الأربعاء 01 يناير 2025

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

كعادته فملامحه كانت صلبة وقاسېة إلي درجة أن وصفه بالرجل الوسيم فقط كان نعتا لا يفي بالمطلوب إذ أنه دائما سواء في هدوءه أو ثورته يمتلك نوعا من العڼف الرقيق أكد لها أن حياته لم تكن حياة إنسان لاه مسترخ  كان معتادا علي الرفاهية فعلا لكن الشخصية التي بانت من خلال ملامحه لم تخلق من مثل نمط الحياة هذه كان قاسېا في مشاعره وسلوكه ولكنها وقعت بحبه سهوا أغرمت به إلي أقصي حد فهو من حرك مشاعرها لأول مرة هو من أوقظ تلك الأنثي بداخلها هو من أوقد تلك الشعلة الملتهبة بداخلها التي بثت لهيب حبه بكيانها والتي لن تنطفئ حتي يتوقف قلبها عن الخفقان. 
لم تعلم كم مر عليها من الوقت وهي جالسة تخوض صراع قوي بين عاطفتها وعقليتها لم تنتبه إلا عندما إنفتح باب الغرفة ودلف عز الدين بمنتهي الهدوء بعد أن أغلق الباب من خلفه بينما هبت من الفراش مذعورة حين رأته يتقدم صوبها ببطء وكأنه أسد متربص جاهز للإنقضاض علي فريسته فرت من أمامه راكضة حيث إلتصقت بالجدار في أخر الغرفة فيما ألقي بثقله علي الفراش متهالكا مما أدهشها وأثار حيرتها!
بينما تنهد بعمق مسندا رأسه إلي حائط الفراش وتمعن فيها بكسل متأملا خۏفها الظاهر بوضوح في دموع عينيها ورعشات جسدها ثم همس بلهجة صارمة.. تعالي هنا.
تجمدت داليا بمكانها ثم هزت رأسها پخوف قائلة.. لأ ارجوك قول اللي انت عايزه انا سمعاك من هنا.
أعاد عبارته بلهجة حادة مرتفعة .. تعالي هنا.
إنتفضت داليا ودمعت عيناها ثم هزت رأسها ببطء رافضة أمهلها عشر ثوان للعدول عن رأيها ثم فقد صبره  فقفز واقفا علي قدميه پعنف شديد وتقدم صوبها بخطوات غاضبة حتي وصل إليها فطرح يديه علي كتفيها ثم شدد قبضته عليها قائلا بنعومة شرسة.. انتي بتزودي عصبيتي يا داليا اسمعي الكلام احسنلك.
ثم غرز أصابعه في كتفيها غير آبه بمقاومتها الركيكة فهتفت تقول بإرتباك مچنون.. انا عارفة اني غلطت بس بس...
.. غلطتي!
قاطعها بقوة ثم تابع بصوت قاس وكأن الڠضب يسحق الكلمات بين أسنانه.. انا متاكد انك مكنتيش في وعيك اساسا لما اتصرفتي معايا انا كده وقدام الناس كمان بس احب اقولك ان اللي عملتيه ده اتنسي خلاص ومحدش هيجرؤ يفتكر اللي حصل اساسا عارفة ليه لان كل الناس اللي شوفتيهم دول بيخافوا مني واكبرهم قبل اصغرهم بيعملي حساب الا انتي.
إبتلعت ريقها بصعوبة وكادت تتكلم فسارع إلي القول بحدة.. هو الموقف ده فعلا اتنسي بالنسبة للناس لكن بالنسبة لي انا لسا متنساش ومش هيتنسي قبل ما ادفعك التمن يا داليا واضح اني كنت لطيف معاكي لدرجة صورتلك اني ضعيف لكن لأ يا داليا مش انا مش عز الدين نصار اللي تعمل فيه كده واحدة زيك انا شكلي فغلا كنت غلطان لكن خلاص مش هتمادي تاني في الغلط بس الاول لازم اصلح غلطتي.
تسمر بصرها في عينيه المشتعلتين وسط وجهه الغاضب المخيف ثم قالت بصوت مبحوح.. ابعد عني لو سمحت.
برقت عيناها بدموع الخۏف وهي تتوسل إليه ثم تابعت.. انا بعتذرلك انا اسفة سيبني بقي.
إبتسم بتهكم قائلا.. اعتذارك مقبول يا داليا بس ده مش هيمنعني عن اللي في دماغي بردو.
رجته بضعف بينما عاد ينظر إليها وقد سيطر علي أنفاسه اللاهثة ثم رفع حاجبيه بإندهاش مصطنع وقال.. وانا بعمل فيكي ايه بس يا داليا انتي مراتي وبطالب بيكي ده حقي.
رمقها بحدة فإنهارت قواها تماما تحت إصراره فراحت تبكي بهوان قائلة.. ارجوك بلاش دلوقتي.
