الإثنين 30 ديسمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الأول..

انت في الصفحة 7 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

إلي أخيه و الشرر يتطاير من عينيه قائلا.. انت بتهددني يا عز 
.. انا بخيرك يا حبيبي مش پهددك يا تيجي تشتغل معايا في شركة ابوك وتقعد في بيتك معزز مكرم يا ترفض ومشفش وشك تاني.
فصر علي أسنانه قائلا.. طب والكلية
.. كلية ايه بقي انت مش اترفدت يعني ايه هتسكت مش هتتصرف وترجعني!
فقال عز الدين بإنفعال..يا راجل خاېف دلوقتي علي مستقبلك وكان فين خۏفك ده لما هببت الدنيا في الجامعة وضړبت الامن كمان ما تقول سكتت ليه 
صمت عمر لم يجد ما يضيفه فتنهد عز الدين قائلا.. ماشي .. هديك فرصة مش هتدخل الامتحانات السنة دي وهتنزل الشفل معانا زي ما قلتلك مشيت صح السنة الجاية هتكون في كليتك اتعوجت انت عارف الحل البديل ايه.
كبت عمر إنفعاله بجهد بينما حول عز الدين نظره إلي شقيقته فقال.. وانتي يا هانم كنتي فين امبارح لما رجعت مالاقتكيش!
توترت عبير بينما سألها خالد مسغربا.. انتي مش قولتيلي انك كنتي قاعدة في البيت!
تماسكت عبير وأختلقت كڈبة قائلة.. اصل لينا صحبتي كان عيد ميلادها امبارح وعزمتني ولما روحت ماتبسطش اوي فرجعت وكنت متضايقة شوية لدرجة اني نسيت اقولك لما سالتني اصلا.
هز خالد رأسه بتفهم بينما نهض عمر پغضب تاركا إياهم ثم تبعته عبير قائلة.. طيب انا هروح اشوفهم حضروا الغدا ولالأ هتتغدي معانا يا خالد مش كده.
أومأ رأسه باسما بينما ذهبت مسرعة فنظر خالد إلي عز الدين وسأله.. ها يا سيدي طمني الشركة عاملة ايه
.. كويسة.
أجابه بإختصار فسأله.. طب و عملت ايه في موضوع السكيرتيرة اخترت حد ولا لسا
نظر إليه مترددا فهز خالد رأسه قائلا.. لأ لأ الله يخليك ماتقولش انك طفشت الناس اللي جت.
.. يا عم ماطفتش حد.
قال بضيق ثم تابع بإنفعال.. انا مش فاهم بس لازم تكون سكيرتيرة مينفعش سكيرتير !
.. يا عز سكيرتير ايه بس بقي انت عايز وجهة الشركة يبقي راجل يا اخي قول كلام غير ده بقولك ايه متعملش فيها شهيد مش عليا الكلام ده رغم كل حاجة انت بتميل ساعات للستات فمتعملهاش حكاية بقي وشوف هتختار مين عشان في شغل كتير متعطل.
تنهد عز الدين مستسلما ثم فجأة قفزت برأسه صورتها حينما قالت.. انا مش بعرف اتكلم كويس انما بعرف اشتغل كويس فقال.. اختارتها خلاص.
في صباح اليوم التالي جلست داليا تتناول الفطور مع شقيقتها علي طاولة تتوسط المطبخ كانت علامات الحزن و الخذلان والضيق عالقة بمحياها وكانت ياسمين تسترق النظر إليها بحزن بين الحين والأخر ..ثم فجأة تعالي صوت رنين الهاتف المنزلي فقالت ياسمين.. خليكي انتي يا دودو انا هرد.
وذهبت لتجيب لم تمر لحظات حتي هتفت.. داليا تعالي بسرعة!
إخترقت داليا فناء شركة ال نصار للنقل البحري والتي بنيت منذ زمن بعيد وتميزت بأروقتها النظيفة الملساء والمروج المحيطة بها فيما دهشت أيضا لروعة المكاتب التي إحتلتها الشركة حيت داليا العاملين بالممر الطويل في تواضع ثم أخذت طريقها إلي المصعد صعدت إلي الطابق الأول حيث يوجد مكتب رب العمل 
كل شيء هادئ في هذا الطابق صمت تام كم أن تلك الأجواء مريحة للأعصاب إقتربت داليا من حجرة مكتب عز الدين وكادت تطرق الباب إلا أن صوت أنثوي أستوقفها.. يا انسة علي فين حضرتك
كان هذا صوت السكيرتيرة الخاصة بمكتب عز الدين بينما رفعت داليا يدها التي كادت تطرق الباب للتو ثم إلتفتت نحو مصدر الصوت قائلة.. انا جاتلي مكالمة من شئون العاملين هنا و بلغوني اني اتقبلت للتوظيف واني عندي مقابلة تانية مع مستر عز الدين
