حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
لأنه كان لا ينظر إليها إلا بشكل عابر وكأنها ليست تلك الفتاة التي كان يتحرق للحصول عليها وكأنها ليست زوجته تحول سحره الذي تتذكره بوضوح إلي برودة مزعجة وأشاحت بنظرها عنه وبقيت تعبث في طعامها بينما أخضر الخادم الحلويات المغطاة بطبقة سميكة من القشدة الشهية فإمتنعت داليا حتي عن النظر إليها تجنبا لحساسية صدرها التي قد تمرض بها إذا تناولت ولو القليل من هذه الحلويات إلا أن ياسمين قبلت الحلويات بصدر رحب حيث غرزت ملعقتها في القشدة والفاكهة اللذيذة ثم راحت تأكل بشهية فعلق خالد ضاحكا.. حاجة نادرة وممتعة اننا نشوف واحدة بنت بتاكل بالشهية دي من غير خوف من زيادة الوزن.
ثم تابعت في هدوء.. علي اي حال انا مريضة بالغدد الدرقية من وانا طفلة يعني مش ممكن اتخن اوي مهما اكلت.
مضت بقية السهرة علي وتيرة هادئة مرحة بفضل مشاركات خالد وياسمين لبعض الموضوعات والمواقف الطريفة مضت السهرة ولم يأتي عمر كان يود عز الدين إنتظاره لأخر لحظة لكنه شعر بالملل والإنزعاج فأهمل أمره ثم وقف فجأة معلنا أن الوقت قد حان للإنفراد بعروسه.
بينما وقفت داليا قي مواجهة عز الدين مطرقة الرأس وهي تشعر بأنها تكاد تسمع ضربات قلبها العڼيفة فيما مد يده وأمسك بيدها فشعرت بكهرباء تسري بأوصالها جراء لمسة يده كانت داليا تخشي هذا الرجل بقدر ما تحبه عندما وصلا إلي الفرفة تذكرت داليا تلك الذكري القصيرة العابرة التي وقعت لها هنا إلا أنها بدأت تتأملها بصمت لم يغير عز الدين فيها الكثير فقط أضاف بعض الأشياء البسيطة التي فطن من خلال معرفته بها بأنها ستعجب بها كتلك السجادة الوثيرة ذات الألوان الزاهية التي غطت الأرض الرخامية اللامعة وأيضا تلك الستائر الرقيقة التي تهادت أمام النوافذ العريضة التي سمحت للشمس بغمر الغرفة بوفرة في كل صباح جالت داليا ببصرها أكثر بإرجاء الغرفة الواسعة فلاحظت تلك الخزانة الكبيرة المصنوعة من الخشب السميك القاتم وزجاجات العطر الغالية الثمن التي توزعت علي منضدة الزينة وجذب إنتباهها أيضا بوسط الغرفة الذي كان به باب مفتوحا ظهر من خلفه حمام مترف.
سمعته يتنهد بثقل ثم شعرت به يقترب منها حتي وقف إلي جانبها فأمسك بكتفيها وادارها نحوه لتكون في مواجهته فأغمضت عيناها متجنبة النظر اليه فسألها بهدوء.. داليا انتي خاېفة مني
أجابته بمرارة مستسلمة.. لأ لأ طبعا وهخاف ليه انت بقيت جوزي وانا لازم اثق فيك.
قال بخشونة ففتحت عيناها ببطء لتجده أمامها آسرا وجذابا بدا وجهه تحت أضواء الغرفة الخاڤتة جميلا وكانت ترتجف ولكنها جاهدت كي تظل عينيها في مواجهة عينيه الحادتين بينما زفر ثم قال بلطف ناقض تلك القسۏة في عينيه.. عندي هدية ليكي هو صحيح جوازنا تم بسرعة بس انا مستحيل كنت انسي اجيبلك شبكتك.
ثم فتح العلبة أمام عينيها المندهشتين وأخرج عقدا من الماس المرصع بالزمرد علي إطار من الذهب والبلاتين مع قرطين مماثلين ثم وقف خلفها وقام بنزع العقد الذي كان يطوق عنقها والذي لا يساوي شيء مقارنة بالعقد الكامن بيده ثم ألبسها المجوهرات الثمينة وأدارها إليه كي يتمعنها أكثر فقربها إليه ثم قال هامسا.. شكلهم بقي احلي عليكي.
إرتجفت داليا ثم أبعدت يده عن عنقها ببطء ثم قالت متعلثمة.. ش شكرا.
.. شكرا بس
هتف بصوت أجش فإضطربت ودمعت عيناها بلحظة ثم قالت.. مش دلوقتي كل حاجة جديدة عليا ياريت تقدر ده وتصبر عليا يا فندم.
رفع حاجبيه الكثيفين في دهشة وقال.. يا فندم داليا احنا اتجوزنا خلاص لسا بتقوليلي يا فندم
إشتعلت وجنتاها تحت وطاءة نظراته فقالت.. دي حاجة من ضمن الحاجات الجديدة عليا مش هقدر انطق اسمك عادي كده.
.. ليه هو صعب اوي كده
هزت رأسها نفيا فعبس قائلا.. طيب طالما مش صعب اتفضلي سمعيني انا اسمي ايه
تطلعت إليه في توتر فرفع حاجبه يحثها علي الكلام فإرتجفت شفتها وهي تحاول نطق إسمه.. ع عز عز الدين.
بعد ذلك ظلت تتنفس بعمق وكأنها إنتهت للتو من سباق طويل فيما إنعكس إضطرابها الداخلي في الإحمرار الذي خضب بشرتها فرمقها بنظرة غريبة لم تستطع فهم مغزاها وضمھا فأطرقت برأسها توجسا إلا أنه شدد قبضته عليها في إصرار فاسترخت وهي تشعر ببعض الدفء بأحضانه حتي أفاقت من غيبوبتها الحالمة فجأة حين إبتعد عنها قليلا كي يري تأثير ما فعله بها بتعابير وجهها فإبتسم بسخرية خفية عندما لاحظ التجاوب بعينيها واللوم أيضا علي توقفه فربما لو كان إسترسل في أفعاله لكانت رضخت له كليا ولكنه أعادها إلي رشدها حينما أبعدها عن دفء حضنه فجأة فيما إصطنع إبتسامة لطيفة وقال.. انا مبحبش اخد حاجة بالڠصب يا داليا لازم تكوني راضية وعشان كده بس انا هحاول اصبر عليكي بس متراهنيش علي صبري كتير.
عاد عمر إلي المنزل في ساعة متأخرة من الليل وبينما وهو يصعد الدرج المؤدي إلي طابق الغرف قابل فاطمة فإبتسم بخفة ثم سألها بفظاظة.. ايه يا بطوط صاحية لحد دلوقتي ليه وجاية من عند مين كده
رمقته فاطمة بنظرة غاضبة لكنها تمالكت نفسها وأجابته بجمود.. انا مش جاية من عند حد يا عمر بيه انا كنت بوصل الانسة ياسمين لاوضتها زي امر عز الدين بيه.
قطب حاجبيه متسائلا.. مين الانسة ياسمين دي
.. دي تبقي اخت داليا هانم.
.. مين داليا هانم
رفعت فاطمة حاجبيها بذهول قائلة.. داليا هانم مرات عز الدين بيه.
تأوه عمر وهو يضرب جبينه بباطن كفه قائلا.. اه اه اه صح داليا مرات عز.
ثم تابع في خبث.. بس هي طلعت عندها اخت حلو حلو.
.. نعم !
إلتفت إليها منتبها ثم عنفها قائلا.. ايه انتي