كانت تعلم بأن كل توسلاتها لن تؤثر فيه مثقال ذرة إذ أدركت أنها أبعدته عنها ما فيه الكفاية وأنه قد وصل إلي نقطة اللاعودة في نفاذ صبره وغضبه بينما قفزت برأسها صورته مع جومانة فعادت إلي صوابها وأبعدت وجهها عنه بقوة صاړخة.. لأ لأ مافيش اي حاجة هتتم بإرادتي.
رمقها پغضب ثم رفعها بين ذراعيه مزمجرا.. يبقي ڠصب عنك بقي.
في الصباح التالي إرتدت ياسمين ملابسها وجمعت أدواتها وأشيائها المهمة إستعدادا للذهاب إلي الجامعة وبينما كانت تهم علي مغادرة غرفتها سمعت صوت إرتطام الحصي بزجاج شرفتها قطبت حاجبيها مستغربة ثم إتجهت نحو الشرفة وفتحتها لتكتشف أن الفاعل هو عمر إبتسمت بخفة وهي تطل من الشرفة وكأنها جوليت تستقبل روميو.. صباح الخير يا دكتورة.
حياها عمر بإبتسامة مرحة وقد وقف تحت الشرفة بملابسه التي لم تخل من الأناقة بينما حيته ياسمين بدورها.. صباح النور يا استاذ.
ثم تابعت متسائلة.. يا تري اقدر اعرف ايه الحكاية وكنت بترمي ايه في البلكونة
ضحك بخفة ثم أجابها متجاهلا جزء من سؤالها.. بصراحة انا رايح الجامعة عشان اجيب جدول الامتحانات لعبير فقلت الحقك يعني.
رمقته بحيرة قائلة.. تلحقني يعني ايه!
.. اقصد اوصلك في سكتي يعني ما انا بقولك رايح الجامعة.
قالت بشك.. بس اللي اعرفه انك دلوقتي مرفود من الجامعة بسبب خناقتتا المشهورة هتدخل عادي كده
إمتعض وجهه بإنزعاج مصطنع فقال.. طيب بتفكريني ليه دلوقتي انتي شكلك مش عايزاني اوصلك صح
نظرت إليه صامتة فأومأ رأسه قائلا.. عموما انا حبيت اعرض عليكي مساعدتي بما اننا بدأنا صفحة جديدة زي ما انا فاكر يعني بس واضح ان الكلام ماكنش طالع من قلبك.
قهقهت ياسمين بقوة ثم عادت تنظر إليه قائلة.. تعرف ان الطريقة دي من اقدم الطرق للإستدراج بس انا موافقة انك توصلني بمزاجي فاهم بمزاجي.
عض علي شفته بغيظ خالطه إعجاب دفين ثم تطلع إليها باسما وقال.. ماشي يا دكتورة وانا مستنيكي.
وأختفت ياسمين من أمامه إلي الداخل ثم إلتقطت أشيائها قبل أن تلبي دعوة عمر بكل مرح وعلي الطرف الأخر كان عمر ينتظر نزولها وعندما ظهرت أمامه أخذ يتأمل جمالها الشبيه بجمال الأزهار ثم إقتطف لها زهرة صفراء ذهبية تقبلتها بإبتسامة خجلة ثم إستقلا السيارة معا وإنطلقا خارج أسوار القصر بينما كان موكب الشمس يتهادي في الأفق ونسيم الصباح يهب بلسعة باردة منعشة ..إستغرقا في الطريق نصف ساعة تقريبا حتي وصلا إلي الجامعة .. طيب يا استاذ عمر شكرا علي التوصيلة.
شكرته ياسمين باسمة فإحتج ضاحكا.. طيب ايه لزمتها يا استاذ عمر دي ناديني باسمي عادي انا مش لابس طربوش يعني.
ضحكت لتعبيره قائلة.. ماشي يا عمر شكرا تاتي وسلام بقي.
وكادت تدفع باب السيارة لتخرج إلا أن صوته المتردد إستوقفها.. تحبي ارجع اخدك بعد ما تخلصي محاضراتك
إلتفتت إليه مجددا ثم قطبت حاجبيها قائلة.. مش عايزة اتعبك انا عارفة السكة كويس.
.. مافيش تعب يا ستي والله صدقيني انا فاضي مابعملش حاجة.
إبتسمت بخفة ثم قالت.. ماشي وطالما انت مصر كده يبقي انا اللي هاجيب جدول امتحانات عبير وخليك انت متدخلش منعا للمشاكل.
أومأ رأسه باسما ثم سألها.. طيب هتخلصي الساعة كام
نظرت في ساعة يدها ثم أجابته.. هخلص علي الساعة 1 ونص.
.. تمام هجيلك من 1.
منحته بسمة جامدة مراوغ ثم ترجلت من سيارته!
إستيقظت داليا متأخرة نحو منتصف النهار فتحت عينيها ببطء لتجد نفسها وحيدة بالفراش بل بالغرفة بأكملها دمعت عيناها وهي تتحسس الوسادة حيث كان يرقد عز الدين قبل قليل ثم إستوت جالسة علي الفراش وهزت رأسها بقوة وهي تبتسم بمرارة سرعان ما تحولت إلي

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات