلون وجهها أمامه فقرر أن يرد لها ما فعلته فاخفى ابتسامته وعقد حاجبيه وهو يتطلع إليها ليبدو وجهه لها نذير شړ ليؤكد ظنها بقوله
.. هو مش أنت اللي خرجتي من المحاضرة قبل ما أخرج.
كادت نعمة تنفي وتخبره بأنها ليست من يظنها ولكنها تراجعت فحتما إن علم بكذبتها سيعاقبها وستكون عبرة للجميع فاومأت بوجه باهت مترقب لتيبادلها النظرات بوجوم وقال
أخافه شحوبها المفاجيء فتحرك متجاوزا سيارته ووقف إلى جوارها وهتف بقلق
.. أنت كويسة يا أنسة مالك وشك أبيض مرة واحدة كدا ليه تحبي أوديكي للمستشفى.
ازدردت لعابها وتبدلت ملامحها بثوان لتبدو أمامه كالبلهاء بنظراتها المتسعة وفمها المفتوح وحين لوح بكفه أمامها أنتبهت نعمة لمدى قربه منها فتراجعت إلى الخلف لتضع فاصلا بينهما أثار تصرفها حنقه فضيق عيناه وعقد حاجبيه وهو يتابع حركتها العصبية التي فعلتها تاليا حين قضمت أحد أظافرها فزم شفتيه وقال موبخا إياها
يكيل لها منذ رأته ويضيق عليها الخناق فهمت بإجابته ولكنها صړخت بسعادة حين لاحت أمامها حافلة آخرى تجاوزته وتحركت بأتجاه الحافلة وهي تتحدث بسرعة
أختفت من أمامه في لحظات ورأها تقفز لتتخذ لها مكانا داخل الحافلة فوقف يحدق بأثرها متسع العين وحين تحركت الحافلة انتبه إلى مكانه فتحرك ليغادر هو الآخر بعقل تملكته الحيرة والأعجاب.
القت نعمة بجسدها فوق الأريكة وهي تحمد الله كونها عادت إلى المنزل قبل شقيقها وبدأت تقاوم إجهادها وتعبها وتنتزع جسدها عنها لتقف وخطت إلى غرفتها وأسرعت بتبديل ثيابها وما أن انتهت حتى وصل إلى سمعها صوت شرف الغليظ يقول
.. نعمة إنت فين.
غادرت غرفتها بجسد مرتجف ووقفت أمامه وأجابته
.. أيوة يا أبيه أنا موجودة بس كنت قاعدة فالأوضة جوا و .
رمقها بنظرات ريبة وشك وخطى باتجاهها وهو يمعن النظر إلى شفتيها ويتفحصها ليعقد حاجبيه ويقول بصوت مكظوم
.. إيه اللي فشفايفك دا يا نعمة أنت حاطة روج.
بتلقائية وكرد فعل طبيعي منها رفعت نعمة أصابعها وأخذت تفرك شفتيها بقوة ما أن أنهى اتهامه وبسطتهم أمام عيناه وهي تهتف بصوت مذعور
.. والله أبدا يا أبيه حتى شوف أهو صوابعي معليهاش حاجة والله أنا ماحطة أي حاجة أهو.
أكفهر وجهه ومد يده وسحب منديلا ورقيا من جانبه بحدة وقبض على رأسها بغلظه وأخذ يفرك شفتيها بالمنديل حتى الهب شفتيها وحدق به ثم
ابتعد عنها بۏجع قاتم وهو