هزت الفتاة رأسها بتفهم قائلة.. أه طب ثواني هديله خبر.
ثم أجلستها في غرفة إنتظار أنيقة ريثما تبلغ عز الدين بحضورها .. في هذه اللحظات شعرت داليا بالتوتر الشديد وهي تسمع في شيء من الخۏف دقات الساعة الزجاجية المثبتة في الحائط كانت منذ يوم واحد فقط يائسة من فكرة حصولها علي تلك الوظيفة ولكن هاهي عادت مرة أخري و في إنتظار إستعداد عز الدين لمقابلتها ..
وبينما كانت مستغرقة في تآملاتها قطعت السكيرتيرة حبل أفكارها قائلة.. اتفضلي معايا يا انسة مستر عز الدين منتظرك في مكتبه.
ثم دعتها لترافقها إلي مكتب عز الدين حيث توقفا أمام باب عاجي عريض فتحته السكيرتيرة وأبتعدت مفسحة لها مجال للدخول إلي تلك الغرفة الواسعة ذات الأثاث الفاخر والتي أجرت بها داليا المقابلة الشخصية في المرة السابقة ..
أغلقت السكيرتيرة الباب خلف داليا التي تقدمت في بطء إستحياء من مكتب عز الدين الذي كان منكبا علي بعض الأوراق والملفات فلم يرفع رأسه لتوه مرت لحظة مشحونة بالتوتر ثم رأته فجأة يوجه نظره إليها حيث رمق قامتها المتوسطة بعينين متفحصتين وظلت داليا جامدة مكانها كانت خجلة من النظر إليه أحست بالډماء تجري حارة في وجنتيها تحت وطأة نظراته الفاحصة ذلك الهدوء ضاعف عصبيتها وتوترها أكثر فحدجته بنظرة خاطفة حابسة أنفاسها كان أنيق الملبس كعادته يرتدي كنزة كشمير صوفية زرقاء اللون وبنطالا كحليا من الصوف الناعم.
بينما شعر هو بمدي توترها فإبتسم بسخرية قائلا.. تعالي اقعدي يا انسة اتفضلي واقفة ليه
تقدمت داليا ثم جلست قبالته علي مقعد قرب المكتب ثم رفعت رأسها لتواجه نظراته الساخرة شعرت بإنزعاج من تلك النظرة الدائمة التي يوجهها إليها بإستمرار تساءلت في نفسها هل مظهرها البرئ قد أوحي له بضعفها كي يتصرف معها علي هذا الأساس الساخر بينما سمعته يسألها.. تشربي حاجة يا انسة
كان حلقها جافا أثر قلقها وتوترها وتمنت لو يقدم لها شرابا باردا لكنها عدلت عن رأيها حيث قالت باسمة.. لا شكرا حضرتك مش عايزة حاجة.
أومأ رأسه موافقا ثم قال بلهجة جازمة باسطا يديه القويتين فوق مكتبه.. ماشي .. نتكلم في الشغل.
.. أيوه !
أجابته بإصغاء بينما قال.. بالنسبة لتفاصيل شغلك هبعت انسة انجي توصلك مكتبك وهي هتشرحلك كل حاجة اما بالنسبة للمرتب فانتي اكيد خدتي فكرة عنه في الاعلان مش كده 
أومأت رأسها بهدوء بينما تابع بسخرية عينيه الذهبيتين.. طيب .. شوفي بقي يا انسة .. لازم تعرفي حاجة مهمة جدا .. الوظيفة اللي اتعينتي فيها دي انا مشيت منها ناس كتير اوي لعدم الكغاءة اللازمة .. بصراحة انا راجل بحب شغلي يبقي مظبوط علي اكمل وجه و لازم تعرفي كمان ان لماوقع اختياري عليكي كان تفكيري في كلامك عن الشغل هو السبب حسيت انك جادة في التعامل علي عكس الباقيين اللي اتقدموا قبلك وبعدك بس زي ما بيقولوا التجربة خير برهان هجربك و اتمني فكرتي عنك تكون في محلها.
حاولت قدر إمكانها الأحتفاظ بمظهر هادئ حين حدقت بعينيه في ثقة قائلة.. انا هثبت لحضرتك اني اد المسؤولية واني اقدر ادبر امري كويس اوي و زي ما قلت لحضرتك قبل كده انا مش بعرف اتكلم كويس انما بعرف اشتغل كويس وشغلي هو اللي هيتكلم بالنيابة عني ان شاء الله.
هز رأسه متنهدا ثم ضغط زر الجرس المتصل بمكتب سكيرتيرته الخاصة قائلا.. انجي جاية دلوقتي وهتاخدك عشان

انت في الصفحة 7 من 13 صفحات