حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
لسا واقفة يلا روحي نامي يلا.
رمقته فاطمة بإزدراء وكادت تغرب عن وجهه إلا أنه إستوقفها قائلا.. استني هنا.
عادت تنظر إليه من جديد فسألها.. هي فين
هزت رأسها مستفهمة فعبس قائلا.. اوضتها فين
.. جنب اوضة حضرتك على طول.
إزدادت إبتسامته إتساعا و هو يسألها.. قوليلي يا بطوط هي حلوة
.. اه يا بيه حلوة.
.. طب خلاص امشي يلا.
هتف باسما بينما إرتعدت بقوة جراء المفاجأة ثم إلتفتت لتواجه صاحب العبارة ليتجمدا هما الإثنان بنفس اللحظة إتسعت عيناهما بشدة وهما يحدقان ببعضهما في عدم تصديق خيم الصمت لدقائق طويلة حتي تكلمت ياسمين أخيرا فقطبت حاجبيها قائلة.. انت انت ايه اللي جابك هنا يا بني ادم انت
.. بيتك!
هتفت في صدمة فأومأ رأسه ببطء وعيناه تتفحصان وجهها الذاهل بينما سألته.. بيتك ازاي
ضحك بخفة ثم أجابها.. اقولك ازاي البيت ده اساسا كان بيت فريد نصار ابويا قبل ما ېموت الله يرحمه ابويا بقي قبل ما ېموت بردو خلفني وبعد ما ماټ البيت بقي بيتي وبيت اخواتي في نفس الوقت فهمتي ازاي
.. طيب .. تشرفنا يا سيدي اتفضل اطلع برا بقي.
قالت بلهجة حادة فإبتسم بقوة قائلا.. زي ما انتي يا دكتورة متغيرتيش لسا قاسېة بس تعرفي احلي حاجة ان اوضتك جنب اوضتي.
تمهل قليلا قبل أن يقول بإبتسامة واسعة.. حاضر حاضر يا دكتورة طالع.
ثم إستدار كي يذهب إلا أن صوتها إستوقفه.. استني.
إلتفت إليها مجددا وقد لمعت عيناه خبثا فرمقته بحدة قائلة.. انا عايزة مفتاح الاوضة دي.
هز رأسه بأسف مصطنع ثم قال.. للاسف الاوضة دي مالهاش مفتاح.
أجابها بتهكم.. يعني ملهاش مفتاح ضاع احنا ساعات كنا بنستقبل ضيوف عندنا هنا في الاوضة دي واخر حد جه ضيعه.
أومأت رأسها مغتاظة ثم قالت.. بس اكيد ممكن يتعمل واحد جديد مش كده
إبتسم ثم قطب حاجبيه قائلا.. للدرجة دي المفتاح مهم بالنسبة لك ولا انتي خاېفة مني
رمقته بإستنكار قائلة.. انا .. اخاڤ منك انت!
ثم قهقهت بقوة بينما إصطنع إبتسامة باهتة ثم قال ساخرا.. عموما بردو مټخافيش ولو قلقانة اوي حطي كرسي ورا الباب مش ده بيحصل منكم ساعات بردو
.. واضح انك عارف ده ممكن تكون اتمنعت من دخول اوضة قبل كده بالطريقة دي.
إنفجر ضاحكا ثم رمقها في إستهزاء قائلا.. يا حبيبتي انا لو عايز ادخل اوضة مش هيمنعني شيء صغير زي كرسي.
.. في الحالة دي انا مصممة علي وجود مفتاح.
نظر إليها في إزدراء لبرهة ثم قال.. يا دكتورة انا ذوقي ارقي من كده.
ثم إقترب منها قليلا وهمس.. اوضتك هي اخر اوضة ممكن احب ادخلها.
ثم خرج وأغلق الباب خلفه تاركا إياها واقفة بوسط الغرفة وقد أحمر وجهها حنقا وغيظا!
لم تنم ظلت ساهرة ملء جفنيها فيما عيناها لم تكف عن سفح الدموع كانت تبحث في محاولات يائسة عن حل لمشكلتها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل وكالعادة لم تجد وسيلة للتعبير عن ضيقها وندمها إلا البكاء وبعد تفكير طويل إستقرت علي قرار أخيرا رغم ذعرها من تلك الفكرة إلا أنها كانت تفضلها عن نظرات الكره والإتهام بأعين أحب الأشخاص إليها وبالأخص خالد الحبيب المسكين كم کرهت نفسها كم أرادت أن ټنتقم من نفسها آلاف المرات علي ما فعلته بنفسها لا بل علي ما فعلته بهم سكتت عن البكاء فجأة ثم كفكفت دموعها وتناولت هاتفهها ثم أجرت الإتصال به ليأتي صوته الناعس بعد لحظات.. الو.
جاهدت كي تبقي تبرتها طبيعية وهي تجيبه.. خالد.
.. عبير!
هتف بقلق ثم سألها.. ايه يا حبيبتي خير في حاجة
.. لأ يا خالد مافيش حاجة.
.. اومال بتكلميني ليه في الوقت ده
.. اتضايقت اني كلمتك
.. لا لا يا حبيبتي ابدا بس قلقت عليكي انتي كويسة
.. اه كويسة انا بس اتصلت بيك عشان اسألك سؤال.
.. سؤالين يا عمري اتفضلي
صمتت قليلا ثم سألته بتمهل.. خالد انت بتحبني
.. بمۏت فيكي يا حبيبتي بعشقك.
عضت علي شفتها بقوة وهي تحارب دموعها ثم خرج صوتها بصعوبة فقالت.. طيب يا خالد انا عايزة اطلب منك طلب.
.. آمريني.
.. انا عايزاك تسامحني.
.. اسامحك
سألها بإستغراب بالغ ثم تابع.. اسامحك علي ايه يا عبير
.. علي اي حاجة عملتها وضايقتك.
.. يا عبير انتي مش متخيلة انا مبسوط ومندهش ازاي من التفيير اللي حصلك في اليومين دول لكن عموما انا عمري لا زعلت منك ولا اتضايقت عارفة ليه
.. ليه
.. عشان انا كنت متاكد ان هيجي اليوم اللي اسمع منك فيه كلامك ده عشان كده كنت مسامحك من البداية يا حبيبتي.
لم تستطع كبت انفعالها أكثر فوضعت يدها علي فمها وراحت تبكي بصمت ولكنها سارعت تقول بصوت متهدج.. تصبح علي خير يا خالد.
ثم أغلقت الخط وأخذت تجهش بالبكاء المر!
إستيقظت داليا في الصباح التالي قلقة فقد أزعحها ضؤ الشمس المنخلل من بين ستائر الغرفة ففتحت عيناها ببطء وهي تتمطي بكسل وكم كانت فرحة حين نظرت إليه حيث كان نائما في سلام تام أفاقت داليا من شرودها باسمة ثم راحت تحدق فيه وإمتدت يدها دون إرادتها بإتجاه وجهه وكادت تلمسه إلا أنه تحرك بقلق ثم تقلب بالفراش برشاقة حتي إستقر علي جانبه الأيمن إستاءت لذلك فهي كانت تريد لمس وجهه فنهضت بعناد وإستدارت حول الفراش حتي وقفت أمامه فچثت علي ركبتيها أمامه في هدوء ثم مدت يدها بحذر كي تلمس وجهه ثم فجأة وبدون مقدمات فتح عيناه ثم قال باسما.. قد كده مش قادرة تبعدي عني
صړخت بفزع بينما أطلق ضخكة مجلجلة وهو يتسطح علي ظهره ثم نظر إليها وتابع قائلا.. مكنتش اعرف ان شكلي بيبقي حلو اوي كده وانا نايم.
وثبت قائمة في سرعة ثم سألته متعلثمة.. انت حضرتك صاحي من امتي
رمقها بخبث قائلا.. من ساعة ما كنتي سرحانة قي وشي لدرحة اني لما فتحت عنيا مخدتيش بالك.
ثم إنفجر ضاحكا من جديد فكادت ټموت من شدة خجلها وحاولت أن تجد أي مبرر أو أن تقل شيئا علي الأقل لكنه سارع إلي القول.. خلاص يا داليا هدي اعصابك انا مبقتش غريب عنك يعني.
ثم ترك الفراش وإتجه نحو الخزانة فسألته.. حضرتك خارج
أجابها دون أن يلتفت إليها.. ايوه حضرتي خارج.
سألته في تردد.. رايح رايح فين
.. رايح الشركة.
.. رايح الشركة!
رددت في دهشة بالغة فإلتفت إليها ثم أجابها.. اه رايح الشركة قعدتي في البيت مش هتأكلنا عيش لازم اروح اشوف شغلي.
تمتمت مرتبكة.. ايوه